عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2020, 02:12 AM   #2
وه


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 04-05-2024 (09:49 AM)
 المشاركات : 38,522 [ + ]
 التقييم :  105964
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي أحضان الحُب




2

أحضان الحُب

اهتديت لأحضان الحُب دون أن أنتبه لما سيأتي في آخر الممر. كل الدنيا كانت تركض خلفي حتى النمل، حتى الخريف الذي ادخرته الطيور. لم أكن على يقين أنني سأشتري حظاً أوسع من قائمة أوجاعي التي مضت. خبأتُ المساء بإبطي لأدخل موسوعة المهربين للأشياء الممنوعة! كيف تخبيء مساءً يشاركك فيه العشّاق والحيارى، والمحزونين؟ لقد حرمت الجميع بسرقتك ليلهم، ونسكهم، وزهدهم الكبير. وقفتُ على قرية جديدة للتو ارشدني إليها الحظ. لم أك أعلم ما الذي بانتظاري في حواريها. كل ما أعلمه أنني خافت القلب، مكسور الضمير، ضعيف الإيمان بحبٍ ناضج، وحالةٍ ميسور حالها. الوديان الضخمة تلتهم ترابها إذا تأخرت عليها السيول والأمطار. وكنت أنا بانتظار ما يلتهمني رملةً حلال، لم تعرف المطر، ولا عاشت مآسي السيول!
تلاقحت أشجارنا، وكانت الرياح أكثر تأبيراً. ظلت النخلة واقفة بشموخ، وارتضينا ظلال الحياة. حضر الجميع في ابتهاجه، وكانت الأعلاف الخضراء تنبهنا لولادةٍ جديدةٍ من رحم الأرض المباركة.بعدها انتهزنا الأمل لخراجٍ يصالحنا مع الوحدة، ويشرع في ترجمة حلم اثنين لا يعرفان وادياً غير صدورهم. وأعلن الأطباء عن خللٍ طبيٍّ قد يزعج الدنيا التي أنام بها، والأرض التي أمطرتُ داخلها أكثر من ألف مرة ولم تصلي غير صلاة الاستسقاء. انتبهنا للقدر، فأخذهما معاً.. وبقيتُ وحدي على ظهر الوادي، أراقب القرية عن كثب. كل شيء يموت حتى الرياح لا تستطيع الخلاص من الموت ...



 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47