قراءة في نص( كرز ) أ.أنيموس

قراءة في نص( كرز ) أ.أنيموس

نسخت النسخة الأصلية واحتفظت بها
استعدادًا لقراءتها..
وتأخرت بسبب انشغالاتي
ولأنني لم أنتبه للتعديلات التي طرأت عليها
لذلك جاءت القراءة للنص الأساسي
..

القصة الموجودة في قسم الحكايا( كرز )
https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=16925
عندما قال نزار قباني في قصيدته " ألا تجلسين قليلا ":
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات..
فإن تراثًا من الحب.. والشعر.. والحزن..
والخبز.. والملح.. والتبغ.. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات..

فإنه كان يعيد تأكيد حقيقة ثابتة، وهي أن من الصعب التحرر من ربقة الماضي وخيوط الذكريات المتشابكة، فهي التي تخلق أو تؤثر في طبيعة الشخص وإنسانيته، وتعيش في حاضره، وترسم أحيانا مستقبله، لذلك اعتمد علم النفس كثيرا على دراستها وتحليلها لفهم تصرفات البشر وعلاج بعض من سلوكياتهم المضطربة، واستفاض الأدباء في توظيفها في أعمالهم الأدبية، خصوصا ما تعلق منها بالمجال المحرم أو المدنس كما تصفه التعاليم الدينية، والمرتبط أحيانا بالمعاناة والصراع النفسي الذي هو أساس الإبداع الفني والأدبي.

ويتضح من خلال النص أنه عبارة عن حديث بين الشخصية الرئيسية وصديقتها، تحكي فيه الساردة عن حبها الجسدي الأول، وهي فكرة سبق تداولها كثيرا في الأعمال الأدبية.

ويتسم العنوان المتكون من كلمة واحدة غير معرفة، بالقصر والغموض، فالكرز ثمر يؤكل شبيه بالخوخ، ويتميز بقشرته اللامعة ومذاقه الحلو الرائع، ويأتي في النص دلالة على الشيء المشتهى الجالب للذة الحسية، والتي ينقضي مفعولها سريعا أو تفسد بعد مدة قصيرة كغيرها من الفواكه الرطبة.

ولغة النص بسيطة تطغى عليها بعض الأخطاء ومنها:
( حتى شعرت بألمه فتركهما= فتركتهما – أخذت بعض من الماء= بعضا من الماء- عيوني= عيناي- تراقب شفاه وهي تتحرك= شفاها- من شفتين ذلك المراهق= شفتي- كنت أنتظر الغلام وأمه…بيت قريبتهم، سألتها عنهم، فكان جوابها أنهم قد رحلوا= قريبتهما…عنهما،…أنهما قد رحلا )
وعبارات غير موفقة في التعبير منها:
(وحتى تحصل ذاكرة لا تنتهي= *الذاكرة تنسى أو تمحى)
(في هكذا موقف= في موقف كهذا )
( عن ارتشاف قهوتها، وفيها فضول، وسألت…= وسألت بفضول)
وتكرار فعل كان بصورة تضعف جمالية اللغة:
(أن تكون قبلة محرمة ، لذلك ما كنت سأدعه يرحل قبل أن تكون قبلتي الأولى مع تلك الكرزتين= أن تكون قبلة محرمة، لذلك قررت ألا أدعه يرحل قبل أن تنال قبلتي الأولى تلك الكرزتين)
( كان ماكرًا، كنت أظن أنه سيكشف سري، لكنه كان يريد…= كان ماكرا، وظننت أنه سيكشف سري، لكنه أراد…)
(لكن ذلك الشاب، كان قد قرر على عجل أن لا يكون الأمر= …، قرر على عجل…)

ويستخدم النص في معظمه أسلوب المتكلم في السرد، وهو اختيار مناسب لوصف المشاعر النفسية الداخلية للشخصية، إلا أنه يميل في لغته وصياغته إلى العقلية الذكورية النمطية رغم أن الساردة في النص أنثى، ويتضح ذلك من خلال التركيز على الجانب الحسي للعلاقة والسلوك المهيمن.

