يـا أميرتي الوحيدة

يـا أميرتي الوحيدة

دثّــريـني . . فخلجان الريح تخفق بأشرعة القلوب.. لا أريد أن أكون حَواريًا يقيمُ بين الخائفين العدْلَ.. وأعلم جيداً أن ما سأخبركِ به الليلة ثقيل على روحكِ العصفورة.. ثقيل على أن يتعلق بقلبكِ الريحان .. ولكن منْ لي يا حبة الروح.. غير حمرة خديكِ أدفن بهما خجلي.. أمسح بياقتها مَصبوغ بكائي.. فما أن ألمس حرير يديكِ حتى أتحرر من خشونة المعنى.. ما أن تتطاير ضحكتكِ حتى أهتدي عن ضلالة الحلم.. يا ندى الروح.. أتذكرين تلك الليلة التي مزجنا فيها شهقات أرواحنا معاً.. وتمددنا على ضوء القمر.. ثم غافلَنا النجوم ونحن نبحث عن اسم لحديقتنا.. قفزنا مسرعين خلف آمالنا.. والعصافير تملأ البطاح والسفوح زقزقة وسحراً.. وبعد جولات التعب .. استوى التراب بين يدينا.. راح قلبك يبحث في سهاد الفصول الهاربة عن حلم الأميرات.. في تلك الليلة أخذتك الشهقة، وصلبتنا المتاهات.. وبقينا كالمجانين نبحث عن هوية.. نقايض الأزمان بالهذيان.. ونستجلب من الغفلة ابتسامات تريحنا.. منذ ذلك اليوم.. وأنت تسألين متى يجيء القمر.. منذ ذلك الوقت والقمر هو أنتِ.. يا أميرتي الوحيدة.. منذ صففنا الشوق في رصيف البال.. وأنا وأنتِ نقضي جلَّ ليلنا نتدثر بثوب قصائدنا الشجِية.. بوقع أصداء القلوب.. حاملين حبات الشغف كالعقد.. نستأنس الخطى.. نمشي نحو الشاطئ.. ويأخذنا بموجه نحو ميناء الحنين .. نتنفس آخر عبير الرضا.. وشعرك يعتصر منه الوفاء.. لا نصٌّ سوى شوقي إليك.. ولا دليلٌ غير ما أصبو إليه مجتهدا.. كأنى أراكَ الآن من وجدانٍ طفلٍ محسوس.. من نارٍ تضيء.. ومن قنديل يُسقط المعنى على كثافة الليل.. من نغمٍ يبدّلُ حروف الأشياءِ.. أو من أنثى تُعيدُ للقلب المطرودُ نبضاته.. يا بسمتي الوحيدة غادر اللقاء.. لنكون نحن أخر الساهرين.. من على كتف مدينة منهكة بالتعب.. جاءت غفلة الإنارة .. بعد أن جاعت الأرض.. وافتقدت سنابلها.. وبقيت أنا وأنت نتحايل على الطرقات.. نعدُّ الخطى ونشعل منارات أحلامنا.. نطوي الصمتُ في بحر الكلام.. ننثر حبات الضحك في الهواء.. حتى لا تموت العصافير جوعاً وتسمن الذئاب.. لم أكن رجلاً يوماً.. كنت أفكر كما الفراشات.. كما يعشق الورد حبات الندى.. يا أميرتي الصغيرة.. صارت قلوبنا ملائكةً في الفضاء المديد.. وعلّموا الغجر نبضاتها فرقصوا على إيقاعها.. بعدما تسلل إلينا أكسير شعاعٍ مندلق في أوردة اللغةِ نبيل محمد حصري

للمزيد من مواضيعي