المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرع الجَوى .


عبدالله مصالحة
02-04-2021, 12:47 AM
-لا تكذب يا ليلُ على مآقي السنين
حانة البكاء مكدّسة
فرط الوجه ممزّق
ودمع الامكنة يسيل !
-ذهابك يا ليليّ لم يجيء
نجومك عاجزة عن تأويل الضوء
حتّى القمر شاب مجده
ورتّل أغنية الخفوت
-راقصة الفراغ في الرأس حيرى
تداعب قدميها بالأماني
تستُر عريّ اللحظة بنافذة الخلاص
والفجر في خطواتها عدم
-حتى عناكب الوجع على الجدران ساكنة
غزلت من خيوط الجبين حسرة
كلوحة النهايات الآسرة
باردة الألوان
-ما أشدّ الضيق في عيني أحلامك
حين تمارس الرحيل صمتا ً
تخونك العبارات
تستطرد الكلمات
تتكسّر مرايا أملك
ووجهك لا يبين !

عبدالله مصالحة
02-04-2021, 12:49 AM
ترى كم مشوار متصدِّع للقلب نحتاجه كي نُخفي تجاعيد الوجه الآفلة بالأزمنة ؟

عبدالله مصالحة
02-04-2021, 12:53 AM
ترى يا بحر كم نجمة نكثت ميعاد ضوءها في عينيك ؟ وكم غريم ساق نبل حكاياه في مدّك المهيب ، وتلاطمت امواج وعسعس ليل في أقحوان اللذة النائية ساعة قمر صريع الإنسان ، وكم غيبة في وجهي تلاقت نديّة عند شاطيء المتى ؟ فصار نشيد الروح يتهافت الصمت خلسة عقب كل رحيل !
خذني بعيداً بعيداً ، نهجر المسميّات الزائفة ورائحة الدنيا النكراء ، وعِدني في اذن حزني مزية نور تعطس حال الوحدة الصماء ، أغادرني والموج يحترق تحت قدميّ بالكلام ، باللحظة العارمة بالمستحيلات، بالنجوى المذابة في يباس المصير ، يعترينا غابر تسوية لا تستقيمنا ، نفك من إثر الاختناقات وجه التلاوات ، وجع الضمير المسجون ، وقصص العنوت المريد .

عبدالله مصالحة
02-04-2021, 12:56 AM
ثمان أعوام تمرّ كغزل الحصى من سجّادة الموانىء, كل عامٍ ينسلخ من عضد الجسد هيئة جديدة , يتداخل فيّ الحزن كسحرٍ متّقد الذِروة .. والأنفاس باردةٌ كسهمٍ مسموم لا يستنده جدار حتّى يموت , عند ذات الفراغ الملُقى في ركن الكون الفسيح , تجدني وربيبات الفكر مسارح فوضويَّة , قدريَّة , مشغولة بالاعتراض على كلّ ما سبق من فتنة تآكل فيها العمر إراقة , رواقنا معبَّد بالإنفعالات المرضية والجسورة في تعاطي الأحداث بكلّ ألوان الهجر الإنسيَّة .. والقلب لا يجد موطنا ً لرقعة أخرى يدسّ فيها خيباته المتبقّية سوى لسان يمحق بالصمت الرفيع تكالبه !
السجن في الذّات مربكٌ حدّ الوحدة الجانية , مثمر بالانثيالات النفسيَّة الحارة , مغدور بقهر لا يجد فيه غير تورية وتسويف للأمل , وثمر مجدك المعانق للسحاب في الرأس يتخلَّله خريف لا فصل بعده , فالوقت زحامٌ والفراغ اسطول الإنتظار .

يكفينا من الأرض أن تداعب صحوة الرّوح ساعة استذكار أخرويّ , نتفكَّك فيها على حسب الأعمال , نوازن المقت الذي ينبجس من فيح الفؤاد , نبصر الحال ويبصرنا المآل , والانشودة التي ترتفع ما زالت متّصلة بالرجاء , بالقدرة الوحيدة المرابطة على اليقين

عبدالله مصالحة
10-10-2021, 07:15 AM
موجع أن تبتسم لحدود لا تُعرف , أن تقتبس ذواتا ً من صيرورتك لاتعدّ من وجهك إلا إختناق الأمكنة وأوراق الخريف , فالشتاء على القلب بركان , يغرز في جسدك نصل إحتراقه حتّى لا تجدك كما ينبغي
ككل الصباحات المشوبة بالحمد حين حيرة : تفتح في مصراعي كتابك بداية تظنّ أنّها جديدة , والضمير وحده يبكي النتاج
كيف لي أن اعدّ أشكالي الملقاة في الفراغ ساعة تذكّر قسريّ .؟
إنّما الجُبن كلّ الجُبن أن تصمت عنك حين تدعوك للكلام !

