المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تترك أحداً يثمنك..


سليدا
11-13-2020, 09:41 PM
*لا يثمن الشيء إلا من يعرف قيمته!!!*
ولن يشعر أحد بقيمتك الا حينما يفتقدك .....


قبل حوالي ثمانين سنة مضت، كانت مدينة سامراء في شمال بغداد مدينة علم فيها جامعة كبيرة وعلى رأس هذه الجامعة العلمية العلامة الكبير "أبو الحسن ".. والذي كان من ألمع رجالات الفكر في العراق ولديه عدد كبير من الطلاب من شتى أنحاء العالم العربي.
وكان من أنبغ تلامذته تلميذ فقير الحال، لكنه يحمل ذهناً متوقداً وكانت معيشته عن طريق راتب من قبل أستاذه العلامة (أبو الحسن)، وهو راتب ضئيل.. لكن طموح التلميذ كان عظيمآ وهو أن يصبح أحد أعمدة العلم في العراق.
وفي يوم ظهيرةٍ وحار جدآ؛ خرج التلميذ الفقير من الدرس وهو جائع ويحمل في جبيه فلسآ ونصف الفلس لكن الوجبة من الخبز والفجل تكلف فلسين...
اشترى بفلس واحد خبزة واحدة وذهب الى صاحب محل الخضروات وطلب منه باقة فجل.. وقال للبائع معي نصف فلس لاغير؛ فرد عليه البائع ولكن الباقة بفلسٍ واحد... فرد عليه التلميذ لا شيﺀ عندي أعطيك سوى علمي؛ سوف أفيدك في مسألة علمية أو فقهية معينة.. فرد عليه بائع الفجل لو كان علمك ينفع لكسبت نصف فلس من أجل إكمال سعر باقة فجل واحدة.. اذهب وانقع علمك بالماﺀ واشربه حتى تشبع!!!

كانت كلمات البائع أشد من ضرب الحسام على نفسه، فخرج من محل البائع وهو يجر أذيال الخيبة وهو يتمتم نعم صحيح لو كان علمي ينفع لكنت كملت سعر باقة الفجل الواحدة نصف فلس!! *علم عشر سنين لم يجلب لي نصف فلس!!*
كم أنا غبي... ضاع عمري هدرآ على شيﺀ لم يجلب لي نصف فلس.. والله لأتركن الجامعة وأبحث عن عمل يليق بي وأستطيع أن أشتري ماأشتهي وأعيش عيشة رجل محترم.

وبعد أيام افتقد الأستاذ الكبير تلميذه النجيب وفي قاعة الدرس سأل الطلاب أين زميلكم المجد؟؟
فرد عليه الطلاب إنه تخلى عن الجامعة والتحق بعمل يتغلب به على ظروفه القاسية... .
استغرب الأستاذ العلامة وقال أين بيته أريد مقابلته!!
قالوا له: أستاذنا أنت أعظم من أن تزوره!! وقد ترك الجامعة بإرادته.
فقال الأستاذ: لا... أريد أن أعرف ما هو سبب ترك الجامعة. أخذ الاستاذ عنوان الطالب ودخل إلى بيته مشفقآ عليه.. فخجل الطالب من دخول أستاذه وعليه الهيبة والوقار.. رحب بأستاذه أشد الترحيب..
فسأله الأستاذ عن سبب تركه الجامعة؟
فرد عليه مسردآ القصة كاملة وعيناه تذرفان الدموع بغزارة.
فأجابه أستاذه إنك تحتاج إلى نقود وإليك خاتمي هذا اذهب وبعه وأصلح به حالك.
فقال الطالب: ليست القصة قصة خاتم ونقود إنما أنا كرهت العلم لأني لم أنتفع منه.
فرد عليه الأستاذ هذا الخاتم ليس من أجل العودة إلى دروسك بل من أجل أن تفك الضيق عندك.
‏‪وكان العلامة ذا حكمة بليغة فهو الحكيم في ذلك الوقت.. فقبل الطالب هدية أستاذه وسار إلى محلات الصاغة وهناك عرض الخاتم للبيع
.
استغرب الصائغ وقال: أشتري منك الخاتم بألف دينار ولكن من أين لك هذا الخاتم؟؟
فقال هو هدية لي من عند أستاذي (ابو الحسن)!!!
قال الصائغ: خاتم ثمين هدية؟!! وشكلك لا يوحي بأنك تعرفه وملابسك رثة!! أنت سارق الخاتم أليس كذلك؟؟
فرد عليه الطالب هيا معي إلى أستاذي من أجل أن تصدق أنه هدية منه..
وذهب الصائغ مع التلميذ وقابلا الأستاذ واطمئن من صدق الطالب.
أعطى الصائغ ثمن الخاتم إلى الطالب وتوجه إلى أستاذه ليشكره..

