المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَنا في حَيْرَةٍ من أَمْري:


الياسمين
08-06-2023, 05:08 PM
نعم هي مملكة الياسمين وحدها ..
لكن…
بما أنها مدوّنة واحدة مُنِحت لي ..
فأنا في حيْرة من أمري في عنونة المدونة
وبعد تفكير عميق قررت أن أعنون كتاباتي على مراحل
داخل المدونة كلما انتهيت من موضوع انتقلت إلى موضوع آخر بعنوان مختلف ..
سأبدأ بــ { حينما كنت طفلة }

الياسمين
08-06-2023, 05:08 PM
حينما كنت طفلة
كانت المحبة غصنا أخضر يعرش من دفء القلوب ليلتقي هناك مع صفحة السماء ..
تحية الصباح يتبادلها الناس في طريقهم إلى أعمالهم " السلام عليكم " تحمل البشر و الرضا فإذا المدينة نهار مؤرج بالحب والمودة ..
و كان " البائع " يعمل بإتقان و حماس و ابتسام ..
ضحكة الطفولة كانت دليلي السياحي الممتع إلى دروب لا تزيغ فيه العينان ولا تضطرب منه خفقات القلب ولا تتعثر القدمان ..
و حينما كنت طفلة كانت أمي تخفي جمالها عن غير أبي و حينما سألتها يوما لم تفعلين ذلك ؟ ...
كانت تجيب بكلمات تشع بالزنابق و الأقحوان " جمال لبيتي و أنا ملكته ..
و جمال دعواتي لأهل مدينتي و لأهل الأرض كي يعيشوا بسلام و أمان " ...
و اليوم تبدل الحال بغير الحال ...
نرى الطيش ينتشر باسم الحركة و المرونة و عصر السرعة ، و الأنانية تدعى استقلالا في الشخصية ، و البخل صار اسمه حرصا ، والحرص واجب في كل الأحوال ، و العرى له مسابقات و مؤتمرات و جوائز و عروش ...
لكن ...
على الرغم من هذا السراب المتسربل بالعتمة !يبدو الطارق الثاقب في ليالينا يرش النور و الضياء في الكون ...
لا بد أن يعلو الحق مرة أخرى ، و يعيد التاريخ نفسه ، و ينتصر النور على الظلام ، و العدل على الظلم ، و الريح تغلبه السفن ، و إن الله سبحانه و تعالى مع القلوب الخافقة المسبحة بحمده و المقدسة له ...

الياسمين
08-06-2023, 05:14 PM
حينما كنتُ طفلة ..
و أريد الدعاء لأبي و أمي ..
كنت أصعد السلالم حتى أرتفع و أصل للسطح ..
اعتقادا مني بأنني كلما ارتفعت للأعلى و صل دعائي أسرع..
ولما سافرت مع أبي إلى أمريكا ..
و رأيت ناطحات السحاب ..
طلبت منه أن أكون في أعلى مكان من تلك الناطحات ..
و عندما سألني عن السبب ؟!
رفض أن يأخذني هناك ..
و حين كبرت أدركت سبب رفضه ..

الياسمين
08-06-2023, 05:21 PM
حينما كنتُ طفلة
- علموني ألا أعتذر عن خطأٍ لم أرتكبه ..
إلا إذا أشار عليّ الكبار ووجدوا أنه فعلا خطأ ..
- علموني ألا أدافع عن نفسي أمام من ظلمني..
إذا لم تكن النتيجة لصالح الطرف الآخر ..
و بالتالي تسبب له الأذى و عذاب الضمير ...
حتى و إن كانت لدي الدلائل التي تثبت براءتي
من هنا قال أفلاطون ":
خيرٌ أن يُحكم عليك ظلما ، من أن تفعل الظلم "
- كانوا يعلمونني النطق ..
و عندما كبرت يعلمونني كيف أبلع لساني...
- فهموني أن أسوأ الناس هو من يكذب و يسرق ...
و عندما كبرت علمت بأن هناك من أسوأ منهم ..
و تلك الفئة السيئة هي التي تظهر خلاف ما تبطن ..
- علموني أن أحترم الرأي الآخر ..
و عندما كبرت تعلمت أن أناقشه ...
لأن نقاشه حق ...

