مهلا .. ياكفوف الراحلين

مهلا .. ياكفوف الراحلين

/

قال الشاعر

بعدتم وأنتم أقرب الناس في الحشا
وغبتم وأنتم في الفؤاد حضورُ

وواللهِ ما مالَ الفؤاد لغيركم
وإني على جور الزمان صبور

تمرُّ الليالي في هواكم وتنقضي
وفي القلب مني زفرةٌ وسعير

وكنتُ فتىً لا أرتضي البعد ساعةً
فكيف وقد مرّت عليه شهور ؟


كأننا الغرباء نأبى أن نُصدّق، نقضم تفاحات من الهواء كلما التقينا بلا كلمات في الأرصفة البعيدة حين تفلتنا الأيادي التي كانت تحتظننا والتي حسبناها يوما أمينة .. تتركنا ونحن في أشد الحاجة إليها وقد فاضت المسافات بالوجع وأُحكمت الأمور بالأنانية وأُغلقت أدراج القضية باللامبالاة نجلس القرفصاء ننقر ألامنا بعصافير اليُتم وكأن سماء حبهم أحبت سوانا وكأن أرض صداقاتهم احتوت غيرنا
كم قلب منا يرفض الجلوس على مأدُبة الإنحناء
كم قلب منا الآن يحاول قتل فاصلة الوقت بين زمان وزمان وبين مكان وآخر
وكأن مشاعرنا أصبحت أرخبيلات مبعثرة بمهارة عبثهم، نغمض أعين آهاتنا على أحلام شاغرة في الجذوع المقطوعة بفؤوس الذكرى بأول الصبر وآخر المأساة
فجيعة رحيلهم .. كفرس مسرع ضد كل اتجاه بلا كبوة وبلا حافرٍ مثقل بالسنابك
فجيعة رحيلهم .. كنافذة بلا مشهد مشمس والشمس بلا ليلٍ نافذ
فجيعة رحيلهم كخنجر يلمع في الظهر وكل يد تفكر كيف تغرزه أكثر

والآن ماذا سنحصد من فيضان الأجوبة سوى الحنين إلى سؤال يشبهنا حين رحيلهم عنا وهم على قيد الحياة
كيف أنّى نشبه الغيم حين نسأل بأفواه تكدس فيها الكلام ،!

هل يكون الصمت هو الدواء .. هو الحل البديل هو الحل السليم* هو الخلاص ؟!

حتى الحرف كأن دموع أصابعه تسيل على لوحة المفاتيح لفقدهم !!

للمزيد من مواضيعي