الفقد
حكايةُ ميِّتَينِ
أحدهما قد مات
والآخر : يموتُ كلَّ لحظة.!
...


قولوا
لـِ مَن كَ البَدرِ شَعَّ بـِ قَبرِهـِ
والقَبرُ عانَقَ فيهِ لَيلَةَ قَدرِهـِ

قولوا لَهُ
لا شيءَ إلَّا أنَّني
أحتاجُ طَلَّتَهُ ، وضِحكَةَ ثَغْرِهـِ

أحتاجُهُ حَقلًا نَدِيًّا ، في دمي
لـِ أشُمَّ في جَسَدِي رَوائِحَ زَهْرِهـِ

أحتاجُهُ فوق الشوارعِ قادِمًا
كَ غمامةٍ ، كي أرتمي في طهرِهـِ

أحتاجُهُ يوماً يـَ مُرُّ بـِ ناظِري
لـِ يرى مكاني بعد فَجوَةِ هَجرِهـِ

نِعمَ الفَتىٰ ما عَقَّ يومًا أهلَهُ
ويـُ رَى كبيرًا رُغمَ فارِقِ عُمرِهـِ

ياليتني أصبحتُ يومَ وداعِهِ
كَفَنًا لَهُ ، أو شَعْرَةً في صَدرِهـِ

...

أُمنية مستحيلة

قُلْنَا لِمَوتِكَ , دَعْهُ, فوقَ فِرَاشِهِ
لٰكنَّ مَوْتَكَ , لَا يَرَىٰ , لَا يَسْمَعُ.!

يَا مَوْتُ .....
وَامْتَدَّتْ حِبَالُ رَجَائِنَا
فِإِذَا المَنِيَّةُ كُلَّ حَبْلٍ تَقْطَعُ.!

شِئْنَاكَ فِيْ الدنيا , لِأَجْلِ قُلُوْبِنَا
وَاللهُ_شَاءَكَ للنَّعِيْمِ , فَشَيَّعُوٰا.!

وَمَضَيْتَ : مَا مِنْ عِلَّةٍ , وَمَرَارَةٍ
إلَّا اسْتَقَامَتْ, عِنْدَ رَبِّكَ تَشْفَعُ.!
‎
...

بعد الوداعِ

خَلا البَيتُ من وجهكَ الباسمِ
ومِن صَوتِكَ الدَّافئ ، النَّاعمِ

وما عُدتَ تَدخُلُ من بابهِ
أنِيقًا .. كَ ضَوءِ الضُّحى الحالمِ

ولا لَومـَ .. إنْ خَرَّ من سقفِهِ
فَقَد غابَ عَنه الفَتَىٰ الحاتِمِي

ونَحنُ كما نَحنُ في فَقدِهـِ
نُقِيمُ علىٰ جُرحِنا الدَّائمِ..!
...

حين يرتطم العيد بالفقد
..

‏مَرَّ بي العِيدُ , ولا حلوى معي
كنتُ مشغولاً بـِ كَفِّ الأدمُعِ

أتَّقي بـِ الصَّمتِ دنيايَ التي
حاصَرتني بـِ المُصابِ المُوجِعِ

إنَّني بـِ الضَّبطِ كَ الموتى , ولي
ألفُ قبرٍ فوقَ سَطحِ الأضلُعِ

ماتَ أغلى النّاسِ فـَ اشتَدَّ الأسى
وانطفت عيني , ومصباحُ الوَعِي

...

دعوة..
اللهم ارحم موتانا
وموتى المسلمين جميعًا
إنك على كل شيء قدير