عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-05-2021, 09:44 AM
سليدا غير متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]
Awards Showcase
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1345 يوم
 أخر زيارة : 02-06-2023 (10:23 PM)
 المشاركات : 69,959 [ + ]
 التقييم : 267128
 معدل التقييم : سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute سليدا has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي علاج المصائب بسبعة أشياء !



علاج المصائب بسبعة أشياء



علاج المصائب بسبعة أشياء


الأول :
أن يعلم بأن الدُّنْيَا دار ابَتلاء وكرب لا يرجى منه راحة فِي الدُّنْيَا
مهما طال العمر ومهما اجتمَعَ للإنسان فيها من أسباب الغنى والثروة
وسواء فِي ذَلِكَ الصعاليك والمماليك والملوك فلَقَدْ أودع الله فِي كُلّ نفس ما شغلها .
ولو أن الإِنْسَان عرف قدر الدُّنْيَا وما طبعت عَلَيْهِ من الكدر والانكاد والمصائب
والأحزان وعرف أن ما فيها محض خداع وسراب ،
بقيعة يحسبه الظمآن ماء حَتَّى إِذَا جاءه لم يجده شيئًا واستعان بما وهبه الله
من نور الدين وقصر أمله لما آثرت فيه المصائب بإذن الله لأن قوة الإِيمَان بِاللهِ وقضائه
وقدره يثمران الهدى وَالطُّمَأْنِينَة والرضي بما قسم وقدر .

الثاني :

أن يعلم أن المصيبة ثابتة .

الثالث :
أن يقدر وجود ما هُوَ أكثر من تلك المصيبة .


الرابع :

النظر فِي حال من ابتلي بمثل هَذَا البَلاء فَإِنَّ التأسي راحة
عظيمة يخفف الحزن أَوْ يزيله بالكلية .
قَالَتْ الخنساء :
وَلَوْلا كَثْرَةُ الْبَاكِينَ حَوْلِي
( عَلَى إِخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي )
وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِنْ
( أَعَزِي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأسِي )

الخامس :

مِمَّا يهون المصائب ويخففها ويبعث الإِنْسَان على حمد الله وشكره وينفي
هموم الدُّنْيَا وغمومها النظر والتفكر والاعتبار فيمن هم أعظم مصيبة منك
وانظر حالتك بعد زيارتك للمقبرة ، وانظر فيمن قبر ومن سيقبر وحالتك
بعد ما تمر بالسجن وتَرَى المعذبين فيه بأنواع الْعَذَاب.

كما قَالَ بَعْضُهُمْ
واصفا للسجن ببغداد :
مَحَلُّ بِهِ تَهْفُو الْقُلُوبُ مِن الأَسَى

( فَإِنْ زُرْتَهُ فَارْبُطْ عَلَى الْقَلْبِ بَالْيَدِ )
وانظر حالتك إِذَا دخلت المستشفيات ورَأَيْت الباكين والَّذِي يئن
والَّذِي تحت العملية لقطع عضو أَوْ نحوه ، وسائر أنواع البلايا تجدك إن
كنت ممن وفقه الله مكثرًا لحمد الله وشكره حيث عَافَاكَ مِمَّا تَرَى وتسمَعَ .
وَكَمْ من إنسان أتى لعلاج بسيط فَلَمَّا رأى ما فِي الإسعاف ، ومن تحت العمليات ومن يئن ومن يجر ليغسل ومن قَدْ مَاتَ ،
ومن يعمل لكسوره الجبس ، خَرَجَ يحمد الله ورأى أنه ما فيه شَيْء يوجب العلاج .
السادس :

رجَاءَ الخلف إن كَانَ من مضى يصح عَنْهُ الخلف كالولد والزوجة.
قِيْل للقمان :
ماتت زوجتك . قَالَ : تجدد فراشي .