فقال الأستاذ للطالب: أين ذهبت عندما أردت بيع الخاتم؟
فرد الطالب إلى محلات الصاغة بالطبع.
فرد عليه الأستاذ: لماذا ذهبت إلى محلات الصاغة؟
فرد عليه الطالب هناك يثمنون الخواتم والمعادن الثمينة!!
فرد عليه الأستاذ متعجبآ: فلماذا إذآ قبلت أن يثمنك بائع الخضراوت ويثمن علمك ويقول إن علمك لا ينفع شيئآ؟؟!!
هل يثمن البائع علمك؟ *لايثمن الشيﺀ سوى من يعرف قيمته.*
وأنا أثمنك إنك من أعظم طلابي يابني.. لا تدع من لا يعرف قيمتك يثمنك. *التثمين يكون من صاحب الخبرة ومن يعرف قدرك... ارجع الى درسك وعلمك.*

هذة القصة الرائعة تنطبق على حياتنا... كم مرة نقع ضمن تثمين خاطئ من شخص لا يعرف قيمتنا... التقييم ينبع من جهتين من الداخل والخارج:
*من داخلنا يجب أن نعرف أننا بشر نخطئ ونصيب ونتعلم من اخطائنا على تقييم أخطائنا.*
والتقييم الخارجي لايقدر إلا من أصحاب العلم والإختصاص الذين يعرفون قيمة الإنسان مهما كان صغيرآ...
*الناس معادن ولا يعرف قيمة المعدن النفيس إلا الصاغة الحقيقيون

فتحي عيسي
11-13-2020, 10:37 PM
القديرة سليدا
حمدالله علي السلامة نورتي مكانك
التقدير من الآخر أكيد يعني لي أشياء كثيرة ويسعدني بلاشك
ولكن طالما أحاول بقدر إمكاني أن أظهر بصورتي المعتادة
وأن أجاري من حولي قريب أو بعيد بلا تحول أو تغير أو إستحداث
مايعكر صفو مرآتي في عين الآخر
والأهم أن أحافظ على معاملاتي سواء في الواقع أو في الإفتراضي
بشكل سوي رغم إني معرض للخطأ ولكني ألحق نفسي ولا أتركه
يتراكم ويعطي إنطباع يظلمني
وكثيرا ماتواجدت في ظرف يفرض نفسه وأطلع منه خسران ربما
ولكن هذا لايشكل في الصورة العامة التي تكونت عن شخصي
إجماع بالسوء فلكل منا هفوات ولا أحد معصوم
لذا لا أعير إهتمام بأي صورة تنقل عني كوني في حدي وإلتزامي
أحافظ عليه بكل وسيلة ممكنة لإرضاء نفسي وشخصي قبل الآخر
أحييك وهذا التجلي الرائع
وإسلوبك في التناول الجميل
سلم القلم والبنان
مودتي وإحترامي

هادي علي مدخلي
11-14-2020, 12:32 AM
الناس معادن ولا يعرف قيمة المعدن النفيس إلا الصاغة الحقيقيون

هذه العبارة لخصت الهدف من النص
فعل الخير معدن
الصدق معدن
الوفاء معدن
الأخوة معدن
احترام مشاعر الأخرين معدن
صيانة العهد والوعد معدن
المصارحة وفتح قلبك معدن
الخوف على من تحبهم معدن
النبل معدن
رد التحية بأحسن منها معدن
تحسس أخبار الأهل والأصدقاء معدن
بر الوالدين معدن
التواضع معدن
التسامح معدن
غض البصر عن الزلات معدن

كم أنتِ رائعة الكاتبة القديرة سليدا
عودة حميدة برائحة الورد والياسمين
بارك الله في طرحك يا نقية
>::

الحكيم
11-14-2020, 05:18 AM
تركتِ هنا ملحمة تحاكي مدونات بروازها
شموخ وعزة ونبل مكانها تثبت على الجدران
بورك يراع لا ينضب والصدق يكتب

السفير
11-14-2020, 06:54 AM
عودا حميدا
اختنا الفاضلة
بنت الشام
سليدا. َ
تميزت ك عادتك
في تنوع الطرح
في قسم القبس.
بارك الله فيك
وأسعد قلبك

سلطان الزين
11-14-2020, 03:10 PM
موضوع في غاية الجمال...

كم تمسّكنا بناس لايستحقون ذلك..ولكن الحياة عبارة عن مدرسه نستفيد منها في مراحل الحياة.

تحياتي لك يارائعه

أنين ليل
11-15-2020, 07:53 AM
سليدا
حضورك غـيم
وحـروفك مطـر
فلا غرابة أن يكون الربيـع هنا
طرح قيّم بوركتِ
.

سليدا
11-16-2020, 01:36 AM
لي عودة للرد احبتي

شكرا لكم

عبدالعزيز
11-20-2020, 07:23 PM
سليدا : موضوع ينهض بالهمة ، بأسلوب عذب رقيق .

شمس
11-28-2020, 12:17 PM
الشخص الذي يبدأ باصلاح نفسه أولاً
ويقدر ذاته ويحترمها كل شيء يهون بعدها
فالحب والإحترام والتقدير نابعة من داخل الشخص
وهذا لايتأتى إلا بنقاء وتقدير الذات
وترك الغيرة الشعواء والحقد والحسد
وبعدها لايهم رأي الآخر سواء بخص قيمة الشخص أو بالغ في التقدير
الأهم أن يفهم الشخص نفسه جيداً ولا يحتاج من يثمنه
أما لو كان هذا الشخص مشغول بالنميمة والخداع
والمكر والمبالغة في رفع قيمته على حساب
انتقاص الآخرين لابد وأن تكون رؤية الآخرين له
نفس نظرته لهم
نص ذو فائدة عظمى ...سلم الفكر والأنامل ياسليداflll:

احمد الحلو
12-28-2020, 09:21 PM
مقال يشي بحضور جميل ذو فائدة جمة

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو