المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)


الصفحات : [1] 2

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:37 AM
1 ـ ابك على خطيئتك ..
ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه و إن تاب منها و بكى عليها ! ، وإني رأيت أكثر الناس قد سكنوا إلى قبول التوبة ، و كأنهم قد قطعوا على ذلك ، و هذا أمر غائب ، ثم لو غُفِرَتْ بقي الخجل من فعلها ، و يؤيد الخوف بعد التوبة ؛ أنه في الصحاح : أن الناس يأتون إلى آدم ـ عليه السلام ـ فيقولون : إشفع لــنا ، فيقول : ( ذنبي ) !! ، و إلى نوح ـ عليه السلام ـ فيقول : ( ذنبي ) !! ، و إلى إبراهيم ، و إلى موسى ، و إلى عيسى ـ صلوات الله و سلامه عليهم ـ ، فهؤلاء إذا اعتبرت ذنوبهم لم يكن أكثرها ذنوباً حقيقة ، ثم إن كانت ؛ فقد تابوا منها و اعتذروا ، و هم ـ بعد ـ على خوفٍ منها . ثم إن الخجل ـ بعد قبول التوبة ـ لا يرتفع ! ، و ما أحسن ما قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ : ( و اسوأتاه منك و إن عفوت ) ، فأفٍ ـ و الله ـ لمختارِ الذنوبِ و مؤثرٍ لذةَ لحظةٍ تبقى حسرة لا تزول عن قلب المؤمن و إن غُفِرَ له ، فالحذر الحذر من كل ما يوجب خجلاً ، و هذا أمر قل أن ينظر فيه تائب أو زاهد ؛ لأنه يرى أن العفو قد غمر الذنب بالتوبة الصادقة ، و ما ذكرته يوجب دوام الحذر و الخجل .

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:39 AM
2 ـ الوقت كالسيف ..


رأيت العادات قد غلبت الناس في تضييع الزمان ، و كان القدماء يحذرون من ذلك ؛ قال الفضيل : ( أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة ) !! . و دخلوا على رجل من السلف فقالوا : لعلنا شغلناك ؛ فقال : ( أصدقكم كنت أقرأ ؛ فتركت القراءة لأجلكم ) !! ، و جاء رجل من المتعبدين إلى سَرِي السَّقَطي ، فرأى عنده جماعة ؛ فقال : ( صرتَ مناخ البطالين ) ثم مضى و لم يجلس !! ، و متى لان المزور ؛ طمع فيه الزائر ؛ فأطال الجلوس ؛ فلم يسلم من أذى ، و قد كان جماعة قعوداً عند معروف فأطالوا ؛ فقال : ( إن مَلِكَ الشمس لا يَفتر في سَوقها .. أفما تريدون القيام ) ؟! ، و ممن كان يحفظ اللحظات عامر بن عبد قيس ، قال له رجل : قــف أكلمك ، قال : ( فأمْسِكْ الشمسَ ) !! ، و قيل لكرز بن وبرة : لو خرجت إلى الصحراء ، فقال : ( يبطل الزوجار ) !! ، و كان داود الطائي يَسْتَفَُ الفتيت و يقـول : ( بين سَفِّ الفتيت و أكل الخبز قراءة خمسين آية ) !! ، و كان عثمان الباقلاني دائم الذكر لله ـ تعالى ـ ، فقال : ( إني و قت الإفطار أحس بروحي كأنها تخرج ؛ لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر ) !! ، و أوصى بعض السلف أصحابه فقال : ( إذا خرجتم من عندي ؛ فتفرقوا ؛ لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ! ، و متى إجتمعتم ؛ تحدثتم ) !! . و إعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة ؛ فإن في الصحيح عن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنه قال : ( من قال سبحان الله العظيم و بحمده ؛ غرست له بها نخلة في الجنة ) !! ، فكم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثواب الجزيل ؟! ، و هذه الأيام مثل المزرعة ، فكأنه قيل للإنسان : كلما بذرت حبة ؛ خرجنا لك ألف كر ، فهل يجوز للعاقل أن يتوقف عن البذر و يتوانى ؟! ، و الذي يعين على إغتنام الزمان الإنفراد و العزلة مهما أمكن ، و الإختصار على السلام أو حاجة مهمة لمن يلقى ، و قلة الأكل ، فإن كثرته سبب النوم الطويل و ضياع الليل ، و من نظر في سِيَرِ السلف و آمن بالجزاء ؛ بان له ما ذكرته .

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:41 AM
3 ـ جهاد الشيطان ..

رأيت الخلق كلهم في صفِّ مُحارَبةٍ ، و الشياطين يرمونهم بـ ( نبل الهوى ) ، و يضربونهم بـ ( أسياف اللذة ) ، فأما ( المُخَلِّطُون ) ؛ فصرعى من أول وقت اللقاء! ، و أما ( المتقون ) ؛ ففي جهد جهيد من المجاهدة ، فلا بد ـ مع طول الوقوف في المحاربة ـ من جِراح ! ، فهم يُجْرَحونَ و يُدَاوَوْنَ ، إلا أنهم من القتل محفوظون ، بل إن الجراحة في الوجه شَيْنٌ باقٍ ؛ فليحذر ـ ذلك ـ المجاهدون .

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:42 AM
4 ـ حذار من الدنيا ..

الدنيا ( فَخٌ ) ، و ( الجاهل ) بأول نظرة يقع ! ،
فأما ( العاقل المتقي ) فهو يصابر المجاعة ،
و يدور حول الحَبْ والسلامة بعيدة ،
فكم مِن صابرٍ إجتهد سنين ، ثم في آخر الأمر وقع ؟!! ،
فالحذر الحذر ، فقد رأينا من كان على سنن الصواب ، ثم زل على شفير القبر ! .

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:43 AM
5 ـ جهاد الهوى ..

تأملت أمراً عجيباً ! ، و أصلاً ظريفاً ! ، و هو إنهيال الإبتلاء على المؤمن ، و عرض صورة اللذات عليه مع قدرته على نيلها ، و خصوصاً ما كان في غير كلفة من تحصيله كـ ( محبوب موافق في خلوة حصينة ) ، فقلت : سبحان الله ، ههنا يبين أثر الإيمان لا في صلاة ركعتين ! ، و الله ما صَعِدَ يوسف ـ عليه السلام ـ و لا سَعِدَ إلا في مثل ذلك المقام ! ، فبالله عليكم ـ يا إخواني ـ تأملوا حاله لو كان وافق هواه ؛ من كان يكون ؟! ، و قيسوا بين تلك الحالة ، و حالة آدم ـ عليه السلام ـ ثم زنوا بميزان العقل عقبى تلك الخطيئة ، و ثمرة هذا الصبر ، و اجعلوا فهم الحال عُدةً لكم عند كل مشتهى ، و إن اللذات لتعرض على المؤمن ، فمتى لقيها في صف حربه ، و قد تأخر عنه عسكر التدبر للعواقب ؛ هُزِمَ !! ، و كأني أرى الواقع في بعض أشراكها ، و لسان الحال يقول له : ( قف مكانك ، أنت و ما إخترت لنفسك ) ، فغاية أمره الندم و البكاء ، فإن أمِنَ إخراجه من تلك الهوة لم يخرج إلا مدهوناً بالخدوش !! ، وكم من شخص زلَّت قدمه ، فما ارتفعت بعدها ؟! ، ومن تأمل ذل ( إخوة يوسف ) ـ عليهم السلام ـ يوم قالوا : ( و تصدق علينا ) ؛ عرف شؤم الزلل ! ، و من تدبر أحوالهم ؛ قاس ما بينهم و بين أخيهم من الفروق ، و إن كانت توبتهم قُبِلَتْ ! ؛ لأنه ( ليس من رَقَّعَ و خاط ، كمن ثوبه صحيح ) ! ، و رب عَظْمٍ هِيْضَ ـ أي : إنكَسَرَ ـ لم ينجبر ، فإن جُبِرَ فعلى و هى ! ، فتيقظوا ـ إخواني ـ لعرض المشتبهات على النفوس ، و استوثقوا من لجم الخيل ، و انتبهوا للغيم إذا تراكم بالصعود إلى تلعة ـ كل ما إرتفع عن الأرض ـ ؛ فربما مد الوادي فراح بالركب .

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:46 AM
6 ـ حريق الهوى ..

من نازعته نفسه إلى لذة محرمة ، فشغله نظره إليها عن تأمل عواقبها و عقابها ، وسمع هتاف العقل يناديه : ( ويحك لا تفعل ، فإنك تقف عن الصعود ، و تأخذ في الهبوط ، و يقال لك : إبق بما إخترت ) ، فإن شغله هواه فلم يلتفت إلى ما قيل له ؛ لم يَزَل في نزول ! ، و كان مثله ـ في سوء إختياره ـ كالمثل المضروب : ( أن الكلب قال للأسد : ياسيد السباع ، غير إسمي فإنه قبيح ، فقال له : أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الإسم ، قال : فجربني فأعطاه شقة لحم و قال : إحفظ لي هذه إلى غد و انا أغير إسمك ، فجاع و جعل ينظر إلى اللحم ، و يصبر ، فلما غلبته نفسه ؛ قال : و أي شيء بإسمي ؟! ، و ما كلب إلا إسم حَسَن ؛ فأكل ) !! ، و هكذا الخسيس الهمة ، القنوع بأقل المنازل ، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل ، فااللهَ اللهَ في حريق الهوى إذا ثار ، و انظر كيف تطفئه ، فرُبَّ زلة أوقعت في بئر بوار ، و رُبَّ أثر لم ينقلع ، و الفائت لا يُستدرك ـ على الحقيقة ـ ، فابعد عن أسباب الفتنة ؛ فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم ، و السلام .

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:46 AM
7 ـ طغيان الهوى ..

تأملت على الخلق و إذا هم في حالة عجيبة ، يكاد يُقطع معها بفساد العقل ؛ و ذلك أن الإنسان يَسمع المواعظ ، و تذكر له الآخرة ، فيعلم صدق القائل ، فيبكي و ينزعج على تفريطه ، و يعزم على الإستدلاك ، ثم يتراخى عمله بمقتضى ما عزم عليه ، فإذا قيل له : ( أتشك فيما وُعِدَّتَ به ) ؟ ، قال : ( لا و الله ) ، فيـــــــقال لـه : ( فاعمل ) ، فينوي ذلك ثم يتوقف عن العمل ، و ربما مال إلى لذة محرمة ـ و هو يعلم النهي عنها !! ـ ، ومن هذا الجنس تأخر الثلاثة الذين خُلِّفوا ، و لم يكـن لهم عذر ، هم يعلمون قُبح التأخر ـ و كذلك كل عاص ـ ، فتأملت السبب ـ مع أن الإعتقاد صحيح ، و الفعل بطىء ـ ؛ فإذا له ثلاثة أسباب :
أحدها : رؤية الهوى العاجل ؛ فإن رؤيته تشغل عن الفكر فيما يجنيه .. و الثاني : التسويف بالتوبة ؛ فلو حضر العقل لحذر من آفات التأخير ، فربما هجم الموت و لم تحصل التوبة . و العجب ممن يُجَوِّزُ سلب روحه قبل مضي ساعة ، و لا يعمل على الحزم !! ، غير أن الهوى يطيل الأمد ، و قد قال صاحب الشرع ـ صلى الله عليه و سلم ـ : ( صلِّ صلاة مُودِعٍ ) ، و هذا نهاية الدواء لهذا الداء ؛ فإنه من ظن أنه لا يبقى إلى صلاة أخرى ؛ جَدَّ و إجتهد .. و الثالث : رجاء الرحمة ؛ فيرى العاصي يقول : ربي رحيم ، و ينسى أنه شديد العقاب ! ، و لو علم أن رحمته ليست رِقَّة ، إذ لو كانت كذلك لما ذبح عصفوراً ! ، و لا آلم طفلاً ! ، و عقابه غير مأمون ، فإنه شرع قطع اليد الشريفة بسرقة خمسة قراريط ! .

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:48 AM
8 ـ حساب النفس ..

تفكرت في نفسي ـ يوماً ـ تفكر محقق ؛ فحاسبتها قبل أن تُحاسب ، و وزنتها قبل أن تُوزن ؛ فرأيت اللطف الرباني ! ؛ فمنذ الطفولة ـ و إلى الآن ـ أرى لطفاً بعد لطف ، و ستراً على قبيح ، و عفواً عما يوجب عقوبة ، و ما أرى لذلك شكراً إلا باللسان ، و لقد تفكرت في خطايا لو عوقبت ببعضها ؛ لهلكت سريعاً !! ، و لو كُشِفَ للناس بعضها ؛ لإستحييت ! ، و لا يعتقد معتقد ـ عند سماع هذا ـ أنها من كبائر الذنوب ، حتى يظن في ما يظن في الفساق ، بل هي ذنوب قبيحة في حــق مثلي ، ووقَعَتْ بتأويلات فاسدة ، فصرت إذا دعوت أقول : ( اللهم بحمدك و سترك علي إغفر لي ) ، ثم طالبت نفسي بالشكر على ذلك ؛ فما وجدته كما ينبغي ، ثم أنا أتقاضى القدر مراداتي و لا أتقاضى نفسي بصبر على مكروه ، و لا بشكر على نعمة ......

هادي علي مدخلي
01-07-2021, 10:48 AM
9 ـ عواقب الخطايا ..

قد تبغت العقوبات ، و قد يُؤخرها الحلم ، و العاقل من إذا فعل خطيئة ؛ بادرها بالتوبة ، فكم مغرور بإمهال العصاة لم يُمْهَل ؟! ، و أسرع المعاصي عقوبة ؛ ما خلا عن لذة تنسي النهي ! ، فتكون تلك الخطيئة كالمعاندة و المبارزة ، فإن كانت توجب إعتراضاً على الخالق أو منازعة له في عظمته ؛ فتلك التي لا تتلافى ، خصوصاً إن وقعت من عارف بالله ؛ فإنه يندر إهماله !! ، قال عبد المجيد بن عبد العزيز : ( كان عندنا بخراسان رجل كتب مصحفاً في ثلاثة أيام فلقيه رجل فقال : في كم كتبت هذا ؟ ، فأومأ بالسبابة و الوسطى و الإبهام و قال : في ثلاث [ و ما مسنا من لغوب ] ؛ فجفت أصابعه الثلاث ؛ فلم ينتفع بها فيما بعد ) !! ، وخطر لبعض الفصحاء أن يقدر أن يقول مثل القرآن ، فصعد إلى غرفة فانفرد فيها ، و قال أمهلوني ثلاثاً ، فصعدوا إليه بعد الثلاث و يده قد يبست على القلم و هو ميت ! ، قال عبد المجيد : ( و رأيت رجلاً كان يأتي امرأته حائضاً ؛ فحاض ، فلما كثر الأمر به ؛ تاب ؛ فانقطع عنه ) ، ويلحق هذا أن يعير الإنسان شخصاً بفعل ، و أعظمه أن يعيره بما ليس إليه ، فيقول يا أعمى ، و يا قبيح الخلقة ، و قال ابن سيرين : ( عيرت رجلاً بالفقر ، فحبست على دين ) !! ، و قد تتأخر العقــوبة و تأتي في آخر العـــمر ! ، فيا طول التعثير ـ مع كِبَرِ السِّنِّ ـ لذنوب كانت في الشباب ، فالحذر الحذر من عواقب الخطايا ، و البدار البدار إلى محوها بالإنابة ؛ فلها تأثيرات قبيحة إن أسرعت ، و إلا اجتمعت و جاءت .

احمد الحلو
01-07-2021, 05:58 PM
طرح مميز وانتقاء ثري جُزيت خيرا

جهد مميز ورائع سلمت الايادي

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة

احمد الحلو

يزيد
01-07-2021, 10:58 PM
:eek:

...رحمَ اللهُ الإمامَ المحدّث والمتكلّم والمؤرخ الفقيه أبا الفرج ابن الجوزي الحنبلي..فإن كتابَه ( صيد الخاطر ) من أوائل المصنفات التي ألّفَتْ في مجاله ؛ مجال تدوين ما ينقدح عَرَضاً من خواطر الفكر والبال...

والشكرُ موصولٌ-أخي الوضيء هادي-على إمتاعنا وإفادتنا بهاتيكَ القطوف الدانيات..>::

عواد الهران
01-08-2021, 12:51 PM
بارك الله فيك .

والله يعطيك العافيه...

ماعرض يستحق المتابعه.

ولك الشكر والامتنان...

