الغيث
07-21-2022, 02:51 PM
أما الدكتور ( عبد العزيز المقالح ) فقد قال في مقدمة بحثه المعنون بــــ ( الجناس الشامي في الشعر التهامي ) والمنشور في صحيفة ( 26 سبتمبر ) اليمنية إذ قال : (( وينبغي ـــــ قبل أن تجذبنا البقية الباقية من أطلال البيت الشامي ـــــ أن نتوقف قليلا عند توصيف هذا النوع من الشعر أو تسميته بالشامي ، فهو ليس من بلاد الشام التي كانت إلى وقت قريب من بداية هذا القرن تضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ، ولا هو من الأشكال الشعرية المجتلبة من تلك الديار شأن الموشح الذي أثبتت كل الدراسات العلمية أن الأندلس هي مهده الأول ، وإنما هو ثمرة فنية يمانية ، نشأ وترعرع في ربوع مناطقها التهامية ، وقد تكون تسميته بالشامي نابعة من التسميات الجغرافية المحلية التي يطلقها أبناء هذه المنطقة السهلية من اليمن على الجهات الأربع ، فالشمالي شامي ، والجنوبي يماني ، والشرقي جبلي ، والغربي بحري )) .
وقد أشار الدكتور المقالح في مقدمته تلك إلى بعض الملاحظات حول هذا الموضوع سأذكر منها أولا وثانيا إذ يقول :
(( أولا : أن المربع أو المربعات كالمخمسات والمسدسات شكل من الشعر يتألف من عدد من الأشطار المتساوية ، ويتألف المربع من أربعة أشطار متساوية قد تكون لها قافية واحدة ، وقد تكون لها قافيتان كما هو الأمر في المربع الشامي حيث تكون للأشطار الأولى قافية وللأشطار الأخيرة قافية أخرى )) .
(( ثانيا : "أن المربع الشامي مجهول المؤلف أو بالأصح مجهول المؤلفين ، والنماذج التالية لا يمكن بأي حال أن تكون من تاليف شاعر واحد ، وهناك وجهة نظر تتردد في الأحاديث ـــــ وما زال يعوزها السند التاريخي ـــــ وتذهب إلى القول بأن هذا النوع من الشعر قد كان يخضع للتأليف الجماعي والفوري أو التلقائي ، وأن أحد الشعراء قد كان يبدأ بشطر ، وآخر يجيب عليه بشطر آخر ، ثم ثالث وهكذا حتى ينتهي المربع ، وقد يدخلون في مربع أو مربعات أخرى بنفس الطريقة ، ووجهة النظر هذه التي تعوزها كل الأسانيد لا يمكن أن تقبل ؛ لأن نوع البديع المستخدم فيها لا يصطاد ولا يلتقط بسهولة ، وشعر الارتجال الفردي أو الجماعي معروف ، وهو شعر فكرة أكثر منه شعر صورة )) .
ثم يورد الدكتور ( المقالح ) بعض النماذج لهذا النوع من الشعر الشعبي موضحا بها مواضع الجناس التام نذكر منها ما يلي (( :
يا قصــــــرْ عــــــــــاليْ شوَّقَتْــــــــني مناظِـــــــركْ
وأرى المدافـــــــعْ من حيــــــــــالَك ترامــــــــى
الرد
جســمي انْتَحــــلْ وأنا بحــــالي مناظِــــركْ
وكيف يقوى امْظمْآنْ ، وعينُهْ ترى ماء
القصر العالي في الشطر الأول هو المعادل الرمزي للحبيب الذي يشتاق الشاعر إلى رؤيته بالرغم من المدافع التي تطلق قذائفها من حوله ، وهو كناية عن الصعوبة والمنعة ، وفي الشطر الثالث والرابع يشكو الشاعر نحول جسمه من طول الانتظار ومن فراغ صبره وشدة ظمائه والماء أمام عينيه ، والجناس في ( مناظِرك ) الشطر الأول ، و ( مناظِرك ) الشطر الثالث ، والأولى تشير إلى المناظر العالية من البيت ، والثانية مشتقة من الانتظار ، ثم في ( ترامى ) و ( ترى ماء ) ، الأولى من الرماية ، والأخرى من رؤية الماء )) .
يا بيـــشْ وبلادَكْ جَحيـــــرهْ تِشـــــا نَــــوْ
يسقيكْ من قلصْ السَّما نَوْ رَعْـــــــدا
الرد
واثنيـــــــنْ من بعــــــــدَ المحبَّــــــه تِشــانو
واثنينْ من بعدَ الصَّحبْ نوَّروا اعْدا
بيش وادي من وديان تهامة ، والشاعر يتحدث عن الجفاف الذي تعاني منه أرض ذلك الوادي ، وهو يدعو بأن يسقيه من سحب ( قلص ) السماء مطر راعد ، وفي الشطرين الثالث والرابع يتحدث عن حبيبين اختلفا بعد محبة ، وعن صديقين صارا عدوين بعد صداقة ، والجناس في ( تشا نو ) و ( تشانو ) ، والأولى تعني تريد سحبا ممطرة والثانية اختلفوا أو تخاصموا )) .
