المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسيس :


عبدالعزيز
11-27-2020, 04:26 PM
أعذبُ ذكريات الهوى :

عاجَ ذاتَ أصيلٍ –لأن رحلة العمر أوْشَكتْ على الانتهاء- على مُلْتَقَاهُ بمليكة القلب ، واتجه إلى أحبِّ شجرةٍ إلى قلبه -الأثلة- واتَّكَأَ على جذعها الضَّخْمِ ، وأجال ناظره في ذلك الموطن العزيز على قلبه ، مُتذكِّرًا ليال الأنس والوصل ، ثم قال : هنا التقينا ، هنا لهونا وضحكنا ، هنا أحببتكِ ، هنا همتُ بكِ ، هنا تعاهدنا على عدم براح واحة الحِّب ، هنا تَهَادَتْ بكِ الإبلُ ، هنا نَعَبَ غُرابُ البَيْنِ مُعْلنًا النَّأْي الأبدي ، هنا نَبَتْ بي ليال الوصل ، واحْتَوَشَتْني سنينُ النَّأْي ، ثُمَّ أعُودُ بعد الهجر المُرْمضِ ، فلا أرى إلا قلبًا لا يَشْعُرُ ، ورُوحًا تَنْفُرُ ، ومُحَيًّا يُشيحُ ، وجَسَدًا يَنْأَى !
ثُمَّ نقل ناظره إلى النَّبْعِ الذي كانا يتسامران عنده ، ثم قال : لم آتِ لأَطْلُبَ ودًّا ، أو أجّدِّدَ عهدًا ، أو أسْتَجْديَ سعادةً ، أو أَنْشُدَ بِضْعَ لحظاتٍ من الأُنْسِ والسُّرُور ! بل أتيتُ مُثْقَلًا بشجى النَّدَمِ ، وعَبَرَات الخَشْيَةِ ، طالبًا العَفْوَ والصفحَ !
ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقال ودُمُوعُهُ تَنْحَدرُ على وجنتيه : ربِّ إن كان سيقل لُبْثي بين أحضان هذه الشَّمْطاء ، فارزقني الثبات ، والرضا ، والصبر ، والتَّسليم في تلك الساعة التي تُزَلْزلُ الجبالَ واغْفرْ لي ما أسْلفْتُ ، ولا تُؤاخذني بما بدر مني ، ولا تُحاسبني عليه ، واجعلْ ما أصابني من الشجى ، ووأد الأماني كفارة ، واشملني برحمتك التي وسعتْ كلَّ شيءٍ في ذلك اليوم العصيب ، يا أرحم الراحمين !
ثم نهض ومضى وهو يقول : ستظلُّ ذكراكِ أعذب ذكريات الهوى ، وأنقى خفقات الحنين ، وأرقَّ نسمات الومق !

عبدالعزيز
11-27-2020, 04:29 PM
في الثامنة من عمره كان يلهو ويلعب ببعض ألعابه فأتى إليه أخوه الأكبر وأهداه كتاباً وطلب منه قراءته ففرح به ووعده بذلك وانهمك بقراءة الكتاب بشغف بالغ ولما رأى أخوه ذلك منه بدأ بين آونة وأخرى يهديه بعض الكتب فينسجم في قراءتها ويسلو عن اللعب مع أترابه .
