ما لا تراه العيون

ما لا تراه العيون

ما لا تراه العيون

مالي أرى مالا تراهُ العيونْ
إن ظمني بين السكونِ السكون
تجترني تجتاحني نغمةٌ
من وقعِ قيثارٍ غريبِ اللحونْ
يسري معي حلمي وشوقي الذي
ينداحُ بالأضواءِ بين الجفونْ
شوقي إلى دنيا تهجّيتها
وعالمٍ خلفِ الرؤى والفنونْ
شوقي إلى روحٍ تمنيتها
تشدو معي لحنَ الحياةِ الحنونْ
شوقي إلى مالا تعي أحرفي
من دافقٍ حداه كافٌ ونونْ

يا وقع أشجاني ويا لهفتي
أنا أنا من يا تراني أكونْ
أخالني سفرَ الحياةِ الذي
غنى بأشجانِ المدى والقرونْ
اشدو لأطيافِ المرايا كما
تشدو بأعماقِ الزمانِ السنونْ
أبكي ويبكيني بعمقي المدى
ألهو وتلهو بي رياحُ الظنونْ
موزعٌ في الأضِ بين الرؤى
ماكان لي فيها ومالا يكونْ
كأنني وحدي بلا زورقٍ
قذفتُ في بحرٍ عظيمِ الجنونْ

يا صبحي الآتي وأهفو إلى
من يشعلُ الأشواقَ بين الدجونْ
لي ملءَ هذي الأرضِ مندوحةٌ
ضمنتها معنى الهدي في المتونْ
لم يرتقِ المعنى إلى سرِّها
او يقتفي آثارَها العارفونْ
يا غربةَ الاحلاِم في عالمٍ
خاوٍ وفي الدهرِ الغريبِ الخؤونْ
في عالمٍ جفّتْ ينابيعُهُ
أنهارهُ.. غيماتهُ.. والعيونْ
أنا أنا المنفي في نفسه
من بعد أن أعيا بها الحاقدونْ
هذا من المنفى ندائي وكم
للقلبِ في نفسِ المنادي سجون
هذي منافي الروحِ من حولنا
غنتْ أمانينا بها والشجونْ
ذبنا تمنينا صدحنا بها
شوقاً وعطرنا القرى والغصونْ
وكم وهبناها أحسايسَنا
حباً وأروينا جدابَ الغصونْ
نمضي وملءَ الغيبِ أمنيةٌ
تضمنا ضمَّ السحابِ الهتونِ

للمزيد من مواضيعي