المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثبات في زمنِ الانفلات


مُهاجر
11-01-2022, 11:03 PM
السلام عليكم سادتي الأكارم /

لا يخلو إنسان من اقتحام تلكم الأفكار التي تتكاثر
في بيئة خصبة تُهيئ لها المناخ تلكم التربة الخصبة
إن جاز لي سوق ذاك المجاز !



ولكن ازداد ذاك الهاتف الذي أصم أذني
حين بات وأصبح يقتحم غفلتي ويقظتي وهو يقول:
" كن أنت مهما تغير الناس " ،


أبحث عن سبب وسر ذلك الاصرار من ذاك النداء الذي يحثني على الثبات
على المبادئ وما تربيت عليه وهجر ما يناكف ويباين ذاك من سوء أخلاق !
وأنا في رحلة بحثي وجدت :

أن أجر من وقف وارتكز على جميل الأخلاق فيتوسط هذا الغثاء من الممارسات والمعاملات أجر أمة ممن سبقوه
إذا ما قارنا تلكم الابتلاءات والمغريات !

لأنه يعيش في هذا الزمان وهو يُعلي ويُرسي معنى الفضيلة ، يعيش عيش المجاهد الذي أحيا ما مات في الناس
من مُثلٍ وقيم ترتقي بذاك الانسان إلى درجات الكمالات في ظل تهافت الناس على ما يقسم ظهر
المبادئ وعظيم المُثل !


ومن يرى بعين البصيرة يجد ذاك الخلط للأمور وتحريف المسميات والمعاني بمكر خبيث ! أكان عمدا أم جهلا ! فالنتيجة واحدة ،
وإن تفاوتت طرق معالجتها وإعادة صياغتها حينما نجد كمثل :
الطيب = جبانا
وقليل الكلام = مُعقدا
والتقي = متخلفا
ومتجاوز حدود الأدب = جريئا
والمنحرف = متحررا



لتذوب المسميات وتنصهر في غير قوالب معانيها التي تلقفها الناس ،
وقد طغى عليهم الغبش وإن كان التمييز واضح المعالم
لمن أراد الحقيقة والصدق مع الذات !



ختاما :
تتلخص المصيبة عندما يدعوك واقع حال الناس أن تتماهى معهم ،
وأن تكون " إمعة " ونسخا منهم
إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت " !




من هنا :
تمنيت تكرماً أن نخط ما وجب علينا فعله ازاء ما يحصل في محيطنا ، بحيث نحاول أن نحافظ
على ما يضمن لنا نماء عطايانا ، وصدق أحوالنا في باطننا وظاهرنا في ظل هذه التجاذبات " .



هي اضاءة في صدر السطر :
"ما نحتاج إليه اليوم هو بلورة واستقصاء وحصر كل المصطلحات ،
لنُخضعها لذاك ( المِجهر ) المتمثل في ( الشرع ) لنعرف السليم منها فنعتني به ونرويه ،
ونعلم ما هو العليل السقيم منها فنحطمه ونُجافيه " .


ما هو الحاصل اليوم :
هي تلكم الضبابية في معرفة حقيقة " هويتنا " ،
وعن ذاك " الحبل " الذي هو ك" الحمض النووي "
الذي يوصلنا لمعنى وجودنا " .




قالت :
تحوير المسميات جاءت بعد ثورة التواصل الرقمي
لاشك بأن هناك مروجين لها لجعلنا مثل ما ذكرت 'إمعه' ونسخ لفكر واحد .




قلت :
حتى لو أننا توقفنا عند " المصطلحات " نجد بأن هنالك
بعض الاشكالات التي تحتاج لايضاحات !

لكون هنالك فرق ما بين المصطلح في ذاته ،
وما هو مفهومه الذي يتفرع منه !

حيث أننا قد نجد مصطلحاً ما فنتفق على المبدأ ولكن إذا جاء التفصيل الذي يمثله المفهوم
تفرق ذاك المُجمع عليه ! لكونه يُخالف ما يؤمن أحدنا به ويدين به مبادئة والواقع الذي يعيش عليه .

لأضرب مثالا لتتضح الصورة ويقرب المعنى :
ك" الديموقراطية " :

فمن ناظر للديموقراطية أنها فلسفة وضعية تجعل الأغلبية
هي واضعة القيم و التشريعات ،
دون مرجعية من وحي أو مقدس !

وقد يراها آخر أنها مجرد آليات للاختيار بالترجيح بالأغلبية ,
و لا يلزم افتقادها للمرجعية الثابتة ,

لذلك نجد البون الشاسع بين من يراها لا تُخالف ما أتى به الاسلام ويأمر به ،
و منهم من يراها كفرا أكبر .