***
>::>::>::
.........................................
= صحيفة 26 سبتمبر اليمنية ، عدد 130 ، ص 11 ، 24 جمادى الثاني 1405ه الموافق 21 مارس 1985م .
= النواحي التهامية اليمنية عندما كانت ضمن المخلاف السليماني .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .
وقد أشار الدكتور المقالح في مقدمته تلك إلى بعض الملاحظات حول هذا الموضوع سأذكر منها أولا وثانيا إذ يقول :
(( أولا : أن المربع أو المربعات كالمخمسات والمسدسات شكل من الشعر يتألف من عدد من الأشطار المتساوية ، ويتألف المربع من أربعة أشطار متساوية قد تكون لها قافية واحدة ، وقد تكون لها قافيتان كما هو الأمر في المربع الشامي حيث تكون للأشطار الأولى قافية وللأشطار الأخيرة قافية أخرى )) .
(( ثانيا : "أن المربع الشامي مجهول المؤلف أو بالأصح مجهول المؤلفين ، والنماذج التالية لا يمكن بأي حال أن تكون من تاليف شاعر واحد ، وهناك وجهة نظر تتردد في الأحاديث ـــــ وما زال يعوزها السند التاريخي ـــــ وتذهب إلى القول بأن هذا النوع من الشعر قد كان يخضع للتأليف الجماعي والفوري أو التلقائي ، وأن أحد الشعراء قد كان يبدأ بشطر ، وآخر يجيب عليه بشطر آخر ، ثم ثالث وهكذا حتى ينتهي المربع ، وقد يدخلون في مربع أو مربعات أخرى بنفس الطريقة ، ووجهة النظر هذه التي تعوزها كل الأسانيد لا يمكن أن تقبل ؛ لأن نوع البديع المستخدم فيها لا يصطاد ولا يلتقط بسهولة ، وشعر الارتجال الفردي أو الجماعي معروف ، وهو شعر فكرة أكثر منه شعر صورة )) .
ثم يورد الدكتور ( المقالح ) بعض النماذج لهذا النوع من الشعر الشعبي موضحا بها مواضع الجناس التام نذكر منها ما يلي (( :
يا قصــــــرْ عــــــــــاليْ شوَّقَتْــــــــني مناظِـــــــركْ
وأرى المدافـــــــعْ من حيــــــــــالَك ترامــــــــى
الرد
جســمي انْتَحــــلْ وأنا بحــــالي مناظِــــركْ
وكيف يقوى امْظمْآنْ ، وعينُهْ ترى ماء
القصر العالي في الشطر الأول هو المعادل الرمزي للحبيب الذي يشتاق الشاعر إلى رؤيته بالرغم من المدافع التي تطلق قذائفها من حوله ، وهو كناية عن الصعوبة والمنعة ، وفي الشطر الثالث والرابع يشكو الشاعر نحول جسمه من طول الانتظار ومن فراغ صبره وشدة ظمائه والماء أمام عينيه ، والجناس في ( مناظِرك ) الشطر الأول ، و ( مناظِرك ) الشطر الثالث ، والأولى تشير إلى المناظر العالية من البيت ، والثانية مشتقة من الانتظار ، ثم في ( ترامى ) و ( ترى ماء ) ، الأولى من الرماية ، والأخرى من رؤية الماء )) .
يا بيـــشْ وبلادَكْ جَحيـــــرهْ تِشـــــا نَــــوْ
يسقيكْ من قلصْ السَّما نَوْ رَعْـــــــدا
الرد
واثنيـــــــنْ من بعــــــــدَ المحبَّــــــه تِشــانو
واثنينْ من بعدَ الصَّحبْ نوَّروا اعْدا
بيش وادي من وديان تهامة ، والشاعر يتحدث عن الجفاف الذي تعاني منه أرض ذلك الوادي ، وهو يدعو بأن يسقيه من سحب ( قلص ) السماء مطر راعد ، وفي الشطرين الثالث والرابع يتحدث عن حبيبين اختلفا بعد محبة ، وعن صديقين صارا عدوين بعد صداقة ، والجناس في ( تشا نو ) و ( تشانو ) ، والأولى تعني تريد سحبا ممطرة والثانية اختلفوا أو تخاصموا )) .
***
>::>::>::
.........................................
= صحيفة 26 سبتمبر اليمنية ، عدد 130 ، ص 11 ، 24 جمادى الثاني 1405ه الموافق 21 مارس 1985م .
= النواحي التهامية اليمنية عندما كانت ضمن المخلاف السليماني .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .
= المرجع السابق .