الغيث
07-16-2022, 04:46 PM
2 ـــــ شعر الردود وفن الطارق : وهو من أبلغ أنواع الشعر الشعبي وأجملها ، ويأتي على صورة مقاطع شعرية تتألف من : ( مطلع ) و ( رد ) ، وكما أسلفتُ فإن كلمات أبياته التي تنتهي بها متشابهة في اللفظ بين المطلع والرد ولكنها مختلفة في المعنى وهو ما يعرف بالجناس التام ، وتقال مقاطع هذا النوع من الشعر ارتجالا حسب ما تمليه مواقف الحياة التي يتعرض لها الشاعر ومن يرد عليه ، غير أن تسمية مقاطعه تختلف من ناحية لأخرى ، ففي بعض النواحي يسمى البدء بــــ ( المطلع ) ، وفي نواح أخرى يسمى بــــ ( التسريح ) كمحافظة بيش وما حولها ، وفي جيزان وأبي عريش وصبيا يسمى البدء بــــ ( المرسم ) ، وفي تهامة اليمن ( وادي مور وما حولها يسمى البدء ( طرق ) ، وفي كل الحالات يسمى الجزء الثاني من المقطع بــــ ( الرد ) .
يأتي هذا النوع من الشعر رباعي الأشطار أو خماسيا أو سداسيا حسب ما تتدفق به قريحة الشاعر وخلجاته ، أو الموقف الحيوي الذي يمر به ويقال ارتجالا ، أي أنه غالبا ما يكون وليد إثارة آنية ، كتلك القصة التي أوردها الشاعر والناقد والباحث الشعبي اليمني : ( علوان مهدي الجيلاني ) في دراسة نشرت له في بعض المواقع الألكترونية ، منها ما وجدته في (منتديات جازان )= ، تلك القصة التي دارت بين الشاعر ( ابن مجثل ) وأحد الرعاة ، وفحوى القصة أن راعيا كان يرعى لأناس في جهات صبيا وكانوا قد وعدوه تزويجه ابنتهم الكبيرة مقابل رعيه أغنامهم وأبلهم لمدة معينة ، فمضى على ما اتفق معهم عليه يرعى الغنم والإبل بانتظار نهاية الأجل المحدد لكي يتم الزواج ، وحدث أن قدِم تاجر بُنٍّ من عدن ، فأغرى أهل تلك الفتاة الجميلة بالمال والهديا ، حتى وافقوا على تزويجه بها ، وقالوا للراعي انتظر حتى تكبر اختها الصغيرة ونزوجك بها بدلا منها ، فوافق صابرا ، وحين علم الشاعر ( ابن مجثل بالقصة انتظر حتى وقعت ليلة ( هود ) ، وحين بدأ السامرون سمرهم وبدأ الشعراء بالقول طرَّق ابن مجثل معرِّضا بقبول الراعي أخذ حبيبته منه :
رِجــــــــــالْ حلَّـــــــــتْ ديــــــــــــرَةَ البُــــــــنّ هابَــــــــــهْ=
ولا يَصِــــــلْها مِنْ تخَــــــــوَّفْ ومِـــــنْ هــــــابْ=
التاجِــــــرَ اللِّـــــي مِنْ عَـــــــدَنْ جـــــــالْ بُنُّـــــــهْ=
لمَّـــــا تَغـــــــــالَى موْسِمُـــــــهْ حَتَّـــــــــتِ البُـــــــــنْ
( فرد عليه الراعي على الفور ) :
إنْ كــــان كَسْـــــــــبَ الفايْـــــــــــدَهْ بِالنَّهابَــــــــــهْ=
شا هَبْ= على امْجـادِلْ= عشِيَّــهْ ومِنْـهابْ
واشْـــــرَبْ مِنَ المَحْــــضَ= الــــذي جالْبِــنُّهْ
مـــا نَـــا مِراعِـــــــــي للْبُكـــــورْ حتَّــــى تَلْبُـــــنْ=
ثم انطلق إلى فتاته فأخذها وهرب بها .
>::>::>::
..........................................
رجال سكنت في بلاد البن ولها هيبة .
لا يمكن أن يصلها ويقتحمها من في قلبه خوف .
يقصد التاجر الذي أتى من عدن وقد جوَّل بنه ووضعه في أجولة ( أكياس ) .
أي أن هذا التاجر كسب حظوة وراج سوقه عندما اشتد الطلب على بنه حتى انتهت كمية البن التي أحضرها معه .
