» ..... « | ||||||
|
مقهى المدائن ( رسائل البحر بين الأعضاء ) |
( رسائل البحر بين الأعضاء )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
خلف الجدار.
؛ حين أجلس في خلوة على سفح جبل أتذكر هايدي وجدها وبيتر والعنزات والجبن ، كل هذه تربطني بالماضي ، بالصغر ، بـ أيام بعيدة . جدي الذي يعرف كل شيء، هكذا كنت اعتقد، أحيانا كنت أتمنى أن يفشل في بعض الأمور حتى أجد في ذلك نوع من عدم الخوف وأنه ليس من الملائكة أو شيء من هذه الكائنات، فترة صغر لست محاسب على شيء فيها، لكنها الأيام التي تحمل الكثير وبينها الكثير، وقفت معه مرّة على غرسات نأخذها، ونملأ بها مساحات كبيرة من الأرض تغطيها المياه، سرقت زمنًا من ليل لم أنم فيه كفايتي، لكن الفجر أدركني وأنا أحمل بعضًا منها بين يدي وطلعت شمس النهار علينا، وحين هممت بغرسها، قال أتركها " إن ضوء الشمس يفقدها الحياة ". كانوا يعلموننا أن الشمس تهب الحياة ، وأنها جزءً مهمًا من يومنا، لابد أن نصافحها ونتلون بخيوطها، لكن جدي يقول أنها تسلب الحياة، وأن ما بيدي لا استطيع أن أبعث فيها الحياة من خلال غرسها في ذلك المسطح المائي، لأني أصبحت مكشوفًا وأصبحت ظاهرًا، لأن الضوء يكشف حقائقنا مهما حاولنا أن نندس خلف الجدران وفي الظلمة. لا أبحث عن الحقائق ، ولست مهتمًا بمعرفة ماذا يخبئ لنا القدر ، لأنه القدر والمفروض أن يأتي فجأة، ذلك يشبه حين أري جدارًا وأفكر ما الذي يجب أن يكون خلفه أو بطريقة أخرى ماذا يوجد خلفه، والفرق واضح بين ماذا يجب وما هو ، قد نخمن ونتعثر مع بعض التخمينات لكننا نستطيع بعدها أن نرى هل نحن على حق أو لسنا كذلك؟، بعكس القدر لا نعرف أي شيء عنه لذلك ندعو الله . جدي يسألني أحيانًا ماذا يوجد خلف الجدار ؟ قطعًا أعرف ماذا خلفه، هناك خلوتي وهناك أجد نفسي مع نفسي، أحيانًا تكون لغتنا هناك الهمس، حتى لا ينتقل كلامنا في الفضاء وتسمعه الكائنات. يسألني وهو يعلم أني أعرف، لكنه يتوقع مني في كل مرّة جوابًا مختلفًا عن سابقه، إلا أن جوابي دائمًا ثابت وهو أن هناك أشيائي مبعثرة، وفي مرات قليلة تكون مرتبة، لكنها ما تلبث كثيرًا على هذا الحال، أن هناك فوضى، أو شيء لا تستطيع ترتيبه، أو ماذا ؟ لعلي أبحث كثيرًا عن أو ماذا ، هو شيء لم أصل بتفكير له، رغم بحثي الشديد عنه، التيه هو أقرب مصطلح لـ أو ماذا . وقد أكون أو ماذا في هذه اللحظات. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
01-12-2025, 09:26 AM | #3 |
|
رد: خلف الجدار.
؛
ق. ق. ج وكأنه يتقصدني دون بقية الطلبة، إنني ما زلت صغيرًا، فأنا لا أعرف ماذا يفعل الرجل، أو مجموعة من الرجال؟! فحينما طلب منّي أن أضع كلمة ( الرجل ) في جملة مفيدة، كنت في حيرة، وكنت اسأل نفسي في عجل، ماذا يفعل الرجال؟. لم أجد شيء يستحق، وتهت في حيرتي وحين وصلت، قلت : " الرجل حين يذهب خلف الجدار، يتبول واقفًا ". انتظر حتى تهدأ ثورة ضحك طلاب الصف، ثم طردني من الحصة، الحقيقة لا أعرف لماذا فعل ذلك ولماذا غضب من الجملة؟! إنني قلت حقيقة هو لم يشاهدها، لقد خطفت نظرة سريعة وانا أقتات حيرتي من نافذة الصف، نحو مبني مهجور وهناك أحدهم يفعلها، كان الوقت كافيًا ليذهب الرجل، ولم يمنحني المعلم فرصة الدفاع عن نفسي، وينتظر معي على النافذة، نراقب الجدار، وننتظر قدوم رجل آخر، يؤكد ما قلت. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
السلسلة الذهبية في السيرة النبوية | جراح | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 307 | 11-24-2024 01:08 PM |