عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2020, 08:21 PM   #9


الصورة الرمزية فتحي عيسي
فتحي عيسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 05-11-2024 (04:51 AM)
 المشاركات : 231,272 [ + ]
 التقييم :  551168
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~


لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: .../...



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد مشاهدة المشاركة
...صدقتَ أخي المبدع الوضيء فتحي...فما يختلف اثنان دارسان واعيان أن شعرَ أبي الطيب كان-بحقٍّ-طفرةً في رصيد تاريخ الشعر العربي كله..لا لكوْن المتنبي فقط واحداً من أرسخ شعراء الطبقة الرابعة من الفحول الذين طبعوا العصر العباسي ؛ مِمن اصطُلح على تسميتهم بـ ( طبقة المُوَلَّدين أو المُحْدَثِين )-كما يقول البغدادي في خزانة الأدب وغيرُهُ-ولا لأنه استطاع بهدير شعره المادح أن يدفع بالأمير الحمداني سيفِ الدولة ( صاحب حَلب وقتها ) لباحة الذيوع والشهرة،في وقتٍ بالكاد نسمع الآخر عن أمراءَ آخرين كُثُر عاصروا سيفَ الدولة،حتى لقد قال أبو إسحاق الغَزِّيُّ :
لولا أبُو الطَّيِّبِ الكنديُّ ما امْتَلأَتْ ** مَسَامِعُ النَّاس مِنْ مَدْحِ ابْنِ حَمْدَان..!!
...ليس لهذا فقط برز شعرُ المتنبي وطفَا على صدارة القريض في تاريخه الأدبي،بل لأنه فعلاً كانَ كما وصفه ابنُ رشيق القيروانيّ في عبارته المشهورة التي سارت بها الرُّكْبان : (( مَالِئ الدنيا وشاغل الناس..!! )).
...في شعر أبي الطيب-وأنتَ تجُوس أغراضَه،خصوصا الحِكمة-تلمسُ سحراً عجيباً من رصانة الحبكة والجزالة والمتانة التي لا تخلو من فخامة المعنى ومهابة الإيحاء..!!
...شيءٌ مُمَيَّزٌ،تستشعرُهُ ذوائقُنا وإحساساتُنا الشعرية كما لو لم نجده ونحن نقرأ مثلاً لأبي تمام أوالبُحتري أوأبي العتاهية أوأبي نواس أوالشريف الرَّضِي،على جلالة قدْر شِعر هؤلاء الكبار وقد زامنوا عصَرَهُ الأدبي..!!
...كأنما أبو الطيب نسيجٌ وحَدَهُ بين الأقران..تماماً كما لو كان جِرْماً في فَلَكٍ،ما تنفكُّ الأجرامُ الأخرى-مهما زعمت لنفسها إشعاعاً-تدور من حوله وتلتزم مَدَارَه البعيد..!!
...قد يَرى كثيرٌ من النقاد أن شِعرَهُ لا يُعتدُّ به في ( الاستشهاد التأصيلي ) على أصل اللفظة وجِذرها الجزل،وحصروا ذلك في طبقة الفحول الأولى من شعر الجاهليين والمخضرَمين...لِيَكُنْ..!!
...لكنْ من ذا الذي سيُنكر تلك الرّجّة الزَّخَّى،وهي تأخذ بمجامع وجداننا حين نقرأ تلك المطالع التي تُشبه البوارق الساطعة :
كفى بكَ داءً أن ترى الموتَ شافيَّا ** وحَسْبُ المنايا أن يَكُنَّ أمانِيَا..!!
..أو في مطلع لاميَتَه الشامخة :
نُعِدُّ المِشرَفِيَّةَ والعوالي ** وتقتلنا المنونُ بلا قِتَالِ..!!
..أو في ميميته الباذخة :
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ ** وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ..!!
...وأنت هنا-أخي الوضيء-حين ينثالُ حِسُّكَ الشعريُّ إعجاباً وإكباراً لشعر أبي الطيب،فليس هذا الانثيالُ بِدَعاً من الحِسِّ،أو مَثلاً شَروداً،وإنما هو ولاءٌ أدبيٌّ،له ما يُبرره،ولا تُنكرُهُ إلا عيْنٌ رمداءُ،لا تعرفُ عن أبي الطيب المتنبي..ولا عن زخَم شِعرهِ إلا الاسمَ والرسم..!!
...تِكرم أخي..ودمتَ ذوّاقةً لإرثِ الكبار...
أهلا بالقدير يزيد
كما توقعت تشريفك الحاضر دوما بلغتك الأدبية الرفيعة ومخزونك العامر بآطايب
أمهات الكتب وذائقتك المتفردة وإسلوبك الذي يثري ويضيف معان أكثر إشراقا
وتفصيلة أكثر إستيعابا وحضور لا يشبه إلاه كرما وذوقا وحبور
شكرا كبيرة على هذة المداخلة الرائعة
ولشخصك الكريم وذوقك العالي
كل التقدير والأحترام
بارك الله فيك
إمتناني العميق


 
 توقيع : فتحي عيسي






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47