المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل من الشرق

على لسان المفجوعة فقدًا , البنفسج

فقدتُكَ : يا أخي , والفقدُ موجعْ
وتبقىٰ رحمةُ الرحمٰنِ , أوسعْ.!

فقدتُكَ : يَا سَحَابًا فِيَّ يهمي
ويَا وَجْهًا له الخلَّاقُ أبدَعْ.!

فقدتُكَ : يا أرقَّ الأهلِ قلبًا
ويا صبحًا قُبَيْلَ الصبحِ يطلَعْ.!

فقدتُكَ : كيف أسلو بعد فقدٍ
عليه القلبُ كالعينينِ يدمَعْ.؟!

فقدتُكَ : لا سبيلَ إلى مراحٍ
فقد مات المُوَدَّعُ , والمُوَدِّعْ.!

...



لأول مرة أقف على ضفة فقد البنفسج
صامتًا ما بين قوة حرفها وحزنها المتقد
وكما عودتنا على الإتيان بكل ما هو رفيع
كانت هنا مختلفة وهي تجر عربة أيامها
المثقلة بمتقلبات الحياة ومرارة الفقد
وقبل أن تشرع في سرد أحزانها
قدمت شكرها وامتنانها لأخواتها وإخوتها
وإنه لدليل واضح على نبتتها الطيبة
وشمائلها العظيمة وهذا من فضل الله عليها

القصيدة جمرة ملتهبة
كتبتها بمدامع عينيها قبل حبر القلم
وخطتها على ضلوعها قبل سطور الورق
بكت فأبكت الجميع وإننا كدنا أن نسمع
حشرجات صوتها الباكي في كل جملة
ومعنى وكأنها تقول
" غَيْرَ أَنِّيْ بَكَيْتُ بَيْنِيْ , وَبَيْنِيْ
فَوْقَ مَا قِيْلَ : عَظَّمَ اللهُ أَجْرَكْ.!"

وكفى بالفقد أن يفعل بها كل هذا

البنفسج ترثي أخاها
مشهد يجسد لنا الخنساء وهي تبكي أخاها صخرا في أعظم مراثيها له
وسامحنا الله إذ نطرب على حسابات وجعها
لكنه الجمال ولا مفر منه.

فقدت جناحيها منذ سنوات
والآن تفقد عينيها أواه أواه أواه على البنفسج
وهي تحدثنا عن هذا الفقد الذي لفها كما يلف
السوار المعصم ولكنها في ضيافة الله
ولابد أن تتسلح بالصبر والشكر والحمد
حتى تدخل تحت قوله تعالى
وبشر الصابرين.


أيتها البنفسج

خبئي حزنك في أدراج قلبك العامر بالله
وامضي قدمًا وعاودي الحياة مرة أخرى
وحين تكونين في خلوة مع الله
بثي إليه كل آلامك وأحزانك فهو أرحم
بك من كل العالمين

ثبت الله قلبك
وأنار بصيرتك
ورحم أخاك رحمة الأبرار
وأسكنه الفردوس الأعلى
وجعل كتابه في عليين
ومتعه بالنظر إلى وجهه الكريم
وألهمك الصبر والسلوان انه على كل شيء قدير
واعلمي أن قلوبنا معك تلهث لك بالدعاء
فلقد عرفناك أختا فاضلة وأديبة راقية

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

أخوك رجل من الشرق

‏