ظلٌّ يمضي

ظلٌّ يمضي

وبعض الكلمات تولد مجرّدة، بلا حُجبٍ تسترها ولا زخرفةٍ تُخفي حقيقتها.
تمضي بثباتٍ فوق السطور، واضحةً كضوءٍ يفضح كل ما يقع تحته، لكنها رغم ذلك لا تقول كل شيء… إذ يبقى خلفها ظلٌّ ممتد، حيث يختبئ الشعور، حيث تتوارى الحقائق التي لا تجرؤ الحروف على حملها كاملة.

نكتب الفكرة كما نريد لها أن تُفهم، لا كما تشبّ في أرواحنا.
نُهذّبُ الكلمات، نكبح زلاتها، نجعلها قابلةً للقراءة،
لكنّ الشعور؟
الشعور ينزوي في الهوامش، يتردد عند العتبة الأخيرة للبوح، ينكمش خوفًا من أن يكون صادقًا إلى حدٍّ يُربك الآخر، أو صريحًا إلى درجةٍ لا تُغتفر.

كم مرة خذلنا انسياب العاطفة، كبّلناها بحذرٍ زائد، جاملناها بنصف بوحٍ ونصف صمت؟
كم مرة عبّرنا بجمودٍ مرتب، لا كما اجتاحنا الإحساس بفوضاه، لا كما ارتعشنا تحت وطأته الأولى؟
نحكي عنه بوعيٍ متماسك، بينما في الداخل صوتٌ يودُّ أن يصرخ، أن ينادي بلا خوف، أن يعترف دون أن يبحث عن صياغةٍ تحفظ له ماء وجهه.

وحين نعود بعد زمنٍ إلى ما سطرناه، نُدرك الحقيقة المُرّة:
لم نكذب، لكننا أيضاً لم نَصْدُق تمامًا…
كنا شجعانًا في الكتابة، وجبناءَ أمام الحقيقة.

***********
حصري مدائن البوح
الفيصل
؛

للمزيد من مواضيعي

 

الـتـوق ,أوراق كادح ,الفيصل معجبون بهذا

عندما نتوقف عن الكتابة لفترة ثم نعود
لا نعلم كيف سنبدأ، ومن أين؟!
من سيقرأ كلماتنا؟!
لكننا نعلم جيدا كم مضى من الوقت لكي نتغيّر
إنه ذلك النضج ، نكتب اليوم كما لم نكتب بالأمس
بروح جديدة وقلب أخضر يملؤه الرضا…
أخي الكاتب أنيق الفكر الفيصل..
لا شيء أكثر تعقيدًا من تلك الكلمات
التي لا نستطيع قولها والمشاعر
التي علينا كتمانها..
ما نخفيه من حروف هي حقيقتنا
التي نخشى أن تُكشف ، فتأتي على غير ما أردناه..
فالعقول ليست جميعها سليمة
فلا أحد يجرؤ على كشف أوراقه أمام الجميع
وليس من الحكمة فعل ذلك..
نكتب قليلًا ونصمت كثيرًا
لأن لا أحد سيفهم مشاعرنا
فظل الكتابة يمضي
وقلوبنا مليئة بأحاديث لم تُقَل
نمضي وقد أصبح الكتمان صديقًا
لأيامنا قبل أقلامنا

الـتـوق ,أوراق كادح ,الفيصل ,النقاء معجبون بهذا

كنا شجعانًا في الكتابة، وجبناءَ أمام الحقيقة.
***********


الله يا الوافي الفيصل كاتبنا الراقي المبدع

نص فخم وكلمات مابين الحكمة والتألق
والتعبير في الكتابي والشجاعة
في مواجهة الواقع
وكيف يمكن أن يكون الشخص جريئًا في الكتابة
لكنه يتردد أمام الحقيقة.
وتلك التناقضات الداخلية التي يعيشها الإنسان
وكيف يمكن أن تكون الكتابة ملاذًا آمنًا للتعبير عن الشجاعة،
بينما تبقى الحقيقة تحديًا كبيرًا
والخوف من مواجهة الحقيقة
فكل ما بدواخلنا حقيقة ولكن
نخاف من كتابتها
لذلك يعود الشخص لرسم الخيال
بطريقة مختلفة وبعيدة عن واقعه

