المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه


بُشْرَى
01-04-2023, 07:57 AM
يقول الله تبارك وتعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [سورة البقرة:155- 157]

كان وقع الخبر علي صاعقا ومفجعا: حزنا على الوفاة المفاجئة لأخ كريم- رحمه الله- في المنتدى، وتألماً وإشفاقًا على أخت مرهفة الإحساس، رقيقة المشاعر، قرة عين أبيها، غالية وعزيزة على قلوب الجميع لفضلها الكبير، وحضورها الكاريزمي الاستثنائي، الذي لا يعوض، بين أفراد أسرتها الكبيرة في منابر الثقافة.

ولا يمكن أن أتصور مقدار صدمتها وحزنها- نسأل الله تعالى أن يثبتها- مهما حاولتُ، رغم ابتلائي بفقد أحبة في ريعان شبابهم، فإن فقدان الزوجة لزوجها ابتلاء في غاية الصعوبة، ولا أستطيع أن أصف حالي أو حال زوجتي إن حل قضاء الله، وإن كنت موقنا أن ما يختاره الله لنا خير مما نتمناه لأنفسنا.
فحكمة الله عز وجل أعظم من أن تدركها عقولنا القاصرة، وهو أرحم بنا من أنفسنا وأهلنا، فقد تكون المصيبة رحمة من الله واصطفاء لعبده، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضتُ صَفِيَّهُ مِن أهل الدٌنيا ثمّ احتسبه إلا الجنة" أو كفارة لذنوبه في الدنيا، وسببا لفوزه في الآخرة كما جاء في الحديث الشريف:" إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة"

وما الموت وإن فُجعنا برحيل الأحبة، إلا فراق مؤقت يعقبه لقاء أبدي، والتمسك بحبال اللطف الإلهي والرضا بمشيئة الله عز وجل وقدره المسطر، هو البلسم الشافي للقلوب المكلومة، والجراح النازفة المثلومة.
الدكتور السوري محمود السايح فقد في ليلة واحدة، أثناء قصف جوي لطائرات النظام السوري زوجته وأبناءه السبعة الصغار (أكبرهم بعمر 12 سنة)، واثنين من إخوته، واستطاع أن يخرج من محنته باللجوء إلى القرآن الكريم والتسليم بقضاء الله عز وجل.

وما رزئ مسلم بمصيبة واحتسب إلا عوضه الله خيرا منها في الدنيا أو الآخرة، عن أم سلمة، أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها".
أذكر أن صديقا لي كان له ابن وحيد، أصيب بالسرطان في أذنه وعمره لم يتجاوز الخمس سنوات، وكانت دموع صديقي تنهمر بلا انقطاع على خديه، وهو يحكي بلوعة عن وقوفه عاجزا ، منكسرا أمام ابنه المتوجع من الداء العضال ومن قساوة العلاج الكيميائي، وكان المؤلم في الأمر أن الابن لم يكن يعي ماهية مرضه ويستنجد بأبيه من شدة الألم، وبعد صراع مرير مزق قلب الأبوين ، يتخطف الموت الابن من حضنهما، ثم لا تنقضي سنتان حتى يرزقهما الله تعالى بتوأمين.

وابتلاء الله لعبده وأَمَتِه المؤمنين من دلائل محبة الله لهما، وصلاحهما وعلو مرتبتهما، ومن ثم كان الامتحان على قدر سمو النفس والإيمان، وقد جاء في الحديث الشريف:"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل" وأيضا " يبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء
flll:

فاطمة
01-04-2023, 06:54 PM
بارك الله فيك بشرى
في ميزان حسناتك يا غالية

بُشْرَى
01-05-2023, 02:34 PM
بارك الله فيك بشرى
في ميزان حسناتك يا غالية

.
.

وبارك فيك وأرضاك
>::

احمد الحلو
02-25-2024, 12:29 PM
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو