ليلي

ليلي

ليلي

أخذ الليل يتنفس ملء رئتيه الضخمة، أجلس منفردًا بحضرت الأرق والأفكار ، أنفث الهواء القابع في قعر صدري كأنما أنفثُ ضجر السنين الضائعة ، يحملني هاجس الوحدة ويضعني حيثما لا أنُسٌ بهِ ولا سلوى، أحرك إخمص قدمي وأنا مُنقعرٌ على سريري لأدفع جزء اللحاف ليغطي باقي قدمي، همسات تتلوها همسات ، أزيزُ نحلٍ في جمجمتي ، أُغمض عينايا لأسرح مع الليل والأفكار المزعجة ، فأجدني طفلًا لا أقدرُ مواجهة كُل ذلك بمفردي، أضع راحت كفي على عيني اليمنى ، وكفي الاخرى على اليسرى ، وأتذكر الوجيه تلك التي خذلتني في عز مصابي تختفي اسماؤهم وتبقى صورهم تتماوج أمامي كأشباحٍ قررت أن تعبث بي ، كلماتهم ، أصواتهم ، ضحكاتهم ، تنمرهم ، أفكارهم ، وحدتي، إنطوائي على نفسي ، أفكاري، رائحة دماءٍ من فمي، فقري ، حاجتي ، حلمي ، المي ، ذكرياتي …..
كل ذلك حينما قررت مواجه نفسي ..أدفنُ رأسي في عمق المخدة أسحبُ الغطاء إلى وجهي، تنكشف قدماي تصيبها رعشة برد تسري الي باطنها ، ثم لا أستطيع أن افسر كل هذا ولا مواجهة كل هذا.

للمزيد من مواضيعي

 

ياهلا وغلا فيك كاتبنا الراقي بدر المالكي

هنا حرفك الجميل يحاكي احداث الحياة
ومشقاتها اختلاف الناس وتنوع أحوالهم وافكارهم
الغموس في تلك الافكار تتعب الفكر
بل قد يصاب الليل بالجنون
لابد من نظرة تسهم في فج الظلام
والشعور بالخروج من هذا الليل المميت
سردك غواية في لهفة الحرف

احسنت وابدعت يارائع

شكراً لروحك الجميلة هنا

الْياسَمِينْ معجب بهذا

تم الختم ويرفع للتنبيهات ويمنح لك مكافأة تستاهل اكثر واكثر

تقديري لك

الْياسَمِينْ معجب بهذا

كثيرا ما تغنى الشعراء بالليل، وشكا له العشاق والمهمومون لواعج قلوبهم ومكنونات صدورهم، حيث يغدو بطوله المتضخم في الشعور، واتساعه الممتد في النفس مرآة تعري الوحدة وتستمطر الدموع ومعها الذكريات المثقلة بوطأة بقع الضياع الأليمة القاتمة. وتصبح الحيرة المترامية الأطراف والعجز عن المواجهة واقعا مريرا يفرض نفسه على الشخص متجاوزا عواطفه الداخلية المتراكمة عبر سنوات الخيبة والمعاناة إلى تضاريس الجسم وانفعالاته الظاهرة، كما جسدها النص ووصفها بتفصيل تطبعه دهشة اكتشاف الذات.

نص يستحق التأمل

بدر المالكي ,النقاء معجبون بهذا