عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-2021, 06:56 AM   #5


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,944 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: قِبلة الحرب وقُبلة الحُب وحُزن المنافي





ek:
‏في زمنٍ ما، كانت السماء تقرأ ما أكتب كان ملاك الرحمة يزور حينا كل ليلة كنتُ الكاتبة المفضلة للمتألمين في السّماء هم يسرقون لي خبزاً ونبيذاً وأنا أكتب لهم قصيدة عن الموت كنت لهم أنثى الحب والحرب حتى قامت الثّورة اتهموني بعدّة تهم بأنني تسببتُ في مقتل العديد من النّساء الحوامل فتحت جرة الغاز، ثم أشعلت سيجارة لأنني ( لا أنتمي لأحد غيرها ). ولأنّ السماء تستمع لكل القصص أخرجوني من بيتهم لا يريدون رؤيتي فأنا قاتلة فاشلة محتالة بدأتُ أكتب في ( الأزقة المظلمة ) أكثر مكانٍ منبوذ لا يحبه القراء ولا حتى النّقاد أخبئ هناك القصائد ( لأنها ) المكان الوحيد الذي ( اعتبره خزينة الأيام التي ) فعلتُ ( لأجلها ) كل شيء؛ لأكون واحدة منهم فصرتُ أقرأ ما يكتبه الجميع وأنثره خلسة حينما أكون في ذلك المكان، مثلما ننثرُ الدّمع من أعيننا سرّاً وقت الوحدة. فكرّتُ دائماً بطريقة جديدة أتصالح فيها مع السماء والشجر والهواء، مع البشر ومعي شخصياً، لكنني كنتُ أُطرد مثل قطة جائعة، هل كان يجب أن أفعل أكثر من ذلك؟ أحملُ في حقيبتي أوراقاً تحتوي على الكلمات لا شيء فيها غير قانوني أو ضد النّظام كل ما فيها: تعب، تعب، تعب. لا حكمة في العدالة، غير الحطام والألم المتكرر والتّعاسة الإضافية. فيما بعد .. أيقنت تمامًا أن العلاقات تنتهي بكلمة واحدة وأن الأشياء التي تنكسر لن تُصلحها الأعذار وأن لحظات السعادة التي تفوتنا لن تعود إلينا. هذا ما قالته الأيام: تبحثين عن علاج لرأسك وهو يبحث عن شاربٍ للحية للوقت، تبحثين في الورد المختنق في مزهرية الغياب عن معنى الهدايا وعن سبل رعاية الجثث وما تخلف من الربيع بين تجاعيد وجهكِ عن أثر للودائع المنتهية في حلقكِ بينما الغربان ترافق نعاسه في نزهة يومية إلى قبو الذكريات. تبحثين بين صوركِ عن تلك الأشياء التي ظفرت بابتسامتكِ بينما الآخرون يلعقون جروحكِ ويضيفون إلى كآبتكِ الخل والثوم يبحثون عنكِ في كل مكان وفي اللامكان عند شرفة تقف على مسافة من نواحكِ المختنق وصرير أضلعكِ عن مرايا تتقبل غيابكِ وعن الغفران الذي يتوارى حين يسعل أو يتسمم بالبكاء، قديمًا كان هناك باب يطلّ على بيت من بعيد كانت ثمة جدران تحيط بالجميع وشجرة ( تتكأ عليها ) السماء وتؤمّن مسارًا لعصافير مازالت تغرّد في ذاكرتها كي تنجو من ( حصار ) القفص. قديمًا كان هناك حكمة من استمالة الخوف وضمادة أعشاب تطّيب خاطر الجُرح ويد تمسك الألم من أذنيه كتلميذ خائب وتذنبه حاملًا حقيبة فروضه على باب القلب، قديمًا كان للأمل جريدة قومية لا نملّ من قراءتها. الآن نخاف أن نغلق الباب أو نفتحه، غير واثقين في الضوء والصوت الآخر الذي يتسرب إلى حناجرنا ويحدثنا عن روائح أليفة سقطت لتوها في الشوارع ثم ماذا تبقّى منّا يا محمد بعد الحروب غير المنافي وأحلامها نبحثُ فيها عن وجهنا الحقيقي لأنه يستحق الفرح حتى وإن خانتنا
( النهايات )
, وحدنا نحدد مسارنا حينما نخطئ الطريق، نختار وجهة أخرى بعيداً عن الأشياء التي ولّت وكل الأشياء التي نعلم مسبقاً أنها ( ستحد منّا ) يوماً ما... لأن الأيام ببساطة تسير على نفس المنوال !!

( سطورك ) يا محمد وصفة شهية للشمس، أزل الستائر والشبابيك حتى يعبر ضوؤك لينير بصيرتك
( بلا ضجيج يتسلل من ) ثقب مفتاح الحياة!
( فالحروب التي تتحدث عنها والمنافي التي تصفها هي حياتنا التي تخبرنا عنها فصولك، فنحن كبشر من طبيعتنا أن نتكيف حسب متطلبات قلوبنا، والزمن لا ينسى إلا من أراد أن يتوقف في نقطة ما معه دون أن يجاري عجلته التي لا تتوقف .. مودتي وريحان يا صاحب السطور التي تنطق )



 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 12-10-2021 الساعة 12:40 PM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47