الأبيض يليقُ بقلبك..!

الأبيض يليقُ بقلبك..!

وماذا بعدَ أن اكتملَ نِصابُ النسيان..بحفنةِ تفاصيلٍ رَدمَت جُبَ الذاكرة.؟
..
يا أنتِ..هَل كان لقلبكِ أن يتكئ عند آخر محطاتِ الصُدَف.. تلك الـ أشبهُ بأشيائنا الملتصقة فينا..لكنها منسية؟!
والتي تُعيدُ الينا ثقتنا أننا مازلتا على أعتاب الحُبّ وإن كان بـِوهمٍ اسمه " رفقة "..!
..
اليكِ اذاً وصاياي.. ولاتثقبي ذاكرتك بها..
عَلّميه كيفَ يُداعب أنفك بعطرِه. .وكيفَ يَزمُ شفتيه كما كنتُ أفعل..وأنتِ تَسرُدين تفاصيلَ يومك..ثم أقبضُ عليها بقبلةٍ تحكي لك..لوعة الغيرة..وحرقة الغياب..
أخبريه أنكِ تَعشقينَ القُرنفل..وعَلّميه كَيف يُودع عند بابك باقةً تُشبه الصباح متى ماشاء له أن يُشرق من بينِ خصلاتِ شعرك..
-وكما كُنت أفعل- أخبريه أنك تُحبينَ عِناقاً يأويكِ بين الصَدر والنَبْضْ..حين تَبرُد تفاصيلَ يومك وينسابُ الثلج على أكتافك ..ذات خوف
ودعيه يحفظُ مواعيد نومك..صحوك..قهوتك الصباحية ونوع عطرك..ولون قلبك لاقميصَ نومك..!
اتركي له أن يكتشف..تضاريسَ روحك ذات سُخط..أو تباريحَ وجهك حين ابتسامة..كانت سبيلاً لاُخرى تداعب ثغري..
أخبريه ألا يحترق ..أو يتشظى ..بـصُدفة..تأخذك في حديثٍ عن آخر..
وأن يتهجاكِ في كُل لقاءٍ..كمن يَتَذوق العشقَ لأولِ مرة وفي كل مرة
ولاتُخبريه..كيف كُنتُ أُفاوضَ اسمك واكتبه على راحة يدي.. ليستعيره قلبي....
كنتُ مجنوناً..وكنتِ جنوني..!
وابعدي عنه لعنة الصَمتْ..و رددي عليه وِردَ الجنونِ كي يُبارحه السأم..
..
"أذكرُ آخر مرة انتقيتُ صَمتي فغادرَتني المرافئ"
مُنذ عمرين وشوق..توجستُ آخر مرة فُتِحَتْ مدائنُ الياسمين في وجهي..
وها أنا أُغادرها ..حيث اللاوجود لعطرِ امرأة امتهنتُ تلوين حبِها في قلبي كيفما شاء لقلبها أن يشتاق..
ها أنا أمضي.. وأتركُ لكِ قطعةَ حُبٍ..دعيها تتوسدُ كفي قَلبكِ..فيتكوثرُ منها ذات وداعٍ قد يرسمه الآخر..بين عَيني وجودك
..
آن للفرحِ أن يشرئبَ عُنقه من بين وجعين مما نَكتُم..
وآن لي..أن أفتحَ نوافذ القَلب ليسَ لعابرات سبيلٍ باحثاتٍ عن فُتاتِ حُب..بل لأنحرَ وفائي..
باحثاً عن أُخرى..تُشبهك..لها لون عينيك..ورائحة كفيكِ..وذات ملح الدموع..ومقياس الغيرة..الغير قابل إلا للتشظي..!
..فـبقدر ما أدناكِ مني؛ أبعدكِ عني ،حينَ أنبتَ للشكِ ألفَ وَهمٍ..عانقه يقينٌ (أن الخَيبة..تأتي من منافٍ كنا نرحلُ اليها في كل مرة يُكرم علينا اليأس جزيلَ عطاءه)
..
سلامٌ لقلبك..وعينيك وأناملك..وسلامٌ يحملُ من اتبع هواه ومضى..

"أرشيفي"

للمزيد من مواضيعي