أنا والغَجَر ... من ليالي باريس ( الجزء الثاني )

أنا والغَجَر ... من ليالي باريس ( الجزء الثاني )

أنا والغّجّرْ

7

وقالت
حدثني عن الشَّوق
قلتُ بلا إسهاب طوق
قالت فما فوق؟
قلتُ أن أعود
قالت يارجل المطر أُدخل الغاب
قلتُ لن أرى السحاب من ضباب الأمنيات
قالت لاتغوني فمثلك يتدافعون مئات على الدرجات
قلتُ لحديثك رُغام لمن يجيد مثلي الكلام
فأشارت لما بين الخافقين ...
لن تحصل على هذا بذاك
قلتُ لا أفعل غير الكلام
وطويت دفتري والقيت السلام
قالت لا تنسحب؟
قلتُ حتى لا ينسكب
قالت من؟
قلتُ الشَّوق في أوَّلِ الكلام

ما أروع الغجر

8

وقلتُ أُريدُكِ حتى في السماء
قالت عند الفناءِ تملكُني
أَوَ لستُ أكفيكَ وأعطيكَ؟
قلتُ ما كل الغواني تملكتني سوى قينةٌ على غصن ممدود
قالت كلما لسانك بالشعر يجود
سأعطيك ما لم يناله أحد من العالمين
قلتُ والتَّوقُ ؟
وأنت وحدك المنتهى والنُّها والسُّهاد والوداد
قالت ...

أطلِق سراحِيَ عندَ الرُّقاد
وإذا الشوقُ زاد !!!
تذكر يوماً الكل يصير إلى رماد
تنهَّدتُ في غُصَّةٍ
أين كنتِ يا ذاتَ الوداد؟
قالت ... وكلَّ شيءٍ عنده بميعاد
فلا تتعجَّل بالمِهَاد
قلتُ وكأنني أحبكِ!
قالت خُذ مني ومن الوجد زاد
قلتُ سأفعل ما حييت
وليتني أجتمعُ فيك يوم التَّناد
فقالت أُذكرني
قلتُ سأصنع لك علامة بكل واد

وهتفت مجدداً

ما أروع الغجر

9

وقلتُ للتي أريجها لا تحمله الريح من أنت؟
قالت يا سيدي غانية.
قلتُ فانية.
قالت أأنا أم الريح؟
قلتُ دنياي ودنياك الآتية
قلتُ ثانية ما بالُ الغَجَرِ لا يبالون ؟
قالت يا سيدي يعلمون ما يملكون
قلت خذي ما عندي واسقني من حكمتك الجارية
قالت بينك وبينها أثقالك الحالية
قلتُ كيف أفرُّ والوطءُ شديدٌ
والرَّكْبُ قريب والرَّحل ضعيف
قالت يا سيدي لك في المكث غاية فلا تعتذر
ومن أجل تلك سيدتي
أواصل عشقي للغجر

يتبع

للمزيد من مواضيعي