...أعضِدُ-سيدتي الكريمة القديرة
شمس-على رأيِكِ الذي جَنحتِ إليه في فكر وإرث الأستاذ الكبير
الدكتور طه حسين-رحمه الله وغفرَ لنا وله-الذي ملأ الدنيا جَلَبَةً في حياته وأسالَ حبراً كثيراً بعد مماته..!!
...ولا يَخفى على النقاد المتابعين مَسَارَ فِكر الرجل الذي بسَطه-في دنيا الأدب والنقد-على أسس المدرسة الفرنسية الفكرية الأدبية النقدية المعاصِرة التي تتبنى (
منهجَ الشكِّ الاستقرائي ) في تحليل القضايا ومناقشة الأفكار والاستدلال عليها...
...وقد جَرّه ذلكَ-كما نعلم يَقيناً-إلى نَزَقٍ فكريٍّ عجيبٍ،راحَ يستميتُ في عرضهِ بصلابةٍ وسْطَ زوابعَ من النقد الهادئِ والصاخبِ معاً..!!
...ولعلكِ-قديرتَنا الكريمة شمس-تعرفين ما أثارهُ فكرٌ الرجل،خصوصاً طروحاته التي ضمَّنَها كتابيْهِ المُثيريْن (
في الشعر الجاهلي ) و (
مستقبل الثقافة في مصرَ )..!!
...لذا توقفَ كثيرون أمام قصة (
عِمادَتِهِ للأدب العربي المعاصر ) في تحفُّظٍ وتَجَوُّزٍ..!!
...ومع هذا..وبالرغم من هذا..فلا يجرمننا شنآنُ فِكْرِهِ في أن نقولَ-في موْضوعيةٍ وإنصافٍ-ما قاله النُّقّادُ المنصفون :
إنَّ أسلوبَ الرجلِ منسابٌ رائق عذب،وأداؤهُ الأدبي والإبداعي جدُّ جذابٍ ورصين،وهو-في أسلوبه-من أجلِّ الأدباء الذين يُحببون لكَ العربيةَ في بيانها ورنينها وموسيقاها..وهو بين أقران عصره-ك
الأستاذ العقاد و
الأستاذ الرافعي-قد يُدانيهم أو يُساويهم،ويستحيلُ أن يتقدمَ عليهم..!!
...بل إن كثيراً من النقَدَةِ وأهل الفكر عندما يُوازنون بينه وبين الأستاذ العقاد-من الناحية العلمية والرصيد المعرفي والمَوْسوعي-يجدونَ العقَّادَ أعمقَ فِكراً وأغزرَ مادةً وأقومَ قيلاً،وبعضُهُمْ قال : إنَّ الموازنةَ المجردةَ تخدِشُ قدْرَ العقاد..!!
...ودون غمطٍ لمكانة الدكتور طَهَ الأدبية،فقد قالوا : إنه واحدٌ من الأعمدة التي صنعتِ الحياة الأدبية والنقدية في القرن الماضي..وحسبُهُ هذا..!!
...وإنما ما يَعنينا هنا-سيدتي-هو ما ذكرتُ من إماطة اللثام عن هذا المظهر الجميل السامق من (
أدب الخلاف ) في عزِّ معارك الدكتور طهَ الأدبية مع الأستاذ العقاد وثلةٍ من أدباء العصر،عَلَّنَا نعود منه بقبَسٍ أو نجد على ناره هُدَى..!!
...أسعدتني كثيراً كثيراً مداخلتُكِ الخاطفة حول فكر الدكتور طه..وأدب الدكتور طه..وأشرُفُ دائما بتواجدكِ في باحة متصفَّحي المتواضع..ودمتِ آلِقَةً...