أُلف عنه هذا وأُثر فلم يعد أحد يعجب منه إن رآه ممسكاً بكتاب يقرؤه وشغف بكتب الأدب وأكثر من اقتنائها وقراءتها فكان يقضي الساعات الطويلة في مسامرتها - تتجاوز في بعض أيام الإجازة ثلاث عشرة ساعة - وزهد في النُّزه والرحلات الخلوية من أجلها فنادراً ما يخرج وهام باللغة العربية أشد هيام فمحضها وده وإخلاصه فركب بحرها وتسلق وعرها وكرع من نهرها ولا يزداد مع انقضاء الساعات إلا ولعاً بها وشغفاً رغم تقريع من حوله وسخريتهم اللاذعة منه فلم يكن يأبه بهم أو يحفل حتى لحب له السبيل ففوِّق للغفلة سهم الحقيقة فصدع قلبها وقدَّ كبدها فانجلت الغشاوة وزال الرين فأيقن أنه يسعى خلف سرابٍ خادعٍ فكتب هذه الكلمات : اغربي عن وجهي وغادري حياتي غير مأسوفٍ عليكِ فقد أَبَنْتُكِ ثلاثاً وثلاثاً وواحدة وعشراً بعدد أعوام هيامي بكِ وشغفي(بل بعدد سنيني العجاف التي قضيتها سعياً خلف الوهم والسراب) فلم أعد أرنو إلى قصوركِ الشماء وبساتينكِ الفيحاء ورياضكِ النضرة وجداولكِ النميرة وأنهاركِ الرقراقة فما أنتِ إلا روضة غرني بواكير ربيعها فأممتها صامّاً أذني عن الإصاخة للنصح والعذل وهمتُ بها مدة سبعة عشر عاماً غير ما سلف من التجول بين أقاحيها حتى انجلى الرَّين فألفيتُ ربيعكِ خريفاً مليئاً بالزوابع ورياضكِ مفاوز قاحلة وقصركِ أطلالاً موحشة ونسماتكِ إعصاراً مُدمِّراً فثنيتُ عنان جوادي وعدتُ أدراجي أحمل بين يدي خفي حنينٍ مخلِّفاً ورائي عمراً ذهب أدراج الرياح بين غمرات آل ودركات هجير ومستقبلاً أفل نوره وتوارى بين طيات السنين الغابرة فليتني اعتبرتُ بقول ذلك الذي قال لي : (إنك لن تجني من هذا السبيل الذي أممته سوى النصب) فما عذيري مما مضى من عمري .
أيتها المرأة أَبَنْتُكِ وَأَبَنْتُ كل ما يتعلق بكِ من قلمٍ ومَحْبَرةٍ وطَرْسٍ فغادري حياتي مشيَّعةً بالمقتِ والغضبِ والندمِ الذي لا يضرُّكِ ولا يُفيدني .
وهذه نهاية التطواف ومحطُّ عصا التِّسْيار لرحلةٍ مرمضةٍ أربتْ على ربع قرنٍ أختمها بالنقطة التي أضعها بعد آخر كلمة في هذا النص .
ثم زهد بها وبكل ما يتعلق بها وهجرها إلى غير رجعة عاضَّاً أصابع الندم على سلوكه هذا السبيل الذي أضاع لأجله مستقبله وأفنى به صدراً من شبابه .

عبدالعزيز
11-27-2020, 04:30 PM
نظر إلى أرتال الكتب في غرفته فهنا كتب الأدب ، وبجانبها كتب النحو والبلاغة والنقد ، وخلفها الروايات والقصص ، وفوق المنضدة بعض كتب التاريخ .
اتجه إلى مكان جلوسه وجلس وأجال ناظره مرة أخرى بين أرتال الكتب المتكدسة وقال : قد أمضيتُ قرابة الثلاثين عاماً في مسامرتكن (من سن الثامنة إلى قرابة سن الثامنة والثلاثين) أفلم يأن لكن إطلاق سراحي بعد ثلاثة عقود من الأسر .
