الموضوع: ليالي الوشيل
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-17-2022, 02:53 PM
الغيث غير متواجد حالياً
    Male
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل : May 2021
 فترة الأقامة : 1110 يوم
 أخر زيارة : اليوم (03:08 PM)
 المشاركات : 317,073 [ + ]
 التقييم : 824426
 معدل التقييم : الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute الغيث has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي ليالي الوشيل











في إحدى الصباحات الندية بفصل الصيف خرجتُ من دارنا وأنا أفرك عينيَّ بشدة وبقايا النوم ـــــ اللذيذ ــــ مازالت تداعب جفوني ، حتى أشعة الشمس التي أوشكت على الطلوع لم تُقنع ذلك الكرى أن يُذهب عني ثقالته ، فالليلة التي سبقت ذلك الصباح الجميل لم نستطع أن نأخذ كفايتنا من النوم بسبب المطر ، كانت الغيوم تملأ السماء لكن رداء الليل يحجبها عن الرؤية ، أخرجنا ( قعائدنا ) بعد المغرب مباشرة من المجلس إلى ( طُرَّاحتنا ) الفسيحة وفردنا فوقها تلك الفرش العتيقة فاستلقت عليها أجسادنا المتعبة من عمل النهار ، بعد العِشاء مباشرة بدأ الوشيل في التساقط ، صاحت جدتي تدعونا إلى طي الفرش وإدخال تلك القعائد إلى المجلس حتى لا تبتل ، طبعا فشِلَتْ كل محاولاتنا في النوم داخل المجلس بسبب الحر والناموس والجو المكتوم بفعل الغيوم ، حين استطلعتْ جدتي الأمر فإذا الوشيل قد توقف ، مكثنا داخل المجلس ــــ قليلا ــــ تحسبا لعودة المطر وعندما تأكدنا أنه قد توقف تماما أخرجنا القعائد والفرش وبدأنا نستحضر النوم ، وما هي إلا فترة بسيطة من الوقت حتى عاد الوشيل مجددا فما كان منا إلا أن أدخلنا القعائد مرة أخرى ، وهكذا مضى الليل بين دخول وخروج .
واصلتُ فرك عيني بيدي اليسرى بينما استقر في اليمنى إناء معدني ، أدركتُ أنني قد صحوت وأنا اقترب من العم ( سعيد ) بائع المطبق ، كانت جدتي قد أوصتني بشراء بعض المطبق منه حسب التفصيلة اليومية الخاصة بالأسرة :
ـــــ بقرشين حالي
ـــــ بقرشين مِنَفَّخْ
ــــ بقرشين حامض
وهي كمية تزيد عن حاجة الأسرة .
عندما وصلت إلى مطبنة العم سعيد كان يتحلق حولها بعض كبيرات السن وقليل من الرجال والصبيان ، دارت بعض الأحاديث بين الجميع والعم سعيد يشاركهم أحاديثهم وهو يطرح خليط الدقيق وسط الزيت الساخن ، لم تستهويني تلك الأحاديث التي كانت تنْصَبُّ حول الوشيل في الليلة الماضية ، ولا حول بعض الأمور الأخرى ؛ لتمضية الوقت ريثما يصل إليَّ الدور ، قطعتُ حديث الخالة ( نور عَلِيَّهْ ) وهي تقول :
ــــــ البارح حصَّلنا قَلَز استغفر الله .
وأفهمتُ العم سعيد بالطلب فأومأ برأسه ، كان ما يشغل فكري كيف أن هذا الجمع لا ينتهي فبمجرد أن يذهب فرد يأتي آخر حتى تنتهي كمية المطبق ، وعندما أحسستُ أن دوري ما زال متأخرا بحثتُ عن أي شيء أتسلى به ، هنا رمقتُ ـــــ قريبا من الموقع ـــــ صبيتين تلعبان ( الحَلْي ) وقلت لنفسي : ألعبُ معهما حتى يحين دوري ، لكن لسوء الحظ كان بيني وبين تلكما الفتاتين سوء تفاهم ( مشاجرة ) حدثت قبل يومين تقريبا ، وما أن اقتربت منهما حتى أخذتا تهتفان علي :

بِسَّـــــــــهْ بِسَّــــــــــــهْ نَعلَّلاه أبوك
خلَّي امشُرطي يضربْ أبوك
بويَهْ وبـــــوكْ راحــــــوا عــــــــدن
بويَـــــهْ أجـَـــا وبـــــوكْ اندَفَــــــن

طبعا الموقف لا يحتاج إلى تفسير ولا ترجمة ، عدت إلى دوري عند بائع المطبق ، وبعد حصولي على طلبي طفقت عائدنا إلى أسرتي التي كانت تنتظرني في ( عَقَبْ ) الدار وبين ظهرانيها براد كبير من الشاي وعدد من الكاسات الزجاجية .

***
الغيث
حصري
ليالي الوشيلليالي الوشيلليالي الوشيل
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : ليالي الوشيل     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : الغيث





 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47