سليدا
01-11-2021, 07:21 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل الباري لك سعادة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك

هادي علي مدخلي
01-21-2021, 06:47 AM
10 ـ غباء العصاة ..
إذا تكامل العقل ؛ قوي الذكاء و الفطنة ، و الذكي يتخلص إذا وقع في آفة كما قال الحسن : ( إذا كان اللِّص ظريفاً ؛ لم يُقطَع ، فأما المغفل ؛ فيجني عـلى نفسه المحن ) ! ، هؤلاء أخوة يوسف ـ عليه السلام ـ أبعدوه عن أبيه ؛ ليتقدموا عنده ، و ما علموا أن حزنه عليه يشغله عنهم ! ، و تهمته إياهم تبغضهم إليه ! ، ثم رموه في الجُبِّ فقالوا : ( يلتقطه بعض السيارة ) ـ وليس بطفل إنما هو صبي كبير ـ وما علموا أنه إذا التُقِطَ ؛ يُحَدِّثُ بحاله ، فيبلغ الخبر إلى أبيه ! ، و هذا ( تغفيل ) ، ثم إنهم قالوا : ( أكله الذئب ) ، و جاؤوا بقميصه صحيحاً !! ، و لو خرَّقوه ؛ إحتُمِل الأمر ، ثم لما مضوا إليه يمتارون قال : ( ائتوني بأخٍ لكم ) ، فلو فَطِنوا ؛ علموا أن مَلك مصر لا غرض له في أخيهم ! ، ثم حبسه بحجة ، ثم قال : ( هذا الصواع يخبرني أنه كان كذا و كذا ) ، هذا ـ كله ! ـ و ما يفطنون !! ، فلما أحس بهذه الأشياء يعقوب ـ عليه السلام ـ ؛ قال : ( اذهبوا فتحسسوا من يوسف ) ، وكان يوسف ـ عليه السلام ـ قد نُهِيَ ـ بالوحي ـ أن يُعْلِمَ أباه بوجوده ، و لهذا ؛ لما إلتقيا قال له : ( هلا كتبت إلي ) ؟ ، فقال : ( إن جبريل عليه السلام منعني ، فلما نُهِىَ أن يُعَرِّفَهُ خَبَرَهُ ـ ليُنْفِذَ البلاء ! ـ ؛ كان ما فعل بأخيه تنبيهاً ، فصار كأنه يُعَرِّضُ بِخِطبة المُعْتَدَّةِ !، و على فهم يوسف ـ والله ـ بكى يعقوب لا على مجرد صورته !

نزف القلم
01-22-2021, 01:15 PM
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء

فرح
10-22-2021, 10:55 AM
هِمَّةُ المؤمنِ متعلقةٌ بالآخرة، فكلٌّ ما في الدنيا يُحرّكُهُ إلى ذكر الآخرة، وكلُّ من شَغَلَهُ شيءٌ فَهِمّتُهُ شغلُه، ألا ترى أنه لو دَخَلَ أربابُ الصنائع إلى دارٍ معمورةٍ، رأيتَ البزّارَ يَنظر إلى الفُرْشِ، ويحرزّ قيمته، والنجارَ إلى السقف، والبنَّاء إلى الحيطان، و الحائك إلى النسيج المخيط، والمؤمن إذا رأى ظلمةً ذَكَرَ ظلمةَ القبرِ، وإن رأى مؤلماً ذَكَرَ العقاب، وإن سَمِعَ صوتاً فظيعاً ذكر نفخةَ الصّور، وإن رأى الناس نياماً ذكر الموتى في القبور، وإن رأى لذةً، ذَكَرَ الجنة، فَهِمّتُهُ متعلقةٌ بما ثَمَّ، وذلك يشغله عن كلِّ ما تمَّ" ص644.

فرح
10-24-2021, 10:53 PM
إنما فضل العقل بتأمل العواقب فأما القليل العقل فإنه يرى الحال الحاضرة، ولا ينظر إلى عاقبتها؛ فإن اللص يرى أخذ المال، وينسى قطع اليد، والبطال يرى لذة الراحة، وينسى ما تجني من فوات العلم، وكسب المال؛ فإذا كبر، فسئل عن علم لم يدر، وإذا احتاج سأل، فذل؛ فقد أربى ما حصل له من التأسف على لذة البطالة، ثم يفوته ثواب الآخرة بترك العمل في الدنيا.
وكذلك شارب الخمر يلتذُّ تلك الساعة، وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا، والآخرة.
وكذلك الزنا فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة، وينسى ما يجني من فضيحة الدنيا والحد، وربما كان للمرأة زوج، فألحقت الحمل من هذا به، وتسلسل الأمر.
فقس على هذه النبذة، وانتبه للعواقب، ولا تؤثر لذة تفوت خيرا ًكثيراً، وصابر المشقة - تحصل ربحاً وافراً.

هادي علي مدخلي
10-29-2021, 02:38 AM
#اتق_الله_فانك_ملاقيه

من تفكر في عواقب الدنيا، أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.قلب أبيضعشب

[كتاب صيد الخاطر/٧]

هادي علي مدخلي
10-29-2021, 02:40 AM
من كنوز الكتب كتاب "صيد الخاطر" للإمام ابن الجوزي، قال فيه:

من قارب الفتنة بعدت عنه السّلامة، ومن ادّعى الصّبر، وُكِلَ إلى نفسهِ. ورُبَّ نظرة لم تُناظِر! وأحق الأشياء بالضّبط و القهر اللّسان والعين. فإياكَ إياك أنْ تغتّر بعزمك على ترك الهوى، مع مقاربة الفتنة؛ فإنّ الهوى مكايد.

هادي علي مدخلي
10-29-2021, 02:41 AM
قال جل في علاه :

﴿ فيهن قاصرات الطرف ﴾

أي لاينظرن إلا إلى أزواجهن
ٓ
ثم وصف حسنهن وجمالهن فقال :

﴿ كأنهن الياقوت والمرجان ﴾

قدم صفة « العفة والحياء »

على صفة " الحسن والجمال "
ٓ
فلا قيمة لجمال المرأة
بلا عفاف ولاحياء

كتاب صيد الخاطر

هادي علي مدخلي
10-29-2021, 02:42 AM
"بالله عليك؛

أتدري مَن الرَّجُل؟!

الرّجُل -والله- مَن إذا خلا بما يحبُّ من المحرَّم
وقدر عليه
وتقلقل عطشًا إليه

نظر إلى نظر الحقِّ إليه
فاستحى من إجالة همِّه فيما يكرهه
فذهب العطش."

من كتاب (صيد الخاطر)، لابن الجوزي، رحمه الله

فرح
10-30-2021, 12:51 AM
" كلّ من يحفظ جانب المخلوقين، و يضيّع حقّ الخالق،
يُقلّب اللهُ قَلْبَ الذي قَصَدَ أن يُرْضِيَهُ فيُسْخِطُهُ عليه" ص424

فرح
10-30-2021, 12:52 AM
هِمَّةُ المؤمنِ متعلقةٌ بالآخرة، فكلٌّ ما في الدنيا يُحرّكُهُ إلى ذكر الآخرة،
وكلُّ من شَغَلَهُ شيءٌ فَهِمّتُهُ شغلُه، ألا ترى أنه لو دَخَلَ أربابُ الصنائع
إلى دارٍ معمورةٍ، رأيتَ البزّارَ يَنظر إلى الفُرْشِ، ويحرزّ قيمته، والنجارَ إلى
السقف، والبنَّاء إلى الحيطان، و الحائك إلى النسيج المخيط، والمؤمن
إذا رأى ظلمةً ذَكَرَ ظلمةَ القبرِ، وإن رأى مؤلماً ذَكَرَ العقاب، وإن سَمِعَ
صوتاً فظيعاً ذكر نفخةَ الصّور، وإن رأى الناس نياماً ذكر الموتى في القبور،
وإن رأى لذةً، ذَكَرَ الجنة، فَهِمّتُهُ متعلقةٌ بما ثَمَّ، وذلك يشغله عن كلِّ ما تمَّ" ص644.

فرح
10-30-2021, 12:53 AM
ولا خيرَ -واللهِ- في سَعَةٍ من الدنيا ضيّقت طريقَ الآخرةِ" ص629 .

بُشْرَى
10-30-2021, 01:02 AM
.

.

فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه، فإن بغته الموت رؤى مستعداً، وإن نال الأمل ازداد خيراً.

بُشْرَى
10-30-2021, 01:02 AM
.

.

إذا غفل القلب عن ذكر الموت دخل العدو من باب الغفلة.

فرح
10-30-2021, 10:33 AM
من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى
الصبر وكل إلى نفسه، ورب نظرة لم تناظر.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر : اللسان، والعين؛
فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛
فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل،
فأتاه ما لم يحتسب، ممن يأنف النظر إليه. ص 41

فرح
10-30-2021, 10:34 AM
ما رأيت أعظم فتنة من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها
إلا من يقع فيها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
ص350

فرح
10-30-2021, 10:34 AM
الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي؛
فإن نارها تحت الـرماد، وربما تأخـرت العقوبة،
وربما جاءت مستعجلة. ص339

فرح
11-01-2021, 12:34 AM
إنه بقدر إجلالكم لله - عز وجل - يجلكم وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم، وحرمتكم.
ولقد رأيت - والله - من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود؛ فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من يراقب الله - عز وجل - في صبوته مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم؛ فعظم الله قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام، وإذا زاغ مال عنه اللطف.
ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم - لافتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب، أو تلطف في العقاب. ص336 - 337

فرح
11-01-2021, 12:35 AM
في قوة قُهِر الهوى لذة تزيد على كل لذة؛ ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً؛ لأنه قُهِرَ، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوي القلب عزيزاً؛ لأنه قَهَر. ص115

فرح
11-01-2021, 12:35 AM
بالله عليك! يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي، وصابر عطش الهوى في هجر المشتهى، وإن أمض وأرمض.

فرح
11-01-2021, 12:36 AM
بالله عليك! تذوق حلاوة الكف عن النهي؛ فإنها شجرة تثمر عز الدنيا وشرف الآخرة و متى اشتد عطشك إلى ما تهوى فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الرِّيُّ الكامل، وقل:
قَدْ عِيلَ صَبْرُ الطَّبْعِ في سنيّه العجاف؛ فعجل لي العام الذي فيه أغاث وأعصر
13- إخواني! احذروا لجة هذا البحر، ولا تغتروا بسكونه، وعليكم بالساحل، ولازموا حصن التقوى؛ فالعقوبة مرة واعلموا أن في ملازمة التقوى مرارات من فقد الأغراض، والمشتهيات غير أنها في ضرب المثل كالحمية تعقب صحة، والتخليط ربما جلب موت الفجأة. ص315

فرح
11-01-2021, 12:36 AM
ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى وإن قل إلا وجد عقوبته عاجلة، أو آجلة.
ومن الاغترار أن تسيء؛ فترى إحساناً؛ فتظن أنك قد سومحت، وتنسى: ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) [النساء : 123] ص313

فرح
11-01-2021, 12:36 AM
واعلم أن من أعظم المحن الاغترار بالسلامة بعد الذنب؛ فإن العقوبة تتأخر، ومن أعظم العقوبة ألا يحس الإنسان بها، وأن تكون في سلب الدين وطمس القلوب، وسوء الاختيار للنفس؛ فيكون من آثارها سلامة البدن، وبلوغ الأغراض. ص 414 - 415

فرح
11-01-2021, 12:37 AM
لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظة، وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر - لما قرب منه، ولو أعطي الدنيا، غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وبين ذلك. ص351

فرح
11-02-2021, 10:29 AM
إنما فضل العقل بتأمل العواقب فأما القليل العقل فإنه يرى الحال الحاضرة، ولا ينظر إلى عاقبتها؛ فإن اللص يرى أخذ المال، وينسى قطع اليد، والبطال يرى لذة الراحة، وينسى ما تجني من فوات العلم، وكسب المال؛ فإذا كبر، فسئل عن علم لم يدر، وإذا احتاج سأل، فذل؛ فقد أربى ما حصل له من التأسف على لذة البطالة، ثم يفوته ثواب الآخرة بترك العمل في الدنيا.
وكذلك شارب الخمر يلتذُّ تلك الساعة، وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا، والآخرة.
وكذلك الزنا فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة، وينسى ما يجني من فضيحة الدنيا والحد، وربما كان للمرأة زوج، فألحقت الحمل من هذا به، وتسلسل الأمر.
فقس على هذه النبذة، وانتبه للعواقب، ولا تؤثر لذة تفوت خيرا ًكثيراً، وصابر المشقة - تحصل ربحاً وافراً. ص 754 - 755

فرح
11-02-2021, 10:29 AM
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر، ومن
أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ص40

فرح
11-02-2021, 10:30 AM
رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رَشاسِ نجاسةٍ أولا يتحاشَوْنَ من غِيبةٍ ويكثِرونَ من الصَّدَقَةِ ولا يُبَالونَ بمعاملاتِ الرَّبا، ويتهجَّدون بالليل ويؤخِّرون الفريضةَ عن الوقتِ في أشياءَ يطول عدَدُها من حِفظِ فروعٍ وتضييع أصولٍ؛ فبحثت عن سبب ذلك، فوجدته من شيئين:
أحدُهُما: العادةُ.
والثاني: غَلَبَةُ الهوى في تحصيل المطلوبِ؛ فإنه قد يَغْلِبُ فلا يَتْرُكُ سَمعاً ولا بَصراً. ص290

فرح
11-02-2021, 10:31 AM
مَنْ رُزِقَ قلْبَاً طَيِّبًا، وَلذَّةَ مناجاةٍ فليراع حالَه،
ولْيَتْحِرْز من التغييرِ، وإنما تدوم حاله بدوام التَّقوى. ص643

بُشْرَى
11-02-2021, 01:34 PM
قال بعض السلف رأيت الشيطان فقال لي قد كنت ألقى الناس فأعلمهم فصرت ألقاهم فأتعلم منهم

بُشْرَى
11-02-2021, 01:34 PM
لا تصادقن فاسقا فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك

بُشْرَى
11-02-2021, 01:34 PM
التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام ، فالناس مجبولون على الزلات والأخطاء فإن اھتم المرء بكلّ زلّه و خطيئة تعب وأتعب.

بُشْرَى
11-02-2021, 01:35 PM
إنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل لا أن يتبع طريقا ويتطلب دليلها

بُشْرَى
11-02-2021, 01:35 PM
لا يصفو العيش إلا لمن علق قلبه بالله و ترك ما سواه .

فرح
11-03-2021, 01:07 AM
ينبغي للعاقل أن لا يتكلم في الخلوة عن أحد بشيء
حتى يمثِّل ذلك الشيء ظاهراً مُعلَناً به، ثم ينظر فيما يجني. ص453

فرح
11-03-2021, 01:08 AM
مما أفادتني تجاربُ الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن
يظاهر بالعداوة أحداً ما ستطاع فإنه ربما يحتاج إليه
مهما كانت منزلته.
ولقد احتجتُ في عمري إلى ملاطفة أقوام ما خطر
لي قط وقوعُ الحاجة إلى التلطف بهم. ص369

فرح
11-03-2021, 01:08 AM
اعلم أن المظاهرة بالعداوة قد تجلب أذىً من حيث لا يعلم؛ لأن المظاهرة بالعداوة كشاهر السيف ينتظر مضرباً، وقد يلوح منه مضربٌ خفيٌّ وإن اجتهد المتدرِّع في ستر نفسه، فيغتنمه ذلك العدو.
فينبغي لمن عاش قي الدنيا أن يجتهد في أن لا
يظاهر بالعداوة أحداً؛ لما بيَّنْتُ من وقوع احتياج الخلق
بعضهم إلى بعض وإقدار بعضهم على ضرر بعض.
وهذا فصل مفيد، تبين فائدته للإنسان مع تقلب الزمان
. ص369 - 370

فرح
11-03-2021, 01:09 AM
رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع التعليم
بالمشافهة؛ لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين،
وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد.
ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من
انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم.

فرح
11-03-2021, 01:10 AM
من أحسن التدبير التلطف بالأعداء إلى
أن يمكن كسر شوكتهم، ولو لم يمكن ذاك كان
اللطف سبباً في كفِّ أكفِّهم عن الأذى، وفيهم
من يستحي لحسن فعلك؛ فيتغير قلبه لك. ص432

فرح
11-03-2021, 05:09 PM
رأيت أكثر الناس لا يتمالكون من إفشاء سرهم فإذا ظهر عاتبوا من أخبروا به.
فوا عجباً! كيف ضاقوا بحبسه ذرعاً، ثم لاموا من أفشاه؟ ! ص433

فرح
11-03-2021, 05:10 PM
فإياك أن تساكن من آذيته، بل إن كان ولا بد فمن خارج، فما تؤمن الأحقاد. ص432

بُشْرَى
11-05-2021, 07:20 PM
"ربَّ كلمةٍ جرى بها اللسانُ هَلَكَ بها الإنسانُ" ص233

بُشْرَى
11-05-2021, 07:20 PM
" رأيت من نفسي عجباً: تسأل الله عز وجل حاجاتها، و تنسى جناياتها؟ فقلت : يا نفس السوء أو مثلك ينطق؟ فإن نطق فينبغي أن يكون السؤال العفو فحسب؟"ص245.

بُشْرَى
11-05-2021, 07:21 PM
"رأيت كثيراً من الناس يتحرّزون من رشاشِ نجاسةٍ، و لا يتحاشون من غيبة، و يكثرون من الصدقة، و لا يبالون بمعاملات الربا، و يتهجدون بالليل، و يؤخرون الفريضة عن الوقت! " ص290.

فرح
11-07-2021, 02:38 PM
فصل : تفاوت الناس في تقبل المواعظ


قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة ! فتدبرة السبب في ذلك فعرفته .
ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين :
أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت و قوعها .
و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ، و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .
و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة ! و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجته على صفوان

فرح
11-07-2021, 02:38 PM
فصل : جواذب النفس بين الدنيا و الآخرة


جواذب الطبع الى الدنيا كثيرة ، ثم هي من داخل ، و ذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع من خارج و ربما ظن من لا علم له أن جواذب الآخرة أقوى ، لما يسمع من الوعيد في القرآن ، و ليس كذلك ، لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا ، كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط ، و إنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف .
و لهذا أجاب معاون الشرع : بالترغيب و الترهيب يقوي جند العقل . فأما الطبع فجواذبه كثيرة ، و ليس العجب أن يغلب ! إنما العجب أن يغلب .