عبدالله مصالحة
10-10-2021, 07:17 AM
الثانيَة ظهرا ً بتوقيت المَطر , التبغ يحترق , والعقل متخمٌ بالفراغ
الكرة الأرضيَّة إمرأة تزفر نواحها غدا ً يَموت
الناس ذو شَيبٍ وقفار
يرتدون معابر آثامهم
الملائكة تكتب
الاشراف يضحكون
والسخرية مطاف الأولياء
كنّا هُنا
نرتدي بصيرة شاردة
نحاول أن نعبث بألوان الوجود
نتطاول على ملح الأرض
نجلس على الكرسيّ
نؤشِّر بإبهام السَطوة
فيقع الدَمّ
ونقع
ونرتدي ثوب عجوز
وننام في سلام .

عبدالله مصالحة
10-10-2021, 07:18 AM
مهدٌ أنتِ مُخيفُ العُقبى به الإقبال
يرتقي وسعة انوثتك أسراب حمام
ورقيق حنوّك بيادر تسموا
فيسمو الشَّوق بكِ الآماد

يا جنَّة لا تُرهبها رياحٌ مكلومة
يا حنينا ً قلَّ رَمَدُ عيشه قفر الأغنيات
هل لي بحلم بين يديك يفيقُ نِعمَة ..؟

هل بيننا ميعادٌ نَحو السماء فنتراشق به مَطر الأقحوان .؟
وهل ذابت مِن غفواتنا شقاوة الأطفال
والرَّعد ينساق إلى أشجارنا العتيقة
والغربة مرميَّة إلى قاع حُلُمنا الوحيد
لنبقى في الهواء بلا رئة للكلمات
سوى أنفاس تتقن خلق الحدود الورديَّة

عاجليني بأنفاسك ووشوشة الشّموع
فأنا المحترق في رفوف انوثتك
أشاكس أشياءك حروفا ً هائمة
وألتحم بكِ كُتبا ً لا تخطئ غزل الوجوه
فالوحشة في معصميكِ طريقا ً
وانا القافلة الوحيدة بين عينيك
أجرجرها بحبّ عظيم
فتصل مُرادك المختبئ
ويتعاظم سحر الالتقاء

أيَّتها الحالمة في ضُحى قرويّ
مَسِّدي مِن تحرُّكاتك مأربي
واركضي إلى الغَد
إلى الأيام
إلى روحي
وأزيلي حُزني مِن لَوحات الشَّقاء .!

عبدالله مصالحة
10-10-2021, 07:18 AM
لاحتمالات تقرقر في معدة الحال،وجمود النتاج فوضى،يهزّني الليل كجذع منسيّ، اوراقه خريف راحل للداخل الفضيّ،بيد أن مطر الكون يتساقط كحبات العنب ، شهيّ إلا من حلقي ، وغنيّ إلا من جفاف اصابعي ، ادور ابحثني في المسافات وعيون الوقع الساهر أملي،ارتديني كآخر واركض كالحمّى في جسد المرضى إلى منفى يثريني بقطعة من وجهي ، ويطرق الواقع شمسي المنسية وتصفعني غوغاء الضوء لارتدّ عن الحروف وعن الارض وعن الحرية لأنام كدمية وسط زحام الزّخات وفراغ الأشياء ، مطوّلا سأنام
ن و م ا ع مي ق ا .