ثم صمتَ قليلاً وارتشف رشفتين من كوب الشاي ثم اتكأ على الأريكة ، وأغمض عينيه ، وشرد بفكره إلى مرحلةٍ ما زال يحن إليها ويهيم بها (رغم مُشارفته على مرحلة الكهولة) حينما كان ينهض قبل بزوغ الشمس ، ويذهب إلى البقعة الخالية شمال منزلهم ليُشْعل النار مع أترابه للاصطلاء وإعداد الشاي ، أو شيِّ الدجاج , أو حينما تأتي الصبية إليه وتأخذ بيده فيذهبان لتناول الإفطار في غرفة الموقد ، ثم أفاق من شروده ونظر إلى الكتب المحيطة به وقال : أأفيق من ذلك الخيال الجميل على هذا الواقع المؤلم ؟
ثم عاد إلى شروده مرة أخرى مستعيداً ذكرى عهد الصبا العذبة وتذكر عندما كانت تلك الصبية التي تيَّمته تطل عليهم من النافذة فابتسم وقال : حتى وإن حملكِ النوى على بساطه فنأت الديار، وشسعت المسافات ، فلم يَشْعفْ ، ويَشْغفْ ، ويُحْرقْ ، ويَسْكُنْ ، ويُحَرِّكْ قلبي هوى سوى هواكِ فأنتِ لم تضيئي سمائي كنجمة أو كهلال ، بل أضأتها كالشمس في رابعة النهار والبدر في ليلة تمه .
ثم رفع كوب الشاي ورشف منه رشفتين وقال : دائماً أُعلِّلُ نفسي بالأمل وبكلمة ((هناك)) أما الآن فقد توارتْ شمس الأمل خلف سحب اليأس ، وعدتُ أدراجي أعض أصابع الندم على عمرٍ أضعته وفرَّطتُ فيه (والذي لن يؤوب إلا إذا آب القارظ العنزي) فوا أسفي ويا حسرتي على ما مضى وانقضى فيما لا نفع فيه .
ثم كز أسنانه وقال بغيظ : سأحطِّمُ محبرتي وأكْسرُ قلمي وأُمزِّقُ أوراقي وطرسي وأُغادرُ ضاحيةً كانتْ في نظري موئل السعادة وموطن النَّعيم وأُنحِّي قلب الطفل الذي لازمني جميع أعوام عمري فقد انتهى كل شيء وأضعتُ الكثير ، وأخفقتُ إخفاقاً ذريعاً فيما أممته وغذذتُ الخطى إليه .
ثم نهض وأخذ كل ما عنده من الكتب وأتلفها مُقسماً ألا يعود إليها مرة أخرى فقد كفاه ما أمضاه من أيامه سعياً خلف الوهم والسراب .

عبدالعزيز
11-28-2020, 08:55 AM
لم يكن يفقه في اللغة إلا النَّزْرَ اليسير الذي يُضيء له مواضع موقع قلمه ليَنْفُثَ من خلال مداده ما يعتلج بصدره من شجى وحنينٍ .
لما بلغ الثامنة والثلاثين أيقن أنه تائهٌ في غمار المعمعة ،قد غطى على بصره رهج السنابك ، فحاد عن جادة الطريق ، وألفى نفسه في بستانٍ أفيح ، أخذ بمجامع قلبه حسنه وبهاؤه ، فحط رحاله وأقام فيه ليُبهج ناظره بأزهاره العابقة ، وأيكه الظليل ، ويُشنِّف سمعه بخرير أنهاره ، وتغريد أطياره ، وبعد مُضيِّ أكثر من اثنين وعشرين عاماً ظعن منه ، لم يقطف من أزهاره , لم يرتوِ من أنهاره , لم يستظلْ بأيكه وعزم على هجر ما لم يكن له فيه ناقة ولا جمل - بل سيق إليه رغماً عنه مذْ كان في الثامنة ، وشُغفَ به وهو في الخامسة عشرة ، وهجره وهوفي الثامنة والثلاثين - وهو يقول : وأيم الله ما هجرتُ الأدب الذي لم أستطع سبر غوره ، ومعرفة كنهه ، والاطِّلاع على سره ، إلا وأعادني إليه التلظِّي بلظى الحنين ، والاكتواء بأتن الهوى التي لا تخمد ولا تخبو إليكِ أيتها الحبيبة .
