منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   قناديـلُ الحكايــــا (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   إلا كبريائي ...قلمي (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=6150)

سماآآآآء 09-26-2021 07:43 PM

إلا كبريائي ...قلمي
 
نظرات أمي القلقة بعثت الرعب في أعماقي والعاملة المنزلية تخبرها بأن زوجة عمي تنتظرها في الصالة ..
همست أمي :
في هذا الصباح الباكر !!
عسى الأمر خير ..
لم أتعود التنصت ولكن القلق والخوف الذي ظهر على وجه أمي جعلني أقف خلف تلك الزاوية وأرخي السمع ..
تناهى إلي صوت أمي حياك الله أم عدنان ..
نوف ستحضر القهوة بعد قليل ...
وكأنها تستحثها على الحديث
صوت زوجة عمي الذي يبدو متعبا
وهي تقول لست أعلم ما اقول :ياأم فهد؟! ..الله وحده يعلم مدى حرجي منك ..منذ فترة وانا وأبوه نحاول .. هؤلاء الشباب لايستمعون لأحد ..
أمي صامتة وتهز رأسها بمعنى أكملي !
واصلت زوجة عمي : والله ياأم فهد ..خطبنا لعدنان أخت صديقه ..
كان يريدها من فترة واحنا محرجين منكم لأن عدنان لنوف من وهم أطفال
لكن ..!!
همست نوف أفزعتني وهي تقول :
عيب عليك تتجسسي وهي تبتسم ..وتحمل صينية القهوة ..
وبهدوء دخلت لتقديمها لزوجة عمي ...
وأمي تقول الأمر عادي ولا عليك ..
نظرت زوجة عمي لنوف وهي تقول ياليتك كنت من نصيبه لكن ...
عادت ابتسامة نوف وهي تهمس الحمدلله ياعمه والله أنا ماكنت عارفه أكسر كلمة أبوي.. إلا عدنان طول عمره مثل أخوي ..
أنتهي الموضوع وحدد زفاف عدنان ..
طوال تلك الفترة كنت أحاول البحث في وجه أختي نوف عن أي تعبير ..
لكن لا يوجد ..
تذهب لجامعتها وتعود ..
مرة واحدة كانت شاردة وحين سألتها مابك ؟
ابتسمت كعادتها وقالت : آمل أن تكون تلك القصة قد ذهبت أدراج النسيان فأنا لا أحب حديث الآخرين حولها ..
قلت لها أطمأني فلا أظن أحدا يتحدث عن هذا الموضوع ..
في زفاف عدنان كانت نظرات كثيرة منصبة حول نوف ..
وهي مبتسمه وتشارك في إستقبال الضيوف ..
والحفل والضيافة ..
حتى نص أهل العريس ظنوا أنها أخت المعرس
وأنتهى الحفل وعدنا للمنزل ..
شيء بأعماقي يخبرني أن نوف تخفي أمرا موجعا .. ووجعا عميقا
لأني أعرفها جيدا .. ولكن قسمات وجهها تخفي أي مشاعر
هكذا منذ طفولتها وهي لا تحب أن يشاركها بشر وجعها ..
احساسي بها لا يخطأي كيف لا وهي شقيقتي الكبرى...
سألتها نوف هل تريدين قول شي ؟
ابتسمت وهي تقول متعبة وأريد النوم أقفلي الباب من خلفك !!
كشرت بأسناني وانا أقول: طرد علني
وغادرت إلى غرفتي..
وماإن تهيأت للنوم إلا وتذكرت جوالي
نسيته بغرفتها ..
دخلت بهدوء كي لا أزعجها ..
فإذا بصوتها تنتحب ..!!
كانت نوف تبكي لأول مرة تبكي نوف !!
الإبتسامة التي عرفت بها منذ طفولتها ...
أقتربت قليلا واحتضنتها لم اتحدث ولم تتحدث كانت تبكي وتبكي ..
وأنا ابكي بصمت ..
هدأت قليلا ثم بدأت تتحدث :منذ طفولتي وأنا أسمع عدنان لنوف أرتبط بذهني أنه لي .. أرتبط به قلبي منذ أن نبض
صوته ..صورته ..كل شيء ..
لم أفكر يوما كيف يشعر تجاهي تخيلي !
حتى تلك الهدايا التي كانت تحضرها زوجة عمي ..لم أسأل نفسي يوما لماذا لا يحضرها هو ؟!
كنت أغرق فيه بصمت دون أن أترك لنفسي أي مجال للتفكير والسؤال !!
ثم أنخرطت في بكااااااء عميق وكأنها تود إفراغ طاقة عميقة من الوجع والألم
بداخلها ..
خيم صمت وهي مازالت تبكي ..
لم أقاطعها فأنا أعرف نوف إذا قلت: لها أكملي أو نظرت بعينيها
تصمت ولا تتحدث ..!!
دائما أحاول الإنشغال وكأني لا أسمعها حينها تتحدث بحرية ..
عادت للحديث تخيلي يانغم ..كل تلك السنين وهو يشوفني مثل أخته ..
قبل أيام كانت تحكي لي بنت عمي تقول :من زمان وكل مايفتحوا أمه وأبوه معه الموضوع يقلهم أشوفها أختي ..
المفروض تكلموا ..
أو هو تكلم ..!!
تذكرت الخطاب الا تقدموا لنوف وكل مره وأمي تخبرهم أنها مخطوبة لولد عمها ..
وزوجة عمي تحضر الهدايا بكل مناسبة لنوف خطيبة عدنان !!
يااااه لماذا كل هذا أيها الكبار
وماذنب الصغار يتحملوا نتيجة خطأكم؟!

