الموضوع: "كلاكيت"
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-30-2022, 11:37 PM
زهير حنيضل متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 382
 تاريخ التسجيل : Apr 2021
 فترة الأقامة : 1134 يوم
 أخر زيارة : 05-19-2024 (11:59 PM)
 العمر : 43
 المشاركات : 17,694 [ + ]
 التقييم : 47716
 معدل التقييم : زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute زهير حنيضل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي "كلاكيت"






{ وإني لأفكّر مليّاً:
ماذا لو سُمح لأحدنا بأحد الخيارين؛ إما استراق النظر فترةً زمنيةً معينةً من المستقبل، بحيث يطّلع على بعض أحداثه المرتبطة بتلك المرحلة دون أن يملك خيار تغييره في أوانه، وإما العودة لمرحلة ما من الماضي، مع إمكانية تغيير حدث واحد فحسب..!
ما الذي سيختاره؟
عن نفسي أقول:
ما كنت لأختار أياً من كليهما؛ فالعبور إلى المستقبل دون القدرة على التأثير، يعني أن تكون شاهد عيان -طيلة الفترة الفاصلة ما بين حاضرك وتلك المرحلة المستقبلية- على ألم مضاعف.

قد يستغرب أحدكم قولي هذا، غير أني سأبدد استغرابه بالآتي:
الانتظار -بحد ذاته من أنواع الألم- سواءً انتظرت سعادةً أم حزناً، فانتظار السعادة يجعلك تتقمص دور السعيد ظاهراً، في حين قد يكون داخلك حزيناً؛ وعليه سيختلّ ميزانك الروحي، فتجد نفسك مشتتةً ما بين سعادة تعيشها في انتظار، وحزن كنت قد تصالحت وإياه قناعةً بالحال ومقتضاها، لتجد نفسك وقد ثرت عليه رفضاً حين انفتاح منك على خطى السعادة التي تنتظرها.
وانتظار الحزن حزن أعظم، فلو كنت سعيداً لأفسد عليك لحظات سعادتك؛ لأنك تدري أنها إلى انقضاء، فالفصل للخواتيم لا للبدايات، وإن كنت حزيناً، فتلكم مأساة لا حدود لها؛ لأنك ستفقد الأمل الذي تحيا عليه بانفراج الحال.
والعودة للماضي، مع قدرة التغيير في حدث واحد، تفتح عليك – من أوسع الأبواب – مدخلاً لمتاهة لا قرار لها من الاحتمالات.
ذلك التغيير كالعبث بشريط للحمض النووي لكائن ما، فاستبدال مكون بآخر قد يقود لفواجع لا حسبان لها، فأنت كمن يمشي معصوب العينين على شعرة تفصل بين جبلين شاهقي الارتفاع، وأدنى خطأ منك يعني السقوط، ولك أن تتخيل مقدار الشد العصبي الذي ترزح تحت وطأته.
وعليه، فالقناعة بما سلف وبما سيأتي، تضمن لك – بوازع الإيمان باليقين – أن تحيا تحت سقف مشيئة الله النافذة على الأكوان جميعاً، دون أن تهمل أنك أنت الراسم لدربك بخطاك باختيارك، لا فرضاً عليك، فقد هُديت النجدين فشئت تحت سقف مشيئة الله}.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


و اتكاءً على هذا المقال الذي كتبته عام (2017) تحت عنوان" الحمض النووي للحياة", أجد المدخل إلى سطور الحرف_ هنا_ حيث الأمنيات و تناقضاتها, و المشاعر و الأهواء و سجالها, و الحروف و أحوالها..
و ما منا من لم يكتب_ يوماً_ ليأتي عليه يومٌ ؛ فيتمنى لو أنه لم يكتب, أو _ على أقل تقدير_ لو أنه يستطيع تغيير بعضاً مما كان من حرف!
من هنا, يأتي " كلاكيت" ليتيح الفرصة للممحاة, لتمارس هوايتها في التعديل _الجزئي أو الكلي_ لما كان من أمر الحروف حينها.
ليس ردّة عمّا كان؛ بقدر ما هو استدراكٌ أو إضافة, و من يدري؛ لربما تأكيدٌ يزيل عن لحن الحديث ما قد التبس حينها من تأويل فشرود بين دهاليز المعنى.
حصرية الحرف لصاحبه, كتابةً فممحاةً فتعديلاً, و لا مجال للاستعانة بما كان من نتاج الآخرين.
و الضمير رقيبنا على الحصرية, و هو أعلى سلطة رقابة قد تواجه الإنسان.


للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : "كلاكيت"     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : زهير حنيضل






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47