رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
في مجتمع المنتديات, قد ينظر البعض للمعتزل على أنه شخص نرجسي, بيد أن الأمر أبعد ما يكون عن النرجسية, إنما هي عزلة أراد بها كفّ نفسه و سواها عناء التفاسير, فالمنتديات هي انعكاس للساحة الأدبية الكبرى في إسقاطها المصغر, و النفس البشرية تمتعض من سماع الحقيقة, فاخترعت مسمى النقد البناء ليكون أخف وطأة من النقد البحت, و أذكر أني ذات يوم بدأت حديثي إلى أحدهم بمقدمة كانت أطول من الحديث الذي تلاها بكثير, و كل ذلك لأجنب نفسي امتعاض كاتبنا الكبير العبقري, و الذي _ رغم محاولته إظهار سويته الأدبية العليا التي تسمح له بقبول عيوب ما كان من حرف منه_ لم يستطع إلا أن يكون في النهاية هو, هو الذي قدم لي خدمة كبيرة, عرفت فيما بعد أنها كانت من أجمل الخدمات المجانية, و التي جعلتني أقرأ بصمت, و أمر خفيفاً إن مررت, دون أن أتطرق _ إطلاقاً_ للكوارث اللغوية في النصوص التي صادفتني, فلن تغير الناس و هي مؤمنة بأنها امتلكت مفاتيح استعصت على الأصمعي و الفراهيدي و جرير.
عن نفسي, لم أدعِ _ يوماً_ أني عبقري, إنما محب للعربية, أتقبل عيوبي بكل حب, فإنما بعيوبه يتعلم الإنسان, و بأخطائه يتطور, و ما منا من وُلد عليما, فالعالم هو الله, و إنما البشر درجات فيما بينهم و تلك من سنن الحياة.
على الهامش:
تلك الحادثة قديمة, مرّ عليها ما يزيد على 12 سنة, و منذ ذلك الوقت لم أتطرق لنصٍ بتعقيب حقيقي سوى مرة واحدة, إذ إني لم أحتمل _ حينها _ أن تكون الصفاقة من إحداهن لدرجة أن تأتي بقصيدة عمودية فصيحة لشاعر ما, لتقوم بنسخها كما هي مع تغيير شكلها من الشعر إلى النثر و نسبتها لنفسها, و كان الإنكار أشد قبحاً من الجريمة, فأقسمت ألا أعود للنصوص من باب اللغة, إنما مروراً على عجل, يكفي المار و صاحب الدار شر الجدال.
|