عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2020, 04:51 PM   #13
وه


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : يوم أمس (11:15 PM)
 المشاركات : 38,523 [ + ]
 التقييم :  105964
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي قلبٌ مثقوب وذاكرة معطوبة 13




13


مستودعات الذاكرة
لم أطلب شيئاً لا يستطيع القانون منحه إيايّ، وكل ما طلبته تواضعاً أنيقاً من قلبٍ ارتفع ليصبح أعلى منيّ بطابقين. أيمكن للطوابق أن تعزلنا عن مشاعرنا؟ سكنّا بذات الدهاليز الفقيرة. جعنا في ليلةٍ واحدة. ورقصنا رقصة الجوعى في صباح تلك الليلة. انزعجنا من أيادينا وهي تعود خاوية من صناديق الشوارع الفارغة. قصور الأفراح التي اتخذت من شارعنا الخلفي وطناً لها، كانت تنتهي من حفلاتها فتوزّع علينا ما فاض عنها. بتلك الأيام لم يفرح أحد! فتحت المقابر صدورها، واحتضنت القادمين من جنّات الأرض لغيب فيه نار، أو جنان.
لم أعد أحتمل وقفاتها على النافذة. كنّا متشابهين بكل شيء. حتى الفقر. غدت أعلى مرتبةً منيّ. وأصبحت أنا حمّال الصناديق التي كنّا نفتشها معاً عند الفجر- قبل أن تحملها سيّارات البلدية - مزيج من جراد نافر. ووجهي مسبحة بيد شيخ مات فجأة وهو لم يكمل حلقاتها الأخيرة. معجزتي الحاسمة التي انتظرتها أن أرث من ذلك الشيخ ولو دعوة صالحة. ولكنني فقير منذ الأزل. حقوقي أقل من حقوق يرقة تتحول وتطير سريعاً، وفجأةً تموت. انتقلت لأحياء راقية. وانتشر الجراد في صدري. فلم أجد صناديقها، ولا وجدتُ آثارها في ذراعي. التحقت بمدرسة الجوعى. والتحقت هي بجامعة السلالم. كنّا منهج واحد. ولكن القدر خدمها فغدا لها منهج آخر. لم أعد بنظرها رجل صالح كما كانت تنعتني بذلك .. ولا أدري حتى اليوم ماذا غدوت؟!



 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47