قالت :
لا اعلم في الحقيقه لم !
نقليه نوعيه غريبه
الطيب الخلوق المتزن اصبح جبانا! ياللسخريه ..
وقليل الكلام الفطن المتعقل اصبح معقدا! ياللغرابه..
والتقي المؤمن الصالح اصبح متخلف! ياللسذاجه
ومتجاو حدود الادب الفظيع الفظ اصبح ماذا؟ اصبح جريئا

امور غريبه فعلا اهلا بك هذه الدنيا! نسأل الله العافيه والثبات

نحتاج الى مبدأ ثابت و واضح ..
نحتاج لشخصيات مستقله
نحتاج ان نكون نحن هم نحن ولسنا هم .



قلت :
فيما وافقتموني عليه :

" هو الشيء الذي لا يختلف عليه اثنان ،
ولا يتمارى فيه عقلان !

وهي الحقيقة المرة
التي نتجرعها غصة !

ومن يقول بخلاف ذلك :
فهو ممن ينمق ويجمل الواقع _ ولعله يقوم بذلك من باب إغلاق الباب في وجه اليأس ،
ودفع ذاك الحزن الذي في القلب قابع _ ومع هذا لا يمكن الفكاك من الدليل القاطع
الذي يشي ويكشف ما نحن فيه من شر ماله دافع غير الرجوع للصواب ،
لنجعل بيننا وبين المثالب بونا شاسعا .

تلك المخالطات والمغالطات في توصيف حال الناس :
ما هي غير انعكاسات للواقع
الذي يعيشه ذاك الواصف ، فكما يقال :
" يشوف بعين طبعه " !

لذلك ينظر ذلك الإنسان وفق ما يعيشه في محيط وجوده
ليكون ذلك الحكم متأثرا بذاك الواقع الذي يعيش تفاصيله ،
أما في الأصل هو :
" الحكم على الشيء
فرع عن تصوره » .


وفي الختام :
نحتاج الصدق مع ذواتنا ،
ومعرفتنا بذواتنا ،
والانقياد لما من شأنه
يعلى من شأننا ،


وأن نبتعد :
عن كل ما يقذي شخصنا ،
ويدمر حياتنا .

النقاء
11-01-2022, 11:04 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن

يالمهاجر أسعدنا
الانتقاء فهو مثمر وقيم
جميل مانثر هنا

بوركت وجزاك الله خير الجزاء

مُهاجر
11-01-2022, 11:05 PM
قالت :
في هذا الزمن يقل الخير واسبابه
ويزيد الشر وأسبابه.والمتمسك بدينه من الناس عددهم قليل وهذا العدد القليل يجد الكثير من المشقة والعناء والهمز واللمز من كثرة المعارضين والفتن الكائده به فتن الشك في اخلاقه ونواياه ..
ولكن المتمسك بدينه هو قادر على دفع تلك المعارضات التي لا يصمد الا الا من هو متمسك وصاحب بصيره ودين.

وفي حقيقة الامر في هذا الزمان لم يبقي من الاسلام الا اسمه .فالايمان اصبح ضعيف وعدوات وبغضاء انتشرت بين المسلمين.ودعايات وترويج الي فساد اخلاقي بشتي انواعه.
والماسك على دينه في هذا الزمن كالماسك على جمرة.

وفي النهايه اقول [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ]

ومن ناله الشكوك من الاخرين كان له الاجر والخير .




قلت :
[/color[color="teal"]]هي قاعدة تسير عليها الحياة بأن :
" ليس هنالك خير محض " ،


يقابله :
" ليس هنالك شر محض " .


ليبقى الخير :
" القاعدة "

والشر :
" الاستثناء " .



عن ذاك الذي ينال من الإنسان من تعرضه
لتلكم الافتراءات ممن يقدحون في شخصه ،
ويروجون لنقده وفضحه ؛


فهو لا يعدو أن يكون مشروع ابتلاء ،
وفيه التمحيص لصقل ذلك الإنسان
لمعرفة أصله ونوع معدنه ،

وما ناله ويناله ليس بالجديد و الغريب !
فقد نال من هم أقدس منه وأشرف
من ذاك اللمز والغمز !


فلم يسلم من ذاك :
الأنبياء والرسل
ولا
من أهل الصلاح من البشر ،
ولا
الملائكة على الأثر ،
بل
تعداهم ذاك الشطط ليكون " الله "
في مرمى ذاك القدح والشرر !!


قلتم :
ولكن المتمسك بدينه هو قادر على دفع تلك المعارضات
التي لا يصمد الا الا من هو متمسك وصاحب بصيره ودين .



و جوابه :
من كان يتفيأ ظلال اليقين بذاته ، ومعرفة سلوكياته من غير سوق
" الهيلمان "
الذي يطغي النفس ويرديها
في حضيض الكبر والغرور ،


فلن :
يقابل ما يعترض طريقه بغير " الحذر " وتمريره و المرور عليه مرور المستفيد
من ذاك الذي له قد سيق من تهم وافتراءات هو منها براء وعن فعلها يستحيل .