الياسمين
08-08-2023, 10:01 AM
حينما كنتُ طفلة ..
- كنت أعتقد أن نومي سبباً في ظهور الصباح مستعجلاً ...
اليوم اكتشفت بأن اعتقادي كاذب...
وتعقدت ..
فـ لم أعد أنام معاقبة لـلنهار ..

- كنت أسارع و أقبّل كل من أراه يبكي أيا كان.
.كنت أقول له : " أبوسك بس إنت لا تبكي "...
و عندما كبرت صرت أبكي ولا أجد من يواسيني..

-

الياسمين
08-08-2023, 10:03 AM
حينما كنت طفلة…

كانت أمي - رحمها الله - تأخذني للمستشفى
لأزور صديقتها التي رزقت بمولود جديد ...
و كانت عيناي على الهدايا التي تدخل واحدة تلو الأخرى ..
و كانت ابتسامتي عريضة معتقدة أن الهدايا لي ..
حتى أذكر أن إحدى قريباتنا زارت نفس السيدة بهدية كبيرة جدا..
ركضت إليها و قلت لها بصوت عال هذه الهدية لي صح؟ !
و عندما كبرت و صرت أنا بنفسي من تزور صديقتها التي رزقت بمولود جديد ، أحرص على ألا آخذ لها هدية عينية حتى لا تُحبط أي طفلة موجودة كما أحبطت أنا في يوم ما …

الياسمين
08-08-2023, 10:06 AM
حينما كنتُ طفلة ..

كان يُداعب قلبي الحب الأول ..
وحملني الحب إلى زمن المراهقة ، و كان الحب المغامر ..
و عند زمن الشباب انتابني ( الحب العقلاني ) أو حب العقل ..
و في زمن النضج ، بدأ اختلاط المشاعر و حيرة القلب..
انتهى بي الأمر الآن إلى زمن الذكريات ..
و قد بقيت وحيدة ، و الأدهى و الأمر
أنني أحتفظ بمشاعري و بحرارتها التي كانت لكل الأزمنة ..
فأسأل نفسي حائرة : لماذا ؟ ..
هل أحبهم جميعا في وقت واحد ؟ ..
و من أزمنة مختلفة ؟ ..
هل وفائي طاغي و متمكن مني إلى هذا الحد ..
فالكل سلك طريقه في الحياة و أنا كما أنا ..
أنمي حبهم و أسهر على ذكرياتهم و أصحو على عصافير الأمل ...

الياسمين
08-08-2023, 10:12 AM
عندما كنت طفلة..
- كان والدي يخفي عني أي حقيقة تظلم حياتي حتى يجعلني سعيدة
وعندما كبرت أصبحت أخفي عنه ما يؤلمني حتى لا أظلم حياته..

- كان أبي يأخذني معه إلى المكتبة،
ورغم كثرة الكُتب حولي وتنوعها،
تقع عيني على كتابٍ واحد،
وتعمى عن بقيّة الكُتب
وكأنه لا يوجد كتابٌ غيره..

الياسمين
08-08-2023, 10:13 AM
حينما كنت طفلة وأبدأ بالتلوين
أول خطوة أترك اللون الأبيض جانبا
كانت والدتي ( رحمها الله ) تسألني عن السبب
أرد عليها ( مايلون)
وعندما كبرت أدركت أن لون الأبيض نقي لايزيف الحقائق
ولا يتغير لأن لونها الحقيقي
ليتني لم أفرط به في سنوات الطفولة..