المبدع الفيصل

وعندما نخاطب الصوت الشجي
ونبدع في الهمس ونعانق الوتر
يكون الجمال فالإبداع عنوان الكلمة
وأنت هنا نعانق حروفك
ببذخ الضياء فتهادى المساء
مهللا بوحي النور سحراََ
لا حرمنا هكذا عطر صاغ بأحتراف

شكرًا لروحك الجميلة هنا

بدرية العجمي ,الـتـوق ,أوراق كادح ,الفيصل معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ

عندما نتوقف عن الكتابة لفترة ثم نعود
لا نعلم كيف سنبدأ، ومن أين؟!
من سيقرأ كلماتنا؟!
لكننا نعلم جيدا كم مضى من الوقت لكي نتغيّر
إنه ذلك النضج ، نكتب اليوم كما لم نكتب بالأمس
بروح جديدة وقلب أخضر يملؤه الرضا…
أخي الكاتب أنيق الفكر الفيصل..
لا شيء أكثر تعقيدًا من تلك الكلمات
التي لا نستطيع قولها والمشاعر
التي علينا كتمانها..
ما نخفيه من حروف هي حقيقتنا
التي نخشى أن تُكشف ، فتأتي على غير ما أردناه..
فالعقول ليست جميعها سليمة
فلا أحد يجرؤ على كشف أوراقه أمام الجميع
وليس من الحكمة فعل ذلك..
نكتب قليلًا ونصمت كثيرًا
لأن لا أحد سيفهم مشاعرنا
فظل الكتابة يمضي
وقلوبنا مليئة بأحاديث لم تُقَل
نمضي وقد أصبح الكتمان صديقًا
لأيامنا قبل أقلامنا

جميل هذا التعبير عن حقيقة ما نعيشه جميعًا في لحظات غياب الكتابة وعودتها.
بالفعل، حين نتوقف عن الكتابة لفترة طويلة، نشعر بحيرة في البداية حول كيفية البدء، ومن أين سنبدأ.
مرور الزمن يجعلنا نرى الأشياء بشكل مختلف، وأكثر نضجًا.
نعود إلى الكتابة بروح أخرى، أكثر توازنًا ورضا عن أنفسنا، لكننا أيضًا نواجه معضلة الكلمات التي لا نجرؤ على قولها، والمشاعر التي نخشى أن تكشف لنا عن أنفسنا أكثر مما نريد.

هذه الحقيقة التي لا يمكننا إنكارها:
الكلمات التي نخفيها داخلنا هي الأكثر صدقًا.
لكن هل نحن مستعدون لتركها تظهر للعالم؟
العقل ليس دائمًا مستعدًا للتعامل مع كل ما يجول في داخلنا، وما يمكن أن يترتب عليه من عواقب.
لذلك، الكتابة تصبح عملية انتقائية:
نكتب قليلًا ونصمت أكثر، لأننا نعلم أن الكثير من مشاعرنا تبقى غير مفهومة للجميع، وقد يكون من الأفضل أحيانًا أن تبقى تلك المشاعر في مكانها.

في النهاية،
الكتابة لا تكون دائمًا عملية بوح كامل.
بل هي في كثير من الأحيان مجرد محاولة لفهم أنفسنا في صمتنا، وبحث عن التوازن بين ما نريد قوله وما يمكننا تحمله من نتائج.

الـتـوق ,أوراق كادح ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

وحين نعود بعد زمنٍ إلى ما سطرناه، نُدرك الحقيقة المُرّة:
لم نكذب، لكننا أيضاً لم نَصْدُق تمامًا…
كنا شجعانًا في الكتابة، وجبناءَ أمام الحقيقة

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

الفيصل

انت كاتب متمكن و بارع

نصوصك دوماً تتوهج بحروفٍ لا تشابهها الحروف

تأملاتك رائعة فهي تنطق بالحقيقة

لله درك

الـتـوق ,النقاء ,الفيصل معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أوراق كادح

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

الفيصل

انت كاتب متمكن و بارع

نصوصك دوماً تتوهج بحروفٍ لا تشابهها الحروف

تأملاتك رائعة فهي تنطق بالحقيقة

لله درك

بعض ماعندكم أستاذي,
ممنون لدعمك وتشجيعك ,,

الـتـوق ,أوراق كادح ,النقاء معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفيصل

وبعض الكلمات تولد مجرّدة، بلا حُجبٍ تسترها ولا زخرفةٍ تُخفي حقيقتها.
تمضي بثباتٍ فوق السطور، واضحةً كضوءٍ يفضح كل ما يقع تحته، لكنها رغم ذلك لا تقول كل شيء… إذ يبقى خلفها ظلٌّ ممتد، حيث يختبئ الشعور، حيث تتوارى الحقائق التي لا تجرؤ الحروف على حملها كاملة.

