سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
نكهات الحُب الأولى
نكهات الحُب الأولى فترات طويلة ينصاع القلب إلى حاجاته المفرِحة والمُفرِطة دون أن يدقق في ماهيتها أو مصادرها؛ لكونه يعي أنّ حاجته كقلب شرقيّ من السرور إن لم يتم الاستفادة منها في أوانها فلن تجيء ثانيةً وإن أتت فلن تكون بذات النكهة الأولى. العربيّ عاشق كان أم معشوق، محب أم محبوب في الأساس هو كائن عابس مهما ابتسم، شاحب الوجه مهما اغتسل، فقير مهما جمع من ثروات؛ لأنه يخشى الفقر، فيصرف همّه في تكديس أمواله ناسيًا حاجات قلبه وخياله. القلب العربيّ والعربية يحددان مصيرهما في الحب قبل البدء، ويقرران مصير قلبيهما قبل أن يناقشاه. يخطئان ولا يجدان مبررًا لخطئهما. يسيئان الظن والفهم أحياناً ويستمران في الإساءة ولا يعتذران .. خوفًا من انكسار غرورهما، أو رجولة وأنوثة أحدهما!, القلب العربي منحاز دومًا إلى الصمت وكأنه يبرر في صمته قصة أحداثه التي لم يقلها، أو كأنه بذلك يستعين بجانٍّ أبكم يعتذر نيابةً عنه. الحب بجميع نكهاته الأولى والأخيرة وإلى يوم يُبعث شرقيّ الأصل، عربيّ النشأة فيزقي المعالم، كنعاني اللغة، فرعوني النقوش، آشوري الذاكرة. هذا الحُب حطّ من الجنة إلى الأرض في صدر أبونا الأول ليتعارف بموجبه على حوائه -أمّنا- في عرفات الله. ولو حاولت (الإسرائيليات) تغيير مفاهمينا برواياتها لأحاديث مغايرة وفيها كثير من التلبيس على قلب العاشق العربي الولهان. فلو لم يكن للحب إلا لقاء أبوينا وبدء مسيرة الحب الأرضيّ لكفاه. أولئك الذين ينادون بأعلى أصواتهم وحناجرهم بقصص (روميو وجوليت) ينسون مشاعر الشاعر العربيّ، ويتجاهلون احتراق قلب مجنون ليلى بالفحم قبل أنامله، وانصهار بصره قبل أقدامه. فلنشاهد هذا الحدث من سيرته ولنقيّم فيما بعد أيهم يؤثر في الصدور ويكويها أفلام الغرب، وقصص الغراميات في روايات(آغاتا كريستي) وأفلام (هوليود) (وبوليود) أم كيان القلب الشرقيّ الذي كواه الحب، وبلغ منه الشغاف… ” إلتقى المجنون بزوج ليلى جالساً امام خبائه، فوقف وأنشده من قلبٍ محبٍّ تأكله الغيرة: "بربِّكَ هل ضممتَ إليكَ ليلى ** قُبَيْلَ الصُّبحِ أو قَبَّلْتَ فاها" فقال الزوجُ: إذا حلَّفْتَني فنعم، ليزيده ألماً وحسرةً ونكايةً. فما كان من قيسٍ إلا أن قبض على جمرتين بكلتا يديه وما فارقهما حتى سقط مغشياً عليه.