سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليلة مطيرة
يسافر عبر مخيلة ارهقها الوقوف على بوابة الصبر يسند ظهره على كم كبير من الأيام المهاجرة التي قد بعثرت ذكرياته يتأمل أوقات الغروب الكئيبة القاتمة ويقلب عينيه في شجرة السدر العتيقة التي سكنت معه ذات المساحة والتي شهدت كل ايام الفرح وأيام الترح ومع ذلك ظل يسقيها في فصل الصيف حين ترمض الهواجر حتى تبقى مزهرة لعلها تجتذب فراشات الحقل والنحل الذي يردد ذات الاهازيج بالأمس . ملامح المكان تعبق بالكثير من آثار المغادرين الذين رحلو وبدلو منازلهم وتركوا الأمكنة صامتة صابره تترقب عودة أحاديث السمار وضحكات الألفة وتراشق الاطفال بالطين الممزوج بالماء . هناك يعيد ترتيب سهوته ويرش الارض لينعم بليل بارد النسائم يسكن الليل تصمت الاشياء بعد أن أطفأ أنوار المكان وهو يحاول مخادعة الارق لينام يرا لمعة البارق تبرق وتضيء عتمة الليل لبرهة من الوقت يسارع يلملم فراشه ليدخل بيت الحجر ( الداره ) فيسبقه المطر فيبلل ثيابه وتمطر السماء عليه وعلى شجرة السدر التي تساقط حبات النبق ( الدوم ) مع القطرات اثناء مرور عاصفة هوائية تهتز الاغصان فيسقط ثمر تلك الشجرة التي زرعت من وقت طويل وتأرجح في فروعها اجيال . يحتمل الوادى السيل فيبقى صوت هدير الماء يكسر كل حواجز الصمت هناك تهب الضفادع من تحت الطين وتقفز في الماء الذي يحملها الى الغدير . يعود إلى مكانه الاول عند النافذة ( اللهج ) ويرفع صوته بالطاروق حتى قدوم الصباح ولم يدخل النوم عينيه . لقد مرت ليلة مطيرة وعاد المطر كعادته مصافحاً بالخير ولم يعودو الغائبين ولعل في غيابهم عذر. حصري هنا للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل ابن سليمان يوم
05-11-2023 في 12:14 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|