فرح
11-07-2021, 02:38 PM
فصل : البصر في العواقب


من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها ، و نجا من شرها . و من لم ير العواقب غلب عليه الحسن ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ، و بالنصب ما رجا منه الراحه .
و بيان هذا في المستقبل ، يتبين بذكر الماضي ، و هو أنك لا تخلو ، أن تكون عصيت الله في عمرك ، أو أطعته . فأين لذة معصيتك ؟ و أين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه !
فليت الذنوب إذ تخلت خلت !
و أزيدك في هذا بياناً مثل ساعة الموت ، و انظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ، و لا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ماعلمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ، و لا تمل مع هوى الحسن فتندم .

فرح
11-07-2021, 02:39 PM
فصل : متاع الغرور


من تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر . ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ، و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه ! و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه .
تغلبك نفسك على ما تظن ، و لا تغلبها على ما تستيقن . أعجب العجائب ، سرورك بغرورك ، و سهوك في لهوك ، عما قد خبىء لك . تغتر بصحتك و تنسى دنو السقم ، و تفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم . لقد أراك مصرع غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك :
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى و لم تر في الباقين مايصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الريح بعدك و البقر !
كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده ، حتى نزل ! و كم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل ! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري ، و فعله فعل من لا يفهم لو لا يدري ...
و كيف تنام العين و هي قريرة ؟ و لم تدر من أي المحلين تنزل ؟

فرح
11-07-2021, 02:39 PM
فصل : الحذر طريق السلامة


من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة . و من ادعى الصبر ، و كل إلى نفسه .
و رب نظرة لم تناظر ! و أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان و العين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد .
و كم من شجاع في صف الحرب اغتيل ، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه ! و اذكر حمزة مع و حشي .
فتبصر و لا تشم كل برق رب برق فيه صواعق حين
و اغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل و شين
فبلاء الفتى موافقه النفس و بدء الهوى طموح العين

فرح
11-07-2021, 02:39 PM
فصل : لا تأخذك العزة بالاثم


أعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة . و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بالمال الحرام ، و التمكن من الذنوب . و من هذه حاله ، لا يفوز بطاعة . و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها و معظمها من قبل طلبهم للرياسة .
فالعلم منهم ، يغضب إن رد عليه خطؤه ، و الوعظ متصنع بوعظه ، و المتزهد منافق أو مراء . فأول عقوباتهم ، إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق . و من خفي عقوباتهم ، سلب حلاوة المناجاة ، و لذة التعبد إلا رجال مؤمنون ، و نساء مؤمنات ، يحفظ الله بهم الأرض ، بواطنهم كظواهرهم ، بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم ، بل أحلى ، و هممهم عند الثريا ، بل أعلى .
إن عرفوا تنكروا ، و إن رئيت لهم كرامة ، أنكروا . فالناس في غفلاتهم ، و هم في قطع فلاتهم ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم أملاك السماء . نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم ، و أن يجعلنا من أتباعهم

فرح
11-07-2021, 02:40 PM
فصل : كمال العقل


من علامة كمال العقل : علو الهمة ! و الراضي بالدون دنيء ! !
و لم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام

فرح
11-07-2021, 02:40 PM
فصل : يحبهم و يحبونه


سبحان من سبقت محبته لأحبائه ، فمدحهم على ما وهب لهم ، و اشترى منهم ما أعطاهم ، و قدم المتأخر من أوصافهم ، لموضع إيثارهم ، فباهى بهم في صومهم ، و أحب خلوف أفواههم . يا لها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب ! و لا يبلغ كنه وصفها كل خاطب .

فرح
11-07-2021, 02:40 PM
فصل : ضع الموت نصب عينيك


الواجب على العاقل أخذ العدة لرحيله ، فإنه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه ، و لا يدري متى يستدعى ؟
و إني رأيت خلقاً كثيراً غرهم الشباب ، و نسوا فقد الأقران ، و ألهاهم طول الأمل .
و ربما قال العالم المحض لنفسه : أشتغل بالعلم اليوم ثم أعمل به غداً ، فيتساهل في الزلل بحجة الراحة ، و يؤخر الأهبة لتحقيق التوبة ، و لا يتحاشى من غيبة أو سماعها ، و من كسب شبهة يأمل أن يمحوها بالورع .
و ينسى أن الموت قد يبغت . فالعاقل من أعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه ، فإن بغته الموت رؤى مستعداً ، و إن نال الأمل ازداد خيراً .

فرح
11-07-2021, 02:41 PM
فصل : من أعمالكم سلط عليكم


خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب الشديدة ، و البلايا العظيمة ، التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة فقلت : سبحان الله ! إن الله أكرم الأكرمين ، و الكرم يوجب المسامحة .
فما وجه هذه المعاقبة؟
فتفكرت ، فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم ، لا يتصفحون أدلة الوحدانية ، و لا ينظرون في أوامر الله تعالى و نواهيه ، بل يجرون ـ على عاداتهم ـ كالبهائم .
فإن وافق الشرع مرادهم و إلا فمعولهم على أغراضهم . و بعد حصول الدينار ، لا يبالون ، أمن حلال كان أم من حرام . و إن سهلت عليهم الصلاة فعلوها ، و إن لم تسهل تركوها . و فيهم من يبارز بالذنوب العظيمة ، مع نوع معرفة الناهي . و ربما قويت معرفة عالم منهم ، و تفاقمت ذنوبه ، فعلمت أن العقوبات ، و إن عظمت دون إجرامهم . فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم : ترى هذا بأي ذنب ؟ و ينسى ما قد كان ، مما تتزلزل الأرض لبعضه .
و قد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب ، و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه . فمتى رأيت معاقباً ، فاعلم أنه لذنوب .

فرح
11-07-2021, 02:41 PM
فصل : المقارنة بين علماء الدنيا و علماء الآخرة


تأملت التحاسد بين العلماء ، فرأيت منشأه من حب الدنيا ، فإن علماء الآخرة يتوادون و لا يتحاسدون ، كما قال عز و جل : و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا .
و قال الله تعالى : والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .
و قد كان أبو الدرداء : [ يدعو كل ليلة من إخوانه ] .
و قال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي : [ أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر ] .
و الأمر الفارق بين الفئتين : أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها ، و يحبون كثرة الجمع و الثناء . و علماء الآخرة ، بمعزل من إيثار ذلك ، و قد كانوا يتخوفونه ، و يرحمون من بلي به .
و كان النخعي ، لا يستند إلى سارية . و قال علقمة : أكره أن يوطأ عقبي . و يقال علقمة . و كان بعضهم ، إذا جلس إليه أكثر من أربعة ، قام عنهم . و كانوا يتدافعون الفتوى ، و يحبون الخمول ، مثل القوم كمثل راكب البحر ، و قد خب ، فعنده شغل إلى أن يوقن بالنجاة .
و إنما كان بعضهم يدعوا لبعض ، و يستفيد منه لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا ، فالأيام و الليالي مراحلهم إلى سفر الجنة .

فرح
11-07-2021, 02:42 PM
فصل : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


من أحب تصفية الأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال .
قال الله عز وجل : و ألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً .
قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز وجل : لو أن عبادي أطاعوني لسقيتهم المطر بالليل ، و أطلعت عليهم الشمس بالنهار ، و لم أسمعهم صوت الرعد .
و قال صلى الله عليه و سلم : البر لا يبلى ، و الإثم لا ينسى ، و الديان لا ينام ، و كما تدين تدان .
و قال أبو سليمان الداراني : [ من صفى صفي له ، و من كدر كدر عليه ، و من أحسن في ليلة كوفىء في نهاره ، و من أحسن في نهاره كوفىء في ليله ] . و كان شيخ يدور في المجالس ، و يقول : من سره أن تدوم له العافية ، فليتق الله عز وجل . و كان الفضيل بن عياض ، يقول : [ إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق دابتي ، و جاريتي ] . و اعلم ـ وفقك الله ـ أنه لا يحس بضربة مبنج ، و إنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه و متى رأيت تكديراً في حال فاذكر نعمة ما شكرت ، أو زلة قد فعلت ، و احذر من نفار النعم ، و مفاجأة النقم ، و لا تغتر بساط الحلم ، فربما عجل انقباضه .
و قد قال الله عز وجل : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
و كان أبو علي الروذباري يقول : [ من الاغترار أن تسىء ، فيحسن إليك ، فتترك التوبة ، توهما أنك تسامح في العقوبات] .

فرح
11-07-2021, 02:42 PM
فصل : غوامض تحير الضال


تفكرت يوماً في التكليف ، فرأيته ينقسم إلى سهل ، و صعب . فأما السهل فهو أعمال الجوارح ، إلا أن منه ما هو أصعب من بعض ، فالوضوء و الصلاة أسهل من الصوم ، و الصوم ربما كان عند قوم أسهل من الزكاة . و أما الصعب فيتفاوت ، فبعضها أصعب من بعض . فمن المستصعب ، النظر ، و الإستدلال ، الموصلان إلى معرفة الخالق . فهذا صعب عند من غلبت عليه أمور الحس ، سهل عند أهل العقل . و من المستصعب غلبة الهوى ، و قهر النفوس ، و كف أكف الطباع عن التصرف فيما يؤثره .
و كل هذا يسهل على العاقل النظر في ثوابه ، و رجاء عاقبته ، و إن شق عاجلاً .
و إنما أصعب التكاليف و أعجبها : أنه قد ثبتت حكمة الخالق عند العقل ، ثم نراه يفقر المتشاغل بالعلم ، المقبل على العبادة ، حتى يعضه الفقر بناجذيه ، فيذل للجاهل في طلب القوت . و يغنى الفاسق مع الجهل ، حتى تفيض الدنيا عليه .
ثم نراه ينشىء الأجسام ثم ينقض بناءالشباب في مبدأ أمره ، و عند استكمال بنائه ، فإذا به قد عاد هشيماً . ثم نراه يؤلم الأطفال ، حتى يرحمهم كل طبع . ثم يقال له : إياك أن تشك في أنه أرحم الراحمين . ثم يسمع بإرسال موسى إلى فرعون ، و يقال له : اعتقد أن الله تعالى أضل فرعون ، و اعلم أنه ما كان لآدم بد من أكل الشجرة و قد وبخ بقوله : و عصى آدم ربه .
و في مثل هذه الأشياء تحير خلق ، حتى خرجوا إلى الكفر و التكذيب .
و لو فتشوا على سر هذه الأشياء ، لعلموا أن تسليم هذه الأمور ، تكليف العقل ليذعن ! و هذا أصل ، إذا فهم ، حصل منه السلامة و التسليم .
نسأل الله عز وجل أن يكشف لنا الغوامض ، التي حيرت من ضل ، أنه قريب مجيب .

فرح
11-07-2021, 02:42 PM
فصل : المحافظة على الوقت


ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه ، و قدر وقته ، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة . و يقدم الأفضل فالأفضل من القول و العمل . و لتكن نيته في الخير قائمة ، من غير فتور ربما لا يعجز عنه البدن من العمل ، كما جاء في الحديث : نية المؤمن خير من عمله . و قد كان جماعة من السلف ، يبادرون اللحظات . فنقل عن عامر بن عبد قيس ، أن رجلاً قال له : كلمني ، فقال له : أمسك الشمس . و قال ابن ثابت البناني : ذهبت ألقن أبي ، فقال : [ يا بني دعني ، فإني في وردي السادس ] .
و دخلوا على بعض السلف عند موته ، و هو يصلي ، فقيل له . فقال : [ الآن تطوى صحيفتي ] .
فإذا علم الإنسان ـ و إن بالغ في الجد ـ بأن الموت يقطعه عن العمل ، عمل في حياته ما يدوم له آجره بعد موته . فإن كان له شيء من الدنيا وقف وقفاً ، و غرس غرساً ، و أجرى نهراً ، و يسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده ، فيكون الأجر له . أو أن يصنف كتاباً من العلم ، فإن تصنف العالم ولده المخلد . و أن يكون عاملاً بالخير ، عالماً فيه ، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به .
فذلك الذي لم يمت .
[ قد مات قوم و هم في الناس أحياء ]

فرح
11-07-2021, 02:43 PM
فصل : شرف الغنى و مخاطرة الفقر


رأيت من أعظم حيل الشيطان و مكره ، أن يحبط أرباب الأموال بالآمال ، و التشاغل باللذات القاطعة عن الآخرة و أعمالها .
فإذا شغلهم بالمال ـ تحريضاً على جمعه ، و حثاً على تحصيله ـ و أمرهم بحراسته بخلاً به .
فذلك من متين حيله ، و قوي مكره . ثم دفن في هذا الأمر من دقائق الحيل الخفية ، أن خوف من جمعه المؤمنين ، فنقر طالب الآخرة منه ، و بادر التائب بأن يخرج ما في يده .
و لا يزال الشيطان ، يحرضه على الزهد ، و يأمره بالترك ، و يخوفه من طرقات الكسب ، إظهاراً لنصحه و حفظ دينه . و في خفايا ذلك عجائب من مكره .
و ربما تكلم الشطان على لسان بعض المشايخ الذين يقتدي بهم التائب ، فيقول له : اخرج من مالك و ادخل في زمرة الزهاد .
و متى لك غداء أو عشاء ، فلست من أهل الزهد ، فلا تنال مراتب العزم .
و ربما كرر عليه الأحاديث البعيدة عن الصحة الواردة على سبب و لمعنى .
فإذا أخرج ما في يده ، و تعطل عن مكاسبه ، عاد يعلق طعمه بصلة الإخوان . أو يحسن عنده صحبة السلطان ، لأنه لا يقوى على طريق الزهد و الترك إلا أياماً ، ثم يعود فيقاضى مطلوباته ، فيقع في أقبح مما فر منه .
و يبذل أول السلع في التحصيل دينه و عرضه ، و يصير متمبدلابه ، و يقف في مقام اليد السفلى .
و لو أنه نظر في سير الرجال و نبلائهم ، و تأمل صحاح الأحاديث ، عن رؤسائهم ، لعلم أن الخليل عليه الصلاة و السلام كان كثير المال ، حتى ضاقت بلدته بمواشيه .
و كذلك لوط عليه الصلاة و السلام ، [ و كثير من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام ] ، و الجم الغفير من الصحابة . و إنما صبروا عند العدم ، و لم يمتنعوا من كسب ما يصلحهم ، و لا من تناول المباح عند الوجود .
و كان أبو بكر رضي الله عنه يخرج للتجارة و الرسول صلى الله عليه و سلم حي .
و كان أكثرهم يخرج فاضل ما يأخذ من بيت المال ، و يسلم من ذل الحاجة إلى الأخوان . و قد كان ابن عمر لا يرد شيئاً ، و لا يسأله .
و إني تأملت على أكثر أهل الدين و العلم هذه الحال ، فوجدت العلم شغلهم عن المكاسب في بداياتهم ، فلما احتاجوا إلى قوم نفوسهم ذلوا ، و هم أحق بالعز .
و قد كانوا قديماً يكفيهم من بيت المال فضلاً عن الإخوان ، فلما عدم في هذا الأوان ، لم يقدر متدين على شيء إلا يبذل شيء من دينه . و ليته قدر فربما تلف الدين و لم يحصل له شيء . فالواجب على العاقل أن يحفظ ما معه ، و أن يجتهد في الكسب ليربح مداراة ظالم ، أو مداهنة جاهل ، و لا يلتفت إلى ترهات المتصوفة ، الذين يدعون في الفقر ما يدعون .
فما الفقر إلا مرض العجز ، و للصابر على الفقر ثواب الصابر على المرض . اللهم إلا أن يكون جباناً عن التصرف ، مقتنعاً بالكفاف ، فليس ذلك من مراتب الأبطال ، بل هو من مقامات الجبناء الزهاد .
و أما الكاسب ليكون المعطي لا المعطى ، و المتصدق لا المتصدق عليه ، فهي من مراتب الشجعان الفضلاء . و من تأمل هذا ، علم شرف الغنى و مخاطرة الفقر .

فرح
11-09-2021, 01:45 AM
فصل : فضول الدنيا


تأملت أحوال الفضلاء ، فوجدتهم ـ في الأغلب ـ قد بخسوا من حظوظ الدنيا ، و رأيت الدنيا غالباً ـ في أيدي أهل النقائص .
فنظرت في الفضلاء ، فإذا هم يتأسفون على ما فاتهم مما ناله أولو النقص ، و ربما تقطع بعضهم أسفاً على ذلك . فخاطبت بعض المتأسفين فقلت له ، و يحك تدبر أمرك ، فإنك غالط من وجوه :
أحدها : أنه إن كانت لك همة في طلب الدنيا ، فاجتهد في طلبها تربح التأسف على فوتها ، فإن قعودك ـ متأسفاً على ما ناله غيرك ، مع قصور اجتهادك ـ غاية العجز .
الثاني : أن الدنيا إنما تراد لتعبر لا لتعمر ، وهذا هو الذي يدلك عليه علمك ويبلغه فهمك .
و ما يناله أهل النقص من فضولها يؤذي أبدانهم و أديانهم . فإذا عرفت ذلك ثم تأسفت على فقد ما فقده أصلح لك ، كان تأسفك عقوبة لتأسفك على ما تعلم المصلحة في بعده ، فاقنع بذلك عذاباً عاجلاً إن سلمت من العذاب الآجل .
و الثالث : أنك قد علمت بخس حظ الآدمي في الجملة ، من مطاعم الدنيا و لذاتها بالإضافة إلى الحيوان البهيم ، لأنه ينال ذلك أكثر مقداراً ، مع أمن و أنت تناله مع خوف ، و قلة مقدار .
فإذا ضوعف حظك من ذلك كان ذلك لاحقاً بالحيوان البهيم ، من جهة أنه يشغله ذلك عن تحصيل الفضائل . و تخفيف المؤن يحث صاحبه على نيل المراتب . فإذا آثرت الفضول مع قلة الفضول ـ عدت على ما علمت بالإزراء ، فشنت علمك ، و دللت على اختلاط رأيك . . .

