شَغب النبض: ليلة 14

أشعر بأغصان الكرز تلقي بأزهارها على جدائلي

كخيوط التل الابيض وتفرط كرزها على صدري

كعقد لؤلؤ منثور .

ايتها الحياة قبلتك شهية ..

أسرعي و راقصيني فوق السحب وعلى اعتاب القمر

و أرسمي له أنوثتي القاتلة بخيوط الحرير

..وطرزيها ببذور الزيزفون

أتذكر أيها القمر . .
أتذكر كما أتذكرك بقديم ذكرى. .
وفي ليلة منسوخة على وجهها . .
نظرت عاليا إلى نافذتها المغلقه
ومنها إلى علو أعلى
إليك أنت . .
ثم ادرت بالرحيل وجهي
ولم اعد.

هاهو لحن صيفك يستدرج صبري بغواية محرمة

وصقيع فراقك يستفز رحيل روميو عن جولييت

لتعود أرواحهم تتبعها ضجيج حرب طاحنة

كأنها اعتراض الحياة على لقاء الموت ....

كلما لمحت في الأفق غيمة آتية
أحاكيها أناغي رمشها الأسمر
أسامرها وأرجوها أناجيها
وأدعو الله أن يغدق بماء من ثناياها
وغيث نافع يحيي به روحي

افتقدتك جداً وجداً وجداً
ورحت أدور وأبحث عن مقلتيك
صرخت صرخت
تمدد صوتي فجاب القفار
وعرجت صوب السماء
سألت النجوم سألت القمر
فلم يجبني سوى رجع صوتي
وأنات عجزي وارتداد الصدى

لا عليك. .
نحن لازلنا في البداية فقط . .
والجنون لازال بادئا في جمرته الأولى .
انتظر. .
وستعرف معنى الجنون. .
وتلك الجمرة الواحده
هي فاتحة لشهية جوع
لن يعرف الشبع .

وأصيح بصوتي المتحشرج تارة أخرى
أقبلي...
ففي جعبتي الكثير مما تضج به حقيبتي
حنين وأنين
ونزيف غربة
وأنتِ هناك تقبعين
وسيستمر نزف حرفي
إلى أن ألتقي عينيك

ولأنك حلمي
تتسللين إلى شغاف القلب
على شرفاته تتبخترين
عطرك ينعش فصوله
فتضوع نكهاته
حبقاً وزنابق وزعفران

واكتمل القمر
هنا وفي مربع هذه الصفحة الصغيرة
حيث الدفء المنبعث
من مدائن البوح
سأهمس لكِ بكل الأسرار

رفيقة قلبي
عودي فقد اكتمل القمر
لا تستحق الدنيا غضبتك هذه ،
إنها أهون بكثير من أن تثور حروفك غضبا وتستجيش كمدا ،
وماهي في ناظري إلا عرض وتبقى ابتسامتك معلقة
في سماء بوحي بدرا لا يخمد ضوؤه ونوره.