أيتها الحبيبة اللتي كان هواها لي في خضم أشجاني وكبدي سعادة وانشراحاً : لقد أصبحتُ في بحر هواكِ كالنُّون لا خلاص لي منه ولا فكاك ، فعيشي فيه وهلاكي في بعده عنه ، فإن حُمَّ القضاء ، وعزَّ اللقاء ، وشسعت المسافات ، وتناءت الديار ، فاعلمي أن وامقكِ يَرُودُ المفاوز في الغياطل ، ليَبُّثَّ البدر شجاه ، والنجم أساه ، ونسائم السحر هواه ، ويبعثَ مع أشعة الشمس حنينه لمالكة القلب آسرة اللب .
وأصبح كل صباحٍ ومساءٍ يَشْتُمُ اليوم الذي سلك فيه سبيل الأدب .

عبدالعزيز
12-08-2020, 04:42 PM
أحب الأدب حبًّا جمًّا وأخلص له وأفنى به صباه وصدرًا من شبابه وكان ملاذًا يلوذ به ومتنفسًا ينفس به ما يعتلج بصدره من شجى وحنين وفي نهاية المطاف عزم على هجره فقال : قد أمضيتُ معك أيها الأدب ردحًا من عمري أبحر في بحارك وأجتاز محيطاتك وأعبر مفاوزك وقد آن أوان ضعوني من بيدائك وفراقك بعد مدة تربو على العشرين عامًا فراق حانق لا فراق وامق ولكن لابد من إنصافك فقد أخذتَ مني كل شيء وأعطيتني زفراتٍ أزفرها كلما طما طوفان هوى من سكنتا قلبي مذْ عهد الصبا .
وأنتما يا من استعمرتما قلبي مذْ عهد الصبا ها قد أتى الشتاء بقضِّه وقضيضه ولفِّه ولفيفه وهواكما لم يطفئه برده ولا برد الأشتية السالفة فقد أحببتكما بقلب طفل وقلب يافع وقلب شاب وسأحبكما بقلب كهل وقلب شيخ وقلب هرم فأنى لأوار هذا الحب أن يخف ولجذوته أن تخبو ولعنفوانه أن يضعف .
أحببتكما وما زلتُ أحبكما وسأحبكما وإن ابيض منكما الشعر وتغضَّن الوجه واحدودب الظهر وقد أخرجتُ حب عداكما من قلبي فلم يبق به سواكما فأنتما حبي الأول والأخير .
ثم عزف عن الأدب وهجره إلى أن طوته يد الردى .

عبدالعزيز
12-16-2021, 08:07 PM
لم يغمض له جفنٌ من الحنين الذي طما طوفانه ، وجافى مَضْجِعَهُ جنباه –كأنه على شجر القتاد يتقلبُ- فاتجه إلى باحة المنزل ، وأطال النظر إلى النجوم والبدر المكتمل ، وعند تباشير الفجر الأولى مضى إلى القرية ، وجال في أنحائها مستعيدًا أيام طفولته ، فعند هذا المنزل الطيني كان يرقب المارة بخوف وخشيةٍ ، ويسلِّمُ على من يمرُّ به وقدمٌ داخل المنزل وقدمٌ في الشارع -ليسهل عليه الفرار إلى الداخل إن اقترب منه أحد- ، وهنا كان يجلس على المطصبة مع أترابه ليتجاذبوا أطراف الحديث ، وتحت الشجرة الضخمة كان يتذرع التفيُّؤَ تحتها من هجير الشمس ، لينظر إلى الصبية التي تلعب أمام منزلها ، وهذا حانوتُ تاجر الحلوى ، الذي يشتري منه مثلجاتٍ ، ويختلسُ –على غفلةٍ منه- قطعة حلوى ، أو لبانٍ ، أو... ، وهذا ، وهذا ...