فرح
11-09-2021, 01:45 AM
فصل : من يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه


تأملت إقدام العلماء على شهوات النفس المنهي عنها ، فرأيتها مرتبة تزاحم الكفر ، لولا تلوح معنى : هو أن الناس عند مواقعة المحظور ينقسمون .
فمنهم : جاهل بالمحظور ، أنه محظور ، فهذا له نوع عذر .
و منهم : من يظن المحظور مكروهاً لا محرماً ، فهذا قريب من الأول . و ربما دخل في هذا القسم آدم صلى الله عليه و سلم .
و منهم : من يتأول فيغلط ، كما يقال : إن آدم عليه الصلاة و السلام . نهي عن شجرة بعينها ، فأكل من جنسها ، لا من عينها .
و منهم : من يعلم التحريم ، غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك . فشغله ما رأى عما يعلم . و لهذا لا يذكر السارق القطع ، بل يغيب بكليته في نيل الحظ و لا يذكر راكب الفاحشة الفضيحة و لا الحد ، لأن ما يرى يذهله عما يعلم .
و منهم : من يعلم الخطر و يذكر . . . غير أن الأخذ بالحزم أولى بالعاقل ، كيف قد و علم أن هذا الملك الحكيم قطع اليد في ربع دينار ، و هدم بناء الجسم المحكم بالرجم بالحجارة ، لالتذاذ ساعة .
و خسف ، و مسخ ، و غرق . . . .

فرح
11-09-2021, 01:45 AM
فصل : ميزان العدل لا يحابى


من تأمل أفعال الباري سبحانه ، رآها على قانون العدل ، و شاهد الجزاء مراصداً ، و لو بعد حين .
فلا ينبغي أن يغتر مسامح ، فالجزاء قد يتأخر . و من أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم ، الإصرار على الذنب ، ثم يصانع صاحبه باستغفار ، و صلاة ، و تعبد ، و عنده أن المصانعة تنفع .
و أعظم الخلق اغتراراً ، من أتى ما يكرهه الله تعالى ، و طلب منه ما يحبه هو ، كما في الحديث و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني .
و مما ينبغي للعاقل أن يترصد ، و قوع الجزاء ، فإن ابن سيرين قال : [ عيرت رجلاً فقلت : يا مفلس ، فأفلست بعد أربعين سنة ] .
و قال ابن الجلا : [ رآني شيخ لي و أنا أنظر إلى أمرد ، فقال : ما هذا ؟ لتجدن غبتها ، فنسيت القرآن بعد أربعين سنة ] . و بالضد من هذا ، كل من عمل خيراً أو صحح نية ، فلينتظر جزاءها الحسن ، و إن امتدت المدة .
قال الله عز وجل : إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . و قال عليه الصلاة و السلام : من غض بصره عن محاسن امرأة أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه . فليعلم العاقل أن ميزان العدل لا يحابى .

فرح
11-09-2021, 01:46 AM
• فصل : و لا تنس نصيبك من الدنيا


تأملت أحوال الصوفية و الزهاد ، فرأيت أكثرها منحرفاً عن الشريعة ، بين جهل بالشرع ، و ابتداع بالرأي . يستدلون بآيات لا يفهمون معناها ، و بأحاديث لها أسباب ، و جمهورها لا يثبت .
فمن ذلك ، أنهم سمعوا في القرآن العزيز : و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور أنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة ثم سمعوا في الحديث : للدنيا أهون على الله من شاة ميتة ، على أهلها فبالغوا في هجرها من غير بحث عن حقيقتها .
و ذلك أنه ما لم يعرف حقيقه الشيء فلا يجوز أن يمدح و لا أن يذم .
فإذا بحثنا عن الدنيا رأينا هذه الأرض البسيطة التي جعلت قراراً للخلق ، تخرج منها أقواتهم ، و يدفن فيها أمواتهم .
و مثل هذا لا يذم لموضع المصلحة فيه و رأينا ما عليها من ماء ، و زرع ، و حيوان ، كله لمصالح الآدمي ، و فيه حفظ لسبب بقائه . و رأينا بقاء الآدمي سبباً لمعرفة ربه ، و طاعته إياه ، و خدمته ، و ما كان سبباً لبقاء العارف العابد ، يمدح و لا يذم ، فبان لنا أن الذم إنما هو لأفعال الجاهل ، أو العاصي في الدنيا ، فإنه إذا اقتنى المال المباح ، و أدى زكاته ، لم يلم .
فقد علم ما خلف الزبير ، و ابن عوف و غيرهما ، و بلغت صدقة علي ـ رضي الله عنه ـ أربعين ألفاً . و خلفت ابن مسعود تسعين ألفاً ، و كان الليث ابن سعد يشتغل كل سنة عشرين ألفاً ، و كان سفيان يتجر بمال ، و كان ابن مهدي يشتغل كل سنة ألفى دينار .
و إن أكثر من النكاح و السراري ، كان ممدوحاً لا مذموماً فقد كان للنبي صلى الله عليه و سلم زوجات ، و سراري . و جمهور الصحابة ، كانوا على الإكثار من ذلك . و كان لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أربع حرائر ، و تسع عشرة أمة . و تزوج ولده الحسن ، نحواً من أربعمائة .
فإن طلب التزوج للأولاد ، فهو الغاية في التعبد ، و إن أراد التلذذ فمباح ، يندرج فيه من التعبد ما لا يحصى ، من إعفاف نفسه و المرأة ، إلى غير ذلك . و قد أنفق موسى ـ عليه السلام ـ من عمره الشريف عشر سنين في مهر بنت شعيب .


يتبع

فرح
11-09-2021, 01:47 AM
فلولا أن النكاح من أفضل الأشياء ، لما ذهب كثير من زمان الأنبياء فيه و قد قال ابن عباس رضي الله عنهما : [ خيار هذه الأمة أكثرها نساء ] .
و كان يطأ جارية له ، و ينزل في أخرى . و قالت سرية الربيع بن خيثم : كان الربيع يعزل . و أما المطعم ، فالمراد منه تقوية هذا البدن لخدمة الله عز وجل ، و حق على ذي الناقة أن يكرمها لتحمله .
و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم ، يأكل ما وجد اللحم أكله و يأكل لحم الدجاج ، و أحب الأشياء إليه الحلوى و العسل ، و ما نقل عنه أنه امتنع من مباح . و جيء علي رضي الله عنه بفالوذج فأكل منه ، و قال : [ ما هذا ] ؟ قالوا : يوم النوروز ، فقال : [ نوروزنا كل يوم ] .
و إنما يكره الأكل فوق الشبع ، و اللبس على وجه الاختيال و البطر .
و قد اقتنع أقوام بالدون من ذلك ، لأن الحلال الصافي لا يكاد يمكن فيه تحصيل المراد ، و إلا فقد لبس النبي صلى الله عليه و سلم حلة اشتريت له بسبعة و عشرين بعيراً . وكان لتميم الداري حلة اشتريت بألف درهم ، يصلي فيها بالليل .
فجاء أقوام ، فأظهروا التزهد ، و ابتكروا طريقة زينها لهم الهوى ، ثم تطلبوا لها الدليل .
و إنمان ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها . ثم انقسموا :
فمنهم ، متصنع في الظاهر ، لبث الشري في الباطن ، يتناول في خلواته الشهوات ، و ينعكف على اللذات . و يري الناس بزيه أنه متصوف متزهد ، و ما تزهد إلا القميص ، و إذا نظر إلى أحواله فعنده كبر فرعون .


يتبع

فرح
11-09-2021, 01:47 AM
و منهم : سليم الباطن ، إلا أنه في الشرع جاهل .
و منهم : من تصدر ، و صنف ، فاقتدى به الجاهلون في هذه الطريقة ، و كانوا كعمي اتبعوا أعمى .
و لو أنهم تلمحوا الأمر الأول ، الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضي الله عنهم ، لما زلوا .
و لقد كان جماعة من المحققين ،لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة ، بل يوسعونه لوما .
فنقل عن أحمد أنه قال له المروذي : ما تقول في النكاح ؟ فقال : [ سنة النبي صلى الله عليه و سلم ] . فقال : فقد قال إبراهيم . قال : فصاح بي و قال : جئتنا ببنيات الطريق ؟ و قيل له : إفي سريا السقطي قال : لما خلق الله تعالى الحروف ، و قف الألف و سجدت الباء ، فقال : نفروا الناس عنه .
و اعلم أن المحقق لا يهوله اسم معظم ، كما قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : أتظن أنا نظن أن طلحة و الزبير ، كانا على الباطل ؟ فقال له : [ إن الحق لا يعرف بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله ] .
و لعمري أنه قد وقر في النفوس تعظيم أقوام ، فإذا نقل عنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله ، لتعظيمهم في نفسه . كما ينقل عن أبي يزيد رضي الله عنه ، أنه قال : [ تراعنت علي نفسي فحلفت لا أشرب الماء سنة ] . و هذا إذا صح عنه ، كان خطأ قبيحاً . و زلة فاحشة ، لأن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن ، و لا يقوم مقامه شيء . فإذا لم يشرب فقد سعى في أذى بدنه . و قد كان يستعذب الماء لرسول الله صلى الله عليه و سلم . أفترى هذا فعل من يعلم أن نفسه ليست له ، و أنه لا يجوز التصرف فيها إلا عن إذن مالكها .
و كذلك ينقلون عن بعض الصوفية ، أنه قال : [ سرت إلى مكة على طريق التوكل حافياً ، فكانت الشوكة تدخل في رجلي فأحكها بالأرض و لا أرفعها ، و كان علي مسح ، فكانت عيني إذا آلمتني أدلكها بالمسح فذهبت إحدى عيني ] .
و أمثال هذا كثير ، و ربما حملها القصاص على الكرامات ، و عظموها عند العوام ، فيخايل لهم أن فاعل هذا أعلى مرتبة من الشافعي ، و أحمد .
و لعمري ، إن هذا من أعظم الذنوب أقبح العيوب ، لأن الله تعالى قال و لا تقتلوا أنفسكم .
و قال النبي عليه الصلاة و السلام : إن لنفسك عليك حقاً . و قد طلب أبو بكر رضي الله عنه ، في طريق الهجرة للنبي صلى الله عليه و سلم ، ظلا ، حتى رأى صخرة ففرش له في ظلها .
و قد نقل عن قدماء هذه الأمة بدايات هذا التفريط ، و كان سببه من وجهين : أحدهما : الجهل بالعلم ، و الثاني : قرب العهد بالرهبانية .
و قد كان الحسن يعيب فرقد السبخي ، و مالك بن دينار ، في زهدهما فرأى عنده طعام فيه لحم ، فقال: [ لا رغيفي مالك ، و لا صحنا فرقد ] . و رأى على فرقد كساء ، فقال : [ يا فرقد إن أكثر أهل النار أصحاب الأكسية ] .


يتبع

فرح
11-09-2021, 01:48 AM
وكم قد زوق قاص مجلسه بذكر أقوام خرجوا إلى السياحة بلا زاد و لا ماء و هو لا يعلم أن هذا من أقبح الأفعال ، و أن الله تعالى لا يجرب عليه . فربما سمعه جاهل من التائبين فخرج فمات في الطريق ، فصار للقائل نصيب من إثمه . و كم يروون عن ذي النون : أنه لقي امرأة في السياحة فكلمها و كلمته ، و ينسون الأحاديث الصحاح : لا يحل لامرأة أن تسافر يوماً و ليلة إلا بمحرم .
و كم ينقلون : أن أقواماً مشوا على الماء ، و قد قال إبراهيم الحربي : [ لا يصح أن أحداً مشى على الماء قط ] . فإذا سمعوا هذا قالوا : أتنكرون كرامات الأولياء الصالحين ؟
فنقول : لسنا من المنكرين لها ، بل نتبع ما صح ، و الصالحون هم الذين يتبعون الشرع ، و لا يتعبدون بآرائهم .
و في الحديث : إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم .
و كم يحثون على الفقر حتى حملوا خلقاً على إخراج أموالهم ، ثم آل بهم الأمر إما إلى التسخط عند الحاجة ، و إما إلى التعرض بسؤال الناس . و كم تأذى مسلم بأمرهم الناس بالتقلل ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ثلث طعام ، و ثلث شراب ، و ثلث نفس . فما قنعوا حتى أمروا بالمبالغة في التقلل .
فحكى أبو طالب المكي في [ قوت القلوب ] : أن فيهم من كان يزن قوته بكربة رطبة ، ففي كل ليلة يذهب من رطوبتها قليل ، و كنت أنا ممن اقتدى بقوله في الصبا ، فضاق المعي و أوجب ذلك ، مرض سنين .
أفترى هذا شيئاً تقتضيه الحكمة ، أو ندب إليه الشرع ؟
و إنما مطية الأدمي قواه ، فإذا سعى في تقليلها ، ضعف عن العبادة . فإنا لو دخلنا ديار الروم ، فوجدنا أثمان الخمور و أجرة الفجور ، كان لنا حلالاً بوصف الغنيمة .
أفتريد حلالاً ، على معني أن الحبة من الذهب لم تنتقل مذ خرجت من المعدن ، على وجه لا يجوز ؟
فهذا شيء لم ينظر فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم . أو ليس قد سمعت أن الصدقة عليه حرام ، فلما تصدق على بريرة بلحم فأهدته ، جاز له آكل تلك العين لتغير الوصف . و قد قال أحمد بن حنبل [ أكره التقلل من الطعام ، فإن أقواماً ما فعلوه فعجزوا عن الفرائض ] . و هذا صحيح . فإن المتقلل لا يزال يتقلل إلى أن يعجز عن النوافل ثم الفرائض ، ثم يعجز عن مباشرة أهله و إعفافهم ، و عن بذل القوى في الكسب لهم ، و عن فعل خير قد كان يفعله .
و لا يهولنك ما تسمعه من الأحاديث التي تحث على الجوع ، فإن المراد بها إما الحث على الصوم و إما النهي عن مقاومة الشبع . فأما تنقيص المطعم على الدوام ، فمؤثر في القوى ، فلا يجوز .
ثم في هؤلاء المذمومين من يرى هجر اللحم ، و النبي صلى الله عليه و سلم كان يود أن يأكله كل يوم .



يتبع

فرح
11-09-2021, 01:49 AM
و اسمع مني بلا محاباة : لا تحتجن علي بأسماء الرجال ، فتقول : قال بشر ، و قال إبراهيم بن أدهم ، فإن من احتج بالرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة . على أن لأفعال أولئك وجوهاً نحملها عليهم بحسن الظن . و لقد ذاكرت بعض مشايخنا ما يروى عن جماعة من السادات ، أنهم دفنوا كتبهم فقلت له : ما وجه هذا ؟ فقال : أحسن ما نقول أن نسكت ، يشير إلى أن هذا جهل من فاعله . و تأولت أنا لهم ، فقلت : لعل ما دفنوا من كتبهم ، فيه شيء من الرأي ، فما رأوا أن يعمل الناس به .
و لقد روينا في الحديث ، عن أحمد بن أبي الحواري : أنه أخذ كتبه فرمى بها في البحر ، و قال : [ نعم الدليل كنت ! و لا حاجة لنا إلى الدليل بعد الوصول إلى المدلول ] .
و هذا ـ إذا أحسنا به الظن ـ قلنا : كان فيها من كلامهم ما لا يرتضيه . فأما إذا كانت علوماً صحيحة ، كان هذا من أفحش الإضاعة ، و أنا و إن تأولت لهم هذا ، فهو تأويل صحيح في حق العلماء منهم ، لأنا قد روينا عن سفيان الثوري : أنه قد أوصى بدفن كتبه ، و كان ندم على أشياء كتبها ، عن قوم ، و قال : حملني شهوة الحديث ـ و هذا لأنه كان يكتب عن الضعفاء و المتروكين ، فكأنه لما عسر عليه التمييز أوصى بدفن الكل .
و كذلك من كان له رأي من كلامه ثم رجع عنه ، جاز أن يدفن الكتب التي فيها ذلك ، فهذا وجه التأويل للعلماء .
فأما المتزهدون ، الذين رأوا صورة فعل العلماء ، و دفنوا كتباً صالحة لئلا تشغلهم عن التعبد ، فإنه جهل منهم ، لأنهم شرعوا في إطفاء مصباح يضيء لهم ، مع الإقدام على تضييع مال لا يحل تضييعه .
و من جملة من عمل بواقعه في دفن كتب العلم ، يوسف بن أسباط ، ثم لم يصبر عن التحديث فخلط ، فعد في الضعفاء .
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ، قال : أخبرنا محمد بن المظفر الشامي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، قال : حدثنا يوسف بن أحمد ، قال : حدثنا محمد ابن عمرو العقيلي قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : أخبرنا أحمد بن خالد الخلال . قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : قلت ليوسف بن أسباط : كيف صنعت بكتبك ؟ قال : [ جئت إلى الجزيرة ، فلما نضب الماء دفنتها عليها ، فذهبت ] .
قلت : ما حملك على ذلك ؟ قال : [ أردت أن يكون الهم هماً واحداً ] .
قال العقيلي : و حدثني آدم ، قال : سمعت البخاري قال : قال صدقة : [ دفن يوسف بن أسباط كتبه ، و كان يغلب عليه الوهم فلا يجيء كما ينيغي ] .