نكتب الفكرة كما نريد لها أن تُفهم، لا كما تشبّ في أرواحنا.
نُهذّبُ الكلمات، نكبح زلاتها، نجعلها قابلةً للقراءة،
لكنّ الشعور؟
الشعور ينزوي في الهوامش، يتردد عند العتبة الأخيرة للبوح، ينكمش خوفًا من أن يكون صادقًا إلى حدٍّ يُربك الآخر، أو صريحًا إلى درجةٍ لا تُغتفر.

كم مرة خذلنا انسياب العاطفة، كبّلناها بحذرٍ زائد، جاملناها بنصف بوحٍ ونصف صمت؟
كم مرة عبّرنا بجمودٍ مرتب، لا كما اجتاحنا الإحساس بفوضاه، لا كما ارتعشنا تحت وطأته الأولى؟
نحكي عنه بوعيٍ متماسك، بينما في الداخل صوتٌ يودُّ أن يصرخ، أن ينادي بلا خوف، أن يعترف دون أن يبحث عن صياغةٍ تحفظ له ماء وجهه.

وحين نعود بعد زمنٍ إلى ما سطرناه، نُدرك الحقيقة المُرّة:
لم نكذب، لكننا أيضاً لم نَصْدُق تمامًا…
كنا شجعانًا في الكتابة، وجبناءَ أمام الحقيقة.

***********
حصري مدائن البوح
الفيصل
؛

فلسفة نبض يتجاوز فوهة الليل الداكن إلى صباحات الكينونة ،
يصل للقلوب ليطرق نواقيسها لتشرع ..
حين تختلج بصدورنا المعاني ، وتتدلى قطوف الكلام ، وتتفجر براكين المشاعر ،
لا نملك إلا أن ندفع بالتي هي / يكتب .. كتب .. بإيقاع حدسي مدلهمات
بين كل سطر و سطر .. ارتحااااااااااااال بعمق الكلمات المليئة بالحكايا ،
بعمق الجُمل شبه الذائبة .. و المؤطره باللهفة الفائضة ،
واعترافاً ما بحق بعض الأشياء ، وأولها هذا المرطب / القلم .
.
.
همسة :
الكتابة تتطلب عملية ، وتحضيرها يتطلب جهد ، لكن / الإدراكات المتأخرة
لا قيمة لها .. إذا انتهت صلاحيتها منذ اقترفناها لما بتنا نراه ، فلم نفكر بالوقت ..
الذي صرفناه في الكتابة كتضحية ، لأن الوقت .. سائل و متدفّق .
أحياناً تظل الحروف ضائعة ، والكتابة إما أن تكون متنفس لحرف مخنوق ،
أو سبباً لموت كلمة ، أبت أن تظهر على سطح ورقة ..!

غالي الحبر والفكر / الفيصل
هنا ثراء لفظي ومعنوي ، فيا لك من باعث لرعشة الحرف ،
حينما يداعبه نسيم البوح .. أشكرك على مشاركتنا إياه .
شكراً بحد اتساع المدى
ومن التقدير أنبله .

الفيصل ,الـتـوق معجبون بهذا

صباح الخير للجميع

خاطرة آسرة بالفعل،
ما شاء الله تبارك الرحمن.
قرأتها مرتين: مرة بعين القلب فشعرت بعمقها،
ومرة بعين العقل فأدركت دقتها.

كلماتكِ كالبحيرة، هادئة في ظاهرها،
لكن في أعماقها تياراتٌ من شعورٍ مختبئ،
وحكايات لم تُروَ كاملة،
تمامًا كما وصفت… الحقيقةُ هناك
، لكننا لا نجرؤ دائمًا على حملها
كاملة بين الحروف.