السابع :


طلب الأجر بالصبر فِي فضائله وثواب الصابرين وسرورهم فِي صبرهم
فَإِنَّ ترقى إِلَى مقام الرِّضَا فهو الغاية .
ومِمَّا يسلى ويسهل المصائب ويجلب الصبر بإذن الله أن يعلم أن تشديد البَلاء يخص الأخيار ،
ولهَذَا لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي النَّاس أشد بَلاء ؟
قَالَ :
« الأَنْبِيَاء ثُمَّ الأمثل فالأمثل يبتلى النَّاس عَلَى قَدْرِ دينهم فمن ثَخُنَ دينه اشتد بلاءه ،
ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه ، وإن الرجل ليصبه البَلاء حَتَّى يمشى على الأَرْض ما عَلَيْهِ خطيئة » .
رَوَاهُ ابن حبان ،
ومنها أن يعلم أنه مملوك لله ولَيْسَ للملوك فِي نَفْسهُ شَيْء ، ومنها أن يعلم أن
هَذَا الواقع وقع برضى السيد فيرضى بما رَضِيَ به سيده ومولاه وَهُوَ الله جَلَّ وَعَلا
رضينا به ربًا وبالإسلام دينا وبمُحَمَّدٍ رسولاً .
قَالَ بَعْضهمْ :
اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرَ مُخَلَّدِ
فَإِذَا ذَكَرْتَ مُصِيبَةً تَسْلُو بِهَا
فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيّ مُحَمَّدِ
آخر : لا تَيْأَسَنَّ إِذَا مَا الأَمْرُ ضِقْتَ به
ذَرْعاً ونَمْ مُسْتَريحاً خَالِي الْبَالِ
مَا بَيْنَ رَقْدَةِ عَيْن وانتبَاهَتِهَا
يُقَلَّبُ الدَّهْرُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالِ
ومن فَوَائِد المصائب والصبر عَلَيْهَا
ما أجراه الله على الإِنْسَان مِمَّا يكرهه
ما يعتاضه من الارتياض بنوائب عصره ويستفيده من استحكام الرأي
والعقل بالتجارب ببَلاء دهره فيقوى عقله ويحصف رأيه بأذن الله ويكمل
بأدنى شدته ورخائه ويتعظ بحالتي عفوه وبلائه .
وأقل ما يؤتاه المُؤْمِن فِي المصائب الصبر الَّذِي يخفف وقعها على النفس وأكثره
رحمة الله التي بها تتحول النقمة إِلَى نعمة بما يستفيد منه الاختبار والتمحيص وكمال العبرة والتهذيب .
وقَدْ يبتلي الله المُؤْمِن ويمتحن صبره فتعطيه قوة إيمانه من الرجَاءَ ما تخالط
حلاوته مرارة المصيبة حَتَّى تغلبها وقَدْ يأنس بالمصيبة لعظم رجائه وصبره
وذا وإن كَانَ نادرًا فهو واقع حاصل .
قَالَ بَعْضهمْ :
تَ
عَوَّدْتُ مَسَّ الضُّرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ
وَمَلَّ طَبِيبِي جَانِبِي وَالْعَوَائِدُ

آخر : وَوَسَّعَ صَدْرِي للأَذَى كَثْرَةَ الأَذَى
وَكَانَ قَدِيمًا قَدْ يَضِيقُ بِهِ صَدْرِي
ومنها أن يختبر أمور زمانه وينتبه على إصلاح شأنه فلا يغتر برخاء ولا يطمَعَ
فِي استواء ولا يؤمل بقاء الدُّنْيَا على حالة فَإِنَّ من عرف الدُّنْيَا وخبر
أحوالها هان عَلَيْهِ بؤسها ونعيمها ،
ولولا ما قدره الله من الحوادث والنوائب لم يعرف صبر الكرام ولا جزع للئام .
فإذا ظفر المصاب
بأحد هَذِهِ الأسباب تخففت بإذن الله عَنْهُ أحزانه ،
وتسهلت عَلَيْهِ أشجانه فصار سريع النسيان للمصائب ، قليل الجزع
حسن الصبر والتجمل عَنْدَ المصائب .
اللهم اجعلنا في سلك حزبك المفلحين ، واجعلنا من عبادك المخلصين
وآمنا يوم الفزع الأكبر يوم الدين ، واحشرنا مع الذين أنعمت عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : علاج المصائب بسبعة أشياء !     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : سليدا





 توقيع : سليدا




سَلَيْدا تُبْدعُ الإخْراجَ فَنًّا...عَلَى يَدِها الجَمالُ زَها وناما

شكرا لشاعرنا الفاضل والغالي / محمد القصاب على هالاهداء





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47