يتبع

فرح
11-09-2021, 01:50 AM
قال المؤلف : قلت : الظاهر أن هذه كتب علم ينفع ، و لكن قلة العلم أوجبت هذا التفريط ، الذي قصد به الخير ، و هو شر . فلو كانت كتبه من جنس كتب الثوري ، فإن فيها ، عن ضعفاء و لم يصح له التمييز ، قرب الحال . إنما تعليله يجمع الهم هو الدليل على أنها ليست كذلك ، فانظر إلى قلة العلم ، ماذا تؤثر مع أهل الخير .
و لقد بلغنا في الحديث عن بعض من نعظمه ، و نزوره ، أنه كان على شاطئ دجلة ، فبال ثم تيمم ، فقيل له : الماء قريب منك ، فقال : خفت ألا أبلغه ! !
و هذا و إن كان يدل على قصر الأمل ، إلا أن الفقهاء إذا سمعوا عنه مثل هذا الحديث تلاعبوا به ، من جهة أن التيمم ، إنما يصح عند عدم الماء . فإذا كان الماء موجوداً كان تحريك اليدين بالتيمم عبثاً . و ليس من ضروري وجود الماء أن يكون إلى جانب المحدث ، بل لو كان على أزرع كثيرة ، كان موجوداً فلا فعل للتيمم و لا أثر حينئذ . و من تأمل هذه الأشياء ، علم أن فقيهاً واحداً ـ و إن قل أتباعه و خفت إذا مات أشياعه ـ أفضل من ألوف تتمسح العوام بهم تبركاً ، و يشيع جنائزهم ما لا يحصى . و هل الناس إلا صاحب أثر نتبعه ، أو فقيه يفهم مراد الشرع و يفتي به ؟ نعوذ بالله من الجهل ، و تعظيم الأسلاف تقليداً لهم بغير دليل ! فإن من ورد المشرب الأول ، رأى سائر المشارب كدرة .
و المحنة العظمى مدائح العوام ، فكم غرت ... ! ! كما قال علي رضي الله عنه : [ ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً ] . و لقد رأينا و سمعنا من العوام ، أنهم يمدحون الشخص ، فيقولون : لا ينام الليل ، و لا يفطر النهار ، و لا يعرف زوجة ، و لا يذوق من شهوات الدنيا شيئاً ، قد نحل جسمه ، و دق عظمه حتى أنه يصلي قاعداً ، فهو خير من العلماء الذين يأكلون و يتمتعون . ذلك مبلغهم من العلم ، و لو [ فقهوا ] علموا أن الدنيا لو اجتمعت في لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله ، و يخبر بشريعته ، كانت فتوى واحدة منه يرشد بها إلى الله تعالى خيراً و أفضل من عباده ذلك العابد باقي عمره . و قد قال ابن عباس رضي الله عنه : [ فقيه واحد ، أشد على إبليس من ألف عابد ] .
و من سمع هذا الكلام فلا يظنن أنني أمدح من لا يعمل بعلمه . و إنما أمدح العاملين بالعم ، و هم أعلم بمصالح أنفسهم . فقد كان فيهم من يصلح على خشن العيش ، كأحمد بن حنبل . و كان فيهم ، من يستعمل رقيق العيش ، كسفيان الثوري ، مع ورعه ، و مالك مع تدينه ، و الشافعي مع قوة فقهه .
و لا ينبغي أن يطالب الإنسان بما يقوى عليه غيره ، فيضعف هو عنه .
فإن الإنسان أعرف بصلاح نفسه . و قد قالت رابعة : [ إن كان صلاح قلبك في الفالوذج ، فكله ] .
و لا تكون أيها السامع ممن يرى صور الزهد . فرب متنعم لا يريد التنعم و إنما يقصد المصلحة . و ليس كل بدن يقوى على الخشونة ، خصوصاً من قد لاقى الكد و أجهده الفكر ، و أمضه الفقر ، فإنه إن لم يرفق بنفسه ، ترك واجباً عليه من الرفق بها .
فهذه جملة لو شرحتها بذكر الأخبار و المنقولات لطالت ، غير أني سطرتها على عجل حين جالت في خاطري ، و الله ولي النفع برحمته .

فرح
11-09-2021, 01:50 AM
فصل : مصير النفس بعد الموت


قد أشكل على الناس أمر النفس و ماهيتها ، مع إجماعهم على وجودها ، و لا يضر الجهل بذاتها مع إثباتها . ثم أشكل عليهم مصيرها بعد الموت ، و مذهب أهل الحق أن لها وجوداً بعد موتها ، و أنها تنعم و نعذب . قال أحمد بن حنبل : [ أرواح المؤمنين في الجنة ، و أرواح الكفار في النار ] .
و قد جاء في أحاديث الشهداء : [ أنها في حواصل طير خضر تعلق من شجر الجنة ] .
و قد أخذ بعض الجهلة بظواهر أحاديث النعيم ، فقال : إن الموتى يأكلون في القبور ، و ينكحون .
و الصواب من ذلك أن النفس تخرج بعد الموت إلى نعيم أو عذاب ، و أنها تجد ذلك إلى يوم القيامة ، فإذا كانت القيامة ، أعيدت إلى
الجسد ليتكامل لها التنعم بالوسائط . و قوله : [ في حواصل طير خضر ] ، دليل على أن النفوس لا تنال لذةإلا بوساطة . إلا أن تلك اللذة لذة مطعم أو مشرب ، فأما لذات المعارف و العلوم فيجوز أن تنالها بذاتها ، مع عدم الوسائط .
و المقصود من هذا المذكور أني رأيت بعض الانزعاج من الموت . و ملاحظة النفس بعين العدم عنده فقلت لها : إن كنت مصدقة للشريعة فقد أخبرت بما تعرفين و لا وجه للإنكار ، و إن كان هناك ريب في أخبار الشريعة ، صار الكلام في بيان صحة الشريعة .
فقالت : لا ريب عندي .
قلت : فاجتهدي في تصحيح الإيمان ، و تحقيق التقوى ، و أبشري حينئذ بالراحة من ساعةالموت ، فإني لا أخاف عليك إلا من التقصير في العمل . واعلمي أن تفاوت النعيم بمقدار درجات الفضائل ، فارتفعي بأجنحة الجد إلى أعلى أبراجها ، و احذري من قانص هوى ،أو شرك غرة ، و الله الموفق .

فرح
11-09-2021, 01:51 AM
فصل : العقل بين التكليف و الإذعان


قلت يوماً في مجلسي : لو أن الجبال حملت ما حملت لعجزت . فلما عدت إلى منزلي ، قالت لي النفس : كيف قلت هذا ؟ و ربما أوهم الناس أن بك بلاء و أنت في عافية في نفسك و أهلك ‍‍ ‍‍‍‌‌‍‍‍‍‍‍!!. و هل الذي حملت إلا التكليف الذي يحمله الخلق كلهم ؟ فما وجه هذه الشكوى ؟
فأجبتها : إني لما عجزت عما حملت ، قلت هذه الكلمة لا على سبيل الشكوى ، و لكن للاسترواح .
و قد قال كثير من الصحابة و التابعين قبلي : ليتنا لم نخلق ، و ما ذاك إلا لأثقال عجزوا عنها . ثم من ظن أن التكاليف سهلة ، فما عرفها .
أتى يظن الظان أن التكاليف غسل الأعضاء برطل من الماء ، أو الوقوف في محراب لأداء ركعتين ؟ هيهات ! هذا أسهل التكليف .
و إن التكليف هو الذي عجزت عنه الجبال ، و من جملته : أنني إذا رأيت القدر يجري بما لا يفهمه العقل ، ألزمت العقل الإذغان للمقدر ، فكان من أصعب التكليف . و خصوصاً فيما لا يعلم العقل ، معناه كإيلام الأطفال ، و ذبح الحيوان ، مع الاعتقاد بأن المقدر لذلك و الأمر به ، أرحم الراحمين .
فهذا مما يتحير العقل فيه ، فيكون تكليفه التسليم ، و ترك الاعتراض ...!!
فكم بين تكليف البدن و تكليف العقل ... ؟!
و لو شرحت هذا لطال ، غير أني أعتذر عما قلته ، فأقول عن نفسي و ما يلزمني حال غيري .
إني رجل حبيب إلي العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به ثم لم يحبب إلى فن واحد منه ، بل فنونه كلها . ثم لا تقتصر همتي في فن على بعضه ، بل تروم استقصاءه . و الزمان لا يسع ، و العمر أضيق ، و الشوق يقوى ، والعجز يظهر ، فيبقى وقوف بعض المطلوبات حسرات .
ثم أن العلم دلني على معرفة المعبود ، و حثني على خدمته ، ثم صاحت بي الأدلة عليه إليه ، فوقفت بين يديه ، فرأيته ، في نعمه ، و عرفته بصفاته ، و عاينت بصيرتي من الطافه مادعاني إلى الهيمان في محبته ، و حركني إلى التخلي لخدمته ، و صار يملكني أمر كالوجد كلما ذكرته ، فعادت خلوتي في خدمتي له أحلى عندي من كل حلاوة . فكلما ملت إلى الانقطاع عن الشواغل إلى الخلوة ، صاح بي العلم أين تمضي ؟ أتعرض عني و أنا سبب معرفتك به ؟



يتبع

فرح
11-09-2021, 01:51 AM
فأقول له : كنت دليلاً و بعد الوصول يستغني عن الدليل .
قال : هيهات ! كلما زدت ، زادت معرفتك بمحبوبك ، و فهمت كيف القرب منه . و دليل هذا أنك تعلم غداً ، أنك اليوم في نقصان . أو ما تسمعه يقول لنبيه صلى الله عليه و سلم و قل رب زدني علماً .
ثم ألست تبغي القرب منه ؟ فاشتغل ، بدلالة عباده عليه ، فهي حالات الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . أما علمت أنهم آثروا تعليم الخلق ، على خلوات التعبد ، لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم ؟
أما قال الرسول صلى الله عليه و سلم ، لعلي رضي الله عنه لأن يهدي الله بك رجلاً ، خير لك من حمر النعم ؟ .
فلما فهمت صدق هذه المقالة ، تهوست على تلك الحالة ، و كلما تشاغلت بجمع الناس ، تفرق همي . و إذا وجدت مرادي من نفعهم ، ضعفت أنا ، فأبقى في حيز التحير متردداً ، لا أدري على أي القدمين أعتمد . فإذا وقفت متحيراً صاح العلم : قم لكسب العيال ، و ادأب في تحصيل ولد يذكر الله . فإذا شرعت في ذلك قلص ضرع الدنيا وقت الحلب ، و رأيت باب المعاش مسدوداً في وجهي ، لأن صناعة العلم شغلتني عن تعلم صناعة .
فإذا التفت إلى أبناء الدنيا ، رأيتهم لا يبيعون شيئاً من سلعها إلا بدين المشتري . و ليت من نافقهم أو راءاهم نال من دنياهم ، بل ربما ذهب دينه و لم يحصل مراده . فإن قال الضجر : اهرب . قال الشرع : كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت .
و إن قال العزم : انفرد ، قال : فكيف بمن تعول ؟
فغاية الأمر أنني أشرع في التقلل من الدنيا ، و قد ربيت في نعيمها . و غذيت بلبانها ، و لطف مزاجي فوق لطف وضعه بالعادة . فإذا غيرت لباسي و خشنت مطعمي ، لأن القوت لا يحتمل الانبساط ، نفر الطبع لفراق العادة ، فحل المرض فقطع عن واجبات ، و أوقع في آفات .
و معلوم أن لبن اللقمة بعد التحصيل من الوجوه المستطابة ، و تخشينها لمن لم يألف سعى في تلف النفس .



يتبع

فرح
11-09-2021, 01:51 AM
فأقول : كيف أصنع و ما الذي أفعل ؟ و أخلو بنفسي في خلواتي ، و أتزيد من البكاء على نقص حالاتي . و أقول : أصف حال العلماء ، و جسمي يضعف عن إعادة العلم ، و حال الزهاد ، و بدني لا يقوى على الزهد ، و حال المحبين و مخالطة الخلق تشتت همي ، و تنقش صور المحبوبات من الهوى في نفسي ، فتصدأ مرآة قلبي .
و شجرة المحبة تحتاج إلى تربية في تربة طيبة تسقى ماء الخلوة من دولاب الفكرة . و إن آثرت التكسب لم أطق . و إن تعرضت لأنباء الدنيا ـ مع أن طبعي الأنفة من الذل و تديني يمنعني ـ فلا يبقى للميل مع هذين الجاذبين أثر . و مخالطة الخلق تؤذي النفس مع الأنفاس !!!
و لا تحقيق التوبة أقدر عليه ، و لا نيل مرتبة من علم أو عمل أو محبة يصح لي . فإذا رأيتني كما قال القائل :
ألقاه في اليم مكتوفاً و قال له إياك إياك أن تبتل بالماء
تحيرت في أمري ، و بكيت على عمري ، و أنادي في فلوات خلواتي بما سمعته من بعض العوام ، و كأنه وصف حالي :
واحسرتي كم أداري فيك تعثيري مثل الأسير بلا حبل و لا سيري
ما حيلتي في الهوى قد ضاع تدبيري لما شكلت جناحي فلت لي طيري

فرح
11-09-2021, 01:52 AM
فصل : من رام صلاح القلب رام الممتنع


تأملت أمر الدنيا و الآخرة ، فوجدت حوادث الدنيا حسية طبعية ، و حوادث الآخرة إيمانية يقينية . و الحسيات أقوى جذباً لمن لم يقو علمه و يقينه .
و الحوادث إنما تبقى بكثرة أسبابها ، فمخالطة الناس ، و رؤية المستحسنات و التعرض بالملذوذات ، يقوي حوادث الحس .
و العزلة ، و الفكر ، و النظر في العلم يقوي حوادث الآخرة .
و يبين هذا بأن الإنسان إذا خرج في الأسواق ، و يبصر زينة الدنيا ثم دخل إلى المقابر ، ففكر ورق قلبه ، فإنه يحس بين الحالتين فرقاً بيناً .
و سبب ذلك ، التعرض بأسباب الحوادث .
فعليك بالعزلة و الذكر و النظر في العلم ، فإن العزلة حمية ، و الفكر و العلم أدوية . و الدواء مع التخليط لا ينفع .
و قد تمكنت منك أخلاط المخالطة للخلق ، و التخليط في الأفعال فليس لك دواء إلا ما وصفت لك .
فأما إذا خالطت الخلق و تعرضت للشهوات ، ثم رمت صلاح القلب رمت الممتنع .

فرح
11-09-2021, 01:52 AM
فصل : الممنوع مرغوب


تأملت حرص النفس على ما منعت منه . فرأيت حرصها يزيد على قدر قوة المنع .
و رأيت في الشرب الأول ، أن آدم عليه السلام لما نهي عن الشجرة ، حرص عليها مع كثرة الأشجار المغنية عنها .
و في الأمثال : [ المرء حريص على ما منع ، و تواق إلى ما لم ينل ] .
و يقال : [ لو أمر الناس بالجوع لصبروا ، و لو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه ] .
و قالوا : ما نهينا عنه إلا لشيء . و قد قيل : [ أحب شيء إلى الإنسان ما منعنا ]
فلما بحثت عن سبب ذلك ، وجدت سببين :
أحدهما : أن النفس لا تصبر على الحصر ، فإنه يكفي حصرها في صورة البدن .
إذا حصرت في المعنى بمنع زاد طيشها .
و لهذا لو قعد الإنسان في بيته شهراً ، لم يصعب عليه .
و لو قيل له : لا تخرج من بيتك يوماً ، طال عليه .
و الثاني : أنها يشق عليها الدخول تحت حكم ، و لهذا تستلذ الحرام ، و لا تكاد تستطيب المباح .
و لذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى ، و تؤثره لا على ما يؤثر .

فرح
11-09-2021, 01:53 AM
• فصل : التعليم عبادة


ما زالت نفسي تنازعني بما يوجبه مجلس الوعظ ، و توبة التائبين ، و رؤية الزاهدين ... إلى الزهد و الانقطاع عن الخلق و الانفراد بالآخرة .
فتأملت ذلك فوجدت عمومه من الشيطان ، فإن الشيطان يرى أنه لا يخلو لي مجلس من خلق لا يحصون ، يبكون و يندبون على ذنوبهم . و يقوم في الغالب جماعة يتوبون و يقطعون شعور الصبا .
و ربما اتفق خمسون و مائة . و لقد تاب عندي في بعض الأيام أكثر من مائة .
و عمومهم صبيان ، قد أنشأوا على اللعب و الانهماك في المعاصي . فكأن الشيطان لبعد غوره في الشر . رآني أجتذب منه . فأراد أن يشغلني عن ذلك بما يزخرفه ليخلو هو بمن أجتذبهم من يده .
و لقد حسن إلى الإنقطاع عن المجالس . و قال : لا يخلو من تصنع للخلق .
فقلت : أما زخرفة الألفاظ و تزويقها ، و أخراج المعنى من مستحسن العبارة ، ففضيلة لا رذيلة .
و أما أن أقصد الناس بما لا يجوز في الشرع ، فمعاذ الله .
ثم رأيته يريني في التزهد قطع أسباب ـ ظاهرة الإباحة ـ من الاكتساب .
فقلت له : فإن طاب لي في الزهد ، و تمكنت من العزلة ، فنفذ ما بيدي أو احتاج بعض عائلتي ، ألست أعود القهقرى ؟
فدعني أجمع ما يسد خلتي ، و يصونني عن مسألة الناس ، فإن مد عمري ، كان نعم السبب ، و إلا كان للعائلة . و لا أكون كراكب أراق ماءه لرؤية سراب ، فلما ندم وقت الفوات ، لم ينتفع بالندم .
و إنما الصواب توطئة المضجع قبل النوم ، و جمع المال الساد للخلة قبل الكبر أخذاً بالحزم .
و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم : لأن تترك ورثتك أغنياء ، خير لك من أن تتركهم عالة يتكففون الناس .
و قال : نعم المال الصالح ، للرجل الصالح .