ويشكو النص من عدم وضوح العقدة التي تعد من خصائص القصة حسب المتعارف عليه، والتي تأزم الأحداث وتدفع المتلقي إلى التلهف لمعرفة الحل، لإحداث الأثر المتوخى من كل عمل أدبي متقن، رغم أن الحبكة متصاعدة ومتسلسلة يتطور خلالها الحدث بطابع لا يخلو من بعض التشويق والإثارة.

ويحضر المكان عاملا مساعدا يتيح ارتكاب الفعل المحرم ( القرية - البيت الخالي) في حين أن الزمن يبدو عنصرا معارضا لرغبة الشخصية الرئيسية، التي توسع النص في إبراز حالتها النفسية وشعورها الداخلي والجسدي

أما النهاية فمغلقة، لا تبعث على الدهشة . أو تطرح سيلا من الأسئلة تعيد قراءة النص بنظرة أخرى أو تفتح آفاقا جديدة للتفاعل معه، وتختم بجملة معبرة قد تحمل تفسيرين مختلفين، فالشخصية الرئيسية قد تنتقم من شعورها بالامتناع عن المتعة الجسدية أو بالإقبال عليها.

ويطرح النص فكرة المحرم المرغوب، والخشية من افتضاح ممارسته، والتعبير عنه بالكرز يستحضر صورة أكل الفاكهة المحرمة أو التفاحة التي كانت سببا في الخروج من الجنة.
كما توظف البركة كموروث ثقافي وطقس اجتماعي يقبل عليه الناس ويخضعون لتوجيهاته، ويظهر التناقض جليا بينها كهبة سماوية توجب التقوى والاستقامة، وبين الخطيئة بسبب ضعف النفس البشرية أمام قوة الإغراء وتلطخها بإثم الشهوة.

يعاني نص " كرز " رغم فكرته الجيدة، من انعدام الإيجاز والتكثيف وكثرة التكرار، وغياب الصور الفنية والجمالية المتسقة مع الموضوع، والتي تمنح الإبداع تميزه عن اللغة العادية، وتكسو الفكرة الأدبية القديمة حلة مبتكرة جديدة.

للمزيد من مواضيعي

 

؛

نقطة نظام

ما حدث هنا بطلب منّي وبهذه الصورة :
(اختاري أي نص من نصوصي، واستخدمي كل قدراتك وامكانياتك واسلحتك، لتدميري وسحقي واحباطي، لا شفقة ولا رحمة).
ذلك حدث بعد مناقشات حول ما تقوم به من قراءة للنصوص، كان العتب قاسيًا نوعًا ما، وهو أشبه بعبارة (غير مجدي، مجرد إهدار للوقت).
وفي ظل مبرراتها المعقولة جدًا، اتخذت قرار أن أكون أنا الضحية أو ذلك الكائن الذي يتم تعليق الجرس على رقبته، في محاولة أن نجعل الأمر مجديًا.

كنت قد سألت الياسمين بعد أن وضعت قراءة النص :
- هل خطر في بالك ولو لثوان قليلة أن نص كرز، هو نص سياسي؟
جوابها كان :
(تصدق وتآمن بالله "نعم"
لأن ما يحدث سوالف السياسيين).

قد يسأل أحدهم، بعد هذه التجربة، هل كان الأمر مجديًا؟
في جانب، أقول نعم وهو الأهم، تحرير القارئ، من الوقوع تحت ضغط "مزاج الكاتب والميل لمجاملته".
أما جانب الجودة : (ليس بعد)، أظن سبب ذلك أنا، اعتقد أن القراءة تمت تحط ضغط (اسحقي هذا النص).

الحقيقة كانت الياسمين ترفض وبشدة، كانت مصرة أن تكتب أن هذا العمل بطلب منّي، أقنعتها أني أريد أن استمتع بدور الضحية.

في مكتب التحقيقات الفيدرالي، فيه شيء اسمه (وحدة التحليل السلوكي) هي مجموعة وحدات منها الإرهاب والجرائم الإلكترونية.
في هذه الأماكن ناس متخصصة في فك الرموز والشفرات الموجود في الرسائل، سواء نصية أو المحادثات.. الخ

الأمثلة كثيرة
هذا مثال بسيط
(حين تأتيك قوائم الطبخات ومكوناتها في قرية نائية، ولا تجد ضمن مكونات جميع الطبخات الطماط..
هذا يعني أنهم "لا يزرعون الطماطم".)

وحين تأتيك هذه العبارة :
(أول خساراتي كانت حين خسرت في مسابقة الجمباز الإيقاعي، انتهى مستقبلي هناك، الأشياء التي نخطط لها قد تتعثر فجأة، ولا يمكن تدارك أي شيء، الأمر لا يتوقف هنا بل أن الخيبات لا تكتفي منك وتلاحقك، ففي أهم مفترق لحياة الشخص، تنهار احلامه في عمل مشروعه الخاص، الذي عادة يحتاج تمويل في البدايات)
ومطلوب منك تحدد جنس المتحدث ذكر أو أنثى، هي أنثى بكل تأكيد بسبب وجود لعبة "الجمباز الإيقاعي".

النقاء ,الْياسَمِينْ معجبون بهذا

عن ألف معنى، عن ألف كلمة
عن ألف تفسير، وعن ألف رسالة
عملا يقدم لك بحسن نية وعفوية وطيب خاطر ..
حينما يتصرف الإنسان بحسن النية وبعفوية مطلقة
تجد أنّ ما يقدمه قد سكن القلب مباشرة ولم يحتج إلى شيء آخر ليمنحه
حتى إذا جاء النقد قاسيا نوعًا ما !
فصاحب النص يتقبله بروح رياضية
فكيف إذا كان بطلب منه وبإلحاح شديد ؟!
أُحيي فيك روح الشجاعة أخي الكاتب العظيم أنيموس

.
.
الياسمين شكرا على القراءة الفاحصة
طالما أنها عن رغبة الكاتب . أقدّر ذلك
بوركت وهذا الجمال
المكافأة المستحقة

النقاء معجب بهذا

قراءة شامله منوعه ولغويه تجريد المعاني بطريقة مناسبة

اشكرك كثيراً

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ

عن ألف معنى، عن ألف كلمة
عن ألف تفسير، وعن ألف رسالة
عملا يقدم لك بحسن نية وعفوية وطيب خاطر ..
حينما يتصرف الإنسان بحسن النية وبعفوية مطلقة
تجد أنّ ما يقدمه قد سكن القلب مباشرة ولم يحتج إلى شيء آخر ليمنحه
حتى إذا جاء النقد قاسيا نوعًا ما !
فصاحب النص يتقبله بروح رياضية
فكيف إذا كان بطلب منه وبإلحاح شديد ؟!
أُحيي فيك روح الشجاعة أخي الكاتب العظيم أنيموس

الغالية الياسمين
لو أحد يحتاج تحية للشجاعة فبكل تأكيد هو (أنت) سيدتي الفاضلة.
مرتين تثبتين لي شجاعتك
الثانية كانت هنا، هي أشبه بمغامرة، ليس الكثير لديهم الجرأة في الدخول فيها وخاصة أن نتائجها لا بد وأن تكون تحت التقييم، أو إثبات أمر في ذهن الطالب، ذلك ضغط كبير جدًا ومهمة تحتاج شجاعة.
لذلك قدمت الشجاعة والتي أبهرتني، على أي فكرة أخرى، سوا نجاح أو اخفاق أو تعثر، هو يحصل، فالنتئج تحت الضغط، قد لا تكون دقيقة، كذلك المدة الزمنية قصيرة.

لكني وبصراحة منبهر من شجاعة قدمتيها خاضعة للتقييم، ذلك يشبه القفز الحر.

تقديري واحتراماتي

الْياسَمِينْ معجب بهذا