زَمْـهَـريْـرُ إمْـرَأَةٍ

زَمْـهَـريْـرُ إمْـرَأَةٍ

(1)

لَا تَـسَـلْنِي مَنْ أَنَـا* ..
فَأَنَـا أُنْـثَى خُلِقَتْ مِنْ عَدَم
أَنَـا ٱلغُصَةُ ٱلمَخْنُوْقَةُ
قَسْرًا بِحْبلٍ مِنْ أَلَـم
أَنَـا عُـمْرُ فَـرَاشَةٍ
أَحْرَقَهُ ٱلأوْغَادُ ظُلْمًا ..
فَـتَنَـاثَـرَتْ ذَرَاتُهُ
مَـا بَـيْنَ حُزْنٍ وَ نَدَم

....

(2)

أَنَـا مَهْمَا تَحَدَثْتُ عَـنْ خَيْبَتِي
أَرَى ٱلـكَلَامَ فِيْها قَلَيْلا
أَنَـا يَا سَيْدِي ٱلمَجْهُول
ذَلِكَ ٱلحُلْمُ ٱلمَـقْـتُوْل
نَجْمَةٌ تَــأبَــى ٱلأُفُـوْل
أَنَـا ٱلأُنَـثَى ٱلتِي* ..
لَا تَرْضَى بِأَنْصَافِ ٱلحُلُوْل
فَإِمَّا ٱلكَـرَامَةَ أَوِ ٱلرَحِيْلا
....

(3)

أَنَـا يَـا سَيْدِي ٱلمَجْهُوْل
سَذَاجَةُ نُوْنِ ٱلنُسْوَةِ
وَخَيْبَةُ تَاءِ ٱلتَأْنِيْثِ ٱلسَاكِنَةِ
فِي فِعْلٍ مَاضٍ قَرَأْتَهُ بِكِـتَاب
أَنَـا تَـاءٌ مِسْكِيْنَـةٌ حَتَّى
فِي ٱلنَحوِ فِي ٱلنِصُوْصِ و ٱلكُتُبِ
لَا مَحَلَ لَـهَا مِنِ ٱلإعْـرَابِ !!
أَنَـا جَمْعُ ٱلمُؤْنَثِ ٱلسَالِمِ ٱلمُهْمَلُ
فِي عَالَمٍ ذِكُوْرِيٍّ مَلِيءٍ بِٱلذِئَاب
أَنَـا أُنْـثَى كُسِرَتْ.. خُذِلَتْ..
فَتَوَارَتْ مَا بَـيْنَ عُزْلَةٍ و‌َ كِتَابِ

...*

(4)

أَنَـا ٱلنِصْفُ فِي مُجْتَمَعٍ
ٱلحُبُّ فِيْهِ مُجَرَدُ إِكِذُوْبَـة
وَشِيْمَةُ ٱلرَجَالِ فِيْهِ قَسْوَة
أَنَا الأُنْـثى ٱلتِي يَرانِي ٱلجَمِيْعُ
فِي قَامُوْسِ ٱلرِجَالِ نَزْوَة
أَنَـا بَلُوْرَةُ سُكَّرٍ
لَا تَحْلُوْ بِدُوْنِها قَهْوَة
أَنَـا ٱلرَتْقُ مَهْمَا كَـبُرَتْ
فِي جِيُوْبِ ٱلحُبِّ هِوَّة!!

...

(5)

أَنَـا ٱلدِفْئُ فِي وَجْهِ ٱلزَمْهَرِيْر*
ثـَبَاثٌ فِي وَجْهِ ٱلأَعَـاصِيْر
قمرٌ لَا يَطَالُهُ ٱلعَابِـثُوْن
ثُعْبَانٌ يَأْكُلُ مَا يَـأْفِكُوْن
وَسَفِيْنَةُ نُوْحٍ لِكُلِّ مَنْ
لِقِيْمَتِي ٱلكُبْرَى يُقَدِّرُوْن

فـهَـل عَرِفْتَ مَنْ أَنَـا ؟!

نــدى الحـرف

للمزيد من مواضيعي