يتبع

فرح
11-09-2021, 01:54 AM
و أما الانقطاع فينبغي أن تكون العزلة عن البشر لا عن الخير ، و العزلة عن البشر واجبة على كل حال . و أما تعليم الطالبين ، و هداية المرتدين ، فإنه عبادة العالم .
و إن من تفضيل بعض العلماء إيثاره للتنفل بالصلاة و الصوم ، عن تصنيف كتاب ، أو تعليم علم ينفع ، لأن ذلك بذر يكثر ريعه ، و يمتد زمان نفعه .
و أنما تميل النفس إلى ما يزخرفه الشيطان من ذلك لمعنيين :
أحدهما : حب البطالة ، لأن الانقطاع عندها أسهل .
الثاني : لحب المدحة فإنها إذا توسمت بالزهد كان ميل العوام إليها أكثر .
فعليك بالنظر في الشرب الأول ، فكن مع الشرب المقدم . و هم الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، رضي الله تعالى عنهم .
فهل نقل عن أحد منهم ما ابتدعه جهلة المتزهدين و المتصوفة ، من الانقطاع عن العلم ؟
و الانفراد عن الخلق ؟
و هل كان شغل الأنبياء إلا معانات الخلق ، و حثهم على الخير و نهيهم عن الشر ؟
إلا أن ينقطع من ليس بعالم يقصد الكف عن الشر ، فذاك في مرتبة المحتمي يخاف شر التخليط .
فأما الطبيب العالم بما يتناول ، فأنه ينتفع بما يناله

فرح
11-09-2021, 01:54 AM
فصل : خيركم من عمل بما علم


تأملت المراد من الخلق ، فإذا هو الذل ، و اعتقاد التقصير و العجز .
و مثلت العلماء و الزهاد العاملين صنفين فأقمت في صف العلماء مالكاً و سفيان و أبا حنيفة و الشافعي و أحمد ، و في صف العباد مالك بن دينار و رابعة و معروف الكرخي و بشر بن الحارث .
فكلما جد العباد في العبادة ، و صاح بهم لسان الحال : عباداتكم لا يتعداكم نفعها و إنما يتعدى نفع العلماء ، و هم ورثة الأنبياء ، و خلفاء الله في الأرض ، و هم الذين عليهم المعول ، و لهم الفضل ، إذاً أطرقوا و انكسروا و علموا صدق تلك الحال ، و جاء مالك بن دينار إلى الحسن يتعلم منه و يقول : الحسن أستاذنا .
و إذا رأى العلماء أن لهم بالعلم فضلاً ، صاح لسان الحال بالعلماء : و هل المراد من العلم إلا العمل ؟ !
و قال أحمد بن حنبل : [ و هل يراد بالعلم إلا ما وصل إليه معروف ؟ ] .
و صح عن سفيان الثوري قال : [ وددت أن قطعت و لم أكتب الحديث ] .
و قالت أم الدرداء لرجل : [ هل عملت بما علمت ] ؟ قال : لا . قالت : [ فلم تستكثر من حجة الله عليك ؟ ] .
و قال أبو الدرداء : [ ويل لمن يعلم و لم يعمل مرة ، و ويل لمن علم و لم يعمل سبعين مرة ] .
و قال الفضيل : [ يغفر للجاهل سبعون ذنباً ، أن يغفر للعالم ذنب واحد ]
فما يبلغ من الكل قوله تعالى : هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون .
و جاء سفيان إلى رابعة : فجلس بين يديها ينتفع بكلامها ، فدل العلماء العلم على أن المقصود منه العمل به ، و أنه آلة فانكسروا و اعترفوا بالتقصير .
فحصل الكل على الاعتراف و الذل فاستخرجت المعرفة منهم حقيقة العبودية باعترافهم ، فذلك هو المقصود من التكليف .

فرح
11-09-2021, 01:54 AM
فصل : محبة الخالق ضرورة


تأملت في قوله تعالى : يحبهم و يحبونه . فإذا النفس تأبى إثبات محبة للخالق توجب قلقاً و قالت : محبته طاعته ، فتدبرت ذلك فإذا بها قد جهلت ذلك لغلبة الحس .
و بيان هذا أن محبة الحس لا تتعدى الصور الذاتية ، و محبة العلم و العمل ترى الصور المعنوية فتحبها .
فإنا نرى خلقاً يحبون أبا بكر رضي الله عنه ، و خلقاً يحبون علياً بن أبي طالب رضي الله عنه ، و قوماً يتعصبون لأحمد بن حنبل ، و قوماً للأشعري فيقتتلون و يبذلون النفوس في ذلك .
و ليسوا ممن رأى صور القوم ، و لا صور القوم توجب المحبة .
لكن لما تصورت لهم المعاني فدلتهم على كمال القوم في العلوم ، وقع الحب لتلك الصور التي شوهدت بأعين البصائر .
فكيف بمن صنع تلك الصور المعنوية و بذلها ؟ .
و كيف لا أحب من وهب لي ملذوذات حسي ، و عرقى ملذوذات علمي ؟ فإن التذاذي بالعلم و إدراك العلوم أولى من جميع اللذات الحسية ، فهو الذي علمني و خلق لي إدراكاً ، و هداني إلى ما أدركته .
ثم إنه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد ، أراه فيه بإتقان ذلك الصنع و حسن ذلك المصنوع .
فكل محبوباتي منه ، و عنه ، و به ، الحسية و المعنوية ، و تسهيل سبل الإدراك به ، و المدركات منه ، و ألذ من كل لذة عرفاني له ، فلولا تعليمه ما عرفته .
و كيف لا أحب من أنا به ، و بقائي منه ، و تدبيري بيده ، و رجوعي إليه ، و كل مستحسن محبوب هو صنعه و حسنه و زينه و عطف النفوس إليه .
فذلك الكامل القدرة أحسن من المقدور ، و العجيب الصنعة أكمل من المصنوع ، و معنى الإدراك أحلى عرفاناً من المدرك .
و لو أننا رأينا نقشاً عجيباً لاستغرقنا تعظيم النقاش و تهويل شأنه ، و ظريف حكمته عن حب المنقوش ، و هذا مما تترقى إليه الأفكار الصافية ، إذا خرق نظرنا الحسيات ، و نفذ إلى ما وراءها ، فحينئذ تقع محبة الخالق ضرورة . و على قدر رؤية الصانع في المصنوع يقع الحب له .
فإن قوي أوجب قلقاً و شوقاً . و إن مال بالعارف لى مقام الهيبة ، أوجب خوفاً . و إن انحرف به إلى تلمح الكرم أوجب رجاء قوياً قد علم كل أناس مشربهم .

فرح
11-09-2021, 01:55 AM
فصل : لا يخفى على الله شيء


نظرت في الأدلة على الحق سبحانه و تعالى فوجدتها أكثر من الرمل ، و رأيت من أعجبها أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز و جل ، فيظهره الله سبحانه عليه وحده و لو بعد حين ، و ينطق الألسنة به و إن لم يشاهده الناس .
و ربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق ، فيكون جواباً لكل ما أخفى من الذنوب ، و ذلك ليعلم الناس أن هنالك من
يجازي على الزلل ، و لا ينفع من قدره وقدرته حجاب ولا استتار ، و لا يصاغ لديه عمل .
و كذلك يخفي الإنسان الطاعة فتظهر عليه ، و يتحدث الناس بها و بأكثر منها ، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً و لا يذكرونه إلا بالمحاسن ، ليعلم أن هنالك رباً لا يضيع عمل عامل .
و إن قلوب الناس لتعرف حال الشخص و تحبه ، أو تأباه ، و تذمه ، أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه و بين الله تعالى ، فإنه يكفيه كل هم ، و يدفع عنه كل شر .
و ما أصلح عبد ما بينه و بين الخلق دون أن ينظر الحق ، إلا انعكس مقصوده وعد حامده ذاماً .

فرح
11-09-2021, 01:55 AM
فصل : إذعان العقل فحكمة الله


تأملت حالا عجيبة ، و هي أن الله سبحانه تعالى قد بنى هذه الأجسام متقنه على قانون الحكمة .
فدل بذلك المصنوع على كمال قدرته ، و لطيف حكمته .
ثم عاد فنقضها فتحيرت العقول بعد إذعانها له بالحكمة ، في سر ذلك الفعل .
فأعلمت أنها ستعاد للمعاد و أن هذه البنية لم تخلق إلا لتجوز في مجاز المعرفة ، و تتجر في موسم المعاملة ، فسكنت العقول لذلك .
ثم رأت أشياء من هذا الجنس أظرف منه ، مثل احترام شاب ما بلغ بعض المقصود بنياته .
و أعجب من ذلك أخذ طفل من أكف أبويه يتململان . و لا يظهر سر سلبه ، و الله الغني عن أخذه ، و هما أشد الخلق فقراً إلى بقائه .
و أظرف منه إبقاء هرم لا يدري معنى البقاء ، و ليس له فيه إلا مجرد أذى .
و من هذا الجنس تقتير الرزق على المؤمن الحكيم ، و توسعته على الكافر الأحمق .
و في نظائر لهذه المذكورات يتحير العقل في تعليلها ، فيبقى مبهوتاً .
فلم أزل أتلمح جملة التكاليف ، فإذا عجزت قوى العقل عن الاطلاع على حكمه ذلك ، و قد ثبت لها حكمة الفاعل ، علمت قصورها عن درك جميع المطلوب ، فأذعنت مقرة بالعجز . و بذلك تؤدي مفروض تكليفها .
فلو قيل للعقل : قد ثبت عندك حكمة الخالق بما بنى أفيجوز أن ينقدح في حكمته أنه نقض ؟ لقال : لأني عرفت بالبرهان أنه حكيم ، و أنا أعجز عن إدراك علله فأسلم على رغمي مقرأ بعجزي .

فرح
11-09-2021, 01:56 AM
فصل : لماذا تكثر الحسنات و السيئات ؟


كل شيء خلق الله تعالى في الدنيا فهو أنموذج في الآخرة و كل شيء يجري فيها أنموذج ما يجري في االآخرة . فأما المخلوق منها فقال ابن عباس رضي الله عنهما : [ ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء ] .
وهذا لأن الله تعالى شوق بنعيم إلى نعيم ، و خوف بعذاب من عذاب .
فأما ما يجري في الدنيا فكل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل ، و كذلك كل مذهب ذنباً ، وهو معنى قوله تعالى : من يعمل سوءاً يجز به .
و ربما رأى العاصي سلامة بدنه و ماله فظن أن لا عقوبة ، و غفلة عما عوقبت به عقوبة .
و قد قال الحكماء : المعصية ، و الحسنة بعد الحسنه ثواب الحسنه .
و ربما كان العقاب العاجل معنوياً كما قال بعض أحبار بني إسرائيل : [ يا رب كم أعصيك و لا تعاقبني ؟ ] فقيل له : [ كم أعاقبك وأنت لا تدري أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي ؟ ] .
فمن تأمل هذا الجنس من المعاقبة وجده بالمرصاد ، حتى قال وهب بن الورد و قد سئل : أيجد لذة الطاعة من يعصي ؟ فقال : و لا من هم .
فرب شخص أطلق بصره فحرمه الله اعتبار بصيرته أو لسانه فحرم صفاء قلبه ، أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سره ، وحرم قيام الليل وحلاوة المناجاة ، إلى غير ذلك .
و هذا أمر يعرفه أهل محاسبة النفس و على ضده يجد من يتقي الله تعالى من حسن الجزاء على التقوى عاجلاً ، كما في حديث أبي أمامة : عن النبي صلى الله عليه و سلم يقول الله تعالى : النظرة إلى المرأة سهم مسموم من سهام الشيطان ، من تركه ابتغاء مرضاتي آتيته إيماناً يجد حلاوته في قلبه .
فهذه نبذة من هذا الجنس تنبه على مغفلها .
فأما المقابلة الصريحة في الظاهر فقل أن تحتبس ، و من ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم : الصبحة تمنع الرزق ، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .
و قد روى المفسرون : أن كل شخص من الأسباط جاء باثني عشر ولداً ، و جاء يوسف بأحد عشر بالهمة ، و مثل هذا إذا تأمله ذو بصيرة رأى الجزاء و فهم كما قال الفضيل : [ إني لأعصي الله عز وجل فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي ] .
و عن أبي العثمان النيسابوري : أنه انقطع شسع نعله في مضيه إلى الجمعة فتعوق لإصلاحه ساعة ، ثم قال : [ ما انقطع إلا لأني ما اغتسلت غسل الجمعة ] .


يتبع

فرح
11-09-2021, 01:56 AM
و من عجائب الجزاء في الدنيا أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة يوسف و شروه بثمن بخس امتدت أكفهم بين يديه بالطلب ، يقولون : و تصدق علينا .
و لما صبر هو يوم الهمة ملك المرأة حلالاً ، و لما بغت عليه بدعواها : ما جزاء من أراد بأهلك سوء أنطقها الحق بقولها أنا راودته .
ولو أن شخصاً ترك معصية لأجل الله تعالى لرأى ثمرة ذلك ، وكذلك إذا فعل طاعة . و في الحديث : إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة ، أي عاملوه لزيادة الأرباح العاجلة .
و لقد رأينا من سامح نفسه بما يمنع منه الشرع ، طلباً للراحة العاجلة ، انقلبت أحواله إلى التنغص العاجل ، و عكست عليه المقاصد .
حكى بعض المشايخ : أنه اشترى في زمن شبابه جارية ، قال : [ فلما ملكتها تاقت نفسي إليها ، فما زلت أسأل الفقهاء لعل مخلوقا يرخص لي ] .
فكلهم قال : [ لا يجوز النظر إليها بشهوة ، و لا لمسها ، و لا جماعها إلا بعد حيضها ] .
قال : فسألتها فأخبرتني أنها اشتريت و هي حائض ] ، فقلت : [ قرب الأمر ] .
فسألت الفقهاء فقالوا : [ لا يعتد بهذه الحيضة حتى تحيض في ملكه ] .
قال : فقلت لنفسي و هي شديدة التوقان لقوة الشهوة ، و تمكن القدرة و قرب المصاقبة : [ ما تقولين ؟ ] .
فقالت : [ الإيمان بالصبر على الجمر ، شئت أم أبيت ] .
فصبرت إلى أن حان ذلك ، فأثابني الله تعالى على ذلك الصبر بنيلي ما هو أعلى منها وأرفع .

بُشْرَى
11-12-2021, 09:15 PM
إن البدن مطية، والمطية إذا لم يرفق بها، لم تصل براكبها إلى المنزل.

بُشْرَى
11-12-2021, 09:16 PM
إذا جلست في الظلآم بين يدي العلام فاستعمل أخلاق الأطفال، فالطفل إذا طلب شيئاً ولم يعطه بكى حتى أخذه.

بُشْرَى
11-15-2021, 07:38 AM
لا تصادقن فاسقا فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك

بُشْرَى
11-15-2021, 07:38 AM
لا يصفو العيش إلا لمن علق قلبه بالله وترك ما سواه.

بُشْرَى
11-15-2021, 08:12 PM
"لولا كرْبُ الشدة، ما رُجيتْ ساعاتُ الراحة" ص133.

بُشْرَى
11-15-2021, 08:12 PM
"لا ينبغي للعاقل أن يُظْهِرَ سراً، حتى يَعلم أنه إذا ظَهَرَ لا يتأذى بظهوره" ص709.

بُشْرَى
11-15-2021, 08:17 PM
"يُخفي الإنسانُ الطاعةَ فتظهر عليه، و يتحدث الناس بها، و بأكثر منها ، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً و لا يذكرونه إلا بالمحاسن، ليعلم أن هنالك رباً لا يُضيع عملَ عاملٍ، وإن قلوبَ الناس لتعرف حال الشخص و تحب، أو تأباه، و تذمّه، أو تمدحه وَفْقَ ما يتحقق بينه و بين الله تعالى." ص 109.

بُشْرَى
11-15-2021, 08:17 PM
" لم يبقَ لأهل العلم وقعٌ عند الولاة، فمن داخَلَهم؛ دَخَلَ معهم فيما لا يجوز، و لم يقدِرْ على جذبهم مما هم فيه، ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات يراهم منسلخين من نفع العلم قد صاروا كالشُّرْطة !" ص153.

فرح
11-18-2021, 06:19 AM
من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته، فإنه ينتبه انتباهاً لا يوصف، ويقلق قلقاً لا يحد، ويتلهف على زمانه الماضي. ويود لو ترك كي يتدارك ما فاته ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت، ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف. ولو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل كل مقصود من العمل بالتقوى. فالعاقل من مثل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك.

فرح
11-18-2021, 06:20 AM
قل لي: من أنت ؟ وما عملك ؟ وإلى أي مقام ارتفع قدرك ؟ يا من لا يصبر لحظة عما يشتهي. بالله عليك أتدري من الرجل ؟. الرجل والله من إذا خلا بما يحب من المحرم وقدر عليه وتقلل عطشاً إليه نظر إلى نظر الحق إليه فاستحى من إجالة همه فيما يكرهه

فرح
11-18-2021, 06:20 AM
ليس في الدنيا ولا في الآخرة أطيب عيشاً من العارفين بالله عز وجل، فإن العارف به مستأنس به في خلوته. فإن عمت نعمة علم من أهداها، وإن مراً مذاقه في فيه، لمعرفته بالمبتلى

فرح
11-18-2021, 06:20 AM
لا ينال لذة المعاصي إلا سكران بالغفلة. فأما المؤمن فإنه لا يلتذ لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علم التحريم، وحذر العقوبة. فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي فيتنغص عيشه في حال التذاذه. فإن غلب سكر الهوى كان القلب متنغصاً بهذه المراقبات، وإن كان الطبع في شهوته. وما هي إلا لحظة، ثم خذ من غريم ندم ملازم، وبكاء متواصل، وأسف على ما كان مع طول الزمان.