الياسمين
08-08-2023, 10:26 AM
حينما كنت طفلة في الثامنة من عمري
وبالتحديد في شهر رمضان وبصيام مجبر من قبل والدتي
كنت في زيارة لإحدى قريباتي كي ألعب مع ابنتها
ودخلت المطبخ وصدمت حين رأيت قريبتي تأكل وأخفت الطعام حولها
فكنت أدور حولها أريد التأكد هل هي فعلا لا تصوم
فكنت أدور وهي تدور إلى أن كشفت الحقيقة
وطلبت منها عمل هدنة تجعلني أشاركها الطعام أو أفضحها
ولأنها لاترغب أن أفسد صيامي رفضت الهدنه
تركتها وأنا غاضبة لم يبق أحد إلا وعلم بقصتها مني
أتوقع وقتها وكالة كونا كانت ستحجب لأنها رأت من يُنافسها

وعندما كبرت أدركت أن الدين يسمح لها بذلك:)

الياسمين
08-11-2023, 05:24 PM
حينما كنتُ طفلة

كانت والدتي _رحمها الله_ تحرص على أن أعتمد على نفسي
في طلباتي المنزلية ، ففي إحدى المرات طلبت منها أن تطلب من الطباخ
تجهيز العشاء لي ، وبختني وقتها و أعطتني رقم بدالة المطبخ
فضغطت على رقم (9) خارجي ثم الرقم الداخلي
لأجد نفسي أطلب عشائي من شرطة النجدة ، الرقم الداخلي مطابق لرقم العمليات….
كان يجب عليّ ألا أضغط على الرقم ( 9 )

الياسمين
08-11-2023, 05:28 PM
حينما كنت طفلة
كنت لا أستوعب جيدا قراءة الصحف
كانت ثقافتي أجنبية ولا أجيد اللعة العربية
مجرد تقع عيني على مشاهدة الصور لا أكثر أو أقل..
إحدى المرات بمجرد أن وقعت عيني على صورة بقرة هاتفتهم
وطلبتها منهم وكنت أكرر اتصالاتي أين البقرة ؟
وبعد ساعات وصلت البقرة مقطعة لم أدرك أنني اتصلت على شركة المواشي :(
عندما وصل الخبر لأبي اتصل بهم:
كيف تنفذون طلب طفلة ؟
ألا تميزون بين صوت طفلة وصوت البالغ؟

الياسمين
08-11-2023, 05:30 PM
حينما كنت طفلة
كان أكبر همومي لعبتي..
ليتني أعود طفلة
فتكون أعظم ذنوبي شقاوتي
وأجمل تعابيري ضحكتي
و أصدق أحاسيسي بسمتي
و أكبر أحزاني دمعتي.

الياسمين
08-11-2023, 05:31 PM
حينما كنت صغيرة
لم تخني ذاكرتي و لم أكن أعلم أن هذه الدنيا
ستعاش أعواماً وتنقضي كيوم مر على عجالة،
عندما كبرت تساءلت بقلب طفلة صغيرة وبصدر امرأة كبيرة
عن كل السنوات التي مضت بما فيها من تضارب حزن وسعاده وهم وبؤس
أضع سنواتي بلا عدل في قلب ينبض بحرارة الذكريات الماضية،

الياسمين
08-11-2023, 05:36 PM
حينما كنت طفلة
كنت أستيقظ في الصباح وأتأمل روعته وجماله
بالفراشات التي تنتقل بين المروج،
والنحل متنقلا يجمع رحيق الزهور
لو تأملنا كل ذلك لوجدنا عبق الماضي
مازال يفوح وتفاصيله التي كانت ترسم الابتسامة على شفاهنا ومازالت
ببساطة..
حين كبرنا أهملنا تلك التفاصيل الصغيرة
التي كانت تدخل السرور على نفوسنا
وكنا نرى جمال الحياة من خلالها ،
لأننا كنا نجد الوقت لتأملها
والتمتع بسحر الطبيعة الخلابة
كبرنا ولم يعد لدينا الوقت الكافي
لتأمل تلك التفاصيل الصغيرة
أصبح شغلنا الشاغل من بزوغ الفجر وحتى مغيب الشمس
هو إنجاز مهام العمل ، مع أن العمر ينتهي والعمل لا ينتهي..

