المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بين الالتزام والتساهل


مُهاجر
11-12-2022, 12:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله سادتي الكرام /
رأيت ذلكَ الخلط الذي بات يموج به الكثير من الناس ،
في تعريف الإلتزام والذي قُرِنَ _ بالتشدد _
جهلا من لدن البعض ،


ولعل :
السبب يعود لبعض التجاوزات التي تصدر من بعض
أولئك المعنيون أو يندرجون في ذلكَ المسمى الجامع المانع ،

ولنا أن نفرق بين القاعدة والأساس الواجب القيام به ،
وبين الخلل والبعد عن إتيان ما يدعو له ،
من تمسك وامتثال لأمر الله والبعد عن نواهييه ،

ليكون الظاهر هو المقدم على الإهتمام بالباطن،
والجوهر والذي ينعكس لزوما وقهرا لظاهر الشهود ،

ليكشف المستور أكان صادقا ،
أم كاذبا ذلك السائر في هذا الوجود ،

وهنا وجب علينا الوقوف على بعض تلك الإشكالات ،
التي جعلت من الناس تفر " فرار السليم من الأجرب " ،
إذا ما تبادر للآذان والأذهان مسمى الالتزام !

لتكون نقطة التوافق بأن هنالك " إلتزام " ،
وهناك " تساهل " وبينهما امور مشتبهات
_ كالتشدد والغلو _
الذي يُخرج الإنسان من دائرة الاتزان والاعتدال .


تمنيت :
أن نفتح بابا للحوار نجلي بذلكَ بعض الإشكالات ،
لنخرج بصيغة وتعريف لمعنى الإلتزام ،
وما يحوم حوله من معوقات وتساؤلات ،
فمنكم أنتظر المشاركات والتعقيبات .



ملحوظة :
بعد أن وردني رد احدى الأخوات هذا :
لا نقدر على التعميم..ولكن هي بالفعل فكره عامه ،
ومنتشره عن بعض من اخذوا من الدين القشور ،
واكتفوا بتلميع الظاهر وغفلوا عن الباطن..

حتى بات الناس يتخوفون منهم ،
ولا يسترشدون بكلامهم..
بل ايضا باتوا حديث الابتسامات ،
والمواقف المضحكه..


من شوَّه الصوره غير الانسان بنفسه للاسف..؟!
حتى ان البعض من كان مشهورا بين وسطه ،
بالبعد الكلي عن الالتزام الديني ،
وربما يشتهر بالمجاهره في امور كثيره خاطئه..
يصبح فجأه من الملتزمين المتشددين..
ثم نسمع عنه فجأه برجوعه لما كان عليه..!!


اتباع ما امر به الله تعالى واجتناب نواهيه..
هي التي تحكم ع الشخص-من وجهة نظري-
التزامه وتدينه..مع حسن خلقه بالقول والفعل..
في الظاهر والباطن..وفي السر والعلن..

وليس فقط التزامه الظاهري دون الباطن..
او في امور معينه دون الاخرى..
او في ما يخص الاخرين ونسيان نفسه بذلك..



فكان جوابي عليها :
دعونا أولاً تكرما نَتَحَلق حول القواسم المشتركة ،
كي لا يكون التعميم معولا نهدم به أصل هذا الدين،
وإن كان بحسن النية بعيدا عن القصد واليقين
_ بصدق تلك الملاحظات _ ،

* فقد أمرنا الله عز وجل باتباع أمره ،
وترك زجره ، ونهيه _ نتفق على ذلك _ ؟

* وبأن الحياة تزهو جمالا كلما كان الإنسان
متمسكاً بأهداب هذا الدين ،
وقريباً من رب العالمين
_ نتفق على ذلك _ ؟

* وبأن التنكب والبعد عن الصراط المستقيم ،
يُعدُ من التساهل ، وهو جرم في حق هذا الدين
_ نتفق على ذلك _ ؟

* وأن من خالف شرائع الدين ، وأحدث أمرا يشق
به صَف المسلمين لا يعد فعله من الدين
_ نتفق على ذلك _ ؟

* لا يمكن جعل تلك الصورة السائدة
لدى البعض عن سلوكيات وتصرفات بعضا
من المتنطعين والمتسترين بثوب الدين ،
أنها هي الحقيقة المُطلقة ،
وأنها تعد من ثوابت الدين وأفرعه ،
التي جاء بها الدين _ نتفق على ذلك _ ؟


من هنا اكتفي بهذا القدر ،
من أجل رصف طريق التوافق ،
وإن كان هنالك الكثير من عناصر التوافق ،
إلا أنني خشيت التطويل ،

فما ورد من ردكم سيدتي اعتراف ضمني ،
بأن من تصدر منهم تلك الأفعال ما هم إلا اغمارا
لا يفقهون أمر هذا الدين ،

ومن هنا سقط القول بأنهم حجة على الإلتزام ،
والاستقامة على هذا الدين ،

أما في ضربك لنا ذاكَ المثال لذلكَ الإنسان ،
الذي كان منغمسا في وحل الغفلة ،
والبعد عن الله ، وعند رجوعه إلى الله يكون ذلكَ التحول
من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين ،

فلعل السبب يعود إلى تلك السنين ،
التي قضاها بعيدا عن حياض الدين ،
فاقدا مفتقدا أسباب السعادة والراحة،

لتكون ردة فعل نكاية بذكريات الماضي ،
ومع هذا لا يصوغ له اتيان ما لم يشرعه الدين ،

أما من ارتكس بعد التزامه ،
فأرى في إلتزامه السابق نوع من العاطفة ،
وثورة واستيقاض ضمير ، ولكن لم يزكى نفسه ،
ليكون موافقا لما جاء به الدين ،
ليجعل التعجل في تغيير الواقع بغمضةِ عين !

حتى إذا ما أبطأ ذلكَ التحول المرجو ملَّ وعاد لما كان عليه !
لتبقى عينة لا ترقى أن تكون حجة على الآخرين ،
أما القول بأن الباطن يكون متزامنا مع الداخل،

فذلك هو الأصل وما يحث عليه الشرع الحنيف ،
وهنا نجد من يسوق لنفسه _
لا اقصدك بكلامي سيدتي _
ليجد لنفسه العذر أن الإنسان إذا كان صادق النية ،
فلا يضيره إذا خالف ظاهره كالرجل في لحيته وثوبه
_ على سبيل المثال _ هنا يتبادر إلى ذهني

سؤال وما المانع أن يوافق الظاهر الباطن ؟!
ولماذا نجعل من أوامر الله بإطاعة نبيه
_ عليه الصلاة السلام _
والاقتداء به مسألة وجهة نظر ،
ومحل أخذ ورد ؟!


من هنا :
" وجب علينا الفصل والتفريق بين ما جاء به الدين ،
وما أحدثه من يُفرقون ويُحرفون الكَلَمَ عن مواضعه ،
ليكون الدين بعيداً عن النقدِ والتجريح " .


اكرمونا بسديد رأيكم تكرما ،
في هذا الشأن .


دمتم بخير ...

بُشْرَى
11-12-2022, 01:06 PM
.
.


وما بعد هذا القول لا قول
حوار ونقاش واضح
دمت وسلمت أخي مهاجر
بارك الله فيك

احمد الحلو
02-25-2024, 12:16 PM
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو