السلام عليك سيدي
وعليك السلام شهرزاد
اشتقت لك كثيراً
افتقدتك كثيراً شهرزاد
تعالي يا زاد شهوري وأيامي واقتربي من هذا القلب المرابط في حديقة الحنين
ما بك الليلة مولاي؟
لا شيء يا شهرزاد سوى بقايا من عناد
أنا بين يديك يا أشهر شهريار بين الملوك

سأحكي لك الليلة يا شهرزاد
ماذا ستحكي يامولاي؟
ساحكي لك عن شخص إنسان لم يذكره التاريخ

أحد العابرين بلا هوية وأحد المارقين بلا مرجعية

من يكون يامولاي؟
هو رجل حين خيروه بين الموت والحياة اختار الموت

وحين خيروه بين الوطن وساكنيه اختار حُزن المنافي
اختار أن يعيش على ذكرى ابتسامة أمه لحظة الفراق
وصوت حبيبته خلف الهاتف كلما لاحت له فرصة سماعها من جديد
رجل لا يرى من بلاده غير صورة على جوجل ايرث كي يحظى بفرصة
أن يتابع تطور قريته القديمة كلما ذهب به الشوق إلى حيث أحلامه الموؤودة
حتى شجرة الجُمِّيز الكبيرة في مدخل القرية لم يعد يراها
اقتلعتها البلدية حين قاموا برصف وتوسعة الطريق
مع أنهم كانوا يستطيعون تفادي قتلها لكنه الغباء البيروقراطي القديم
اقتلعوها واقتلعوا معها ذكريات لا تعد ولا تحصى ولو كتبت في الف صفحة لن تكفيها
تلك الشجرة لها عليه دين من ثمارها الجميلة بعد كل صباح كانت تمثل له مكافأة الصبر
على تحمل ذلك الشتاء البارد وظلمة القرية كلما انقطع التيار الكهربائي
هو رجل ياشهرزاد كلما كتب في وطنه قصيدة يظنها الجميع حكاية عشق جديد
وكلما رسم صورة امرأة يرمونها بالحجارة في ساحة الرجم الكبيرة
رجل تعلم أن يحب وأن يمنح بلا مقابل ولا مبالاة حتى لو لم يعذروه
اييييه ياشهرزاد....
للحكاية رواية أخرى
وللكلمات ترتيب مختلف لم يعهدوه من قبل في إحدى الروايات
الكارهون والجاهلون متساوون ياشهرزاد
والمارقون والهاربون مثله لا يرغبون بوطن يسحق الشعر لأنه ينتقد الحاكم

ويقتل طفل حين يبتسم وامرأة حين تزغرد بالمساء
ومن يصوبون سهامهم نحو نجمات السماء فقط لأنها تضيء
وفقط لأنها تسبح بالعلياء
الناطرون لهطول المطرثم ينكرون وجوده لن يهبون الورد على شرفتك قطرة
من عطايا السماء حتى لو كانت الماء

ولن يتركوا شمعة غرفتك كي تحترق لأجلك لو استطاعوا
حتى الأموات لو علموا بحالهم لنازعوهم على ذلك الهدوء
ايييييييييه يا شهرزاد
مرة أخرى حديث النفوس يجذبني ويكاد يقتلني

ما الذي يقتل هنا يامولاي؟
الذي يقتل أن نعيش في غربة بينما نحن بين من نحب ياشهرزاد




انتظري
انتظري
انتظري


بالغد أكمل الحكاية


من حكايا الشهرزاد


محمد حجر