أنا والخروف والود

أنا والخروف والود

لا أدري لماذا ــــ حين شرعتُ في كتابة عنوان هذا الموضوع ـــــ تبادرتْ إلى ذهني أغنية ( أنا والعذاب وهواك ) للموسيقار الدكتور محمد عبد الوهاب ، التي غناها في منتصف الخمسينات الميلادية ــــ تقريبا ـــــ وهي من كلمات الأستاذ : ( عبد المنعم السباعي ) ، يقول مطلع الأغنية :

أنا والعذاب وهواك عايشيـــــن لبعضيــــنا
آخــــرتها إيـــــه ويــاك يا اللي انت ناسينا

أما الخروف فلي معه حكاية ظريفة ، ولا أدري من أين أبدأها ، وعلى رأي العندليب الأسمر : ( عبد الحليم حافظ ) يرحمه الله :

لو حكيـــــنا يا حبيــــبي نبتدي منين الحكايه
إحــــــنا قصـــــــة حبــــــــنا ليها أكثـــــر من بدايـــه

وهي مقدمة أغنيته الشهيرة ( نبتدي منين الحكاية ) التي غناها عام 1975 م ، من كلمات الأستاذ : ( محمد حمزة ) وألحان الموسيقار : ( محمد عبد الوهاب ) .
في سن ما بعد الصبا ـــــ بقليل ـــــ وقبل مرحلة الشباب ، كان جيراننا الطيبون يربون بعض الأغنام في دارهم العامرة ، وقد خصَّصوا جزءا من حوش الدار ليكون ( حظيرة ) لتلك الأغنام ، ولأن سيدة المنزل كانت تعيش في الريف قبل أن تقترن بزوجها وتأتي إلى مدينة جيزان ، لذا فهي تحب تربية الأغنام وتتفانى في رعايتها كهواية مكتسبة .
تلك الأسرة تعد في مقام أسرتي ؛ فقد ربَّتني تلك السيدة مع ابنتها الوحيدة ، وكنت كلما أتيت لزيارتهم هاجمني ذلك الخروف المدلل الذي تعتني به سيدته ، بل من اعتزازها به أسمته بــــ ( القروي ) ، كان ذلك الخروف هو أكبر الأغنام حجما وأقواها بنية وأكثرها تدليلا لذلك ركبه الغرور وأخذته العزة بالإثم فنصَّب نفسه قائدا لبقية القطيع وحاميا لهم من اقتراب أي غريب من تلك الحظيرة ، فما أن أقتربَ من باب الدار حتى يهب من مرقده منتصبا على قوائمه الأربع ، موجها إليَّ نظراته الماكرة ، مهددا بنطحة قوية تريني ( نجوم القايلة ) كما يقول إخوتنا الكويتيون .
شكوت ذلك لخالتي ( سيدة الأسرة ) فقالت : إن خروفها ذلك لم يتعود عليَّ بعد ، ويستحسن لي أن أقترب منه أكثر وأتودد إليه ، وأجعله يشتم رائحتي ؛ كي يبادلني الود بالود ، وحبذا لو أغني له أنشودة القروي التي كانت هي تغنيها له باستمرار .
عملتُ بنصيحة الخالة ، وفي أول زيارة لي بعد تلك النصيحة اقتربتُ من باب الدار ، ثم ألقيتُ على أخينا الخروف جملة من التحايا المبجلة ، مع المسح بيدي على رأسه وظهره ، بل ورفعتُ عقيرتي مغنيا له أنشودة القروي :

أنا أعشــــــق قريــــــتي وأعشــــــق هواهـــــا
وما يطيب لي العيش في قرية سواها

لكن ذلك الماكر قابلني بالفتور وعدم الاكتراث ، قلت في نفسي لعلي أشممه رائحتي ــــ حسب نصيحة الخالة ــــــ فيحنَّ قلبه علي أكثر ، اقتربت منه كثيرا حتى ألصقت ملابسي بأنفه ؛ لكي يستنشق عبيري المعتق بالمسك والعنبر ، وما أن لامستْ ملابسي مقدمة رأسه حتى تراجع للخلف خطوات ، ثم اندفع نحوي بكل قوته ونطحني نطحة أخرجتني من الحائط الجنوبي للحظيرة ، تلك النطحة التي بقيت بصماتها على ظهري فترة طويلة .

***

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

لي عودة لحكايتك مع الخروف ههه
وهنا مطب آخر للغيث بعد النباهة هههه

الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

الغيث معجب بهذا

.
.


حكايتك حكاية ..
والنطح عقوبة ..ههه
سلمك الله وحمدا لله على سلامتك ..
ذاكرتك ممتلئة ما شاء الله ..
طبت أيها الأدب العظيم
سلمت الروح

الغيث معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.