فرح
11-18-2021, 06:21 AM
تأملت قوله تعالى: " فَمنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى " . قال المفسرون: هداي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابي. فوجدته على الحقيقة أن كل من اتبع القرآن والسنة وعمل بما فيهما، فقد سلم من الضلال بلا شك، وارتفع في حقه شقاء الآخرة بلا شك، إذا مات على ذلك. وكذلك شقاء الدنيا فلا يشقى أصلاً، ويبين هذا قوله تعالى: " وَمَنْ يَتّقِ اللّهَ يَجْعلْ لَهُ مَخْرجاً " . فإن رأيته في شدة فله من اليقين بالجزاء ما يصير الصاب عنده عسلاً.

فرح
11-18-2021, 06:21 AM
رأيت كل من يعثر بشيء أو يزلق في مطر يلتفت إلى ما عثر به، فينظر إليه، طبعاً موضوعاً في الخلق. إما ليحذر منه إن جاز عليه مرة أخرى، أو لينظر - مع احترازه وفهمه - كيف فاته التحرز من مثل هذا. فأخذت من ذلك إشارة وقلت: يا من عثر مراراً هلا أبصرت ما الذي أعثرك فاحترزت من مثله، أو قبحت لنفسك مع حزمها تلك الواقعة.

فرح
11-18-2021, 06:21 AM
ينبغي للعاقل أن يلازم باب مولاه على كل حال، وأن يتعلق بذيل فضله إن عصى وإن أطاع. وليكن له أنس في خلوته به، فإن وقعت وحشة فليجتهد في رفع الموحش، كما قال الشاعر: أمستوحش أنت مما جني ... ت فأحسن إذا شئت واستأنس فإن رأى نفسه مائلاً إلى الدنيا طلبها منه، أو إلى الآخرة سأله التوفيق للعمل لها

فرح
11-18-2021, 06:22 AM
ومن تأمل ذل إخوة يوسف عليهم السلام يوم قالوا: " وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا " عرف شؤم الزلل. ومن تدبر أحوالهم قاس ما بينهم وبين أخيهم من الفروق. وإن كانت توبتهم قبلت، لأنه ليس من رقع وخاط كمن ثوبه صحيح.

فرح
11-18-2021, 06:22 AM
وإن اللذات لتعرض على المؤمن، فمتى لقيها في صف حربه وقد تأخر عنه عسكر التدبر للعواقب هزم. وكأني أرى الواقع في بعض أشراكها ولسان الحال يقول له قف مكانك؛ أنت وما اخترت لنفسك. فغاية أمره الندم والبكاء. فإن أمن إخراجه من تلك الهوة لم يخرج إلا مدهوناً بالخدوش. وكم من شخص زلت قدمه فما ارتفعت بعدها.

فرح
11-18-2021, 06:23 AM
تأملت أمراً عجيباً، وأصلاً ظريفاً، وهو انهيال الابتلاء على المؤمن. وعرض صورة اللذات عليه مع قدرته على نيلها. وخصوصاً ما كان في غير كلفة من تحصيله كمحبوب موافق في خلوة حصينة. فقلت: سبحان الله ههنا بين أثر الإيمان لا في صلاة ركعتين. والله ما صعد يوسف عليه السلام ولا سعد إلا في مثل ذلك المقام، فبالله عليكم يا إخواني، تأملوا حاله لو كان وافق هواه من كان يكون ؟.

فرح
11-18-2021, 06:23 AM
اعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل: " وتلكَ الأيامُ نداولها بينَ الناس " . فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي. فالسعيد من لازم أصلاً واحداً على كل حال، وهو تقوى الله عز وجل فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة عليه، وإن ابتلى حملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه

فرح
11-18-2021, 06:23 AM
المؤمن لا يبالغ في الذنوب وإنما يقوى الهوى وتتوقد نيران الشهوة فينحدر. وله مراد لا يعزم المؤمن على مواقعته، ولا على العود بعد فراغه. ولا يستقصي في الانتقام إن غضب، وينوي التوبة قبل الزلل

فرح
11-18-2021, 06:24 AM
قلوب العارفين يغار عليها من الأسباب وإن كانت لا تساكنها لأنها لما انفردت لمعرفتها انفرد لها بتولي أمورها. فإذا تعرضت بالأسباب محي أثر الأسباب: " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكم فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُم شَيئاً " . وتأمل في حال يعقوب وحذره على يوسف عليهما السلام، حتى قال: " وأَخَاف أَنْ يأكلَهُ الذِّئْبُ " فقالوا: " فأكله الذئب " . فلما جاء أوان الفرج، خرج يهوذا بالقميص فسبقه الريح " إنِّي لأجِدُ رِيحَ يُوسُفَ " .

فرح
11-18-2021, 06:24 AM
على قدر النظر في العواقب يخف العشق عن قلب العاشق،
وعلى قدر وجمود الذهن يقوى القلق،

فرح
11-18-2021, 06:24 AM
نظرت فيما تكلم به الحكماء في العشق وأسبابه وأدويته وصنفت في ذلك كتاباً سميته بذم الهوى. وذكرت فيه عن الحكماء أنهم قالوا: سبب العشق حركة نفس فارغة

فرح
11-18-2021, 06:25 AM
ليس في الوجود شيء أشرف من العلم، كيف
لا وهو الدليل. فإذا عدم وقع الضلال.

فرح
11-18-2021, 06:25 AM
كما كان بعض السلف يقول لنفسه: والله ما أريد بمنعك من هذا الذي تحبين إلا الإشفاق عليك. وقال أبو يزيد رحمة الله عليه: ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك.

فرح
11-18-2021, 06:25 AM
ليس في التكليف أصعب من الصبر على القضاء، ولا فيه أفضل من الرضى به. فأما الصبر: فهو فرض. وأما الرضا فهو فضل.

فرح
11-18-2021, 06:26 AM
الرضى من جملة ثمرات المعرفة، فإذا عرفته رضيت بقضائه، وقد يجري في ضمن القضاء مرارات يجد بعض طعمها الراضي. أما العارف فتقل عنده المرارات لقوة حلاوة المعرفة. فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة، صارت مرارة الأقدار، حلاوة كما قال القائل: عذابه فيك عذب ... وبعده فيك قرب

الغيث
12-01-2021, 07:41 PM
" إنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طرقا ويتطلب دليلها "

واجدة السواس
12-07-2021, 11:33 AM
من تأمل عواقب المعاصي رآها

قبيحة في التقليد

ابطال لمنفعة العقل لانه

خلق التأمل والتدبير

وقبيح من اعطي شمعة
يستضيئ بها يطفئها ويمشي

في الظلمة وقوع الذنب على

القلب كوقوع الدهن على

الثوب ان لم تعجل بغسله

واجدة السواس
12-13-2021, 12:51 PM
شحم المنى هزال

وشراب الامال سراب

وآل الدنيا منام وخيال
وحربها بلا قتال

واجدة السواس
12-13-2021, 12:54 PM
من رزق قلبا ولذة مناجاة
فليراع حاله وليخترز من التغير
وانما تدوم له حال بدوام التقوى

واجدة السواس
12-13-2021, 12:55 PM
ويحك تعطر بالاستغفار فقد
فضحتك روائح الذنوب

واجدة السواس
12-13-2021, 12:57 PM
والحق لايشبه الباطل وإنما

عند من لا فهم له

واجدة السواس
12-13-2021, 12:58 PM
المعصية عقاب المعصية والحسنة

ثواب الحسنة

واجدة السواس
12-13-2021, 12:59 PM
ان مشقة الطاعة تذهب
ويبقى ثوابها وان لذة المعاصي
تذهب ويبقى عقابها

بُشْرَى
12-20-2021, 10:23 AM
فربَّ شخصٍ أطلق بصره، فحرمه الله اعتبار بصيرته

بُشْرَى
12-20-2021, 10:23 AM
لولا كرْبُ الشدة، ما رُجيتْ ساعاتُ الراحة"

بُشْرَى
12-20-2021, 10:23 AM
ربَّ كلمةٍ جرى بها اللسانُ هَلَكَ بها الإنسانُ

بُشْرَى
12-20-2021, 10:24 AM
فاصبر أيها الخاطئ، حتى يتخلل ماءُ عينيك خِلَالَ ثوبِ القلبِ المُتنجّس

القارظ العنزي
12-20-2021, 11:09 AM
رحم الله بن الجوزي رحمة واسعة ، هو العالم المحدث الحنبلي الفقيه الأصولي صاحب المواعظ الحسنة والمؤثرة في الجمهور ، قيل يجتمع له ما يقارب أربعة آلاف شخص في دروسه ومواعظه ، بل ذكروا ان أم احد الخلفاء تحضر مواعظه ورجالات السلطان . قال عنه الذهبي وغيره : هو كثير التآليف حتى أنه يحتاج إلى ٩٠ سنة وهي ما تقارب سنه لكي ينقح ما خط قلمه ، قال عن نفسه في كتابه الموسم بصيد الخاطر وذلك عندما يزوره الحمقاء والمغفلين الذين لا حاجة لهم إلا أشغال العلماء عن علمهم ، انه يترك لهؤلاء من يومه انه يتفرغ في تواجدهم عنده لبري الأقلام وتجهيز ما يحتاجه لدروسه لتحضيرها ، اشكرك اخي الاستاذ والاديب الاريب هادي علي مدخلي على حسن طرحك واختيارك لهذا الكتاب وأمثاله فجزاك الله خيرا .

فرح
12-20-2021, 11:41 AM
من قارب الفتنة بعدت رضي الله عنه السلامة،
ومن ادعى الصبر وُكِّل إلى نفسه. ورُبَّ نظرة لم تناظر
-أي لم تمهل

فرح
12-20-2021, 11:41 AM
من تفكر في عواقب الدنيا، وأخذ الحذر،
ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر

فرح
12-20-2021, 11:43 AM
قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة،
فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة
. فتدبرتُ السبب في ذلك،

فرح
12-20-2021, 11:44 AM
قال ابن الجوزي: للخلوة تأثير في الجلوة، فمن اتقى الله
في سريرته رفع الله قدره عند الناس وأذاع فضله، ومن
عصى الله بطاعةِ غيره سلطه الله عليه.

فرح
12-20-2021, 11:44 AM
المؤمن الكامل الإيمان ليس الذي يؤدي الفرائض
ويتجنب المحرمات فقط؛ بل الذي يرضى عن الله في
حاليِّ العسر واليسر.

عدي
12-28-2021, 09:53 PM
جزاكم الله خير للاستزادة من صيد الخاطر
وقد تعلمت منه الكثير
نفع الله بكم

بُشْرَى
01-06-2022, 06:59 PM
ليس في الدنيا ولا في الآخرة أطيب عيشاً من العارفين بالله عز وجل، فإن العارف به مستأنس به في خلوته. فإن عمت نعمة علم من أهداها، وإن مراً مذاقه في فيه، لمعرفته بالمبتلى

بُشْرَى
01-06-2022, 06:59 PM
لا ينال لذة المعاصي إلا سكران بالغفلة. فأما المؤمن فإنه لا يلتذ لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علم التحريم، وحذر العقوبة. فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي فيتنغص عيشه في حال التذاذه. فإن غلب سكر الهوى كان القلب متنغصاً بهذه المراقبات، وإن كان الطبع في شهوته. وما هي إلا لحظة، ثم خذ من غريم ندم ملازم، وبكاء متواصل، وأسف على ما كان مع طول الزمان.

بُشْرَى
01-06-2022, 06:59 PM
وإن اللذات لتعرض على المؤمن، فمتى لقيها في صف حربه وقد تأخر عنه عسكر التدبر للعواقب هزم. وكأني أرى الواقع في بعض أشراكها ولسان الحال يقول له قف مكانك؛ أنت وما اخترت لنفسك. فغاية أمره الندم والبكاء. فإن أمن إخراجه من تلك الهوة لم يخرج إلا مدهوناً بالخدوش. وكم من شخص زلت قدمه فما ارتفعت بعدها.

برفان أنثى
01-11-2022, 01:45 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائماً

بُشْرَى
03-06-2022, 11:50 AM
وقد قال بعض الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، و الحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.

بُشْرَى
03-06-2022, 11:50 AM
أسلم ما للجبان العزلة.

بُشْرَى
03-06-2022, 11:50 AM
إذا هممت بخير فبادر لئلا تُغلب , وإذا هممت بشر فسوّف هواك لعلّك تغلب.

بُشْرَى
03-08-2022, 06:54 PM
من أحب تصفية الأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال.

بُشْرَى
03-08-2022, 06:55 PM
اشترى أعرابي غلاما،فقيل له:إنه يبول في الفراش،فقال:إن وجد فراشا فليبل فيه

بُشْرَى
03-08-2022, 06:55 PM
إن البدن مطية، والمطية إذا لم يرفق بها، لم تصل براكبها إلى المنزل.

بُشْرَى
03-08-2022, 06:55 PM
على الإنسان أن يصلَ إلى غايةِ ما يستطيع، فلو كان لآدميٍّ بلوغ السماء لكان من النَّقائِص بقاؤهُ على الأرض.

بُشْرَى
03-08-2022, 06:56 PM
كلامك مكتوب وقولك محسوب وأنت يا هذا مطلوب ولك ذنوب وما تتوب وشمس الحياة قد أخذت في الغروب فما أقسى قلبك بين القلوب.

الغيث
03-11-2022, 01:07 PM
" أحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين "

الغيث
03-11-2022, 01:10 PM
" إنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طريقا ويتطلب دليلها "

الغيث
03-11-2022, 01:11 PM
" المحنة الكبرى مدائن العوام ، فكم غرت "

الغيث
03-11-2022, 01:13 PM
" المء حريص على ما مُنع ، وتواق إلى ما لم ينل "

الغيث
03-11-2022, 01:15 PM
" لو أُمر الناس بالجوع لصبروا ولو نُهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه "

الغيث
03-11-2022, 01:16 PM
" فإن التذاذي بالعلم ، وإدراك العلوم ، أولى من جميع اللذات الحسية "

الغيث
03-11-2022, 01:17 PM
فرب شخص أطلق بصره ، فحرمه الله اعتبار بصيرته "

الغيث
03-11-2022, 01:18 PM
" وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة "

الغيث
03-11-2022, 01:19 PM
" من نزلت به بلية فأراد تمحيقها ، فليتصورها أكثر مما هي تهن "

الغيث
03-11-2022, 01:21 PM
" لولا كرب الشدة ما رُجيت ساعات الراحة "

بُشْرَى
03-14-2022, 01:24 PM
ما أعرف نفعًا كالعزلة عن الخلق، خصوصًا للعالم والزاهد؛ فإنك لا تكاد ترى إلا شامتًا بنكبةٍ، أو حسودًا على نعمة، أو من يأخذ عليك غلطاتك

بُشْرَى
03-14-2022, 01:24 PM
أضر ما على العوام المتكلمون، فإنهم يخلطون عقائدهم بما يسمعونه منهم.

من أقبح الأشياء أن يحضر العامي -الذي لا يعرف أركان الصلاة، ولا الربا في البيع- مجلس الوعظ، فلا ينهاه عن التواني في الصلاة، ولا يعلمه الخلاص من الربا، بل يقول له: القرآن قائم بالذات! والذي عندنا مخلوق!! فيهون القرآن عند ذلك العامي، فيحلف به على الكذب.

903- ويح المتكلم! لو كان له فهم، لعلم أن الله سبحانه وتعالى نصب أعلامًا1 تأنس بها النفوس، وتطمئن إليها، كالكعبة وسماها بيته، والعرش وذكر استواءه عليه، وذكر عن صفاته اليد، والسمع، والبصر، والعين، وينزل إلى السماء الدنيا، ويضحك، وكل هذا لتأنس النفوس بالعادات، وقد جل عما تضمنته هذه الصفات من الجوارح. وكذلك عظم أمر القرآن، ونهى المحدث أن يمس المصحف، قال الأمر بقوم من المتكلمين إلى أن أجازوا الاستنجاء به!! فهؤلاء على معاندة الشريعة؛ لأنهم يهينون ما عظم الشرع. وهل الإيغال2 في الكلام مما يقرب إلى معرفة الحقائق، التي لا يمكن خلافها؟! هيهات! لو كان كذلك، ما وقع بين المتكلمين خلاف

بُشْرَى
04-06-2022, 12:26 PM
فنسيْتَ حقّهما عشيّةَ أُسكِنا، تحت الثرى وسكنتَ في دارهما.

بُشْرَى
04-06-2022, 12:26 PM
زُر والِديكَ وقِف على قبريهما، فكأنني بك قد نُقلتَ إليهما.
لو كنتَ حيث هما وكانا بالبقا، زاراكَ حبْوًا لا على قدميها.
ما كان ذنبهما إليك فطالما، مَنَحاكَ نفْسَ الوِدّ من نفْسَيْهِما.

بُشْرَى
04-06-2022, 12:27 PM
ويحك إنما يكون الجهاد بين الأمثال، ولذلك مُنٍع من قتل النساء والصبيان
، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها.. أما علمت أن شهواتها جيفٌ ملقاة، فيحسن ببازي الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة.