عبدالله مصالحة
10-10-2021, 09:05 AM
أتدرين أيتها العالقة هنا في عتمة القلب ، لك في حلق الاشتياق ترياق أبجديّ مكلوم صيحة الإنتظار ، سديمٌ هذا الطريق الذي يحتويك حين ذكاء الخاطر ، تتشكلين في المسام أمنية بعيدة ، وربيع مجدك في الفؤاد اسطول حنين

عبدالله مصالحة
10-10-2021, 09:07 AM
أيّها القلب المسجور لوعة غارقٍ , كفاك ظمأ العيش حيرة أدمعِ
بقاياكَ على الماء شاردة , تسقي الحنين فجيعة المسكبِ
ونبض العَجول فاقَ ظِلاله , كأنَّ الوُحشة في عين الحبيب زلازل
ضاقت به الأرض حين فرّ نحيبه , كــ الإتّساق عسعس به اللَّيل الأبهم

أجيبي عينيّ يا صاحبة النَّوى , فحاديكِ جبلٌ به الصَّبر احتمى
لا القافية أرجوا ولا الجناس أبتغي , لأنّ ديدن الإكثار في اللّغة إنبرى
توالت من أسر الحياة دميمة , لمّا جلست على أكتافه الحرَّة العنا .

عبدالله مصالحة
10-11-2021, 09:51 AM
ننام على الأحلام الورديّة، ونفيق على ربّما .. والأجل يحيك تواضعه في الرقاب، كم من عمر يحتاجنا لنفهم أنّ المحتوم رائد صفحة الوجه ، أن الدنيا بتقلّباتها وهم حقيق، يا ذواتنا الخَرِبة عن المقيل !

عبدالله مصالحة
10-11-2021, 09:52 AM
إنّي مريضٌ أجل , فذا رأسي لا يحمل من الأفكار سوى التّعب , سوى الحنين المخضَّب بحبق صوتك المكلوم شوقا ً , لا نغازل ما بقي من أرضٍ في المسافات بيننا , سوى وعد المجيء الآبق حتفه , خذيني في حِلمك حين أفقدني , وآي مجدك يسقيني الهدأة المُثلى , اجمعيني في عباءة الشِّعر سطرا ً تحمله النّوارس بحر الاستقرار , علِّميني كيف يكون الدمع جافا ً دونك , كيف يرسم الرّاكضون عرق أجسادهم دون وصول , والمحيني في الأشياء وجها ً , وغادريني حين يشتدّ خطب الظّنون .

عبدالله مصالحة
10-11-2021, 09:56 AM
اعود لأبتذل من الكلام نفعا ً يجنيه طالب الحديث , أباشر عمل الكلمات بيُتم حال , أغير على الصَّحوات , وقلبي الهشّ من حياة يستعيذ من كلّ سكنات الإمتعاض , إنّي في الهرولة المسكونة أحتسي الفراغ نهرا ً حبريا ً , اتنفّسني ووجهي المخضرّ من فتنة الصَّبر يسكب ألوان العنوت , فجرا ً مغضبا ً ونوحا ً لا تماريه في النَّحيب الظّنون , كم من حمدٍ ينبغي من الفيه إستخراج وكم من الرّاحة في النتاج يعتلج الضَّمير .

عبدالله مصالحة
10-11-2021, 10:02 AM
مالي أراكَ يا حُزن تُباري الرّيحَ سُرعَة في وَريدي , تَتفَنَّنُ بصَعقِ مُخيِّلَتي عَن دَواءِ الارتياح وتأنَفُ عَن إقباليْ إلى رَوضِ تَسكُنُه الفَراشات
ما الخَيرُ في إقتنائي وِجهَة داميَة تَجرُّ السُّطور جَرَّ المَسخ على عَتبِة تَنتَفضُ حَرقا ً لـ مصير , تُدوِّخُ أسلوبَ البَقاء وتَطعَن في خاصِرَة الصُّبح نَشوة الفَزَع , أتَبكيني كما أنحُبُ في ظِلِّكَ الواعِد للغَّصاتِ المالِحَة .؟ أم تَذكُر أحجيَة الهَزهزاتِ الدَّاخلية في بَنانِ صَحوتي , ما غَيثُكَ وقَد كَفرَ بِكَ القَمر تَبسُّما ً وكَتبَتك اليَدانِ عَقيم اللُّجوء لـ أمرٍ قَدْ قُدر , الآن وما مَضى فيكَ بارِزُ القَتلِ عَيانا ً , يَفتِكُ الحُلم المُرمى على لَوحة هِجائي وطَربُ الذَّاكِرَة يَحتضُر شَعاثَة أمرِكَ الهائِم في ضَحضوحة الرِّثاءْ , ما الغَلَبة يا حَياة وَقد نُهِشَ فِعلُ القَدَمِ ثَباتا ً .؟ تَغنَّى يا صُبحِ كما شئتَ بفوضويَّة فـ الأصابِعُ هارِبَة مِن سَطرٍ إلى آخر تَبحثُ عَن ايّ مِحرابٍ فاتِنُ الضُّوءْ يَغسِلُني مِرارا ً مِن انهِمارِ تَواجُده ويقرأ عليَّ تَعاويذَ الإنبلاجِ الطّاهِر : أن يا شَقيَّ اللَّسعاتِ قُم وارتع لَنصيبٍ يَحدوك , ذاكَ آخرُك عَلِمَ إبتداءك !