إذا كان حصول ما نريد يالنهب والسلب .
شا هب : سوف أعمل ، امجادل : الغزالة ( وهي إشارة إلى الفتاة ) ، عشية ومنها : هجوم ليلي ونهب شديد ( في إشارة إلى اختطاف فتاته .
واشرب من اللبن الصافي الصراح الذي يريدون بيعه للتاجر .
لن انتظر لصغيرات النوق حتى تكبر وتمتلئ ضروعها ( إشارة إلى أخت الفتاة الصغيرة ) .
منتديات جازان .. نقلا عن موقع المؤمر نت .
يأتي هذا النوع من الشعر رباعي الأشطار أو خماسيا أو سداسيا حسب ما تتدفق به قريحة الشاعر وخلجاته ، أو الموقف الحيوي الذي يمر به ويقال ارتجالا ، أي أنه غالبا ما يكون وليد إثارة آنية ، كتلك القصة التي أوردها الشاعر والناقد والباحث الشعبي اليمني : ( علوان مهدي الجيلاني ) في دراسة نشرت له في بعض المواقع الألكترونية ، منها ما وجدته في (منتديات جازان )= ، تلك القصة التي دارت بين الشاعر ( ابن مجثل ) وأحد الرعاة ، وفحوى القصة أن راعيا كان يرعى لأناس في جهات صبيا وكانوا قد وعدوه تزويجه ابنتهم الكبيرة مقابل رعيه أغنامهم وأبلهم لمدة معينة ، فمضى على ما اتفق معهم عليه يرعى الغنم والإبل بانتظار نهاية الأجل المحدد لكي يتم الزواج ، وحدث أن قدِم تاجر بُنٍّ من عدن ، فأغرى أهل تلك الفتاة الجميلة بالمال والهديا ، حتى وافقوا على تزويجه بها ، وقالوا للراعي انتظر حتى تكبر اختها الصغيرة ونزوجك بها بدلا منها ، فوافق صابرا ، وحين علم الشاعر ( ابن مجثل بالقصة انتظر حتى وقعت ليلة ( هود ) ، وحين بدأ السامرون سمرهم وبدأ الشعراء بالقول طرَّق ابن مجثل معرِّضا بقبول الراعي أخذ حبيبته منه :
رِجــــــــــالْ حلَّـــــــــتْ ديــــــــــــرَةَ البُــــــــنّ هابَــــــــــهْ=
ولا يَصِــــــلْها مِنْ تخَــــــــوَّفْ ومِـــــنْ هــــــابْ=
التاجِــــــرَ اللِّـــــي مِنْ عَـــــــدَنْ جـــــــالْ بُنُّـــــــهْ=
لمَّـــــا تَغـــــــــالَى موْسِمُـــــــهْ حَتَّـــــــــتِ البُـــــــــنْ
( فرد عليه الراعي على الفور ) :
إنْ كــــان كَسْـــــــــبَ الفايْـــــــــــدَهْ بِالنَّهابَــــــــــهْ=
شا هَبْ= على امْجـادِلْ= عشِيَّــهْ ومِنْـهابْ
واشْـــــرَبْ مِنَ المَحْــــضَ= الــــذي جالْبِــنُّهْ
مـــا نَـــا مِراعِـــــــــي للْبُكـــــورْ حتَّــــى تَلْبُـــــنْ=
ثم انطلق إلى فتاته فأخذها وهرب بها .
>::>::>::
..........................................
رجال سكنت في بلاد البن ولها هيبة .
لا يمكن أن يصلها ويقتحمها من في قلبه خوف .
يقصد التاجر الذي أتى من عدن وقد جوَّل بنه ووضعه في أجولة ( أكياس ) .
أي أن هذا التاجر كسب حظوة وراج سوقه عندما اشتد الطلب على بنه حتى انتهت كمية البن التي أحضرها معه .
إذا كان حصول ما نريد يالنهب والسلب .
شا هب : سوف أعمل ، امجادل : الغزالة ( وهي إشارة إلى الفتاة ) ، عشية ومنها : هجوم ليلي ونهب شديد ( في إشارة إلى اختطاف فتاته .
واشرب من اللبن الصافي الصراح الذي يريدون بيعه للتاجر .
لن انتظر لصغيرات النوق حتى تكبر وتمتلئ ضروعها ( إشارة إلى أخت الفتاة الصغيرة ) .
منتديات جازان .. نقلا عن موقع المؤمر نت .