أذن الفجر ونوف بحضني كطائر غريق ينتفض ..
بقيت لفترة أرقب تصرفاتها وهي شامخة وتبتسم
حتى حين مرضت ولازمت الفراش لفترة بقيت
بكبريائها الصامت الذي عرفت به نوف
.
.
.
هاأنا ذي أتذكر تلك الليلة وأنا أحمل طفل نوف بين يدي
الطفل الثالث بعد بنتين ..وأنا ابتسم
لنظرات زوج نوف الشغوفه بزوجته وكأنه لازال في أوائل عرس ..

.
.
.
الأحد
26 سبتمبر
سماآآآآآآآء

النقاء 09-26-2021 08:15 PM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
ماشاء الله تبارك الرحمن

الله ياسماااء

كأني أمامك في مقهى وتسردين تلك القصة

رحت معاك وشاركتك جميلة السرد يا غالية

الله عز وجل أكرمها بزوج آخر
وكانت من نصيبه لو انها تزوجت وهي تعلم النفور بين القلوب
بتعيش بتعاسه دائمه ولن يكن بينهم محبة وألفه

هكذا الحياة لاتوخذ الا النصيب منها

والكبرياء هو جميل في مثل هالامور

رائعه كثير وسرد ممتع وجميل

عشتي ياسماااء النسمة والنور



شكرًا شكرا لروحك الجميلة هناااا

النقاء 09-26-2021 08:16 PM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافاة تستاهلين اكثر واكثر

تقديري لحرفك ومكانك …..

وسم 09-26-2021 08:21 PM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
تلذذت بالقرأه
رائعه
نص جميل من أول
الشطر لأخره

دام مدادك
وعاش نبضك

فرح 09-26-2021 08:35 PM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
لم يكن هادئ هدير حكايتكِ
وذو نفس عميق
سردك مدهشه ومزدان بالاحساس الرقيق
يال جمالكِ ياسما fl

نبيل محمد 09-26-2021 08:46 PM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
قصة تستحق الاهتمام

لأنها تشكل إحدى اللبنات الأساسية للأدب

فلقد اكتملت عناصرها بجدارة

كما أنها تضع القارئ أمام تصور ملم للظروف التي تعيشها الفتاة التي لا خيار لها أبدا

ثم إنها فرصة لاستطلاع الطريقة التي تتم بها تهميش المشاعر في مراحله المبكرة دون أي تقدير

الكاتبة القديرة سماآآآآء

استطاعت أن تكون واحدة ممن أخرجوا الهم المجتمعي إلى الوجود بصورة رائعة ومشوقه
خالص إعجابي وتقديري



البتول 09-27-2021 03:55 AM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
لا أخفيكِ يا سماء بأني عشت عمري مع هذه القصه
منذ كنت طفله وجميعهم يقولون حلا لعامر وعامر لحلا..
كان شعورآ جميلآ لا يزال يسري في عروقي حتى هذه اللحظه.. الى أن تداخلت قصة أخرى بمشاركة ابن عم لي آخر مضاربآ على عامر بأنه يريدني.. واختلفت الآراء والقيل والقال واختصر أبي الموقف بأن حلا لن تتزوج أي قريب...
سافر عامر ليكمل دراسته العليا خارج البلاد.. وما زالت قلوبنا معلقه ببعص رغم استحالة ارتباطنا..
لنثبت للعالم بأن هءيان الآباء والأهل في الطفولة يبقى راسخآ في قلوبنا لا يعيشون وجعه معنا...
الحمدلله ان عوض اختك زوجآ خيرآ من ابن عمها
سرد جميل وضعتي فيه اصبعك على جرح نازف وعادات وتقاليد ما زالت متواجدة حتى اللحظه

تيم الله 09-27-2021 05:47 AM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
لا سامح الله عدنان لا سامح الله عدنان

زائرُ الفَجر 09-27-2021 11:07 AM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
وكم من نوفٍ وعدنان
في مُجتمعاتنا
وكأن القُلوبُ ربَطت منذ الولادة

سردُ ممتع ورائع

الصولجان 09-27-2021 12:53 PM

رد: إلا كبريائي ...قلمي
 
..


من قلب اتمنى العادات ذي تختفي ..
اتمنى كل بنت تختار وتحب شريك عمرها
الزواج عمر مو يوم وليله مو فستان البسه
واخلعه متى ما ابغى

اتمنى العادات ذي تندثر وكل شخص يختار
اللي يحب واللي يتمنى ونعيش
كنساء بسعادة واختيار …

اتمنى بنتي بكره تختار شريك حياتها
بقناعه فعلا


الساعة الآن 12:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47