رد: شيئ من ذاكرة الزمان والمكان 1
أتذكر ذلك الموقف الذي جعلنا نبكي كلما تذكرناه لتلك الأم الثكلى التي تحمل صغيرها تحت يدها في قطعة من الجلد والصغير ينشج بالبكاء من الجوع
والطفلة الأخرى التي لايتجاوز عمرها الخامسة او السادسة قد جلست تراقب العابرين على جانب الطريق لربما احدهم يعطف عليها فيمنحها كسرة من الخبر البارد ليمر بها لاحقا ذلك الغريب الغربي الذي جفلت منه الا انها عادت حينما فتح شنطة الجلد التي يحملها خلف ظهره فيمد لها قطعة من البسكويت الذي جلبه معه من بلده ليقدمه لطلاب العائلات التي ترسل أبنائها للتعلم فتفرح تلك الصبية وكأنها ملكت الدنيا بحذافيرها وتلمع من بسماتها تلك الاشراقة الأنيقة رغم سغب عيشها والأم هناك تجمع بقايا الاكل الذي تركته أحد الجمعيات التنصيرية خلف الخيام وتهدهد الصغير وبعد أن جمعت شيئاً من بقايا الطعام جمعت معه اوراق الشجر ودقته واكلته ونادت طفلتها فتناولن الطعام وجلسن في كنف الصفيح الذي يثير الصخب أن حركته الرياح ويجعل الاحساس بالبرد مضاعف فتضم تلك المكلومة صغيريها وتلتحف برداء البتو المصنوع من الصوف .
هنا سأتوقف لبعض الوقت وأعيد ترتيب أفكاري وأعود فلدي الكثير والكثير
لنبحر في ذاكرة الزمان والمكان .
|