لي عودة لحكايتك مع الخروف ههه
وهنا مطب آخر للغيث بعد النباهة هههه

الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

هلا وغلا بشرنا الراقية
ليست النباهة والخروف فحسب
لكن هناك بعض المفارقات التي صادفتها في رحلة لعمر
معظمها يصنع الابتسامة والعجب
وقد حرصت على توثيقها بأسلوب قصصي في مجموعة
لم تطبع بعد
وهنا أقوم بطرحها لكم علني أنتزع ابتسامة أو ضحكة
تخفف علينا وطأة ضغوط العصر
في زمن عزت فيه الابتسامة بسبب إرهاصات الحياة التي نعيشها
ويا رب تحصلين نطحة قوية مثل نطحتي ههههههه
أسعدك الله
لروحك السلام والسكينة
ومحبتي الدائمة والتي لم ولن تتغير يا بشرى

بُشْرَى معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغيث

هلا وغلا بشرنا الراقية
ليست النباهة والخروف فحسب
لكن هناك بعض المفارقات التي صادفتها في رحلة لعمر
معظمها يصنع الابتسامة والعجب
وقد حرصت على توثيقها بأسلوب قصصي في مجموعة
لم تطبع بعد
وهنا أقوم بطرحها لكم علني أنتزع ابتسامة أو ضحكة
تخفف علينا وطأة ضغوط العصر
في زمن عزت فيه الابتسامة بسبب إرهاصات الحياة التي نعيشها
ويا رب تحصلين نطحة قوية مثل نطحتي ههههههه
أسعدك الله
لروحك السلام والسكينة
ومحبتي الدائمة والتي لم ولن تتغير يا بشرى

.
.

هههه يسعدك
وكلي تقديري الكبير لشخصك وأدبك وحضورك

الغيث معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.

هههه يسعدك
وكلي تقديري الكبير لشخصك وأدبك وحضورك

بُشْرَى معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.


حكايتك حكاية ..
والنطح عقوبة ..ههه
سلمك الله وحمدا لله على سلامتك ..
ذاكرتك ممتلئة ما شاء الله ..
طبت أيها الأدب العظيم
سلمت الروح

هي حكاية ولا كل الحكايات
لا وبعد صدقت الخالة ولصقت في وجه الخروف
لكن عزائي أنه شم ريحتي واستمتع بالمسك والعنبر
وربما الخروف أراد معاقبتي ههههه
شكرا بشرانا الحبوبة بحجم السماء
بوركت عمرا وفكرا وقلبا
وحماك الله من كل نطحة أو رفسة

بُشْرَى معجب بهذا

هههههههه أسعدك ربي
مناسب توقيت هذه القصة قبل الضحايا
أعاده الله علينا وعليكم بالبركة والود

بُشْرَى ,الغيث معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إلهام

هههههههه أسعدك ربي
مناسب توقيت هذه القصة قبل الضحايا
أعاده الله علينا وعليكم بالبركة والود

هلا إلهام
تصدقين أنا نزلتها هكذا بدون قصد
وما ذكرتيني إلا أنت بأننا اقتربنا من عيد الأضاحي
أسعدك الله على هذا الحضور
وكل عام وأنت طيبة
ونصيحتي أن تبتعدي عن كل خروف هههههه
عشان ما تتعرضين لأي نطحة
للقلبك الفرح إلهامنا

بُشْرَى ,إلهام معجبون بهذا

النطحه ان جائت من الخروف من طائفة البهائم
هي عباره عن وقود روحي
وصلابه جسمانيه وتجربه مضحكه مع نسيم القريه العليل
لكن ان جائت من خرفان طائفة البشر فهي القاضيه ليتني لم اراسله وأتعرف عليه ليتني تركت مسافه بيني وبينه ليتها كانت القاضيه


جميله كلماتك تحتوي على محتوى يحتوي بداخله على محتوى آخر
طرفه بريئه وذكريات جميلة نتصور فيها اجواء من سبقونا لهذه الحياة وكيف كانت تعج بالحكمه والعافيه والسلام النفسي
ومجرد ماندقق في الصورة الجميلة
تظهر لنا ظلاميات الواقع
يظهر لنا ان الواقع عبارة عن زريبه في صرح جامعي
كان في السابق منهل ينهل الناس منه العلم النافع اصبح اليوم جزء لايتجزأ من زريبة يسكنها كم خاروف ينتظر فرصته لينطح وعيونه تتقلب كأنه حارس مؤتمن وقائد فذ
وأهلاً للأمانه اللتي تم تتويجه بحملها بعد انتهاء العاصفه الرمليه اللتي اجتاحت بلاد الأسلام في كل المعموره ليس بلد واحد فقط بل بشكل عام وهنيئا لمن تأخر أو كان نائما في وقت هياج الفتنه

الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا