الموضوع: أنا وأنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2021, 11:50 AM   #2


الصورة الرمزية ( حرف )
( حرف ) غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 314
 تاريخ التسجيل :  Feb 2021
 أخر زيارة : 01-01-2022 (07:23 PM)
 المشاركات : 57,702 [ + ]
 التقييم :  144596
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: أنا وأنا


















وأكيد بأنك يا أنا قد جمعتها بكل مرة فيها تذهب
إليها وتعود منها وصولاً للمرة الأخيرة التي بها
كان ختام نهايتها أو لنقل اكتمالها .

هذا صحيح يا أنا . .

جميل ما تفعله بنا الأشياء الجميلة
والأجمل منها ما تفعله بنا الأشياء المحزنة .
هكذا أراها . .
فصلان للمناخ أحدهُما صيف والآخر ربيع
وعلى أن فصل الربيع مُحببٌ للجميع بما فيه من الجمال
ولكنني أستدل بهِ على الحزن لكونه مبللاً ورطباً من سمائه
الماطرة دموعاً إلى أرضهِ المبللة والرطبة بضعفٍ ورقة
وليونة بالمشاعر .
يعاكسهُ فصل الصيف فكأنما هو الفرح الذي يأتينا بضحكتهِ
المُدوية بقهقهتها المسببة لجفاف اللسان والشفاه والحنجرة
ليدعوك بأن ترطبها بجرعة ماء .
لذلك نعم هُما فصلان لغني وفقير
فبعض الأغنياء قُساة وذوي مشاعر جافة والكثير من الفقراء
ذوي قلوب حانية ومشاعر رطبة تتفاعل مع كل رعدٍ وبرق
لتبكي .
وبالعودة لذلك الثري حين يُعطى موهبة القلم
فلا تجدهُ يتغزل مادحاً بما لديه فيحيد بحرفهِ عن رفاهيته
ليبلل الورقة بما يحزُننا .
ولا أذهب بعيداً وأنت يا أنا هُنا . .
كيف تكتُبها غياباً بما غاب منك مُرتحِلاً إليها؟
وكيف تكتب الماضي جدائل شعر من اثنتين وأربع؟
لتزين بها رأس حاضرنا البشع .
كيف تنطقها بلسانها . .
في وقفتِها أمام النافذة فتقول :



وجهكَ وحدود النافذه
أنت أيها الساكن قُبالتي . .
حيث نافذتك مرآة لنافذتي . .
هلا نظرت إلي . .
هلا جعلتني من ضرورة يومك . .
حاجة لا تنتهي . .
كشمس الصباح وقمر المساء . .
ووجهة تمضي إليها لحاجة تشتهي .
وجهُك وحدود النافذة
لوحة أرغبُها كل العمر ثابته . .
لا تُبلى ألوانها . .
ولا تشيخ بهرولة العمر . .
فتُصبح تحفة . .
تكسر كل رقمٍ يحاول شرائها .
لا تُسافر . .
لا تستبدل المكان ولا تمُت . .
قف هُناك وحسب . .
وكن جماداً . .
تمثالاً من حجر . .
ودعني من رمادِك أشعل جمرتي .
أنظر . .
أسقط عينيك في بئري . .
حتى تهوي بكاملك داخلي . .
كما الحسد . .
ولن أقرأ عليك ما يطردك أو يُبطلك .
أحبك علة بِلا سبب . .
أصارع فيها غياب نافذتك . .
بل سأدعو وأفعل ما يجب . .
ما يُبقيك مُحتلاً هذا الجسد .
أنظر . .
وأنظر كيفما تشاء أن يكون النظر . .
بأمنية ورغبة ظفرٍ يخدُش جلد الخجل . .
وخذ كل الوقت المُتاح على معصمك . .
وذاك المشنوق على جدار غرفتك . .
خذه كُله . .
فلن يكفيك أن تبلغ به بدايتي معك .
وأذكر من قلمك قوله في عينيها
حين تملكه الحسد لمبرد الكحل
فأراد أن ينوب عنه بسائله الأسود
يخُط حدودها دون أن يهز شعرة من رمشها فتسقط
حين يسقطُ قولك فيها :






في عينيكِ . .
سوف أبحر . .
سأتجاوز غشامتي في العوم . .
ورهبة الأعماق . .
وخوفي من الغرق .
وسأواجه بشجاعة . .
كل الأسنان الحادة . .
وكل الأشواك المسمومة . .
وسأكون المنتصر بِلا ذرة شكٍ . .
في إحتمالية الهزيمة أو التعادل .
سأكون لها قرصاناً . .
من كل ةثنتين فقد واحدة . .
يحمل سيفاً عن الرؤوس . .
لا يتردد ثانية واحده .

ولا أذكر سوى ما ينطقه الطفل المتلعثم
عنها حين صنعت منها مأدبة عشاء فقلت :


مأدبة عشاء
في بذرتكِ الثائرة
صبي شقي
وصبية عضاضة
ونبض أعمى
يجذب موسم الجراد
لنصركِ الأخضر .
هيا . .
ازرعي بهذهِ المدفئة
زهرتكِ الحمراء
اسقيها وقوداً
يفجعُها شهقة الحياة .
اتخذي مكاناً
يعرفكِ حُلماً ويقظة
اتخذي وضعاً
تشتهيه لوحة ولون
اتكئي ذاكرة
تعتصر بيض الوسائد حضانة
حتى تبصق الريش دون رفرفة
وتقيئي آهتكِ تبغة مسمومة
تبسط الدفء حيث تسكنه .
أقول ما أذكرهُ ولكنها بلسانك سوف تُزهر
حتى بظلمة ليلةٍ لا شمس تُناديها لتُقبل .

أرأيت يا أنا ؟. .
كيف لنا أن نحيل اليابسة لمُحيطٍ فنُبحر .
فدعنا نُبحر
أنا وأنت يا أنا
نقود الأشرعة ونُبحر
لا حاجة للمجداف والدفة
دع رياح خولة تقودنا
هي تعرف كيف تكون عاصفة
ومتى تكون نسمة
وتعرف إلى أين تأخذنا .
دعني أكون الإبرة والخيط لليلتنا



وأنت يا أنا تحيك لها ما ترتديه لسهرتنا
فإن قلت أنا تنام بجواره
تقول يا أنا

غريباً أمرهُ
كيف حين ينتهي منها
يُدير ظهره بعيداً عن كل مافيها
كيف يجعل من شِقهِ الأيمن أو الأيسر
سداً يحتجز الماء وما يجلبهُ .

وإن قلت أنا
شيئاً شاهق
تقول يا أنا

مبانٍ بالسماء شاهقة
وكرامة وأخلاق في الأرض غائرة
وإن قلت أنا
حباً يتدارا
تقول يا أنا
أعلم أنك تحُبني ولكنك تُداريه
فصنع له خماراً أو حجاباً
أو سوراً مثل ذاك العظيم
مهما فعلت
ستظل مفضوحاً كُلما وقعت عيني عليك .

وإن قلت أنا
عن الماضي
تقول يا أنا

شيء قديم قد عاد ليلة البارحة
يحمل بين يديه طِفلاً
والطفل يحمل هندولاً وهدهدة
في عينيه دمعة
تجعل من المُحيط غرفة ملعقة .

وأقول أنا وتقول أنت يا أنا
حتى أقول دعنا نودع المكان
وآخر ما تزفر به ليلتنا ونُغادر

فتقول يا أنا

فلنُغادر إذن يا أنا





ِ





































 
التعديل الأخير تم بواسطة ( حرف ) ; 04-01-2021 الساعة 11:28 PM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47