الياسمين
08-11-2023, 05:39 PM
حينما كنت طفلة
أستيقظ. في وقت باكر من الصباح
لأشاهد برنامج كرتوني..
أو لأقرأ القصص المصوّرة
ذلك كان همي في الصغر
الانتظار لساعات في المدرسة
متى وقت الرجوع للمنزل
ذلك كان همي في مرحلة الإعدادية
وعندما كبرت ، كبر همي معي
من هو صديقي ومن هو عدوّي
إلى من أشكو حزني وفرحي؟
إلى من أخبر يومي وصبحي؟

الياسمين
08-11-2023, 05:43 PM
حينما كنتُ طفلة
قالوا لي دائما : تكبرين وتنسين
-عندما سقطتُ وشجَّ حاجبي
- عندما أجبرتني معلمة الرياضيات على الوقوف وجهي للحائط
لأني نسيت وأجبت بـ24 واختلط علي الأمر بأن 7x6=42
- عندما انكسرت دراجتي و لم يشتروا لي أخرى حتى لا أكسرها
- عندما انكسرت زجاجة روحي
- عندما ماتت أمي
- عندما لم أمت أنا
- عندما كان العالم كثيراً وأنا وحدي
- عندما نحرت ابنة الجيران دميتي لأن ( الباربي ) حرام
- عندما شطب أبي قناة ( سبيستون ) لأن ( البوكيمون ) حرام
- عندما خلع ابن عمي صورة أمي وأبي من البرواز ودفنها في الدرج المكسور كي لا تطرد الملائكة..
- عندما مزّقْتُ أغلفة كتبي لأحميها من الحرق
- عندما كتبت خاطرتي الأولى أسفل علبة الكلينكس وأنا أرتجف من الخوف
المشكلة هي أنني كبرت ولم أنسَ ..
كبرتُ نسيت أن أنسى ..

الياسمين
08-13-2023, 02:10 AM
عندما كنتُ طفلة كانو يتحدثون همساً حتى لا أسمع
يخبئون أحاديثهم الكبيرة لأنني صغيرة
كبرت وصار الهمس ضجيجاً
ولم يعد أحداً يخبئ أوجاعه

الياسمين
08-13-2023, 02:15 AM
(تخيلتك تقتربين برأسك الصغير وتشنفين أذنيك لتعرفي ماذا يقول الكبار )
عملتها وسرعان ما انكشفت
كنت في الثامنة من عمري وأمسك بيدي كتابًا أدرس فيه
وكان أبي يهمس لوالدتي عن مشروع ، وقتها أحس بأن أذني معهما
ومن فرض حب والدتي لي دخلت معه بتحدي أنني لا أفعل ذلك…
بعدها غيّرا الموضوع فجأة بموضوع آخر يتعلق بي بأنهما سيشتريان لي مطبخ باربي وبيت باربي وينتظران مني التدخل وإبداء فرحتي ووو الخ..
ولكنني لم أفعل حتى تفوز والدتي بالتحدي ..
وعندما سمعت أبي يقول لها حقا إنها لاتسمعنا وفزتِ بالتحدي
هنا رميت الكتاب وباركت لأمّي واستعجلتهما بشراء المطبخ والبيت.

الياسمين
08-13-2023, 02:16 AM
حينما كنت طفلة إلى أن أصبحتُ بالغة ناضجة وفكري أحداثه وتجاربه كثيرة
خنقتني العبرة ، كلما حاولت. الهرب من ذاتي،،
أجدني في كل زاوية من زوايا ذلك العمر
كلما أود أن أختفي وأبتعد
أرى تلك المساحة من شريط ذكرياتي
أرى ماكان وما حصل ومالم يحصل وتمنيته أن يحصل
أرى عمري عندما كنت طفلة
لم تزعزعني الظروف ولم تقسُ عليّ الأيام
كنت أعيش يومي ، وواقعي لم أكن أعلم عنه شيئاً
أرى عمري عندما كبرت
تغيرت نظرتي للحياة
أصبحت أرى حقيقة كل شيء
كل ما عشته في صغري كان وهماً من السعادة
وهماً من الخيال
وهماً من الفرح المؤقت
وهماً من الطفولة المؤقتة
التي بعدها نتمنى أن نرجع صغاراً لايعرف الهم
لطريقنا درباً ..

