عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-26-2021, 10:39 PM
حسام الدمشقي غير متواجد حالياً
Syria    
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 470
 تاريخ التسجيل : Aug 2021
 فترة الأقامة : 1021 يوم
 أخر زيارة : 08-27-2021 (08:15 PM)
 المشاركات : 5,120 [ + ]
 التقييم : 23375
 معدل التقييم : حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute حسام الدمشقي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي • • حبيب الروح • •











حبيب الروح

كان يوماً قاسياً فيه فارق عميد العائلة الحياة
هذا الرجل الذي كافح من أجل ولدين وابنة
بنى بناءَ خاصاً جمع الكل فيه حتى تبقى الألفة والوئام
وأسس شركة تجارية حتى يبقى الإخوة شركاء
وحتى ابنته منحها منزلاً بنفس البناء حتى تبقى بالقرب منه
ومنذ أن صرخت رولا صرخة الولادة أعلنها الجد خطيبة لابن عمها معاذ حفيده الأكبر
كعادة الدمشقيين القدماء
أراد أن تتعمق أواصر القربى بين العائلة أكثر وأكثر
هكذا كانت أحلامه وطموحه خلال ثمانية عقود عارك من خلالها الحياة
ودعت العائلة الجد وحملته إلى مثواه الأخير وسط جمع غفير وحزن عميق

كان أثناء ذلك معاذ يتابع تخصصه وحصوله على شهادة البورد الأمريكية في الأمراض القلبية
وكانت رولا تتمناه بجانبها في هذه الفترة حيث هو أقرب الناس إليها كيف لا وهي منذ أن خرجت إلى الحياة لا تفكر إلا به وهو زوج المستقبل بقرار الجد
وهي كانت سعيدة بهذا القرار ولم تعتبر الأمر فرضاً بل هي أحبته بكل جوارحها وبادلها نفس الحب وأكثر


وتمر ستة أشهر ويعود معاذ وقد نال الشهادة وقررت العائلة أن تقوم بخطبة صامتة وتتم مراسم الزفاف بعد مرور عام على وفاة الجد
لم تسعد رولا بعودته بقدر ما أسعدها إخلاصه لها فهو لم تغريه بنات الغرب قاطبة وعاد إليها بكل شوق ولهفة

وإعلان الخطوبة يسمح لها بلقائه أكثر وأكثر وهي ترافقه في بناء مستقبله حيث أسس مركزاً طبياً وقد قررت العائلة أن يقيم العروسان في بيت الجد مع الجدة
حتى تبقى العائلة كلها مجتمعة في بناء واحد ورحب جميع الأطراف بهذا القرار
تتوالى الأحداث والحب يكبر والسعادة تزيد ويود كل منهم أن يقتص من الزمن ما تبقى من أيام الانتظار


يمر العام وهذا اليوم هو يوم ستجتمع كل العائلة في منزل الجد لتوزيع الميراث والحصص كما اتفقوا من قبل
كان محامي العائلة حاضراً وبدأت الجلسة وقد جهز العقود بما يتناسب مع الشرع الذي يخص مسائل الميراث
أعطى نسخاً من العقد للأخوة حتى يتم قراءتها والتوقيع عليها

هنا انتفض أبو معاذ غاضباً كيف تكون حصتي مثل أخي؟
أنا من تعب أكثر وأنا حرمت من التعليم ومنذ كان عمري خمسة عشر عاماً وأنا مع والدي وحتى الآن فأنا أقوم بكل شيء بشكل فعلي
بينما أخي أتم دراسته الجامعية ثم التحق معنا بالشركة
استغرب الأخ تصرف أخاه الأكبر فهذه المرة الأولى التي يشعر بها بتفرقة من هذا النوع وعلى عكس نشأتهم وما بناه والدهم وزرعه في نفوسهم
رفض المحامي كلام أبو معاذ بحجة أن هذا الكلام متأخر وأنه كان عليه أن يطالب والده في حياته بقسط أكبر من نصيبه في الشركة
وقال أنا لست على استعداد إلا أن أكون منطقياً وضمن الشرع وإلا فاختاروا غيري لهذه المهمة وهذا أمر رفضه والد رولا
فما كان إلا من أبو معاذ إلا الهجوم على أخيه وضربه وشتمه وكانت مشاجرة كبيرة اجتمع على أثرها أغلب سكان الحي

وكانت بداية فراق الأخوين وانهيار الوئام بين العائلة وانقسامها وإجبار معاذ على إلغاء ارتباطه بابنة عمه رولا وهنا كانت الكارثة

كيف تسارعت الأحداث ووصلت إلا ماهي عليه أمر لم يحتمله عقل رولا وخارج كل حساباتها كيف دخل الشيطان واخترق جدران هذا البناء وحطم كل شيء
وتحولت القضية إلى المحكمة وقرر أبو رولا أن يتفادى الشجار فابتعد واستقل في منزل بعيد حيث وجودهما في بناء واحد بات مستحيل
ورأفة بابنته التي باتت وكأنها مصابة بانهيار عصبي

تحولت رولا إلى مجرد جسد قلبه مدمى بلا روح وعقل مشلول عن أن يصدق هول ما حدث ومعدة تكاد تكون خاوية إلا من حبوب المسكنات والمهدئات
ومعاذ لم يجرؤ نهائياً على الاعتراض على قرار والده فرغم غربته لا زال شرقياً يعترف بأن الأب هو السلطة العليا ولا مجال لإغضابه

واندثر الأمل البسيط لدى كلاهما بأن تنتهي هذه الزوبعة لكن للأسف كانت عاصفة اقتلعت جذور المحبة من قلوب العائلة كلها
وذات غروب خرجت رولا إلى الحديقة متثاقلة الخطوات ولمحت ذلك المنظر فاستغرقت في غيبوبة فكر وعادت إلى غرفتها
جلست خلف مكتبها وأمسكت بورقة وقلم وكتبت له آخر رسائلها

يا حبيب العمر
عندما بدأت الشمس تحتجب هذا اليوم معلنة غروبها كانت ملامح وجهك منقوشة على الشمس يا حبيبي
كيف لا وأنت دفئي والضوء والشعاع وكل شيء
وأيقنت بأن الشمس حتى لو غربت تخلف في السماء مشهداً بديعاً
هكذا أنا يا حبيبي سأرحل مع الشمس وسأعانق الليل دون ضوء ودون دفء
وسأظل في حلم علّه يهديني إليك حتى يأذن الله وتشرق في حياتي ذات فجر
التوقيع:
فراشة كان اسمها رولا لا تدور إلى في فلكك يا حبيب الروح


HOSAM
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : • • حبيب الروح • •     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : حسام الدمشقي





 توقيع : حسام الدمشقي


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47