وظلَّ قيسٌ على حاله هذه هائماً على وجهه، متفرداً في حبه، آنساً لرُؤية الظباءِ حتى وجدوه ميتاً مرمياً بين الحجارة، فانتشلوه وغسَّلوه ودفنوه …” إنّ القلب العربيّ الشرقيّ معتّق بالمشاعر العفيفة أصلاً؛ ذلك أنّه يمارس الحُب فطريًا، ويداوي به روحه حتى ولو لم يعترف به. على الأقل هو يشعر بشيء ينتفض داخله، ويتجمهر، ويتحرّك وفق طاقات كامنة شعرًا ونثرًا أو نظرات ملؤها الهيام، والغرام. القلب العربيّ المخلص هو الوحيد على ظهر الأرض الذي يستثمر الحُب لصالحه في كثير من الأحايين فنجده يحارب ويصارع ليظفر بمحبوبته ويتزوجها .. والذين يقولون أنّ الحُب العفيف الطاهر يفتر بعد الزواج فقد كذبوا وأساءوا مفاهيم الحب وعكّروا نكهات الغرام الأولى، والحب المعسول بالطهارة. في القلب العربي فقط توجد خمّارة مفتوحة على مدار اليوم، وبار لا ينغلق أبدًا وجميع مشروباته حلال؛ لأنه يعي المشاعر ويذرفها كما لو أنّه يقدّم فنجان قهوته لضيفه .. ناسيًا أنّه يحمل خلف قفصه الصدريّ قلب آدمي فيّاض… جابر محمد مدخلي للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة... |
10-19-2020, 03:20 PM | #2 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
/ .. سئل رجلٌ من بني عذرة عن سبب تسمية الحبّ العفيف بالعذريّ فقال : " في قلوبنا خفّة وفي نسائنا عفّة " فما أجمل وصفه .! .. ثريد رائع وجدًا الحب العذري هو أقصى وأعمق شعور لأنه بعيد عن فكرة الاحتياج فيه الأرواح تتآلف وتطمئن تتجانس وتتناغم / .. وما أجمل الحب عندما تندمج الروحان في قلب واحد وجسد واحد . :: كثيرون غرقوا بين أمواج الحب وتاهوا فى غياهيب افتراضاته لكنه يبقى أرقى الأحاسيس رغم ما يحدثه من صراع محتدم بين الكتمان والانتظار والتمنى والرجاء والواقع والحلم / .. بالمناسبة : حزمات ضؤء أنت أُستاذي نونًا أنرت سماء المدائن / .. |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 09-08-2021 الساعة 11:39 PM
|
10-19-2020, 11:40 PM | #3 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
جابر محمد مدخلي شخنا على عتبات حرفك وكما يخيم السكون صباح يوم الجمعة العظيم خيم السكون والطمأنينة على قلبي من النصوص الفاخرة لك والتي تكلمت عن الرجل العربي فوضعته في حلة العيد التي تليق به ، ويليق بها ولو حاولوا تغير الحقائق رفاق ما جدولين ، وروميو وجولييت فريد عطرك يا صديقي وبك المقام يزدان في كل أحوالك نص برتبة جنرال يكفي العالم العربي ليستيقظ رصاصة وانطلقت من قلمك فكان صوتها مدهشاً ماطرة بك المدائن |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 09-08-2021 الساعة 11:40 PM
|
10-20-2020, 12:45 AM | #4 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
جابر محمد مدخلي
فخامة الاسم تعني أننا على موعدٍ مع قلمــ يملك ضوء الكتابة ...! أحرف بينها وبين الشمس علاقة الحديث التفصيلي العميق عن بعض الأحاسيس والمشاعر التي يصعب تفسيرها وكتاباتها دليل واضح على الإتقان والمعايشة . . جابر أنت وطن الأدب |
|
10-20-2020, 12:48 AM | #5 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
قلمك مذهل يستحق المتابعة . .