واجدة السواس
04-06-2022, 01:12 PM
مو اعض ابن الجوزي
اين الذين ملكوا ونالوا؟
زالوا وستؤول الى ما إليه
ألوا هذا مصيرنا يا معاشر الغافلين

وللحدود بيوتنا بعد الترف واللين
والقيامة تجمعنا وتنصب الموازين

والاهوال عظيمة
فأين المتفكر الحزين؟

الغيث
04-15-2022, 02:17 AM
من عاين عواقب الأمور في بداياتها نال خيرها ونجا من شرها ومن لم يرها عاد عليه بالألم والنصب ما طلب منه السلامة والراحة

الغيث
04-15-2022, 02:18 AM
من تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر

الغيث
04-15-2022, 02:19 AM
من أعجب العجائب أن تغلبك نفسك على ما تظن ، و لا تغلبها على ما تستيقن

الغيث
04-15-2022, 02:20 AM
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـقبل الممات مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك

الغيث
04-15-2022, 02:20 AM
من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة ، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.

الغيث
04-15-2022, 02:21 AM
أحق الأشياء بالضبط و القهر اللسان و العين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد

الغيث
04-15-2022, 07:23 PM
إني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لايحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة

الغيث
04-15-2022, 07:24 PM
فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه و الواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق

الغيث
04-15-2022, 07:25 PM
إذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم : ترى هذا بأي ذنب ؟ و ينسى ما قد كان ، مما تتزلزل الأرض لبعضه

الغيث
04-15-2022, 07:26 PM
قد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه فمتى رأيت معاقباً فاعلم أنه لذنوب

الغيث
04-15-2022, 07:27 PM
من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال،قال الله عز وجل : "وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً

الغيث
04-15-2022, 07:28 PM
من الاغترار أن تسىء فيحسن إليك فتترك التوبة توهما أنك تسامح في العقوبات

بُشْرَى
05-06-2022, 02:34 PM
( لَا يَصِحُّ لِلْأَجِيْرِ أَنْ يَلْبَسَ ثِيَابَ الرَّاحَةِ فِيْ زَمَانِ الإِسْتِئْجَارِ ) !!

بُشْرَى
05-06-2022, 02:34 PM
( كُفَّ كَفَّ الهَوَى عَنْ نَفْسِكَ .. وَإِصْبِرْ إِنْ أَلَمَّ الأَلَمْ ) .

بُشْرَى
05-06-2022, 02:34 PM
( أَيُسَاوِيْ مَا تَنَالُهُ مِنَ الهَوَى لَفْظَعِتَابٍ ؟! ، فَكَيْفَ إِنْ أَعْقَبَ العِتَابَعَقَابٌ ؟!! ) ! .

بُشْرَى
05-06-2022, 02:35 PM
( العُزْلَةُ عَنْ الشَّرِّ ؛ حِمْيَةٌ ، وَالحِمْيَةُ سَبَبُ العَافِيَةِ ) !! .

بُشْرَى
05-06-2022, 02:36 PM
( المِسْكِيْنُ : مَنْ دَخَلَ فِيْ أَمْرٍ لَمْ يَتَلَمَّحْ عَوَاقِبَهُ قَبْلَ الدُّخُوْلِ ! ، رَأَى حَبَّةَ الفَخِّ ؛ فَبَادَرَ طَالِبَاً لَـهَا ، نَاسِيَاً تَعَرْقُلِ الجَنَاحِ وَالذَّبْحِ ) !

الغيث
05-06-2022, 07:23 PM
" المواعظ كالسّياط ! "

الغيث
05-06-2022, 07:25 PM
أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان و العين"

الغيث
05-06-2022, 07:25 PM
إنّ تصنف العالِم ولدُه المُخلّد"

الغيث
05-06-2022, 07:26 PM
"إنّما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها"

الغيث
05-06-2022, 07:27 PM
"اسمع مني بلا محاباة: لا تحتجن عليّ بأسماء الرجال، فتقول: قال بِشر، و قال إبراهيم بن أدهم، فإن من احتج بالرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أقوى حجة"

الغيث
05-06-2022, 07:28 PM
" المحنةُ العظمى؛ مدائحُ العوام، فكم غرت !

الغيث
05-06-2022, 07:29 PM
"في الأمثال: (المرء حريص على ما مُنِعَ، و توّاق إلى ما لم ينل) ويقال: (لو أُمِرَ الناس بالجوع لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه) وقالوا: "ما نهينا عنه إلا لشيء!" .

الغيث
05-06-2022, 07:29 PM
"فإن التذاذي بالعلم، و إدراك العلوم، أولى من جميع اللذات الحسية !"

الغيث
05-06-2022, 07:30 PM
"فربَّ شخصٍ أطلق بصره، فحرمه الله اعتبار بصيرته"

الغيث
05-06-2022, 07:30 PM
يُخفي الإنسانُ الطاعةَ فتظهر عليه، و يتحدث الناس بها، و بأكثر منها ، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً و لا يذكرونه إلا بالمحاسن، ليعلم أن هنالك رباً لا يُضيع عملَ عاملٍ، وإن قلوبَ الناس لتعرف حال الشخص و تحب، أو تأباه، و تذمّه، أو تمدحه وَفْقَ ما يتحقق بينه و بين الله تعالى."

الغيث
05-06-2022, 07:31 PM
"وفي قوّةِ قهر الهوى لذةٌ تزيد على كل لذّةٍ"

الغيث
05-06-2022, 07:32 PM
" يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز، و لا يرى بعين فكره القطع" ص115 وكذلك قوله: "لو رأى اللص قطع يده هان عنده المسروق" ص668. وكذلك قوله:" فإن اللص يرى أخذ المال و ينسى قطع اليد"

الغيث
05-06-2022, 07:32 PM
" فإن اعترض جاهلٌ فقال: فقد جاء أبو بكر رضي الله عنه بكل ماله، فالجواب أن أبا بكر صاحب معاشٍ وتجارةٍ، فإذا أخرج الكل أمكنه أن يستدين عليه، فيتعيش، فمن كان على هذه الصفة لا أذُمُّ إخراجه لماله، و إنما الذم متطرقٌ إلى من يُخْرِجُ مالًه، و ليس من أرباب المعائش"

الغيث
05-06-2022, 07:33 PM
واعلم ـ وفقك الله تعالى ـ أن البدن كالمطيّة، ولابد من عَلْفِ المطيّة، والاهتمام به، فإذا أهملت ذلك كان سبباً لوقوفك عن السير"

الغيث
05-06-2022, 07:34 PM
إن الدابة إذا لم تحسن إليها لم تعمل)"

الغيث
05-06-2022, 07:35 PM
" من نزلت به بليةٌ، فأراد تمحيقها، فليتصورها أكثر مما هي تَهُن"

الغيث
05-06-2022, 07:35 PM
"لولا كرْبُ الشدة، ما رُجيتْ ساعاتُ الراحة"

الغيث
05-06-2022, 07:36 PM
" لم يبقَ لأهل العلم وقعٌ عند الولاة، فمن داخَلَهم؛ دَخَلَ معهم فيما لا يجوز، و لم يقدِرْ على جذبهم مما هم فيه، ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات يراهم منسلخين من نفع العلم قد صاروا كالشُّرْطة !"

الغيث
05-10-2022, 06:50 PM
" الإنفراد و العزلة، عن الشر لا عن الخير"

الغيث
05-10-2022, 06:51 PM
جحا قالت له أمه: احفظ الباب، فقلعه و مشى به، فأخذ ما في الدار، فلامته أمه. فقال: إنما قلتِ احفظ الباب، و ما قلتِ احفظ الدار"

الغيث
05-10-2022, 06:51 PM
"ربَّ كلمةٍ جرى بها اللسانُ هَلَكَ بها الإنسانُ

الغيث
05-10-2022, 06:52 PM
" كثيرٌ من الناس يتسامحون في أمور يظنونها قريبةً، و هي تَقْدحُ في الأصول؛ كاستعارة طلاب العلم جُزءً لا يردّونه !"

الغيث
05-10-2022, 06:52 PM
رأيت من نفسي عجباً: تسأل الله عز وجل حاجاتها، و تنسى جناياتها؟ فقلت : يا نفس السوء أو مثلك ينطق؟ فإن نطق فينبغي أن يكون السؤال العفو فحسب؟"

الغيث
05-10-2022, 06:53 PM
" لقيت جماعةً من علماء الحديث، يَحْفَظون و يَعْرِفون، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبةٍ يُخرجونها مَخْرجَ جرحٍ و تعديلٍ !

الغيث
05-10-2022, 06:54 PM
وقال عن الصوفية: " ولقد بلغني عن جماعةٍ منهم، أنهم كانوا يوقدون الشمع في وجوه المُرْدان، وينظرون إليهم، فإذا سُئِلوا عن ذلك، سخروا بالسائل، فقالوا:نعتبر بخلق الله

الغيث
05-10-2022, 06:54 PM
"رأيت كثيراً من الناس يتحرّزون من رشاشِ نجاسةٍ، و لا يتحاشون من غيبة، و يكثرون من الصدقة، و لا يبالون بمعاملات الربا، و يتهجدون بالليل، و يؤخرون الفريضة عن الوقت! "

الغيث
05-10-2022, 06:55 PM
" إن رأيت زلةً فامْحُها بتوبةٍ، أو خرقاً فارْقًعهُ باستغفارٍ"

الغيث
05-10-2022, 06:56 PM
" فاصبر أيها الخاطئ، حتى يتخلل ماءُ عينيك خِلَالَ ثوبِ القلبِ المُتنجّس"

الغيث
05-10-2022, 06:56 PM
" ما رأيت أعظم فتنةً من مقاربة الفتنة، وقلّ أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حامَ حولَ الحِمى يوشك أن يقع فيه"

الغيث
05-10-2022, 06:57 PM
"والله لقد رأيتُ من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشّع في نفسه ولباسه، و القلوب تَنْبو عنه، وقَدْرُه في النفوس ليس بذلك! ورأيتُ من يَلبسُ فاخرَ الثيابِ، وليس له كبيرُ نفلٍ ولا تخشّع، و القلوبُ تتهافتُ على محبته، فتدبرت السبب فوجدته السريرة

الغيث
05-10-2022, 06:58 PM
"أعوذ بالله من صحبة البطّالين، لقد رأيت خلقاً كثيراً يَجْرون معي فيما قد اعتاده الناس، من كثرة الزيارة، و يسمون ذلك التردد خدمةً، ويطلبون الجلوسَ، ويُجرون فيه أحاديث الناس، و ما لا يعني، و ما يتخلله غيبةٌ ... فجعلتُ من المستعد للقائهم؛ قطع الكاغد، وبري الأقلام، وحَزْمُ الدفاتر، فإنّ هذه الأشياء لابد منها، ولا تحتاج إلى فكرٍ وحضورِ قلبٍ، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيعَ شيءٌ من وقتي ! "

الغيث
05-10-2022, 06:58 PM
"رأيتُ من الرأي القويم، أنّ نفع التصانيف، أكثر من نفع التعليم بالمشافهة، لأني أشافه في عُمُري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تُحصى ما خُلِقوا بعدُ"

الغيث
05-10-2022, 06:59 PM
"قيل لرجل : لنا حُوَيْجَةٌ، فقال: اطلبوا لها رُجَيْلاً"

الغيث
05-10-2022, 06:59 PM
" كلّ من يحفظ جانب المخلوقين، و يضيّع حقّ الخالق، يُقلّب اللهُ قَلْبَ الذي قَصَدَ أن يُرْضِيَهُ فيُسْخِطُهُ عليه"

الغيث
05-10-2022, 07:00 PM
"وربَّ مفشٍ سرّه إلى زوجةٍ أو صديقٍ، فيصير بذلك رهيناً عنده، ولا يتجاسر أن يُطلّق الزوجة، ولا أن يهجر الصديق، مخافةَ أن يُظهر سرّه القبيح"

الغيث
05-10-2022, 07:01 PM
"هذا العُمُرُ موسمُ، و التِجارات تختلفُ، و العامّةُ تقولُ: (عليكم بما خفَّ حملُه وكَثُرَ ثمنُه) فينبغي للمستيقظ ألّا يَطْلُبَ إلّا الأنفسَ، وأنفسُ الأشياءِ في الدنيا معرفةُ الحقِّ عزّ وجلّ"

بُشْرَى
05-12-2022, 06:44 PM
"ولا خيرَ -واللهِ- في سَعَةٍ من الدنيا ضيّقت طريقَ الآخرةِ" ص629 .

بُشْرَى
05-12-2022, 06:44 PM
"وربَّ مفشٍ سرّه إلى زوجةٍ أو صديقٍ، فيصير بذلك رهيناً عنده، ولا يتجاسر أن يُطلّق الزوجة، ولا أن يهجر الصديق، مخافةَ أن يُظهر سرّه القبيح" ص435.

مشاعر ساكنه
05-15-2022, 01:33 AM
قال رحمه الله
المواعظ كالسياط ص37

سلطان الزين
05-20-2022, 06:17 PM
#اتق_الله_فانك_ملاقيه

من تفكر في عواقب الدنيا، أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.قلب أبيضعشب

[كتاب صيد الخاطر/٧]

الغيث
05-26-2022, 12:47 AM
من عاين عواقب الأمور في بداياتها نال خيرها ونجا من شرها ومن لم يرها عاد عليه بالألم والنصب ما طلب منه السلامة والراحة

الغيث
05-26-2022, 12:47 AM
من تفكر بعواقب الدنيا ، أخذ الحذر ، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر

الغيث
05-26-2022, 12:48 AM
من أعجب العجائب أن تغلبك نفسك على ما تظن ، و لا تغلبها على ما تستيقن

الغيث
05-26-2022, 12:48 AM
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك ، و أبدى مضجع سواك ـقبل الممات مضجعك . و قد شغلك نيل لذاتك ، عن ذكر خراب ذاتك

الغيث
05-26-2022, 12:49 AM
من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة ، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.

الغيث
05-26-2022, 12:49 AM
أحق الأشياء بالضبط و القهر اللسان و العين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد

الغيث
05-26-2022, 12:50 AM
إني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لايحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة

الغيث
05-26-2022, 12:51 AM
فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه و الواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق

الغيث
05-26-2022, 12:51 AM
إذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم : ترى هذا بأي ذنب ؟ و ينسى ما قد كان ، مما تتزلزل الأرض لبعضه

الغيث
05-26-2022, 12:52 AM
قد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب و لا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه فمتى رأيت معاقباً فاعلم أنه لذنوب

الغيث
05-26-2022, 12:53 AM
من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال،قال الله عز وجل : "وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً "

الغيث
05-26-2022, 12:53 AM
من الاغترار أن تسىء فيحسن إليك فتترك التوبة توهما أنك تسامح في العقوبات

الغيث
05-26-2022, 12:54 AM
رأيت من أعظم حيل الشيطان و مكره أن يحبط أرباب الأموال بالآمال والتشاغل باللذات القاطعة عن الآخرة و أعمالها

الغيث
05-26-2022, 12:54 AM
الواجب على العاقل أن يحفظ ما معه وأن يجتهد في الكسب ليربح مداراة ظالم أو مداهنة جاهل

الغيث
05-26-2022, 12:55 AM
الكاسب ليكون المعطي لا المعطى و المتصدق لا المتصدق عليه فهذه من مراتب الشجعان الفضلاء

مشاعر ساكنه
05-26-2022, 01:22 AM
ويحك.. إنما يكون الجهاد بين الأمثال، ولذلك مُنٍع من قتل النساء والصبيان، فأي قدر للدنيا حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها.. أما علمت أن شهواتها جيفٌ ملقاة.. أفيحسن ببازي الملك أن يطير عن كفه إلى ميتة.

الغيث
05-27-2022, 07:17 PM
من تأمل أفعال الباري سبحانه رآها على قانون العدل وشاهد الجزاء مراصداً ولو بعد حين فلا يغتر مسامح فالجزاء قد يتأخر

الغيث
05-27-2022, 07:17 PM
من أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم الإصرار على الذنب ثم يصانع صاحبه باستغفار وصلاة وتعبد ظنا أن المصانعة تنفع

الغيث
05-27-2022, 07:18 PM
أعظم الخلق اغتراراً من أتى ما يكرهه الله تعالى وطلب منه ما يحبه هو فالعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني

الغيث
05-27-2022, 07:18 PM
كل من عمل خيراً أو صحح نية فلينتظر جزاءها الحسن وإن امتدت المدة" إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"

الغيث
05-27-2022, 07:19 PM
الذم ليس للدنيا إنما هو لأفعال الجاهل أو العاصي فيها ، فإنه إذا اقتنى المال المباح و أدى زكاته لم يلم.

الغيث
05-27-2022, 07:20 PM
ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل ، لا أن يتبع طريقاً و يتطلب دليلها

الغيث
05-27-2022, 07:20 PM
لو أن الناس تلمحوا الأمر الأول الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم لما زلوا.

الغيث
05-27-2022, 07:21 PM
لقد كان جماعة من المحققين لا يبالون بمعظم في النفوس إذا حاد عن الشريعة بل يوسعونه لوما

الغيث
05-27-2022, 07:22 PM
قد يقر في النفوس تعظيم أقوام فإذا نقل عنهم شيء فسمعه جاهل بالشرع قبله لتعظيمهم ولعمري إن هذا من أعظم الذنوب وأقبح العيوب

الغيث
05-27-2022, 07:22 PM
الصالحون هم الذين يتبعون الشرع ، و لا يتعبدون بآرائهم