الغيث
07-23-2022, 04:14 PM
أما الأديب اليمني ( عبدالله البردوني ) فقد تناول هذا الموضوع في كتابه ( فنون الأدب الشعبي في اليمن ) تحت باب فنون تهامية ، فإنه يرى أن اللهجات المحلية هي من توجه الفنون الشعبية ـــــ بصفة خاصة ــــــ نحو وجهتها ومرادها ، ويقول :" كاد اختلاف اللهجات يجعل من كل منطقة شعبا آخر ؛ وذلك لسيادة الأمية ، وقلة الاتصالات إلى الماضي القريب ، فلا يحدث أي اتصال إلا اضطراريا" .
ويضرب البردوني أمثلة على ذلك بقوله :" كان التهاميون لا يصلون صنعاء وأمثالها إلا في سنوات المجاعة القاتلة ، كما يعتبر سفر الجبلي إلى تهامة بمثابة مغامرة ؛ لأنها كانت تسمى بلاد ( السَّدامَة ) لحرارة جوها ، وملوحة مائها واختلاف نوع أكلها ، وارتفاع رطوبتها ، أما التهامي فكان لا يطيق برودة الجبال وجفاف مناخها ، بالإضافة إلى عدم فهم اللهجات من الوافدين من الهضبات ، والعكس" .
وأ عتقد أن البردوني بنى تحليله هذا على الوضع السائد قديما ، فمعظم أجزاء الجزيرة العربية تكاد تكون متشابهة من حيث اختلاف اللهجات بين تهامة والمرتفعات ، بل حتى في تهامة نفسها قد تجد الكثير من الاختلاف في نطق بعض المفردات ناهيك عن مدلولاتها ، أما ندرة التواصل فتعود لصعوبة المسالك بين الجبال والهضبات والسهول ، غير أن تلك الأوضاع ما لبثت أن تحسنت في الماضي القريب ، ثم في الحاضر ، وهو ما سنتطرق إليه لاحقا .
ويؤكد البردوني أقواله السابقة باختلاف اللهجات بين شعوب البلاد العربية ، كاللهجات في اليمن ( جبلا وتهامة ) ، واللهجات في مصر ، والشام ، وغيرها من البلدان ، ويشير ـــــ كذلك ـــــ إلى أن اللهجات تختلف حتى بين أجزاء الشعب الواحد ، ويضرب مثلا بمصر ، حيث تختلف اللهجات بين المدن الحضرية فيها والصعيد .
وأرى ـــــــ شخصيا ــــــ أن تلك المسائل أمكن التغلب عليها عن طريق الهجرة والمخالطة التي تيسرت في الماضي القريب ، ثم بوسائل الإعلام ــــــ في بدايتها ــــــ وأهمها المذياع في الفترة الزمنية اللاحقة .
أما في الزمن الحاضر فقد أسهمت تلك الوسائل في تذليل الصعاب وتقريب المسافات وتبسيط اللهجات إلى حد بعيد ، كما أسهم التعليم ، وضرورة طلبه في المدن الكبيرة إلى تقليل حدة الاختلافات الماضية .
***
>::>::>::
.............................................
= عبدالله البردوني ، فنون الأدب الشعبي في اليمن ، فنون تهامية ، ص 340 .
= المصدر السابق ، نفس الصفحة .
ويضرب البردوني أمثلة على ذلك بقوله :" كان التهاميون لا يصلون صنعاء وأمثالها إلا في سنوات المجاعة القاتلة ، كما يعتبر سفر الجبلي إلى تهامة بمثابة مغامرة ؛ لأنها كانت تسمى بلاد ( السَّدامَة ) لحرارة جوها ، وملوحة مائها واختلاف نوع أكلها ، وارتفاع رطوبتها ، أما التهامي فكان لا يطيق برودة الجبال وجفاف مناخها ، بالإضافة إلى عدم فهم اللهجات من الوافدين من الهضبات ، والعكس" .
وأ عتقد أن البردوني بنى تحليله هذا على الوضع السائد قديما ، فمعظم أجزاء الجزيرة العربية تكاد تكون متشابهة من حيث اختلاف اللهجات بين تهامة والمرتفعات ، بل حتى في تهامة نفسها قد تجد الكثير من الاختلاف في نطق بعض المفردات ناهيك عن مدلولاتها ، أما ندرة التواصل فتعود لصعوبة المسالك بين الجبال والهضبات والسهول ، غير أن تلك الأوضاع ما لبثت أن تحسنت في الماضي القريب ، ثم في الحاضر ، وهو ما سنتطرق إليه لاحقا .
ويؤكد البردوني أقواله السابقة باختلاف اللهجات بين شعوب البلاد العربية ، كاللهجات في اليمن ( جبلا وتهامة ) ، واللهجات في مصر ، والشام ، وغيرها من البلدان ، ويشير ـــــ كذلك ـــــ إلى أن اللهجات تختلف حتى بين أجزاء الشعب الواحد ، ويضرب مثلا بمصر ، حيث تختلف اللهجات بين المدن الحضرية فيها والصعيد .
وأرى ـــــــ شخصيا ــــــ أن تلك المسائل أمكن التغلب عليها عن طريق الهجرة والمخالطة التي تيسرت في الماضي القريب ، ثم بوسائل الإعلام ــــــ في بدايتها ــــــ وأهمها المذياع في الفترة الزمنية اللاحقة .
أما في الزمن الحاضر فقد أسهمت تلك الوسائل في تذليل الصعاب وتقريب المسافات وتبسيط اللهجات إلى حد بعيد ، كما أسهم التعليم ، وضرورة طلبه في المدن الكبيرة إلى تقليل حدة الاختلافات الماضية .
***
>::>::>::
.............................................
= عبدالله البردوني ، فنون الأدب الشعبي في اليمن ، فنون تهامية ، ص 340 .
= المصدر السابق ، نفس الصفحة .