المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( تفسير سورة التكاثر )


نبوءة حب
12-06-2020, 07:51 AM
تفسير سورة ألهاكم التكاثر
*
وهي مكية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ( 1 ) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ( 2 ) كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 3 ) ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 4 ) كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ( 5 ) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ( 6 ) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ( 7 ) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ( 8 ) .

يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء: ( أَلْهَاكُمُ ) عن ذلك المذكور ( التَّكَاثُرُ ) ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى. .

فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [ وتشاغلكم ] ( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.
ودل قوله: ( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية ، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.
فدل ذلك على البعث والجزاء بالأعمال في دار باقية غير فانية، ولهذا توعدهم بقوله: ( كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.
ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون، ( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ) أي: لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.
( ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ) أي: رؤية بصرية، كما قال تعالى: وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا .
( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.
أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك، قال تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) الآية.

*سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز عن تفسير سورة التكاثر وماسبب نزولها فقال:

سورة الكوثر واضحة، الله يذم فيها من ألهته الأموال والتكاثر فيها عن طاعة الله حتى زار القبور،
يقول جل وعلا: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ۝ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ
[التكاثر:1-2]،
ذم لهم وعيب لهم بشغلهم بالكتاثر ولهوهم به حتى زاروا القبور، واشتغلوا بالمال وتعاطيه والحرص عليه عما أوجب الله، وعن ترك ما حرم الله، وعن التزود من الخيرات حتى زاروا القبور، يعني حتى ماتوا.

كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ۝ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ[التكاثر:3-4]، هذا وعيد، من باب الوعيد.

كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ[التكاثر: 5]،
أي لو تعلمون علم اليقين لما ألهاكم التكاثر، ولما اشتغلتم بالأموال عن طاعة الله،

لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ۝ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ۝ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[التكاثر:6-8]،
إخبار من الله أنهم يرون الجحيم، الذين ألهاكم التكاثر عن طاعة الله، وعن أداء حق الله، وأنهم يرون هذا عين اليقين مشاهدة، فهذا يوجب الحذر عن التشاغل عن طاعة الله، وعما أوجب لطلب الدنيا وجمع الأموال، فالواجب الحذر، وأن يجتهد المؤمن في طاعة ربه وأداء ما أوجب وترك ما حرم، وألا يشغله طلب المال أو الحرص على المال عن طاعة الله ورسوله، نسأل الله للجميع الهداية.

*المراجع:
1- 102 - تفسير السعدي سورة التكاثر
2- نور على الدرب - الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله


>::
https://youtu.be/zFf3HFhe46w

البرنسيسه فاتنة
12-06-2020, 01:12 PM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات

سليدا
12-11-2020, 12:57 AM
جزاك الله من الخير اكثره
ومن العطاء منبعه ...
لا حرمنا البارئ واياك جناته
محبتي وتقديري

سلطان الزين
12-12-2020, 11:56 AM
بارك الله في فيك

البرنسيسه فاتنة
12-13-2020, 01:41 AM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات

احمد الحلو
12-15-2020, 03:35 PM
طرح مميز وانتقاء ثري جُزيت خيرا

جهد مميز ورائع سلمت الايادي

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة

احمد الحلو

عواد الهران
01-01-2021, 10:55 AM
عرض وطرح يستحق المتابعه

بارك الله فيك والله يعطيك العافيه

ولك الشكر والامتنان...