إلى أنا
الهالك بقرار غريب
من عابر في بلاد العارفين
إلى الذين لا يريدون علواً ولا تعالي
إلى شمس الصباح المطلة على بحرنا الهائج
من بلاد في كل زقاق من أزقة التاريخ
وجدت لنفسها أول فصول الرُّعب بين فواصل الزمن
وقُيدت على كل بقعة ذات هضابٍ من وهنٍ
حتى ألجمتني وأسكتتني
إلى أنا ونحن وهم
والذين من بعدهم والحاقدون
إن فررتم جميعاً أو فُرادى
لن تقدروا على حمل ما تركتموه من ذنوب
في دهور من قبلُ ومن بعدُ لم تُعَدُّ
أو في بضع سنين اختفت منها قرنفلات وأزاهير يانعات
ثم في زمان لم يعرف فيه الشعر سوى النكبات
وُلدنا دون إرادة في الوجود
في بلادٍ
لم يسمع فيها كهلٌ متهالكٌ غير طلقات البارود
كانت صرحاً من سراب
وحين أتيناها لم نجدها شيئاً منذ الذي كان
أو صبية حين سُرق بيتها
سألت الفارين بصحبتها
والمهاجرين بالخلف والأمام
هل نعود ذات يوم؟
أو ذات حلم؟
أو مع العصافير المهاجرات؟
الى صاحبتي النائمة على سرير الشوق
رغم أشواك المسافات الطِّوال
في بلاد حرَمت عليَّ الدخول
حتى تغنَّت على هسيس صوتها الدافئ
عصافيرُ الشُّرُفاتِ ما أُغلق منها وما فُتح
لا شيء في تلك المدينة لم يوشي بك
حتى الدفاتر القديمة وتذاكر القطارات ومقاعد الباصات
وجديلة طفلة تلهو مع قريناتها بإحدى الحدائق
أراك ساكنة في كل التفاصيل
وأراك ترتيلة لم أسمع مثلها في كل حانة
من بلاد بحثت عما يشبهك فيها
كل معجزات العالم ذهبت
ومع آخر أنبياء المطر
تركت تلك الرسالة
أفق أيها العائد من ملكوت بعيد
قد استحال الرجوع
لن تعود كما تلك الرصاصة الخارجة من فوهة البارود
لستُ كمن تحبَّ
حتى لو ملكتني
!!!!
إلى الصوفيٌّ والشَّهوان
خذ بيدك ما استطعت
قلم .... قرطاس
طاولة مبتلَّةٌ بدموع يائس منتظر

عند مرفأ الحزن المطل على شاطئ التعب
لملم شتاتك ربما تعرف من أنت
نحن المارقون يا سيدي
من سدنة الموت البيضاء
كي نهرب من هجر من خذلونا
ليست لنا تلك السماء
التي ذات ليل جمعتنا
ولا تلك الأرض باتت تسعنا
مؤلم جداً يا هذا
معرفة أن هناك أحدٌ ما ينتظرك
وبينما أنت بين قرارين
أن تذهب أو لا تذهب
وبين هذا وذاك صراط دقيق
إن خانك توازنك
أنت هالك في الحالتين
ستضربك أحلامك من حيث لا تدري
وستطاردك كل السيئات المنسيات
وفي حين تملكك للقرار
ستبقى سياط صمتك كفيلة بجلدك
لن تحتاج لعذاب جديد
مكتوب بين عينيك
الهارب
بينما أنت الغائب في دفاتر الموتى
وكلهم أحياء يرزقون

وختاماً

قنديل وفراشة
لا يجمعهما سوى موت أو احتراق
يحترق القنديل لتدور حوله الفراشة
وتموت الفراشة بلهب الشوق الجميل

ثم آخر

نقطة نظام

ليس كل من امتلك كيبورد وشبكة عنكبوتية بأديب
لا يكفيه مُعرِّفٌ وجوقةٌ من المطبلين
فقط حتى يظل موجود
الانتخاب الطبيعي مطلوب وواجب
هكذا قالها (بوهر)
غير أن لكل قاعدة شواذ
محمد حجر