الوردة الحمراء

الوردة الحمراء

‎دعتني إحداهن لبيتها ، رُغم أنني كثيرة الاعتذرات ألا أن هذه الدعوة قررت أن ألبيها ..
لمَ بالذات ؟! لا أعلم مع أنها ليست من المقربات جدّا …
‎دخلت منزلها ورأيت الفوضى تتناثر في كل زواياه، زجاج مكسور يملأ الأرض، ملابس رثة، معلبات مفتوحة يتدلّى منها بقايا طعام، وروائح تزكم الأنوف، كأن فرقة من المجانين المخمورين كانوا قد سهروا فيه.
‎جلست وسط الفوضى كأن على رأسي الطير ولم أعلّق على ما رأيت ولا بحرف، ربما ليست من عادتي إحراج أو تجريح الآخرين .
‎في اليوم التالي،،
‎قطفت من حديقتي وردة حمراء زاهية وأهديتها لها .
‎وبعد مرور شهر من ذلك كان البيت قد تغير إلى الأبد
‎وكأن يدًا سحرية امتدت إليه
‎وكل ذلك بسبب الوردة الحمراء
‎روت لي الحكاية فقالت: في البدء احترت أين أضع الوردة، فلا شيء في مسكني المريع يناسب رقتها، سحبت طاولة قذرة كانت في وسط الصالة، أزلت عنها الغبار، ثم وضعت الوردة في وسطها، وفي اليوم التالي فتحت النوافذ فأشرقت الشمس على الدار فوجدت أن الطاولة بدت زاهية بالوردة، لكنها قد غدت غريبة عن المكان ، فأشفقت عليها ورفعت مايحيط بها من أنقاض، ثم تخلصت من بعض الحاجات القديمة، فبان جمال البيت واتسع المكان، مثلما تنقشع الظلمة عند ظهور النور .
‎ويوماً بعد يوم وجدت نفسي أنتقل من ركن إلى ركن آخر حتى امتدت يدي إلى كل زوايا البيت، فأعدتُ الرونق إلى الجدران وأزلتُ الأشياء المهترئة.
‎وبعد مضي شهر ، كان بيت الرعب قد انقلب رأسًا على عقب
‎وكأن روح الوردة الحمراء قد انتقلت إلى كل مكان وانتشر عبيرها في باقي الأرجاء وأمسى المسكن حديقة غناء..
‎وكل ذلك بسبب وردة واحدة، صغيرة حمراء

للمزيد من مواضيعي

 

حسن النيّة واللباقة هما ألمحك
وبأثيريهما نطقتْ بوصلة الشروق !
جميلةٌ أنتِ يا ياسمين الياسمين

شتاء.! ,الغيث معجبون بهذا

أهـلاً بالـورود
صحيح الهديا له أثر كبير في بعض النفوس
خاصة وإنْ كانت وردة وبالذات" حمرا "
وهذا ما لمسناه في هذه الحبكة الرائعة
من شاعرة وكاتبة بحجم الياسمين..
للختم والتنبيه مع المكافأة
كل الشكر والتقدير

الغيث معجب بهذا

يا سلام عليك يالياسمين المبدعة
قصة جميلة وراقية ورائقة في نفس الوقت
تسلسلت أحداثها بكل هدوء حتى النهاية
حفلت هذه القصة العديد من الإيجابيات :
أولاها : تلبية الدعوة التي أتت من باب التواضع الروحي والاجتماعي
ثانيها :الإنسانية التي تجسدت في عدم انتقاد صاحبة الدعوة أو إحراجها
ثالثها : الحكمة في معالجة الأمور بطريقة فنية
لأن الحدس كان يخبرك بأن في هذا الإهداء ربما جبر خاطر
وربما مشاطرة ، وربما لفت انتباه
المحور الجميل في نهاية القصة هو أن تلك الوردة الحمراء كانت بمثابة
الدماء الجديدة التي قمتِ بضخها لتلك الدار
وقد أثمرت في التغيير الرهيب الذي طرأ على نظام تلك الدار وصاحبتها
وأخيرا لن أقول بأنك رائعة
بل فوق كل روعة

شتاء.! معجب بهذا

مضمون القصة يقول ....
ان كل انسان بداخل روحه أشياء جميلة ....سوى يجب من يململها ويحركها ....
بفعل ...أو قول ....أو تلميح ....
الياسمين ....رائع ما قدمت لنا هنا ....وهذا من روحك الجميلة ...وفكرك الراقي

سلامي وتحيتي