الياسمين
08-16-2023, 11:45 PM
بعد أن كبرت ومشيت في دروب الحياة
أصبحتُ مؤمنة بكل ما يحصل
فكل ما عشته في صُغري ليس إلا حُلماً
أتمنى أن يعود وأن أعيشه إلى أن يفنى عمري
لأكون حالمة دائماً
بعيدة عن الواقع أشد البعد
حتى لا أتعب ولا أحزن ولا أُترك
ولكن رغم كل هذا
ستظل العبرة خانقة قلبي وروحي وكياني الحالم
أن يعود صغيراً فقط
من أجل الراحة والفرحة وراحة البال
ستظل العبرة خانقة كل شخص
مرّت أيامه جميلة على هيئة طيف راحل
طيفٌ نسيمهُ أوجاع رغم حلاوة ومرورة
طيف يدق ذكراه من سنين عمري
لكي يذكرني بأن لي ماضياً
ما زالت ذكراه حتى وإن كبرت
العبرة لن تذهب
وستكون دائما عالقة في حناجرنا،،
نتناسى،، ولكن خنقة العبرة موتة صغرى
لروح الماضي الجميل والطفولة البريئة

الياسمين
08-16-2023, 11:47 PM
عندما كنت صغيرة جدا وأنا وحيدة
أُبعثر ألعابي التعليمية وقصصي لوحدي
وألعب لوحدي، وأعيد ترتيبها لوحدي
دائماً كنت لوحدي
فقط أمي كانت تلعب معي
وتقرأ لي القصص ليلاً حتى أنام
ربما الآن أحسستُ أنه من الأفضل
أن يعيش الإنسان وحيداً
ليكون قويّا شجاعاً مقداماً لا يهمه أحد
شكراً يا الله على نعمك التي أعطيتني إياها
ومنها لا أحداً أشعر بغيابه إن غاب
تكيفت مع الوحدة والهدوء
أصبحت ألعب لوحدي دوماً
حتى لعبتي الوحيدة في البليستيشن هي
تومبرايدر، لا أحتاج فيها إلى مساعد أو صديق للعب
لاراكروفت وحيدة ،وأنا كذلك
كتبي كثيرة ومكتبتي عامرة ولله الحمد
وأشياء أخرى
وهدايا ربي الوفيرة
( لَئِن شَكَرْتُمّ لَأَزيدَنَّكُمْ)

الياسمين
08-16-2023, 11:50 PM
عندما كنتُ طفلة
كانت تؤلمني الذات السابعة من ذواتي
هي ذات مختبئة دوما، ولا تخرج إلا
عندما ارتكب محرماً أو ذنباً لا يُغتفر في حق غيري
تبدأ بالأنين كعجوز فقدت ابنها الوحيد
ولا مأوى لها سوى قارعة الطريق
وأوراق الشجر المصفرة وفتات الخبز
تؤرقني وتسبب لي جلد الذات دونما هوادة
تنام طويلاً وإذا استفاقت ، كانت كوحش مرعب
هي ابنة أمي الحقيقية
فهي التي كانت تظهر ليلاً عندما
تبدأ حبيبتي بسرد أخطائي اليومية
وتنبيهي عليها ونحن سويا في الفراش
كم كانت أمّي تؤدبني
وكم كانت حذرة جدا لما أرتكب الأخطاء
في حق غيري
وكم كانت تربيني على احترام الآخرين
وتحثني على الصفح عن المسيئين لي
كنت صغيرة جدا، وكثرة اللهو تجعلني
أنام منهكة و لا أستشعر تنبيهاتها
فقط هي تلك الذات السابعة
التي كانت تصحو وتتلقى على
يديها الطاهرتين تعليماتها ونصائحها
مازالت شريرة هذه الذات، ولا تخبرني
بتعليمات أمي بعدما رحلت
إلا بعد فوات الأوان