الموضوع: رواية الوهم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-02-2023, 11:19 PM
نديم الحرف غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 889
 تاريخ التسجيل : Aug 2023
 فترة الأقامة : 280 يوم
 أخر زيارة : 12-23-2023 (12:46 AM)
 المشاركات : 3,623 [ + ]
 التقييم : 6677
 معدل التقييم : نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute نديم الحرف has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي رواية الوهم













.لم يكن يبحث عن شيء..

و لم يكن بالتأكيد يبحث عنها..

فلم يكن هناك نبض في القلب الفاقد للحياة...

كان يئن.. من نزيف أوردته التي لم تتوقف عن سكب دمائه خارج أسوار الحياة...

كان خائر القوى.. يبحث عن ركن مظلم يحط رحال سفره الطويل فيه..

كان ينوى مواصلة مشواره في الهروب الى خارج حدود الزمان..

خارج مساحات المكان..

كان يبحث عن عوالم اللاشعور..


لأن الشعور أصبح يحرق كل كيانه..


ركض حتى بعدت المسافات..

و ظن أنه يستطيع أن يتكئ على أطراف الذهول.. ليكمل نزفه.. حتى آخر قطرة..

و عندما توسد السكون.. و التحف الظلام.. و استسلم لأقداره..

تفاجأ بوميض يشعل الأنوار من حوله..

تلفت ..و اذا به يري سطوعا أحال أنوار الشموس الى شمعات ..

غمره ضوؤها .. و لم يستطع أن يتبين حقيقة هذا السطوع..

آنسه سناها.. و لفحته عطورها...

ليست شمسا و لا قمرا...

فليس للقمر شذى... و ليس للشمس عبير..

أنها شيء مذهل للتصور..

و من كان يتصوّر ..

تعجب من الحدث.. حتى تجاوز كل مساحات الانبهار..

و أطلق تساؤلات تحدت كل معالم خبراته.. و كل ملامح تجاربه..

هل يمكن أن يكون مصدر كل شلالات الأنوار تلك نجمة واحدة؟

أو قمر وحيد؟؟

أو حتى شمس ساطعة؟

لا يمكن..

انها نجمة فاقت كل أنوار الأقمار و الشموس.



و واصل تحديقه في النجمة بارعة الضياء..

كأن شدة وميضها جذبه .. بدلا من أن يجهره..

و تململ في مقعده..


و ظل يرنو إليها بعين سرق الإعجاب منها نورها.. حتى انضم الى أنوار النجمة..

وأحس أنه مجرد من كل القدرات للقيام بأي عمل.. سوى التحديق فيها..

و هفت نفسه إلي تلك النجمة..

و استغرق في أحلام جميلة..رأى نفسه فيها.. يغتسل بأضوائها..

و ينير كل ظلمات عمره الماضي و الى نهاية العمر..

و استفاق فجأة من حلمه.. على رؤية شبح أحكم قبضته على تلك النجمة.. و خطفها من سماء البهجة.. و غيبها خلف الأفق البعيد..

علم فيما بعد.. أن ذلك الشبح يسميه البشر ممن سكنوا الأرض :ظروفا!

و بذلك اجتمعت ظروفها .. مع الظروف التي وقفت و لازالت أمام أفراحه..


و عاد القلب الكسير الى سباته.. و استسلم مرة أخرى لهمومه..

و أكمل انتظاره للنهاية في ركنه المظلم..


و تقلب على مراتب الألم.. و وسادة الحرمان..


و لم يكن ينتظر .. و لم يكن يتوقع أن يوقظه أحد من سباته الأخير..

و لكنه كان مخطئا..

فلقد عادت النجمة فائقة الحسن مرة أخرى الى سمائه.. و أزاحت كل أستار الظلام مرة أخرى..

و لكنها هذه المرة.. أرسلت له خيوطا ذهبية.. منسوجة بإشعاعها الذهبي..

و بعثت إليه من أعلى سماوات الضياء.. برسالة متوهجة..

أخبرته بكل بهمس ساحر.. أنها استأنست بوهج الدفء المنبعث من ركنه المظلم..

طلبت منه أن يصعد إليها في سماواتها.. و بعثت إليه مراكب من نور..
لتحمله إليها..

تخوف القلب الكسير من الصعود..

فقد نسي مهارة الارتقاء.. بعدما سقط مرة من فوق أعلى جبل..

و لما تأخر عن الصعود...

عادت إليه مرة أخرى.. تطلب منه أن يفسح لها في ركنه المظلم مكانا..

لأنها قررت أن تهبط الى ركنه.. و تشاركه دفأه ..

و لكن القلب عاد مرة أخرى.. الى التردد و القلق..

لم يكن يود أن يضيع ضياؤها في ركنه المظلم..

لم يكن يود أن يحرمها من تاج الضياء.. و صولجان النور..

فتحجّج بضيق المكان..

و ودعها..

و أغمض عينيه .. و أدار لها ظهره كي لا ترى عينيه و ما عجزت عن ايقافه..


و عندما غاب نورها عن سمائه..

فكر.. و لكن للأسف.. بعد فوات الأوان..

أحس أنه قد دق آخر مسمار في نعشه..

و أنه كتم آخر نفس في صدره..

عرف (متأخراََ) أنه أضاع من عالمه بهجة طالما تمناها..

عرف أنه أهدر آخر أمل له .. لكي ينحر كل أحزانه.. و يحيي كل أفراحه..

كم اشتاق للفرح من جديد..

و عندما صادفه الفرح.. أنكر ملامحه...

كم تمنى أن تطيب جراحه..

و عندما وصل الطبيب.. غيّر عنوانه..


لا عليك..

لا تبتأس أيها القلب الكسير..

فقد تعودت على الظلام..

و لا تندم..

فلن ينفعك الندم...



وللرواية العجيبة بقية!!!!

فقد عادت النجمة الى سمائه..

ربما بأنوار أكثر سطوعا من قبل..

عادت إليه مرة أخرى.. لا لتشاركه ركنه.. و لا لتنزل الى كهفه..

عادت إليه.. فقط لتطل عليه من فوق هامات السحب..

عادت الى عالمه.. لتمنحه بعضا من خيوط سناها..

لتهبه بعض الدفء.. عادت إليه..

لتشرق في عالمه.. كما تشرق الشمس في أعالي السماوات..


و نظر إليها..

نظرة الفرح.. بتألقها في سمائه.. و لو من بعيد..

نظرة الفرح التي اختلطت بنظرات الحسرة..

لأنه رغم عودتها.. فإنها لن تستطيع أن تنزل الى ساحاته..

لن تعود الى محاولتها مزاحمته في ركنه المظلم البارد..

و لن تعود الى محاولتها التسلل الى جواره.. فقد أصبح الجوار مستحيلا..

و لن يستطيع هو.. حتى مجرد أن يحلم بتنسم عبيرها..

لن يستطيع أن يرحل الى عالم الخيال.. ليحلم بهدم كل قلاع الظلام..

فالضياء كان أبعد حتى من أحلامه..

لن يستطيع ..

أبدا.

.


رواية الوهم
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : رواية الوهم     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : نديم الحرف






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47