رد: ساحة حرب
،
هَل لكِ أن تحنّي عليّ بِمعطف واحد ، حتى وإن كانَ مهتراً فقد اقشعرَ جلد كتابتِي وَ مسّ قلمِي
بَرد النحيب وَ لم يعُد يستهوينِي أن يقرأ لِي أحدهم ، حتى وإن كانَ صديقي ، هذه العبارة تذكرنِي
في كُل من حاولوا أن يتسللوا إلى دفترِي الخاص ، أوراقي التي لا أقوَى أنا على قراءتهَا ، يظنون
أنهم يملكون مفتاح يفرج عن كل ما قيدته ، لا يدركون أني استأذنتُ من هوَ أقرب منهم كي يهديني مساحة من كف يده ، لا أكثر ، لا أكثر والله لعلهُ يقول : هذه فطرتكِ وَ هذا ما جُبلتُ عليه !
لكنه كان أبعد من أملِي بِشفاء ، كانَ أعمق من غصة يـا مريم ؟
تقبليني هذه اللحظة فأنتِ تعرفينَ أن سُقيا ترمِي فتاتها لعصافير نبضكم وتختفِي ، على غير رغبة منها ، لكنها بخيلة
لا ترخِي دموعها لمن هبّ ودَب ، لكنهم اغتالوا مسامَ خدها بِما تملكه من الدمع ، وكيف نواسي أنفسنا بِغيرها ؟
نحن لا نملك قلوباً ، إنما هي صخوراً تتعرَى وَ تترسّب ثم تعيد تشكيلها في كُل مرة .
علنا نعلل ما تشرَد منَا ، وما استباح حرمة الصمت في كلماتنا ، لعلي من حُرقة سارت إلى سطوركِ أدفِن خيبة أسبوعِي
وأبتسم صدفة الليلة التي استطاعت أن تهوي بِي لقاع فقدٍ عجزت أن أوقف قلمِي عندَ لانهاياته ، كَأنني أفتعل طقساً خاصاً لِأبوح
بهِ .
هادئَة أنا ، هاربَة لكنِي حُرة ، هكذا ظنّنت وكل الأجنحة مبتورة ، ومنذ متى اعتلت الظنون على الحقائق ؟
هادِئون لكننا لسنا أحرار ، وهذا الهدوء من كثرة المقاومة ، كأننا تخدرنا مع كثرة المحاولة ، ونصيبنا في الحُرية : لا شيء .
يؤسفنِي أن نغطي ثغرة الخيباتِ بِالتسويف ، وَ نلمّ كسورنا بِ خواطر مكسورة إن مسَها أحدهم جرحناهُ .
فلكل شيء ثمن ، وثمن حضوري هذه الليلة : بلاء .
أيعقل أن يعتبر أحدهم قلمه بلاء ؟
أيعقل أن يخاف كاتب على قارئه؟
|