في المحصلة :
" على من أتاه البرهان اليقين في شأن الآخرين أن يكون في قادم الأيام على حذر شديد ،
بحيث لا يسلم أمور المنقول إليه بالتصديق السريع من غير التريث واستنطاق الخبر الأكيد ،
كي لا يرمي به غافلا فيصبح على ما فعل من النادمين " .




لنجعلها منهج حياة :
" لا تقلق من تدابير البشر ، فأقصى ما يستطيعون فعله معك
هو تنفيذ امتحان و إرادة الله فيك .



[/SIZE][/FONT][/B]

مُهاجر
11-01-2022, 11:10 PM
قالت :
طالما وضع الفرد له مبدأ /
فــ هو رأى وعايش كثير من التناقضات في الحياة والواقع..
وطالما هو وظع ذلك المبدأ مقياس للحياة التي ينوي ان يسير عليها
فــ هو مدرك تماما ان الطريق ملئ بالصعاب والمطبات..

ما يؤلم ويجعل الشخص يفكر..ويتزعزع..هو الاغلبيه التي
يراها تسير على نفس النهج..
والامور والمفاهيم اصبحت تقيد بقيود الموضه والحداثه والتطور..
ومن لا يماشيها سيعرض نفسه للسخريه والمسميات الهزليه..

ما يطمئن..ان مثل ما هناك تلك المجموعات التي تسير مع الموجه او مع الموضه
هناك فئات تنتهج العقل ..وتختار ما هو صح وما هو خطأ..
مثال عليهم..هذه الفئات المثقفه ..وهم يمثلون فئات من الواقع .،
لــ هذا ف الامور كلما ساءت..فــ هناك بشائر خير في المقابل..






قلت :
بذاك المبدأ :

يكون الانسان مُتزن الخطى ،
يحفه الأمان ،
وتغشاه الطمأنينة ،
ويلتحف به السلام .


" كن أنت مهما تغير الناس "
علينا أن نُشهرها دوماً في وجه ما يُعكر صفو الوداد
حينما نرى ما القلب منهم يرتاب ويلتاع !


في زمن :
شُحَ فيه الصادق ،
وانقرضت بعض الأخلاق !


حينما :
أصبحت مساحيق المداهنة والمجاملة ليقي البعض بها نفسه من " القيل والقال " !

والعودة بها إلى" زنازين " العادات والتقاليد البالية ،
التي ما عادت تنفع وتصلح في هذا الآن !

_ذاك في عرف من يظن ويعتقد بذاك _ !



الأغلبية :
التي تسير وفق ذاك النهج المعوج ما هي غير الظل والذيل الذي
يسير خلف ذلك الركب يحدو بحدائهم ويذوب في ذواتهم !




صدقتم القول :
فتلك المفاهيم أسندت لما يُطرح في ساحة الواقع ليلبسها ويُضفي عليها
صبغة الحداثة ومتطلبات العصر !!


ومن كان ذاك حاله ومآله :
فلا يُستبعد منه تلكم السخرية ممن يخالفونه السلوك والفكر ، لكونه يرى من " داخل الصندوق " ،
فمنه يرى نفسه " الصح " وغيره في " الجهل " يترددون !


في المحصلة :
لا يمكن أن نجعل النتيجة بالرغم من تلكم المعطيات بأن السائد
والمهيمن ذاك الشر البواح ، وذاك الضياع من الشباب !
" كي لا تكون نظرتنا قاتمة السواد " !


فهناك الخير الذي يُدافع الشر ،

" فما يزال الخير في أمتي "
فذاك ما أخبرنا به سيد الأنام .


مُهاجر

مُهاجر
11-01-2022, 11:12 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن

يالمهاجر أسعدنا
الانتقاء فهو مثمر وقيم
جميل مانثر هنا

بوركت وجزاك الله خير الجزاء

تشرفتُ بوجودكم هنا استاذتي الكريمة .

دمتم بخير ...

بُشْرَى
11-02-2022, 08:08 AM
.
.

الموضوع له وزنه الفكري ..والاجتماعي
لي عودة لطرحك الأنيق
سلمت ودامت روحك

ندى الحروف
11-02-2022, 04:48 PM
وأن نبتعد :
عن كل ما يقذي شخصنا ،
ويدمر حياتنا .

كلام غاية في الروعة
نسأل الله الثبات في الدنيا والاخرة
جزاكم الله خيرا مضافا بإذنه تعالى #

فاطمة
11-14-2022, 05:05 PM
بارك الله فيك أخي مهاجر
موضوع هام
في ميزان حسناتك

احمد الحلو
02-25-2024, 12:17 PM
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو