المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة ابتلاء المؤمن


بُشْرَى
09-16-2022, 10:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقيقة ابتلاء المؤمن :

لا يجوز طلب البلاء، أو تمنيه
بل على المسلم أن يشكر الله تعالى على نعمه
بل ينبغي على العبد طلب العافية من الله جل جلاله
في الدنيا والآخرة، وأن يجعله الله من أهل العافية
الذين عافاهم الله من شؤم المعاصي، وعقوباتها
في الدنيا والآخرة

وهذه هي العافية المطلقة
أن يُعافي الله عبده من شؤم المعاصي في الدنيا
وأن يعفو عن زلاته، ويعافيه من العقوبة في الدنيا والآخرة .
قال ابن القيم في "شفاء العليل" (ص111) :

" وقوله : " وعافني فيمن عافيت "

إنما يسأل ربه العافية المطلقة
وهي العافية من الكفر والفسوق والعصيان
والغفلة والإعراض، وفعل ما لا يحبه، وترك ما يحبه
فهذا حقيقة العافية، ولهذا ما سئل الرب شيئا
أحب إليه من العافية لأنها كلمة جامعة
للتخلص من الشر كله وأسبابه " انتهى .

وهذا الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعو الله به في كثير من أحواله .
فكان يدعو حين يصبح وحين يمسي
بالعافية في دينه ودنياه .

فقد روى أبو داود في "سننه" (5074)
من حديث عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، قال :
" سمعتُ ابنَ عمر يقولُ:
لم يكن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-
يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ حينَ يُمْسِي وحينَ يُصبحُ:
( اللَّهُمَّ إني أسالُكَ العافيَةَ في الدُنيا والآخرة
اللَّهُمَّ إني أسالُكَ العفوَ والعافيَةَ
في ديني ودنياي وأهلي ومالي
اللَّهُمَّ استُر عوراتي، وآمِن رَوْعَاتي
اللَّهُمَّ احفظني مِنْ بين يدىَّ ومن خلفي
وعن يميني وعن شِمالي، ومن فوقي
وأعوذُ بعظمتِكَ أن أُغْتَال مِن تحتي ).
والحديث صححه الشيخ الألباني
في "صحيح ابن ماجه" (3121) .

وكان صلى الله عليه وسلم
يدعو الله في قنوته فيقول( وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ).
أخرجه الترمذي في "سننه" (464)
وصححه الشيخ الألباني
في "صحيح أبي داود" (1281).

ولذا كانت العافية
هي خير ما أعطى الله عبده
بعد الإيمان واليقين
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله إياها

كما في الحديث
الذي أخرجه الترمذي في "سننه" (3558)
من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ
فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ .
والحديث صححه الشيخ الألباني
في "صحيح الترمذي" (2821)
flll:

بُشْرَى
10-05-2022, 06:38 PM
.
.

>::>::>::

ندى الحروف
10-06-2022, 12:23 AM
الحمدُ لله على كلّ حالٍ
كلماتٌ تشرحُ القلبَ والرُّوحَ
جزاكِ اللهُ خيرًا غاليتي بُشرى
مضافًا لميزانِ حسناتِكِ بأذنه تعالى#

فاطمة
10-08-2022, 07:26 AM
وهذه هي العافية المطلقة
أن يُعافي الله عبده من شؤم المعاصي في الدنيا
وأن يعفو عن زلاته، ويعافيه من العقوبة في الدنيا والآخرة .
قال ابن القيم في "شفاء العليل" (ص111) :

" وقوله : " وعافني فيمن عافيت "

اللهم عافنا مما ابتلي به غيرنا
بوركت وجزاك الله كل الخير غلاي

ابن سليمان
10-08-2022, 05:38 PM
تذكير موفق كتب الله أجرك وسلمك

بُشْرَى
10-09-2022, 09:09 PM
تذكير موفق كتب الله أجرك وسلمك
.

بوركت أخي وحياك .flll:

سلطان الزين
11-01-2022, 01:09 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
ولا حرمك الله الأجر..

بُشْرَى
11-06-2022, 08:42 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
ولا حرمك الله الأجر..

.
.
وبارك الله في مقدمك يا أمير
flll:

مُهاجر
11-07-2022, 01:36 PM
ما أعجب :
في شأن الابتلاء عندما يكون صاحبه قد علم نوعه ،
وكمه ، وسببه ، ومع هذا نجده يفتش في خزائن الغيب عن ماهية تلك الحكمة
التي أفردت نفسه في تعاطي ذلك الابتلاء من غيره من الأنام !

قال الله تعالى :
" مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور" .


ما أصاب من مصيبة في الأرض :
أي بالجدب وذهاب المال .

ولا في أنفسكم :
أي بالمرض وفقد الولد.


إلا في كتاب من قبل من نبرأها :
أي في اللوح المحفوظ
قبل أن نخلقها إن ذلك على الله يسير :
أي سهل ليس بالصعب .


لكيلا تأسوا على ما فاتكم :
أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي
مما تحبون من الخير .


ولا تفرحوا بما آتاكم :
أي بما أعطاكم فرح البطر أما فرح
الشكر فهو مشروع .


فما :
كان الابتلاء لمن أخلص لله الضمير ،
إلا باب رحمة وإن كان ظاهره خلاف ذلك ،
فمن هنا يكون القريب من الله أشد ابتلاءا من غيره ،

لكونه :
يخضع لعملية تنقية ، وتطهير ،
وتهيئة ليحوز بذلك على الاصطفاء ، والتقريب ، والاجتباء ،
فما رأيت إذ رأيت عدة للتكيف مع الابتلاء كالقرب من الله والتسليم له ،
والتفويض له ، فمن عرف الله وأن ما ناله مقدر ، وقد ساقه إليه قدر خط في اللوح المحفوظ
من قبل أن يوجد في عالم الوجود ، فبذلك يسكن القلب ، وتخشع الجوارح ويتحول ذاك الألم والنواح
والأنين إلى ترانيم ومناجاة لرب العالمين ،


فكلما :
تخطى المرء عقبات النفس وهمزات الشياطين ويدخل في الحضرة القدسية
ليزاحم الملائكة المقربين بذكره ، وتنسكه وتعبده كلما غشيته هالة تحيطه
بالسكينة والاطمئنان ، هي درجات من عرفوا الله وهاموا بحبهم له في الملكوت ،
فما شعروا بمعاناة الجسد ، لكون الروح تسرح وتهيم في الملأ الأعلى ، فهان عليهم ما يلاقوه
من ابتلاء لكون ذلكَ البلاء جاء من قبل محبوبهم ،


فهو:
في نظرهم نوع من التقرب ، والتأهيل ، والهدايا ،
ليدخلوا من بابه حضيرة الاصطفاء ، والاجتباء ، والتمكين ،


لهذا :
نخلص من هذا بأن الإنسان كلما كان اتصاله بالله كلما خضع للابتلاء
حتى يجعله نوع من أنواع مراجعة النفس والحساب فلا يدري الإنسان
من أي باب يدخل عليه الخير ،


ومن هنا :
وجب علينا حسن الظن بالله وأن نتيقن بأن ما يصيبنا
قد أبرم في كتاب ، وبذلك ننال الفضل والاجتباء .


ومصداق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل " .


نفعنا الله بكم استاذتي الكريمة .

بُشْرَى
11-07-2022, 08:54 PM
ما أعجب :
في شأن الابتلاء عندما يكون صاحبه قد علم نوعه ،
وكمه ، وسببه ، ومع هذا نجده يفتش في خزائن الغيب عن ماهية تلك الحكمة
التي أفردت نفسه في تعاطي ذلك الابتلاء من غيره من الأنام !

قال الله تعالى :
" مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور" .


ما أصاب من مصيبة في الأرض :
أي بالجدب وذهاب المال .

ولا في أنفسكم :
أي بالمرض وفقد الولد.


إلا في كتاب من قبل من نبرأها :
أي في اللوح المحفوظ
قبل أن نخلقها إن ذلك على الله يسير :
أي سهل ليس بالصعب .


لكيلا تأسوا على ما فاتكم :
أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي
مما تحبون من الخير .


ولا تفرحوا بما آتاكم :
أي بما أعطاكم فرح البطر أما فرح
الشكر فهو مشروع .


فما :
كان الابتلاء لمن أخلص لله الضمير ،
إلا باب رحمة وإن كان ظاهره خلاف ذلك ،
فمن هنا يكون القريب من الله أشد ابتلاءا من غيره ،

لكونه :
يخضع لعملية تنقية ، وتطهير ،
وتهيئة ليحوز بذلك على الاصطفاء ، والتقريب ، والاجتباء ،
فما رأيت إذ رأيت عدة للتكيف مع الابتلاء كالقرب من الله والتسليم له ،
والتفويض له ، فمن عرف الله وأن ما ناله مقدر ، وقد ساقه إليه قدر خط في اللوح المحفوظ
من قبل أن يوجد في عالم الوجود ، فبذلك يسكن القلب ، وتخشع الجوارح ويتحول ذاك الألم والنواح
والأنين إلى ترانيم ومناجاة لرب العالمين ،


فكلما :
تخطى المرء عقبات النفس وهمزات الشياطين ويدخل في الحضرة القدسية
ليزاحم الملائكة المقربين بذكره ، وتنسكه وتعبده كلما غشيته هالة تحيطه
بالسكينة والاطمئنان ، هي درجات من عرفوا الله وهاموا بحبهم له في الملكوت ،
فما شعروا بمعاناة الجسد ، لكون الروح تسرح وتهيم في الملأ الأعلى ، فهان عليهم ما يلاقوه
من ابتلاء لكون ذلكَ البلاء جاء من قبل محبوبهم ،


فهو:
في نظرهم نوع من التقرب ، والتأهيل ، والهدايا ،
ليدخلوا من بابه حضيرة الاصطفاء ، والاجتباء ، والتمكين ،


لهذا :
نخلص من هذا بأن الإنسان كلما كان اتصاله بالله كلما خضع للابتلاء
حتى يجعله نوع من أنواع مراجعة النفس والحساب فلا يدري الإنسان
من أي باب يدخل عليه الخير ،


ومن هنا :
وجب علينا حسن الظن بالله وأن نتيقن بأن ما يصيبنا
قد أبرم في كتاب ، وبذلك ننال الفضل والاجتباء .


ومصداق ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل " .


نفعنا الله بكم استاذتي الكريمة .

.
.

بعد هذا التعقيب أدعو لك بأن يبارك الله فيك وفي أدبك
ما شاء الله ..

مكافأة لهذا القلم الماردflll:flll:flll:flll:

احمد الحلو
02-25-2024, 12:14 PM
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو