سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
رقصة المفلسين
... حملتها ورحت أركض بها بحثاً عن خطوات أنيقة تليق بالمساء. ضممتها في نصف صدري، ونسيتُ رائحة الحلم والحقيقة. صرخنا بصوت شفاه واحدة، شفاه تغني من مطلع المساء. ضممتها أخرى، قبلتها، شعرتُ أني دافئ. تنفّست رائحتي، وتهت في عينيها. رقصنا بلا موسيقى، وعندما بدأنا قبّلنا بأقدامنا كل قطع الأرض. هدأ المكان، وارتفعت أصواتنا تطبّل في أرجاء ظهورنا. ضممتها بقوة، وصرختُ بنشوة العائد من الشموع . حفلة صاخبة تشبه العزف على حبال الروح الصوتية. أركان المكان هادئة، ورشفة من عصير الرمان المخلوط بالكرز.. شفاه مبللة باحمرار فاضح. ويد تقبّل باقي الحياة . يصعد المساء بحثاً عن ذخيرة آمنة، لا تنفجر. تتوه الأماني في نظرات الأعين، وتعزف القلوب رقصاتها الحاسمة. ضمّة بالصدور، وانتظار للهفة باقية بالأحداق. وليل طويل، طويل لا ينتهي. في حفلتي القديمة اشتريتُ حبلاً طويلاً بألوان متوازية، لا لون يشبه الآخر في شكله. وضعته حول أناملي في حفلة شرقية متناهية الأضلاع. سكبتُ على جسدي رائحتنا الحائرة، ورحتُ أستعيد الرقصات كلها دفعةً واحدة. انتشيتُ كإنسان خارج من السجن. ضممتها كلوحة فرعونية قديمة، غرستها في صدري كروايةٍ حلمتُ بقراءتها. رحتُ أطوف حولها، وأنا أمسكُ أناملها العليا، رفعت كامل جسدها على عنقي، ورمت بالباقي على أريكة أعدّت خصيصاً للإرتماء آن التعب. كانت اللحظة حاسمةٍ للأحضان. تبعتها بحثاً عن مكانٍ لا يضيق بنا. تنفست في جسدها حتى احمّرت أطرافه. انتكسنا فلم نجد ما نتدفأ به. كل الأمكنة باردة إلا أجسادنا. وضعنا أناملنا في هيئة شبكة بلاستيكية لا ينفذ منها الماء. تحركت أناملنا في غفلة من البرد، والمكان، ومن ورغباتنا. نزعنا وجوهنا الكذيبة، واحتفلنا بصدق الحالة التي نشاء. مارسنا بأناملنا كل ما يفعله العشاق دون رقيب، ولا حسيب. لم نسمح لاندلاع شهواتٍ أكبر من شهوة الأنامل. كنّا نعي أن الاحتفال في بدايته، ولدينا أعمال أخرى نملك العمر لفعلها. الرقصات الخالدة لا تجيء بساق واحدة. امتحنا أنفسنا أكثر من رقصة، وانهكنا المساء قبل أن ينتهي. شرعنا في تدريس الذاكرة، وترسها برغبات طوال، وعندما احمرّت الأجساد، وارتخت أعصابنا، شربنا ما تبقى من عصائر معجونة بخمر شفاهنا. الرضاب سُكر لا مثيل له. دوخة في أرجاء جسدينا. النعاس تطرده رغبات الرقص دوماً. انتهينا من كل شيء، وأتممنا عيد الهدايا، ورقصنا من جديد على رائحتنا، وطبول فرقعة أصابعنا. ضمة عالية الجودة، قبلة تعيد إدماننا.. قبلة أخرى.. وكل شيء يدس بعضه في بعض. في كل لحظة نعاس تلد رقصة أخرى فلا ننام إلا عند الشروق. هناك مسافات كبرى نركضها بلا اتجاه. نصعد أرواحنا، نتسلق قلوبنا بلا شعور، أو شروع بالحب . نتمزق كثيراً، ونحن نحتاج قنينة وله، أو قارورة عطر نتنفس داخلها الحياة الماضية ! الحب وحش أليف يفتح أنيابه عند الغياب، ويغلق فمه عند الحضور. كل شيء يراه عندما ينفصل العاشقين! الحب أكثر المشاعر وعياً؛ لذلك يبدو لنا أليفاً، وبعد أن ينتهي يبدو لنا عدواً ضخماً، أول ما يلتهمنا نقع في مخالبه الجافّة. وكل ما سبق أعلاه خلاصة حُب، ورقصات خاوية لم يبق منها غير صهيل الذاكرة!. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...
آخر تعديل جابر محمد مدخلي يوم
11-20-2021 في 07:33 PM.
|
11-20-2021, 06:46 PM | #2 |
|
رد: رقصة المفلسين
|
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
11-20-2021, 06:55 PM | #3 |
|
رد: رقصة المفلسين
الله على جمالك يالأنيق أعجز فعلا عن الرد فلست أعلم ما أقول أمام هذا السيل الجارف تقبّل مروري المتواضع مع أرق واجمل تحيه |
|
11-20-2021, 10:03 PM | #4 |
|
رد: رقصة المفلسين
الحب وحش أليف يفتح أنيابه عند الغياب، ويغلق فمه عند الحضور. كل شيء يراه عندما ينفصل العاشقين! الحب أكثر المشاعر وعياً؛ لذلك يبدو لنا أليفاً، وبعد أن ينتهي يبدو لنا عدواً ضخماً، أول ما يلتهمنا نقع في مخالبه الجافّة. وكل ما سبق أعلاه خلاصة حُب، ورقصات خاوية لم يبق منها غير صهيل الذاكرة!. هلا بالنور هلا بالأديب الراقي جابر كم لهذا الحرف مكانه بالقلب موشح بالبياض ونزف جميل حتى لو يحمل الكثير من الوجع الحب وما أجمل الحب حين تخطفه الذاكرة لحظه تأمل منذ سنين جاء هذا الحرف ليكون في حينه ترجمان لـ نازعة ولولا أن صدق نازعته حيّ لما كتبت له الحياة حتى هذه اللّحظة لـ يعكسك في بؤرة عين الآن مداد عفوية النص كفلت له حياةً بيضاء كان النص اليوم رائع بأسلوبه شيق في مشاهده عميق في مصدره مبدع كما أعلمك سابقًا شكرًا تتكاثر لروحك الجميلة هناااا |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-22-2021 الساعة 01:09 AM
|
11-21-2021, 05:40 AM | #5 |
|
رد: رقصة المفلسين
جميلة جدا حروفك
ولغتك الزاخرة واستغلال طيب للغة اليوم قرأت نص بشغف يكفي زاداً لعام وتبسمت لك ودعوت لك بكل جميل فكنت مبهر ومذهل دمت بكل الخير |
|
11-21-2021, 05:51 AM | #6 |
|
رد: رقصة المفلسين
عودة مٌفرحة بعد غياب طال انتظاره لقد استطاع الكاتب أن يستغل الرمزية العالية ويدرجها في روح النص بكل سلاسة بطريقة تُخاطب فلسفة العقل والقلب في نسيج جميل وكأنه يكفن الأحزان بيديه جابر مدخلي هل عٌدت لنا لتقول يا صباح الوجع والدمعة المتوارية وابتسامة الحنين بنص ينحر كل فرص الحياة وهو يرقص بمهارة فوق حد السكين ... جميل أنت في الصباحات وأكثر ما لفتني هو روعة اللغة في تفاصيل الجمل تقديري |
الخبرة مدرسة جيدة، لكن مصروفاتها باهظة. هاينرش هاينه
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-22-2021 الساعة 01:09 AM
|
11-21-2021, 08:47 AM | #7 |
|
رد: رقصة المفلسين
نمتلك ذاكرة لا تنسى تبدأ دوما كلما هممنا ب النهاية الخلاصة من الحكاية أشبه برواية إلا أنها من خارج الغلاف وخارج الفصول متمعنة ممسكة بفصول الرضا والخصام ثمة ليت كنت أرددها بين سطور كل حكاية لو أنه مات الغياب.. إلا أنني مدركة أن للحنين لذة .. والذاكرة أيضا .. حين تعلن رقص الحرف على الورق كانت رقصة ثمينة غنية ب الحضور من بعد غياب أهلا بحرفك و بعمقك أخي جابر تحية وتقدير |
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-22-2021 الساعة 01:10 AM
|
11-21-2021, 10:18 AM | #8 |
|
رد: رقصة المفلسين
وما كان من العشق منا سوى ذكرى .. رقصة على حواف التعلق .. و .. كثير من .. أنت .. و .. أنا وما كان من الذكرى سوى جنين عشق تولينا الإهتمام به .. و .. ثم .. كيف نكون مفلسين ولدينا من الذكرى جنين عشق نرعاه .. لا بأس من الغياب .. فللغياب .. أثر إبتسامة و .. نبضة بقاء .. / . . أستاذ الحرف المعتق بالتفاصيل .. في كل قراءة تشبع ذائقتي .. و .. أبتسم .. سلم المداد بستان زهر |
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-22-2021 الساعة 01:10 AM
|
11-21-2021, 12:52 PM | #9 |
|
رد: رقصة المفلسين
|
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-22-2021 الساعة 01:11 AM
|
11-21-2021, 02:04 PM | #10 |
|
رد: رقصة المفلسين
رقصة الحياة كانت ..!! لم يتبقى منها سوى تلويحه جعلتني اتكئ على هدوء هش وقلب ضاجع بالوهم وامنيات معلقة على جدار الغابرين واحلام تهاوت وسكنت عمق الأنين وهيكل خالي على عروش النبض حتى بتُ انزوي بركن قصي استجدي نبضي وزحام خيال يقودني كضريرة ..!! احتسي كؤوس الندم أغرق في لجة صخب المشاعر ولم يتبقى لي سوى جناحان مكسوران وريح صرصر عاتية.. وصورًا شتى تستعطف بعضي وركض لاهث خلف سراب أرسم طيفاً عله يقاوم الذبول ويأتي.. حتى صمتي بات يرتديه الكبرياء فما عادت تلك الرقصه معك تفتنني ولم يعد عطرك يغريني ولم تعد خطوط كفيك تقرأني ولم يتبقى سوى رقصات خاويه.. معلقة على مقصلة الرحيل ولحظات كضباب مبهم. جعلتني فقط أحتاج إغفاءة جفن تبيد احتراق انفاسي..!! غيث الأبجدية الرائع… ((جابر مدخلي )) نزفك احال مسائي لصخب لم اعهده من يبحر في كلماتك لا يجد نفسه الا بين حروفها لان لغة العشق عندك لها ملامح يعجز عنها القلم فما وجدته همس ينبض ويتلاشى بين انين مكتوم وحاله حب بدقة وروعة تفاصيلها لروحك من الياسمين مالعين رأت ولا اذن سمعت .. عابرة مرت من هنا..!! |
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-22-2021 الساعة 01:11 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رقصة السنداوة | الفيصل | سحرُ المدائن | 13 | 10-07-2020 07:33 AM |