إتقانك لـ نقل الصورة حية ومباشرة عن تفاصيل صغيرة ودقيقة جعل لـ النص أكثر من قلب نابض . . نصك حي جداً سلمتِ وسلم فكرك وبوحك ودام عطرك المنساب |
|
10-20-2020, 01:53 PM | #6 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
، كما لَو أنكَ طهوته لنا لنعلَم ونستعلِم لذته واستلذاذه فكم مِنَ الصُور التي نقلَت لنا بطولة العشاق الذين وعدُوا وصَدقوا وَ أخرى نقلت خَيباتهم ، حتى السمَاع فيها الآن وَ كأنها خُرافات من زَمن لَا يأتِ مثله ! الحُب يكحلُ أرواحنا بِهاءاً يُوشمه نقاءاً حتى إن كثرت فُصول عَذابه لكن ضَحاياه الكُثر لا يَترهبَنونَ في زماننا في سَبيل نَيل المطالب فالجمعُ من أجيالنَا مست أرواحهم غارات من اليأس وطَاب الحُب فيهم حتى صار مؤقتاً كُل ما فيه ليسَ لهُ وما لهُ ليسَ فيه . بُورك نبضك . |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 09-08-2021 الساعة 11:40 PM
|
10-20-2020, 02:24 PM | #7 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
/
قلم أثار مراتع الدهشة في فكري .. مقدمة عملاقة جداَ جعلتني أغرق في البقية . وبقية تحمل وهج الإبداع والثريا - لله درك . ولله در من أضافك إلى هنا . المعجبة جداَ بهذا القلم : عنبر المطيري . . |
|
10-23-2020, 08:42 AM | #9 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
من المفارقات وأنا أقرأ هذا الطرح القيم جدا ان أتذكر الأدب الإنجليزي كمادة دراسية جامعية تم ترجمتها على شاشات السينما روميو و جوليت سندريلا والقائمة ممتلئة وحين تغلب أمة أخرى تغلب ثقافتها تتكلم بألسنة ثقافتها ونغرق بالحب نحن ولو كان مشهد في فيلم عربي بار و ديسكو وحركات بالرقص تأخذ حتى ميلانهم وهز يا وز ! لن تجد أصدق من قلوب الشعراء في العهد الأول وما تلاه إذا كتبوا إذا نبضت قلوبهم كحركات على كل كلمة وبلسم على كل حرف أصابته القروح وحين اتى الإستشراق الغربي كان أكثر إهتماماً منا بثقافتنا لا حبا فيه بقدر ما هو دراية به لمآرب أخرى سأظل العربي الواثق من قلبه ومن قلمه وسأقف على الأطلال فلن تجد في الادب الغربي أمير الشعراء امرؤ القيس حين يصف الحب أغرّك ِ مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعلي وما ذرفت عيانك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مُقّتلِ ولن تجد الإصرار إلا حين قال بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرى فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً او نموت فنعُذرا وستجد فقط في الشعر العربي وقصصه وصف الحال حين يعانق آلامه ولو انها نفسٌ تموت جميعة ً ولكنها نفس تُساقط أنفسا ثم لغربة الروح حين يتلاشى كل شيء جميل كان حولك وكنت فيه ويبقى منك وفيك أجارتنا إن المزار قريب وإني مقيم ما أقام عسيب ُ أجارتنا إنا غريبان ها هنا وكل غريب للغريب نسيب ُ لك التقدير لقيمة هذا الطرح ولك أكثر |
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 09-08-2021 الساعة 11:41 PM
|
10-23-2020, 10:36 PM | #10 |
|
رد: نكهات الحُب الأولى
بعض النصوص حينما تقرأها تشعر بمتعة ، وبعضها الآخر تشعر أنها جاءت لتحدثك عن نفسك ، وهذا النص يجمع الأمرين معا ..
طرح راق ، أعترف أنني استفدت منه ، بقي أن أقول أن للحب وخزات تزيد من عذوبته ، وربما المشرقيّ يستعذب ذلك ، لذلك يكون حظ الصمت أكبر من حظ البوح في حكايانا .. نصّك أرهق من سيكتب بعدك بهكذا موضوع بوركت يا صاحبي . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
- في الحُب.! | يَمَامْ.! | مقهى المدائن | 679 | 09-08-2024 06:03 PM |
ستايل منتدى/تجربتي الأولى | مشاري | شغب ريشة وفكر منتج | 11 | 09-28-2020 02:24 PM |