منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة

بدرية العجمي · #1 06-02-2023, 12:21 PM

جماليات التشكيل في شعر فدوى طوقان..

جماليات التشكيل في شعر فدوى طوقان..

يؤكد كتاب « شعر فدوى طوقان.. جماليات التشكيل» للباحثة د.عبير أبو زيد على أن شعر «فدوى طوقان» يشكل موقعاً خاصاً في النتاج الشعري العربي المعاصر، لأنه شعر صادر عن امرأة تتعامل مع أعلى قضايانا ألماً وهي قضية فلسطين العربية. إن شعر فدوى صورة «رؤية» لمواجع الأنثى، بل يتجاوز تلك المواجع إلى القضايا التي تتعلق بالإنسان، إذ يتعامل مع الهموم المتعلقة بالأرض الفلسطينية المسلوبة.

وقد كشفت الباحثة عن سببين لاختيارها شعر فدوى طوقان موضوعا لدراستها: الأول: أن العمل الإبداعي يقود المرأة إلى مصاف الرجال المبدعين، وعلى الرغم من ذلك لم تحظ المرأة المبدعة باهتمام شأنها شأن الرجل. والثاني: تعد فدوى طوقان شاعرة لها قضية وطنية عادلة تنظر إليها وتعالجها بوعي فضلاً عن انشغالها بقضاياها الذاتية.
وأشارت الباحثة إلى الدراسات القليلة التي تناولت شعر فدوى طوقان، وقالت يمكن إدارة هذه الدراسات حول محورين: المحور الأول: دراسات تتعامل مع فدوى الإنسانة - وفي إطار هذه الدراسات - التي تقدم مالا يدور في فلك الصياغة الشعرية - جاءت مؤلفات وداد سكاكيني، وتماضر توفيق عن «نساء شهيرات من الشرق والغرب» فهي دراسات اجتماعية بعيدة عن دراسة الشعر ذاته، كما أنها دراسة جزئية لا تتجاوز سبع صفحات عن الواقع الحياتي لـ «فدوى طوقان» أو المؤثرات الذاتية والموضوعية التي أفضت إلى تكوين رؤيتها الشعرية. وكذلك جاء مؤلف «رجاء النقاش» «بين المعداوي وفدوى طوقان - صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر» بوصفه دراسة تامة عن الحياة العاطفية بين المعداوي وفدوى.
المحور الثاني:- دراسات تتناول تحليل النصوص الشعرية لفدوى. وهي لا تخلو من التقصير، ويأخذ عليها البحث وعدم الاكتراث بتحليل نتاج الشاعرة باعتباره بنية لغوية تركيبية خاصة بها، مما يمكن اعتباره قصوراً في التحليل، وتسطيحاً في الرؤية. كما تناقش المؤلفة دلالات الأرض عند الشاعرة من حيث كونها مستويات سياقية متعددة لفكرة التواصل والالتصاق بين الفلسطيني وأرضه وتقدم فيها تشكيل صورة الأرض أنثى على الدوام.
وتتوقف عبير أبو زيد عند دلالات الموت عند الشاعرة فدوى طوقان ذلك الموت المفضي إلى النهاية، ودلالات الموت بين رمزي تموز وأوزوريس، وتلك الدراسة تتم عبر بناء فني تقدمه فدوى موازياً لواقعها الذاتي والموضوعي. وفي دراسة الخصائص الجمالية وأبعادها الدلالية في شعر فدوى توقفت المؤلفة عند جماليات التشكيل بالتراث عبر أربعة أنماط تراثية (الموروث الديني، الموروث الشعبي، الأسطورة، التاريخ) حيث يتم توظيف الموروث (الديني، الشعبي، والأسطورة) في إطار مستويين: أحدهما توظيف جزئي، وثانيهما توظيف كلي.
وهناك أيضا جماليات التشكيل باللون، في إطار محورين: الأول: جماليات الرصد الدلالي للون.. حيث يجلي التناول الإحصائي للحقول الدلالية لـ (اللون) مع تناول فعاليتها في نصوص الشاعرة بدلالتها الإيجابية والسلبية. والثاني: جماليات الفاعلية اللونية.. حيث يكشف التحليل عن الخصوصية اللونية في دلالات الألوان لدى فدوى وعلاقتها بمغزى النص.
وتدرس عبير أبو زيد جماليات التشكيل بالإيقاع عند فدوى طوقان الذي يدور حسب رأيها حول محورين الأول: جماليات الإيقاع العروضي حيث يكشف التناول الإحصائي عن بنى الأوزان الشعرية التي وردت فيها نصوص الشاعرة، ومن ثم الكشف عما تظهره تلك النصوص من هيمنة تشكيل وزني معين أو تواري تشكيل وزني آخر.
ثم يتجاوز البحث جماليات هذا الشكل التقليدي - جماليات الإيقاع العروضي - ويعني بعرض أشكال شعر فدوى الموسيقية المختلفة بوصفها تمهيداً لجماليات الهندسة اللغوية حيث تبرر الكاتبة بالتحليل الخصوصية الإيقاعية في أنماط البنى اللغوية لدى فدوى طوقان، التي تضاف إلى الوزن المختار كما يعني البحث بتجلية العلاقة التي تربط بين الإيقاع ومغزى النص. وجاءت الخاتمة لتجمع ما توصل إليه البحث من رؤى ونتائج، وتقدم أهم الخصائص الفنية في بناء فدوى طوقان للنص الشعري.

للمزيد من مواضيعي