سألت نفسي: هل أنا كاتبة تعيش في الظل؟
أخشى أن تكون حروفي عارية، لا يسترها شيء.
أحيانًا أكتبها بكل صدق
، وأحيانًا أجعلها ترتدي ثوب الرمزية والغموض
. ليس لأنني أكره الوضوح
، بل لأنني أبحث عن عمق آخر في الكتابة.

أنا هنا أتحدث عن ميريام الإنسانة والكاتبة.
أجل، نكتب بكلمات مهذبة ومنمقة،
كأنها وردة بلاستيكية
. لكنني أعشق ما أكتبه لأنه يشبهني كثيرًا…
كلمات خالية من مساحيق التجميل،
أجد بها البثور والعيوب، وأتقبلها كما هي.
وهل يوجد قلم خالٍ من العيوب؟
مسك الختام
كم من نصٍ أدبي—خاطرة، قصة، قصيدة—
نقرؤه لكنه لا يمر مرور الكرام
بل يترك أثره في القلب والعقل معًا.
وكذلك كانت كلمات تسكن القلب بدون أستأذن
مبدع تبارك الرحمن
وتحياتي للجميع
ميريام

منتصر عبد الله ,الفيصل معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منتصر عبد الله

فلسفة نبض يتجاوز فوهة الليل الداكن إلى صباحات الكينونة ،
يصل للقلوب ليطرق نواقيسها لتشرع ..
حين تختلج بصدورنا المعاني ، وتتدلى قطوف الكلام ، وتتفجر براكين المشاعر ،
لا نملك إلا أن ندفع بالتي هي / يكتب .. كتب .. بإيقاع حدسي مدلهمات
بين كل سطر و سطر .. ارتحااااااااااااال بعمق الكلمات المليئة بالحكايا ،
بعمق الجُمل شبه الذائبة .. و المؤطره باللهفة الفائضة ،
واعترافاً ما بحق بعض الأشياء ، وأولها هذا المرطب / القلم .
.
.
همسة :
الكتابة تتطلب عملية ، وتحضيرها يتطلب جهد ، لكن / الإدراكات المتأخرة
لا قيمة لها .. إذا انتهت صلاحيتها منذ اقترفناها لما بتنا نراه ، فلم نفكر بالوقت ..
الذي صرفناه في الكتابة كتضحية ، لأن الوقت .. سائل و متدفّق .
أحياناً تظل الحروف ضائعة ، والكتابة إما أن تكون متنفس لحرف مخنوق ،
أو سبباً لموت كلمة ، أبت أن تظهر على سطح ورقة ..!

غالي الحبر والفكر / الفيصل
هنا ثراء لفظي ومعنوي ، فيا لك من باعث لرعشة الحرف ،
حينما يداعبه نسيم البوح .. أشكرك على مشاركتنا إياه .
شكراً بحد اتساع المدى
ومن التقدير أنبله .

تدفق لغوي يفيض بالمجازات العميقة والرؤى المتداخلة بين البوح والصمت، بين احتدام المشاعر وسكون الكلمات! إنها كتابة تشبه السفر داخل النص، حيث تتشابك اللغة مع الإحساس، وتُنسج الجمل كأنها امتدادٌ لنبض داخلي لا يُراد له أن يتوقف.

الإيقاع هنا ليس مجرد كلمات، بل تجربة شعورية، تصف الكتابة وكأنها طقس من الإدراك المتأخر، حيث نعي بعد فوات الأوان أن بعض الحروف قد ضاعت، وبعضها الآخر وُلد في غير وقته.
فكرة أن الكتابة قد تكون "متنفسًا لحرف مخنوق" أو "سببًا لموت كلمة" تضرب عمق المعاناة التي تصاحب الكاتب حين يتردد بين البوح والكتمان، بين ما يجب أن يُقال وما يفضل أن يظل في الظل.

أما الوقت… فهو كما تفضلت، سائل ومتدفق، لا يُستعاد ولا يُستدرك، والكتابة قد تكون تضحية غير محسوبة، أو هبة غير مشروطة، لكنها تظل في جوهرها محاولة لفهم الذات، أو على الأقل مرافقتها خلال رحلتها في البحث عن المعنى.

امتناني لهذا العمق، ولهذا الإثراء الذي يجعل الحروف أكثر اتساعًا، ويمنحها رعشة البوح قبل أن تستقر فوق الورق.

منتصر عبد الله معجب بهذا