عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-02-2021, 02:44 PM
سوار العمر
برفان أنثى غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
Awards Showcase
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 550
 تاريخ التسجيل : Nov 2021
 فترة الأقامة : 881 يوم
 أخر زيارة : 06-07-2022 (10:11 PM)
 الإقامة : حيثُ تمطر ..!
 المشاركات : 5,929 [ + ]
 التقييم : 26861
 معدل التقييم : برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute برفان أنثى has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي لماذا يقل المتميزون فينا



كثيراً ما أتساءل لماذا يكاد التميز يغيب عن حياتنا
فأغلب من لاقيت لا يعدو أن يكون نسخة مكررة
تكراراً سمجاً مملاً من غيره، إلا من رحم الله تعالى!
لماذا يرضى الكثيرون بأن يعيدوا إنتاج تجارب غيرهم
ويقنعوا بأن يعيشوا في الظل ليمارسوا حياة روتينية
ضاربة في التقليدية والسأم؟!
والتقليد صار سمة بارزة في كل المجالات
في سياستنا وإعلامنا، وفي علومنا وآدابنا
وفي بيوتنا وشوارعنا، وفي أسواقنا وأماكن عملنا.
فما إن يأتي أحد بفكرة جديدة
حتى يسارع الكثيرون لتقليدها دون أن يكلفوا
أنفسهم عناء البحث عن التجديد والتميز!
فأكثر الناس يسير بروح القطيع، ويخوض مع الخائضين
دون أن يكلف نفسه مشقة صعود الجبال وركوب الصعاب!
والسؤال الذي يؤرقني: لماذا يقل المتميزون
في مجتمعنا على نحو ملحوظ إذا قورن بغيره
من المجتمعات التي بلغت شأواً بعيداً في الحضارة والتقدم؟
لا شك أن هناك أسباباً تكمن خلف هذا الافتقار الشديد إلى التميز.
أول هذه الأسباب وأعظمها في رأيي
يكمن في ثقافتنا المجتمعية، فنحن قوم لا نعلي
في أدبياتنا من قيمة العمل، وأكبر دليل على ذلك
أن تجد آلاف الشباب العاطلين عن العمل
ليس لأنهم لم يجدوا عملاً، ولكن لأنهم لم يجدوا
عملاً ينسجم مع رغباتهم ويتفق مع مجال تخصصهم.
مع أن كثيراً من الشعوب قد تجاوزت
هذه الفلسفة التي لا طائل من ورائها
فصار من المعتاد أن تجد فيها سائق تاكسي
يحمل شهادة ماجستير أو خريجاً جامعياً عاملاً في مطعم
أما نحن فما زلنا نعتبر ذلك عيباً
وسُبّة اجتماعية عند كثير منا!
لذا فضل الكثيرون العطالة على العمل!
فلا تستغرب إن وجدت شاباً يعتمد على أبيه
أو إخوته بعد تخرجه لعدة سنوات
ويكون الفراغ الذي يعانيه دافعاً للانحراف والضياع
وهكذا تهدر بلادنا كل يوم طاقات
كان يمكن أن تسخرها في التنمية والإعمار!
وحتى الذين يعملون في وظائف لا تجدهم
يقدرون قيمة العمل، فيهدرون الوقت،
دون مراعاة للمهام الموكلة إليهم بطبيعة وظائفهم
التي يتقاضون عليها أجوراً، فصار أمراً معتاداً
أن تجد أغلب الموظفين قد خرجوا
أثناء ساعات الدوام الرسمية بحجة المشاركة
في عزاء والد زميلهم أو زميلتهم،
فيفعلون المستحب ويتركون الواجب الذي تتعطل
بتركه مصالح الناس، مع أن هذا العزاء
يمكن أن يُقدّم بعد ساعات العمل!
وحتى الذي يلتزم بالدوام الرسمي تجده
يضيع الوقت في وجبة الإفطار وشرب الشاي
وقراءة الصحف اليومية وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي
وتجاذب أطراف الحديث مع زملائه!
حتى إن بعض الدراسات تشير إلى أن متوسط
عمل الموظف في اليوم لا يتجاوز نصف ساعة
(كما أشار إلى ذلك الزميل جمال فقيري
في عموده (إلى العلا) بصحيفة المحرر)!
فيتناسى هؤلاء أن إتقان العمل وإحسانه من صميم الدين
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الله كتب الإحسان على كل شيء)
وقوله عليه الصلاة والسلام:
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
وحتى الوظائف في غالبها لا تفضي إلى تطوير
مقدرات الموظفين وتفجير طاقاتهم
ولا تكسبهم مهارات تُذكر، فتكون المحصلة:
موظف يؤدي مهامه بروتين قاتل وآلية رتيبة
دون إبداع أو إجادة!
كما أننا شعب لا يقدر أهمية الوقت إلا من رحم
ولا قيمة له بالنسبة إلينا؛ إذ أننا ننفقه بسخاء
في ما لا طائل من ورائه، فهو أرخص شيء
بالنسبة إلى كثيرين منا، مع أن العناية بالوقت
مما حث عليه ديننا الحنيف.
وبما أننا لا نهتم بالوقت فقد عُرف عنا التأخير
في المواعيد والحضور بعد فوات الأوان!
ومن الأسباب أيضاً: البيئة الاجتماعية المثبطة
التي تحارب الجديد، ولا تشجع الابتكار والتميز
البيئة التي تلجأ إلى أقصر الطرق،
وهو التقليد الأعمى والتكرار الممجوج!
ومن الأسباب: افتقار البلاد إلى جهات ترعى المواهب والإبداعات
، وتنمي المهارات، وتشجع البحث العلمي
مع أن هذه الجهات تمثل القاعدة
التي نهضت عليها كثير من الدول التي انتشرت
في جميع أنحائها مراكز تتبنى الإبداعات
وتشجع المواهب وتوظف الطاقات لخدمة الوطن
وتجزل العطاء للباحثين.
حتى إن بعض الدول قد يصل فيها عائد البحث
المفيد للمجتمع خمسين ألف دولار
فلا تتملكك الدهشة إن التقيت فيها بباحث
وصل عدد بحوثه ثلاثة آلاف أو يزيد!
وإني لأتساءل: هناك آلاف من المتميزين أكاديمياً
بما فيهم أوائل الشهادة والموهوبين والمبدعين
الذين التقينا بهم في المدارس والجامعات
والمناسبات الاجتماعية: ما هو مصيرهم
وما هو تأثيرهم؟ لا شك أن كثيراً منهم
استسلم لثقافة المجتمع وذاب في البيئة المحبطة
بدليل أننا لا نلمس لهم أثراً حقيقياً على أرض الواقع!
ما لم نغير من ثقافتنا التي لا تقيم العمل
وبيئتنا المثبطة للإبداع والتميز ونهتم بالبحوث
والدراسات الجادة، فسنظل قابعين في
ذيل الأمم وهامش الحضارات.
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : لماذا يقل المتميزون فينا     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : برفان أنثى






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47