عندما تعالى الضحى مضى إلى الأثلة في طرف القرية ، وطاف حولها قليلًا ، وجال في مغاني صباه ، مستعيدًا ذكراها ، ثم مضى إلى البيت الطيني المقفر من أهله وروَّاده ، ودلف إلى باحته ، وأجال ناظره فيه ، ثم قال : أيها الطللُ العزيزُ : هأنذا أعوجُ عليكَ وحيدًا ، بعدما أوهن المتلونان قوتي ، وأخذا شبابي ، وألانا قناتي ، وأثقلا كاهلي ، ومضيا بأجمل عهد ، وأنقى قلبٍ ، وأرق نسمتين !
ثم اتجه إلى نافذة الغرفة المطلة على الباحة ، ووقف أمامها مليًّا ، يتذكر حينما كان يتحدثُ أسفلها مع سارة ، ويمضيان خلف أخيلتهما وأمانيهما ، وحين يعدو خلفها ، فتهبط من النافذة ، وتتجه إلى الغرفة من جديد لتهبط من النافذة مرة أخرى –ويتبادلان الأدوار إن ضرب ظهرها بكفه- ، ثم قال : هل يبزغ علينا قمر اللقاء ، وتشرق شمس الوصل ، وينجاب ليل النأي ، ويضيء صبح الحب علينا تحت سقفٍ واحدٍ سعيدين أبد الآباد ؟!
ثم جلس تحتها ومد يده فوصلت درفتها ، وكان فيما مضى يشعر أنه يهبط من شامخ حين يهبط منها ، ثم نهض ومضى إلى الدرج المؤدي إلى السطح وصعدها ، وأجال ناظره في السطح الصغير الذي كان فيما مضى يشعر بالتعب قبل أن يصل نهايته .
اتجه إلى حائطه القصير ، وأطل منه على الأزقة الضيقة ، والبيوت المتلاصقة ، والمزارع المهجورة ، ثم نزل واتجه إلى حوض النخلة الذي كاد يندرس رسمه ، والذي كان يلعب عنده مع سارة ، فيأخذان خوصتين ، أو بسرتين صغيرتين مما سقط من العذوق ويقذفانها في ماء الحوض ، ويحركان الماء بأيديهما لينظرا أيهما تسبق الأخرى ، وأخذ عودًا ، ونكتَ به الأرضَ ، ثم قال : لاتنتظريني على شاطئ البحر كما التقينا بعدما شببنا ، ولا تأتي إلى الأثلة عند النبع في مغنى الصبا ، ولا تنتظري أن تهمي غيوم الحب على حقولنا القاحلة ، ولا تنتظري نورس الوصل أن يرفرف فوقنا مؤذنًا باللقاء ، فما عاد لنا في هذه الفانية لقاء ، ولعل الرحمن الرحيم ادخر لنا اللقاء الأعظم ، والوصل الذي لا يعقبه فراق ، في جنةٍ عرضها السموات والأرض ، أما في هذه الفانية ، فقد مضت أجمل العهود ، وأحلى الليالي ، وأرق نسمتين ، وأمسى قلبي مسرحًا لأظعان الفراق ، وأطلالًا لغربان البين ، ومسرىً لأعاصير النأي ، ولم يبق من الشمس إلا أشعة أصيلها التي لن تلبث حتى تُؤْذِنَ بالأفول ، فإذا أفلت حياتي مع أشعة شمس الغروب ، وأدرج اسمي في سجل الراحلين ، فارقبي الأكف وهي تنزلني إلى جدثي ، وتحثو التراب ، ثم ارفعي أكفَّ الإخلاص ، واسألي اللهَ لي الرحمة والغفران ، فهذا غايةُ ما أرجوهُ ، وآملهُ منكِ !
ثم نهض واتجه إلى الباب ، وهو يقول : الشَّبَابُ جَنَّةُ العُمْرِ ، والصِّبَا فِرْدَوْسُهُ !