عبدالله مصالحة
10-11-2021, 10:26 AM
فيا لمحة الفجر من تائه البعيد هلمّ بنا , نواري أنفاس البرد تحت جلباب الصَّحو العتيد , نسامر الوقت على كيفيَّة الأوتار , نتبدَّل كمنجات روحيَّة كلّ ارتشافٍ لقهوة الحياة المرَّة .. وذاك المهرول في صورة الإنسان تتبخّر أقاويله عند عتبة المشوار

عبدالله مصالحة
10-11-2021, 10:31 AM
صباح البرد يفتك بحال الأمّة النائمة , صباح الذّل يستوطن مَجدنا ,صباح الأجيال الخائبة التي ترى وجوهنا تحت ظلال المال , ولا تجدنا تحت ظلال السيوف , لله ما نحن وعذرا ً كبيرة لا تسع الحياة للدّين .

عبدالله مصالحة
10-11-2021, 10:32 AM
كلَّهم للبيعة عناوين , ذات غارقةٌ مع آخر وأخرى تلد من أديم الأرض جفاف , والحب ما أوثق حزنه حين يغلي الفقد على مرافئ الشوق , يبحر في ذات المطر , ذات الوعيد , ذات المواثيق , ولا قلب يستقبل مؤق الإنتظار , كم كانت غيبة الطّيبين حاضرة , وكم من مجد سما في عتيق الوحدة الخالدة , لم تكتمل أنصاف الأشياء عند شرفة الذكريات , كانت رياح الأيام مضجرة من سكون الليل , يغبط القمر على ضوءه , يساوره شكّ في عتمة ما : هل للحفاة من عتابٍ على باب الباطل ..؟

سأترك لكم ما بقي من حنين على قارعة الوقت , عند ظلّ العجوز المنتشر في عبق التاريخ , ذكرى خامدة وصفحات يقرأها المارَّة بكلّ أنفة تحقّق معنى الإخلاص

عبدالله مصالحة
10-12-2021, 07:18 AM
تقصّ الأيام طاغوت العنا , إثر قبضة يدك لترابٍ يبقيك , تفور الأحلام من أنفاس الطّرقات , وتتبخّر مواويل الصَّحو عن أجفان الحديث , فكم يملكُنا لنمتعض على متاريس الحياة المقولبة باتّجاهات لا تُريدنا , وكم يعينا أن نستوعب حاضنة الوَقت بذكريات مؤبَّدة .؟

أتنفَّسني كما هواء الفجر المنعش , أعيد ترتيب أدخنتي لتخرج بيقين , ألملم شتاتي في الدَّواخل , وأمشي ناصبا ً أدمغتي الحيرى عند تلكم السَّماء الفسيحة , وتحولات أن أكونني جسيمة المأخذ بانتقاص ,

أراكِ في صوت النّايات الحزينة , تمسِّدين شعرك بعفويَّة الملوك , يضحك وجهك في المدى , ويرتأي صوتك مفاصلي فيرتجف القلب , وتعلن المسامات زحزحة التأويل , وما تلك العيون ببعيد عن زجّ جميع تفاصيلي في حنّو غابر عن أرضٍ نسكنها , ألا وقلبك يفتتح النبض بشوقٍ مكلوم , فمدّي يديك للشمس , ذيّاك وجهي يراقب نشوة المجيء , يمتحن الصَّبر بلا كيفيَّة , ويطعن حيرة التَّمام بحضرة إلتمامك ,

عند تلكم الغيبيات في جبيني يسرح العقل , يرسم مجدا ً عابرا ً تنطقه جمادات اللّغة , يبيع الحظ المركون في الجمجمة , ويتناول الرّوح صفع ايجاد .